روايه متزوجه
أكيد بدمره قبلها
إبتلعت بهيرة ريقها بصعوبة تشعر بالتوجس من مقصد يحيي من كلماته لتمتزج مشاعرها بالغيظ أيضا لهذا التحذير المبطن لهالتتحاشى نظراته بينما قالت رحمة
طيب أقعد يا يحييإنت واقف ليه
نظر إليها
يحيي قائلا
رايح مشوار مهمهخلصه وأرجعلكمش هتأخر
أومأت برأسها بإبتسامة قبل أن يعتدل مغادرا ليوقفه صوتها الحنون وهي تقول
إلتفت إليها لتستطرد قائلة
خد بالك من نفسك
ياحبيبى
إبتسم لها وهو يومئ برأسه ثم إبتعد تتابعه عيناهالتقول بهيرة
شكلك بتحبيه يارحمة
نظرت إليها رحمة قائلة
بحبه أوى ياماماهو عوض الدنيا لية عن كل حاجة وحشة مريت بيهاهو سندىحياتى ولو بعد عنى أموت
عقدت بهيرة حاجبيها تفكر فى جملتها الأخيرة لتعود فتنفرج أساريرها وهي تقول فى نفسهاهراء ما قالته رحمة فمن ذا الذى ېقتله الهجران ستنسى يحيي مع مرور الأيامنعم ستنساهفالفراق آتلا محالة
إهدى يامرادالمهم إنها كويسة وبخير
قال مراد پألم من وسط دموعه
كويسة فين بس يايحييدى فاقت من شوية ومجرد ماعرفت بإجهاضهاجالها إنهياروإدولها حقنة مهدئةأنا عارف شروقموضوع زي ده هيأثر فيها أوى دى أرق من النسمة
إنت موجود جنبها هتعديها من أي حاجة ممكن تأثر عليهاإنت سندها يامرادوالسند بيكون وقت الشدة
خرج مراد من حضڼ أخيه وهو يكفكف دموعه قائلا
أمسك يحيي يده
قائلا فى حزم
إنت أدها وأدود ياإبن صديق الشناويمفيش حاجة ممكن تهزك أو تكسركواللى بيحصلك بيقويكوعمره ما يضعفك
نظر مراد إلى عينيه لثوان قبل أن ينتقل عزمه وإصراره إليهليقول بحزم
معاك حقولاد الشناوي يقفوا قصاد الريح
إبتسم يحيي قائلا
هو ده مراد أخويا اللى أنا أعرفه
نظر إليه مراد بإمتنان قائلا
أنا مش عارف من غيرك يايحيي كنت عملت إيه فى حياتىإنت سندى ياأخويا
ربت يحيي على يده قائلا
وإنت سندى
ليقول مراد وقد ظهر الإصرار على وجهه
بس لازم أنتقم من اللى عمل فيها وفية كدةاللى حرمنى من طفلى و كان هيحرمنى منها لازم أنتقم من اللى ضربنى فى أعز شئ فى حياتى يايحيي
ربت يحيي على كتفه قائلا بعيون إمتلأت بالقسۏة وهو يقول
اللى عمل العملة السودة دى مكنش يعرف إن شروق تخص عيلة الشناويوإلا مكنش عملهالإن عملته دى عندنا بتبقى تار وردها پالدم
لينظر إليه مراد قائلا بعيون امتلأت بالألم
بس اللى عملها عارفنا كويس وعارف طباعنا وعوايدنااللى عملها مننا يايحيي
لينظر إليه يحيي وقد توجس قلبه خيفة من مقصد مراد ولكنه كان مضطرا لسؤاله قائلا
قصدك مين يامراد
قال مراد بكره شمل حروف كلماته
هقولك يايحييهقولك
قالت بشرى بعصبية وهي تغلق هاتفها
الباشا بتصل بيه مبيردش عليةقاعد جنب الهانم طبعا
قال مجدى وهو يتثائب
أكيد يابشرىمش مراته
إتسعت عيناه وهرب النوم منهما وبشرى تهدر پغضب قائلة
بس متقولش مراته
ليعتدل قائلا وهو يحاول ان يبدل الموضوع
طيب إهدىوقوليلىإنتى مالية إيدك من اللى إسمها بهيرة دى
نجح بالفعل فى تحويل إنتباهها من شروق إلى تلك الفتاة الأخرى والتى تمقتها بشدة لتقول بشرى بسخريةوهي تشير إلى إصبع يدها البنصر
بهيرة بقت زي الخاتم فى صباعىدى ست ميهمهاش إلا الفلوسإنت مشفتش بصت للمبلغ اللى إديتهولها عشان تجيب لبس تحسن بيه مظهرها إزايوكأنها مشافتش فلوس من زمانوأكيد دلوقتى بتحلم باللى لسة هتاخده منىصحيح هي طماعة وطلبت كتير بس مش مهمأهم حاجة تنفذ
اللى قلتلها عليهوساعتها هديلها اللى هي عايزاه
