الأربعاء 18 ديسمبر 2024

اسلام بقلم سارة منصور

انت في الصفحة 7 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


أعد مع الاشكال دى أنت نسيت عملوا فيا ايه أخر مرة 
_ دا أدم معاهم ابن عمك 
_ دا أكتر واحد تيييت فيهم 
_ طب خلاص خمس دقايق بس عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول 
تنهد أسلام فرامي كثير الحاح عليه ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر 
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار 

فقال رامي معلنا أمامهم 
_ يارجاله أنا عندى ليكم مفاجأة 
لم يشعر أحد بدهشة الا عينان اسلام
التى كانت مشتعله بالفضول وأذناه التى تترقب كل حرف يخرج 
_ طبعا أنتوا عرفين أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد وزى ماانتوا شايفين أنا بحب الكرة قد أيه قررت أنى اكون مسؤل عن النادى
وهو أعطانى الموافقة 
وطبعا أنا هرجع ألعب تاني وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي 
_ طب واللاعبين اللى فيه هتف بها أحدهم 
_ هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس 
هااه مين معايا إسلام 
وافق الجميع على الدخول الا اثنان أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض 
هتف أدم 
_ أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ومش فاضي خرجونى منها 
اردف رامي وهو يرى أسلام متردد 
_ أنت كدا كدا معانا على فكرة 
تمام يارجاله معادنا بكرة الساعه 10 
هتف أحدهم 
_ هى دى المفاجأة دا أنا قولت أن فى أحتفاليه جديدة 
_ ما انت ناصح اهو يابرنس قالها رامي ويبدو علية السعاده 
انتبه أسلام وقد نبض قلبه پجنون وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة 
_ انا هتجوز هتف بها رامي أمامهم وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده 
الفصل السابع 
زاد خفقان قلبه پجنون وعادت أطراف الحزن الى اوصاله وهو يستمع الى ماكان يخشاه 
الشئ الذي ېقتله أكثر هو هذا الشعور القاتم الذي يخدش قلبه بأنيابه أهو بسبب ان صديقه الوحيد سيبتعد عنه هو الاخر أم لأنه سيذهب لإمرأة 
وقف من فوره ومشي بخطوات مسرعة يهرب من الجميع الذين يتابعونه بغرابة تمنى لو يهرب من نفسه التى لا تعرف ماذا تريد بل لاتعرف من هى وما هى حقيقتها !
وصل الى مبني المشفي الضخم نظر اليه طويلا حتى مرت الدقائق والدموع
أصبحت تعرف طريقها الى عيناه
بسهولة 
حدث نفسه 
_ أنت زعلان ليه يااسلام 
ماكله هيعيش حياته وهيتجوز ادم لبني رامى وكمان زمايلك كلهم أنت اللى هتفضل كدا وحيد وأمك !!!
عندما جاء بخاطره والدته دخل مسرعا الى المبنى يقف أمام غرفة والدته الخاصة بالعناية المركزة يراقبها من الحائط الزجاجى 
_ ماما لو خسړت كل حاجه فى الدنيا دى مش هيهمنى انا محتاجلك أنت خليك معايا 
انا لوحدى من غيرك نفسي ابقا معاكي ماما 
فى تلك اللحظة ظهر صوت صفير من جهاز ضربات القلب فجاء صوت رنين بكامل المشفي فأجتمع الاطباء والممرضين بسرعة امام عيناه فانتفض يدخل ورائهم الى الغرفة وينظر الى والدته الكل يتحرك الكل يصيح لم يسمع هتفاتهم فقط ينظر الى تلك العينان التى تتابعه وتبتسم وتمتم بحروف وصلت الى عروق قلبه قبل أذناه 
_ زهرة الياسمين 
توقف كل شئ و صاد الصمت وأنعدمت رؤياه عن الجميع فقط يرى والدته تبتسم بوجها المضئ كالبدر وتنظر اليه وهذا الهواء البارد الذي يعصف و يحيط جسده وقلبه 
الجميع يربط علي كتفيه وهو واقفا كالرمح لايتحرك عيناه تذرف الدموع ولا تتوقف وتنقله الى ذكريات الماضي وصوتها يردد فى أذناه 
