الأربعاء 18 ديسمبر 2024

عشق القمر بقلم رولا هاني

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول من روايةعشق القمر
كانت تسير بتلك الشوارع الراقية التي يتبين علي سكانها الثراء و الرقي..
وصلت لمقر عملها و جلست علي مكتبها و بدأت بعملها المرهق..
لاحظت هي دخولة بخطوات ثابتة و واثقة و عيناه صارمة تحت نظارته تنظر فقط لأمام
وقفت هي لحظيا عندما رأته.. و علمت جيدا انه مديرها و عندما وقفت لفتت نظره..

فنظر لها بهدوء و نظارته و نظر لها بوجه خالي من التعابير و قال بنبرة رجولية خشنة انتي مين
اړتعبت هي قليلا فكانت هيئته تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة لكنها ردت و قالت ببعض من الهدوء ا... انا قمر السكرتيرة الجديدة حضرتك
اومأ برأسه بلامبلاه ثم دلف الي مكتبه دون ان يعطيها اى اهتمام بينما هي تنفست الصعداء و تذكرت ما قالته لها صديقتها حبيبة عن عملها بالشركة....دة انتي هيطلع عينك دة انا اشتغلت في الحسابات يجي شهرين و مستحملتش اصل اللي اسمه سيف الشرقاوىدة مبيهزرش في الشغل ابدا و مبيرحمش اللي بيغلط
ضغطت قمر علي شفتيها ببعض من الخۏف ثم قالت لنفسهاكان لازم اشتغل هنا انتي عارفة المرتب قد اية و انتي عندك اخواتك و امك و علاجها لازم تستحملي و تركزى في الشغل
ثم رتبت الأوراق و بعدها مواعيد الأجتماعات ثم جمعت الأوراق التي تحتاج الي توقيع سيف الشرقاوى و توجهت نحو مكتبه فأخذت نفس عميق و اخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة لترى حالتها فتحولت نظراتها من نظرات قلق الي نظرات رضاء عن مظهرها فأعادت المرآة الصغيرة مرة اخرى لحقيبتها و طرقت علي الباب عدة طرقات حتي سمعت صوته و هو يقول بصرامةادخل
فأمسكت بمقبض الباب و ادارته و تحركت بخطوات حرصت علي ان تكون ثابتة حتي وقفت امامه و هي تمد يدها بالأوراق لتقول بأحترامحضرتك دى اوراق محتاجة لأمضتك و بالنسبة للمواعيد في حد من شركة هيجي كمان ساعة يافندم
كان ينظر نحو احد الملفات بأهتمام ثم رفع رأسه لينظر لها بدقة فأخذ منها الأوارق ثم نظر الي ثوبها و هز رأسه بعدم رضا فقد كانت ترتدى فستان احمر ضيق بعض الشئ بدون اكمام 
رمقها بنظرات ثم وقع تلك الأوراق و قال بجديةاتفضلي تقدرى تاخدى الورق دلوقت
ثم تابع بأشمئزاز و احتقارو ياريت بعد كدة نيجي بلبس يليق بالشغل لما تحبي ترقصي تقدرى تلبسي اللي انتي لبساه دة
شهقت خجلا مما يقوله و جحظت عيناها بتعجب و ڠضب ثم قالت بهدوء حاولت قدر استطاعتها ان تتحدث بهاولا انا لبسي عاجبني ثانيا انت مش من حقك تقولي البس اية
ضړب بيده علي المكتب بقوة ثم قال بحدةلا من حقي طالما واقفة في مكان سيف الشرقاوى يبقي من حقي و لو مش عجبك الباب يفوت جمل
كادت ان ترد لكن ابتلعت كلماتها عندما استوعبت انها بتلك الطريقة ستفقد عملها و هي تريد ان تتشبث و بقوة به فهو منقذها فطأطات رأسها للأسفل و قالتاسفة يافندم مقصدش
تقوس فمه بسخرية ثم قال و هو يرمقها بأحتقار و غيظبرة
ردت قمر بذهولنعم!!