كان مراد يجلس فى حجرة شروق يتأمل پألم ملامحها الجميلة التى غطتها آثار الضړب ولكنها فى عيونه تظل جميلةتحمل روحها ورقتها مهما تشوهت أغمض عينيه على دموع غشيتها لتسقط من عينيه الدموع تنعى ألمه لما حدث لها بسببهلقد أصر على البقاء لوحده رافضا وجود نهاد ومصرا على رأفت كي يوصلها للمنزل ورافضا عرض يحيي بالبقاء معه أيضافهو يعرف أن شروق لن
تحب أن يراها أحدا بهذا المظهر عندما تفيقحتى هو ولكنه سيقنعها أنها فى عيونه جميلة الجميلاتتسلل إلى مسامعه صوت حبيبته وهي تقول بهمس حزين
مراد
ليفتح عيونه ويرى عيونها العشبية التى يعشقها تتطلع إليه پألمليقول فى لهفة
شروق حبيبتىحمد الله على السلامة
نظرت شروق إلى دموعه لتقول بحسرة
أد كدة شكلى صعب يامرادحتى إنت مقدرتش تتحمله وغمضت عنيكوكمان بتدمع
ثم ينظر إليها قائلا بعشق
لو كنت غمضت عينية أو دمعت فمن ألمك اللى بحسه جوايا ياشروقشكلك إيه بس اللى مقدرتش أتحمل إنى أبصلهدى شوية كدمات ومع الوقت هيروحواولو حتى كان وشك مټشوه ومش هيرجع طبيعى تانىمكنش برده هيهمنىأنا لما ببصلك بشوفك بقلبى مش بعينية ياحبيبتىقلبى اللى بيعشقك بكل نبضة فيه
نظرت إليه بحب تستشعر الصدق بكلماتهولكن مالبث أن ظهر الحزن على ملامحها وهي تقول
طب ملامحى وممكن ترجع يامرادلكن إبننا هنرجعه
إزاي
وهو يقول بحنان
كل شئ فى الدنيا يتعوضكل اللى راح ممكن نعوضهلكن لو كنتى إنتى اللى روحتى منى كنت هعمل إيه ياشروقحبيبتى أنا من غيرك مقدرش أعيش
نظرت إليه شروق بعيون تغشاها الدموع قائلة
وأنا كمان مقدرش أعيش من غيرك يامرادبس
وضعت يدها على بطنها المسطحة قائلة
اللى حصل مش سهل علية يامراد طفلنا أخد منى روحى كان جزء منى ولما راح مبقتش أحس جوايا غير بالفراغإنت متعرفش الطفل ده كان بالنسبة لى إيهده كان أملحياة جديدةدنيا فاتحالى دراعاتها وبتقولى خلاص مبقتيش وحيدة ياشروق
قال مراد بعتاب
وأنا روحت فين بسمن اليوم اللى إتجوزتك فيهمش بس اليوم اللى إعترفتلك فيه بمشاعرىكنتى خلاصمبقتيش وحيدة ياشروقأنا جنبك ومعاكى فى كل حاجةعلى الحلوة وعلى المرة أما موضوع الطفلفالدكتور قاللى إنك ممكن تانى تحملى بس مش قبل ست شهور
أشاحت شروق بوجهها فى ألم وهي تقول بصوت متهدج
ممكن آه وممكن لأمين عارفهقدر أحمل تانى ولا لأ
مد مراد يده وأمسك ذقنها يعيدها لتنظر إليه مباشرة يقول فى تصميم
هنستنى الشهور دى وبعدين هنحاول ياشروقوصدقينى ربنا هيعوضنا خير ياحبيبتى
نظرت إلى عينيه بأمل ليبتسم لها مشجعاوهو يقول
خلى أملك فى الله كبير
تسللت إبتسامة إلى شفتيها وهي تقول بإيمان تسلل إلى قلبها
ونعم بالله
الفصل السابع والعشرون
كان يحيي
واقفا فى شرفة حجرته يعقد حاجبيه بضيق وهو يتطلع إلى الأفق البعيد حين ومالت برأسها تسندها على ظهره تخرجه على الفور من حالة الضيق التى تعتريه وتحيطه بحالة من السلام النفسي وهي تهمس قائلة
حبيبى بقاله ساعة بعيد عنى ليه
تنهد قائلا
حبيبك ميقدرش يبعد عنك ثوانى يارحمة
ومين بس يقدر
يبعد عن روحه ياأغلى عندى من روحى
إبتسمت قائلة
كلامك حلو أوىبيدوبنى يايحييتعرفأنا بقى عندى إدمان إسمه كلام يحيي الحلولازم كل يوملأ كل ساعة وكل دقيقة أسمعه
قرص وجنتها بخفة قائلا بلهجة ذات مغزي
كلامى بس اللى حلو
أطرقت برأسها فى خجل قائلة
نظرت إلى وجهه الذى تشرقه إبتسامته أما ضحكاته فتجعله ساحرالتجد نفسها تقول دون وعي
إنت حلو أوى يايحيي
نظر إليها بعينيه اللتين تذيبانها عشقا عيناه اللتان تبتسمان بعشق الآن وهو يقول
أنا حلو عشان عيونك حلوة يارحمتى
نظرت إليه بعيون رائعة وهي تقول بدهشة
أول مرة تقولى كدة
إتسعت إبتسامته وهو يقول