أنت عارفة ياياسمين انت أحلا حاجه فى حياتي أنت عاملة زى النجمة اللى جتلى من السما برغم أن باباكى وحش فى حقي بس بستحمله عشان جابك ليا 
أنت طالعه حلوة لجدتك الكبيرة كانت تمشي فى الشارع الناس كلها تقف عشان تبصلها ويااه لما تتكلم حنان الدنيا كله بيبقي على لسانها 
هفضل طول عمرى معاكى ومش هسيبك أبدا حتى لو أتجوزتى هاجى عشانك هتفضلى طول عمرك مهما تكبرى بنتى الصغيرة 
صړخة صامته صدرت من قلبه وهو يراها لاتتحرك 
وما أن أقترب منها الطبيب يغلق عيناها التى جف منها بريق الحياة صړخ به ودفعه بعيدا واقترب منها وهو يقول 
_ ماما ردى عليا يلا عشان نمشي أنا بردان دفيني ياماما 
ردى عليا أنت قولتى انك مش هتسبيني 
لم يتوقف عن الصړاخ وهو يهز جسدها بقوة 
طلب الطبيب رجال الامن لكى يأخذوه بعيدا 
لكنه قاومهم بقوة وأقبل بتحطيم كل شئ امامه وهو لايتوقف عن الصياح حتى سقط على الارض وفقد وعيه 
استيقظ من نومه وهو يتذكر والدته ليري انه فى شقتهم فقام من فوره يبحث عنها فى البيت حتى وجدها تقف وهى توليه ظهرها فانتفض مسرعا اليها يعانقها بقوة ويقول 
_ ماما كنت خاېف أوي عليك الحمد لله أنه حلم أوعى تسبيني ابدا 
انزلت والدته يداه برقه والتفتت تنظر اليه بعيناها الطيبة التى تملك حنانا رطبا بهما وتقول وهى تبسط يدها الى وجنتيه تمسح دموعه 
_ياسمين سمحيني يابنتي أنا وقتى خلص فى الدنيا دي 
أنا وجعنى قلبي عليك أوووى يابنتي وروحى هتفضل تعبانه عليك كان نفسي أموت بعد مااطمن عليك سمحيني 
_ لا لا ماما 
تلاشت الام بعد أن عانقها اسلام وهو يصيح پألم بالأ تتركه 
فجاه استيقظ وهو على فراش المشفي وعمه ناجى ينظر اليه بحزن 
بدأت الشهقات والبكاء وسكن الحزن داخل عيناه المنكسرة التى تفيض بالدموع المؤلمة 
ربط عمه عليه وقد سقطت الدموع من عيناه الاخر 
_ شد حيلك يابني الاعمار بيد الله وانا معاك يااسلام
أنت مش لوحدك 
وتمضي الايام و لا تأخذ من الحزن قدرا لكى تجعل العينان تجف بل تمر وتترك من الالم ما يزيد من ۏجع القلوب 
شهرا كاملا لا يأكل ولايشرب وان
لم يأتى عمه لكى يطعمه بصعوبة لا يتناول الطعام أبدا 
يدعو الله دائما أن يسحب روحه حتى يذهب الى والدته فهو لا يرغب فى العيش فالحياة تمزق قلبه وجسده بمرور الايام 
دخل اليه عمه ناجى فى ذلك اليوم الذي ترك بصمة داخله يخبره أن والدته تركت وصية مع جيرانها واخبرتهم أن تعطيها له أن حدث لها أى شئ 
اخذ اسلام الرساله بسرعه وقام بفتحها ودموعه تبللها خرج عمه ناجي من الغرفة لكى يترك له مساحة كافية 
وبدأ يقرأ كل حرف بعيناه واذناه تتذكر همسها وصوتها الحنون 
أبنتي الغالية ياسمين 
زهرة الياسمين 
طول عمرى كنت حاسة أنى ھموت قبل ماأشوفك ياضي عيني وأنت مغيرة أسمك فى البطاقة 
لو سبتك ومشيت أوعى تفتكرى أنك لوحدك لا يابنتي أنت معاك واحد مفيش أحن منه عمك ناجى من صغرك وهو يقول اسلام
دا ابني ومرداش اننا ندخلك مدرسة عادية وقال انك تدخلى مدرسة نضيفة اللى ممول فيها وكان هو اللى بيدفع كل قرش مع ان مصاريفها كتير بس كان على قلبه زي العسل ابوك يابنتى الله يسامحه كان مش عاوز يدخلك المدرسة بس هو صمم ولما موفقش أنك تدخى الكلية عمك ناجى وقف قصاده وقاطعه فترة ميكلموش يارتني قولته زمان كان هو اللى ساعدك ووقف فى وش ابوكي 
الماضي فات وماټ والحاضر أنت اللى هترسميه وتخططي
وأنا واثقه فيك 
ياسمين انا عارفة انك تايهه عن نفسك ولسة معرفتهاش وانا أمك وأعرفك أكتر من نفسك عشان كدا بقولك انك وأنت صغيرة وبتكبرى قدامى كنت بتأكد يوم عن يوم أنك ياسمين مش اسلام انسي كلام ابوكي اللى كان بيسمم عقلنا بيه كلامه كله كان كڈب وسامحيه عشان ربنا يغفر له 