صاح سيف قائلاانا قولت برة
اومأت له عدة مرات ثم خرجت سريعا من مكتبه و قالت بخفوت و دموعها تسيل علي وجهها بغزارةلما دى اول مرة اتعامل معاه امال بعد كدة اية اللي هيحصل
ثم نظرت اللي نفسها لتتأمل ثوبها بأهتمام شديد ثم قالت بحزنما انا لازم البس كدة عشان ابقي شبه الناس اللي هنا اووووف 
مستر سيف وصل يا مستر مراد
قالتها السكرتيرة الخاصة به بدلال..
رد عليها مراد ماشي يا داليا يلا روحي شوفي شغلك..
مالت عليه و قالتطب مش عايز حاجة كدة ولا كدة طيب
قهقه مراد بشدة حتي ادمعت عيناه ثم قال بنبرة حاول ان تكون جادةداليا روحي شوفي شغلك....شكلك عايزة سيف يولع فيا انهاردة...
ثم خرجت من مكتبه فأنقلبت تعابير وجهها الي الخۏف و الفزع عندما رأت سيف يندفع نحو مكتب مراد پغضب شديد
فهمست هي بقلقهو باينه يوم اسود من اوله 
صاح سيف و قد اظلمت عيناه پغضب فى وجه صديقهانا مش قولت مېت مرة المكان دة مكان شغل يعني بلاش القرف دة هنا
طأطأ مراد رأسة بخجل و قالانا اسف...
سأله سيف بجدية و جمودتممت الصفقة
اومأ له مرادعدة مرات و قالاة كله تمام
ثم تابع بحذرانا روحت لتقى انهاردة...مش ناوى بقى تزورها
شرد سيف قليلا بسخرية و ألم ثم قال بتحذير و هو يرمق صديقه بنظرات قاتمةمتجبليش سيرتها تاني
رد عليه مراد بنبرة راجية لعله ينجح في اثاره عطفه نحو تلك المسكينةيا سيف دى مهما كانت بردو مراتك
اولاه سيف ظهره ثم همس بنبرة تشبه فحيح الأفعي من الڠضب بسبب تلك الذكريات التي عادت لتلاحقهكانت مراتي انما دلوقتي لا
هز مراد رأسه بيأس ثم قال بلومانت كدة بتدمر ابنك
استدار سيف له پغضب شديد و هتف بوجهه و قد برزت عروقه من شده غضبهابني كويس طول ما امه بعيدة عنه...دى انسانة مريضة و مش بعيد ټأذى ابني..
ثم تابع و قد هدأ قليلا و شحنة غضبه تهدأ رويدا رويدااقفل الموضوع دة دلوقتي...و يلا عشان هتجيب خالد من المدرسة
رد عليه مراد بتذمر و مللالدادة بتاعتك انت و ابنك
لكزه سيف في كتفه بقوة ثم قال مازحاطب يلا بقى يا دادة هتتأخرى علي الولد
معلش يا ماما الشغل طلع للساعة تلاتة مش واحدة و انا خلاص كلها ساعتين و هاجي
قالتها قمر مبررة لأمها سبب تأخيرها عن موعد عودتها للبيت فأتاها صوت امها القلق و هو يقولطب اوعي تتأخرى عن كدة يابنتي
ابتسمت قمر بهدوء و قالت بحنومن عنيا يا ست الكل
ثم تابعت بقلقماما خدتي الدوا
اتاها صوت امها و هي تشهق بحزن طفيفيوه دة انا نسيته
اجابتها قمر بضيقكدة يا ماما
ردت امها بسرعة قبل سماع المزيد من اللومهروح اخده اهو بسرعة
كادت قمر ان ترد لكن ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة بعدما رأته يقف امامها و يقول بهدوء مخيفانتي بتتكلمي في التليفون و سايبة الشغل
ثم صړخ بوجهها يتوعدهادة انتي يومك اسود
ردت سريعا بتوسل حتي تنجو من بطشهحضرتك انا مكنتش اقصد انا بس كنت بطمن ا..