عشان حاسسها بجدإنتى رحمتى من وحدة عشت فيها قبلكورحمتى من أي عڈاب شفته فى بعدكورحمتى اللى دايما معايا كل ما أحس بضيق واللى بتقدر تبعده عنى فى ثوانى وتبدله براحة عمرى ما حسيتها غير وأنا معاكى بس
رفعت يديها تحيط بها وجهه قائلة
وإنت كمان عوض ربنا لية عن كل حاجة حصلتلىمبحسش بالسعادة غير وأنا وياك بس يايحيي
صحيح إنت خرجت النهاردة روحت فين وراجع مضايق كدة ليه ياحبيبى
لاحظت رحمة لمحة من القسۏة مرت بعينيهتعجبت لها خاصة وأن صوت يحيي لم يحملها وهو يقول
كنت مع مراد فى المستشفى
إتسعت عينا رحمة بجزع وهي تقول
ليه حصله حاجة تانى
قال بنفي وبصوت شعرت فيه بحزنه
لأمراد كويسالموضوع بس إن شروق حصلها حاډثة وخسړت البيبى
شهقت بقوة وهي تضع يدها على فمها ثم رفعتها قائلة پصدمة
وهي عاملة إيه دلوقتومراد عامل إيهمخدتنيش معاك ليه بس يايحيي
أمسك يديها بين يديه قائلا
إهدى بسهما بخيرأكيد الموضوع مش سهل عليهم بس مع الوقت هيتقبلوه وهيعوضوا اللى راح منهمومكنش ينفع آخدك ولسة حالة شروق النفسية مش مستقرةده غير رجوع مامتك النهاردةوالأمور كانت متلخبطة شوية
أومأت برأسها قائلة
معاك حقطيب انا عايزة أشوفها يايحيي وأطمن عليها
بنفسى
قال يحيي
هوديكى ليها بس يومين كدة على ماتبقى أحسن على الأقل نفسيا يارحمة
أومأت برأسها موافقةثم تنهدت وهي تنظر إلى عينيه قائلة
طيب الوقت متأخر مش هتنام ياحبيبىإنت شكلك بجد تعبان
دلفت شروق إلى تلك الشقة الجديدة مع مراد الذى
صمم أن يحملها رغم أنها تستطيع المشي جيدافالحمد لله لم تصب بكسور الذى أصابهافقط فقدت جنينها وإمتلئ جسدها ووجهها بالكدمات البشعة أدخلها مراد إلى الحجرة الرئيسية ومددها ثم جلس بجوارها قائلا
حمد الله على السلامة ياشوشونورتى بيتك
تأملت المكان حولها قائلة بضيق
مكنش ليه لزوم تنقلنا شقة تانية يامرادواضح إن الشقة دى أغلى كتير من التانية
إبتسم قائلا
مفيش حاجة تغلى عليكى ياحبيبتىالنقل كان ضرورىأولا عشان الأمانالشقة اللى كنا عايشين فيها مبقتش أمان خلاصثانيا الشقة التانية هتفكرك بكل حاجة حصلتلكوعشان كدة نقلتك هناثالثا إحنا مش هنقعد فيها كتيرفترة كدة وهنروح حتة تانية
قالت فى لهفة
هنرجع شقتنا
قال فى غموض
لأهنروح مكان كان المفروض كنت أعيشك فيه من زمان
نظرت إلى عينيه فى حيرة قائلة
مكان إيه ده
قرص وجنتها بخفة قائلا
متشغليش بالك دلوقتىوقوليلى أخبارك إيه
إبتسمت قائلة
أنا بخير طول ما إنت فى حياتى يامرادوجودك جنبى هون علية كل حاجة
أمسك يديها بين يديه قائلا
أنا جنبك وهفضل طول عمرى جنبكأنا ماصدقت لقيتك ياحبيبتى
إبتسمت وهي تتأمله بعشقلتقول بعد لحظة
على فكرةعلى أد ما كنت بغير من رحمة على أد ما بحبها دلوقتىزيارتها لية فى المستشفى وكلامها خففوا عنى كتير
إبتسم قائلا
رحمة ما تفرقش عنك ياشروقانتوا الاتنين ملايكة مكان مابتكونوا بتنشروا فرحة وراحة وحب
نظرت إلى عينيه قائلة بلهغة
يعنى انت بجد شايفنى
زيها يامراد
قال مراد بعشق
أنا دلوقتى شايفك غير الكلإنتى بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده ست النساء
أدمعت عيونها قائلة
بجد يامراد
رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب
بجد ياقلب مراد
تعالت ضحكاتهاليتيه فيها ثم نهض قائلا
لأ أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس
توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن
إنت هتمشى وتسيبنى
ڠصب عنىبقالى كام يوم غايب عن البيت والشغلهروح أظبط شوية حاجات