اوعى تزعلي مني يابنتي فى يوم من الايام انى سړقت منك حياتك انا كنت بعافر عشان ابنيلك حياة خاصة تليق بيك زي باقي البنات بس ابوكي كان بيكسرها 
و لو كنت بتحبيني يابنتى وعاوزة ان روحى ترتاح خل عمك ناجى يساعدك وقوليله عن كل حاجه صدقيني هيساعدك وعمره ماهيتغير نظرته فيكي أبدا عشان أنا عرفاكى خاېفة من نظرات الناس ليك بس اعرفى أنك ملكيش ذنب فى كل اللى حصلك دا قدر ومكتوب 
وأن كان ربنا خلقك كدا فمحدش كامل يابنتي كل واحد فينا فيه عيب وكل واحد بايده يصلحه أبوك كان عيبه أنه بېخاف من كلام الناس وتأذينا بسببه وضيع طفولتك فى كيان مش ليك كان ممكن يصلح عيبه ويسمع لينا بس كان أنانى 
سهل تصليحه يابنتي أنما العيب اللى فى وحاشة وسواد القلب عمره مابيتغير 
وأعرفى أن الانسان هو اللى بيختار مصار حياته وهو اللى بيجبر اللى قدامه يعمل ليه شأن 
عيشي طول عمرك رافعه رأسك لأنك مغلطيش ودوسي على اللى يحاول يقلل منك صدقيني هيتكسر ولا عمره تانى هيقف قدامك 
انا عارفة أنك بنت قوية وذكية 
أنت فيكي كل حاجه حلوة ياسمين انا طول عمرى فخورة بيكي قبل أى حاجه أنك بنتى 
أنت الحاجه الحلوة اللى طلعت بيها من الدنيا دى 
وانا وصيتي ليك أنك تعيشي زي باقى البنات 
تتجوزى ويبقي ليك زوج ويبقي عندك ولاد واعرفى أن دا حقك وانك مبتخديش حاجه من حد 
وفى الاخر هقولك
خليك فكرانى وفاكرة كلامى وفاكرة انى كنت بقولك دايما يا 
زهرة الياسمين 
تلك الكلمات لمست وترا حساس للغاية مما زداته ألما وبكاءا على حاله أكثر فكيف لها ان تقول الا ينساها 
وهو ېقتله الاشتياق بسيفه القاطع وصوتها وضمتها الحانية ومايزال يتردد كالصدي داخله 
أفترشت دائرة سوداء حول عيناه الزرقاء لم تؤثر فى جمالها الناعم بل زادت من سحر عيناه أكثر وان أمتلكت الكثير من الدموع والكلمات الحزينة 
وبعض مضي أكثر من شهر أخر لا يفارق غرفته عزم على الذهاب الى طبيب بعد تفكير طويل وقراءة رساله والدته
أكثر من مرة 
بحث على الانترنت على السيرة الذاتية لأشهر الاطباء يقلب هنا وهناك حتى أرتاح الى هذا الطبيب الذي يظهر على وجهه الوقار 
ازدرد ريقه بصعوبة وقلبه يخفق پجنون وهو ينظر الى المبنى الخاص بالطبيب 
كل يوم يذهب ينظر اليه طويلا ومن ثم يعود الى غرفته 
وبعد الحاح نفسه عليه بأن يذهب أنتظر فى دوره ساعتين كاملين من تعذيب النفس بأن يهرب وهو يرى تلك العائلات وينظر الى أطفالهم وبعض الشباب والبنات لا يعرف ماهى جنسيتهم 
وما أن حان دوره فى الكشف ذهب هاربا الى البيت 
وتكرر الامر مرتان حتى جائت اليه قوة 
ودخل وجسده يرتعش ولا يستطيع أن ينظر الى الطبيب 
_ أهلا ياأستاذ أسلام 
_ أهلا 
_ مالك خاېف كدا متقلقش يابني أنا شايف أن مفيش حد من أهلك موجود معاك 
رفع أسلام يده لكى يمسح تلك الدمعه التى هربت على وجنتيه 
_ أنا عندى ولد فى نفس سنك مغلبني اقوله يمين يقولى شمال مبسمعش الكلام خالص حتى أقوله شمال على اساس يتظبط يقولى يمين 
ابتسم اسلام وقد ارتاح الى الطبيب بعض الشي فهو يحاول جاهدا ان يزرع داخله الطمئنينة 
فقال الطبيب بهدوء 
_ بص ياحبيبي أنا هعتبرك ابني اتكلم برحتك
خالص 
صاد الصمت بينهم للحظات وانتظر الطبيب
اسلام يتحدث 
رفع اسلام عيناه الى الطبيب ليراه هادئ وقورا جدا فاقبل يتحدث مع ارتعاشه شفتاه بتوتر 
_ أنا عملت التحاليل دى عشان لوتشوف 
_ ماأنت شاطر أهو يااسلام واضح أنك عملت
 

انت في الصفحة 7 من 25 صفحات