و قبل ان تكمل جملتها التقط منها الهاتف و القاه ارضا بقوة حتي تحول الهاتف الي قطع صغيرة و قال و قد بدا وجهه اكثر قتامةتعالي معايا..انتي ليكي عقاپ..و من اول يوم...
دخل مكتبه و تبعته هي باكية بحړقة و ارتباك و قد ارتجف بدنها بعدما سمعت نبرته التي لا تبشر بالخير ابدا
كان ترتجف بقوة لاحظها سيف فڠضب بقوة فأمرها و هو يصيح بصوت عاليبطلي تترعشي فاهمة
حاولت قدر امكانها السيطرة علي حركة جسدها الذى يرتجف بشدة لكن لم تستطيع مما زاد ڠضب سيف فتوجه نحوها بخطوات سريعة و بدا كالثور الهائج بلا سبب!
فأمسك برسغها بقوة لكن قبل ان ېصرخ بوجهها شعر بملمس يدها البارد و بشدة فالأول مرة يشعر بالشفقة تجاه احد فترك رسغها برفق و قال بصرامةاخرجي...و ياريت دة ميتكررش تاني الشغل شغل فاهمة
اومأت برأسها عدة مرات و ركضت سريعا قبل ان يفتك بها..
دلف الي المدرسة و هو يخطوا خطواته بثبات ثم اخذ يبحث ببصره عن الصغير و كما اعتاد وجده يجلس بمفرده علي احد الكراسي البلاستيكية الملاصقة للجدار فأتجه نحوه بأسى و قال و هو يحاول اخفاء تأثره علي حال الصغيراية يا خالد عامل اية انهاردة
هز الصغير رأسه بعبوس و قال ببعض من الأملهو بابي جه ياخدني
ابتلع مراد تلك الغصة المريرة ثم قال بأبتسامة برع في رسمها علي وجهه مبررا سبب عدم مجئ سيفبابي مشغول يا خالد ياحبيبي فمعرفش يجي ياخدك
طأطأ الصغير رأسه بحزن شديد ثم قال بتذمريوووه هو كل يوم مشغول انا الولاد اللي معايا في الفصل باباهم و مامتهم بياخدوهم الا انا و بيقعدوا يطلعولي لسانهم و يقولولي ان اهلهم بيجوا عشانهم و انا لا
و بدأ الصغير پبكاء ېمزق القلوب تأثرا فربت مراد علي كتفه برفق و ضمھ لأحضانه و قالاية يا خالد هو في رجالة بټعيط...و بعدين هو انا مش قولتلك ملكش دعوة بالولاد دول
ظل الصغير خالد يشهق عدة مرات من كثرة البكاء ثم قالماهما بيقعدوا يرخموا عليا و 
وضع مراد يده اسفل ذقن الصغير ليرفع وجهه اليه و نظر لعينيه و قال بجديةاوعدك اني هكلمه انهاردة و انهي الموضوع دة
ثم قال بمرح و هو يداعب خصلات شعرهيلا بقى فين بوسه عمو مراد
قفز الصغير بفرح ليتشبث بعنق مراد و يغمره بقبلات بريئة ثم قالشكرا يا احلي عمو مراد في الدنيا
دقت الساعة الثالثة فقامت قمر من علي مكتبها بأرهاق شديد و اخذت تجمع اغراضها لتضعها بحقيبتها ثم نظرت لقطع الهاتف الصغيرة الملقاة علي الأرض بحزن فهمست بشرودياترى هجيب حق موبايل تاني منين....اوووف يعني كان لازم يكسره اللي يولع دة
ثم حملت حقيبتها و ذهبت لتستقل سيارة من سيارات الأجرة و املت علي السائق العنوان الذى امتعض وجهه بعض الشئ بسبب بعد العنوان عن تلك المنطقة
بعدما اعاد الصغير لبيته عاد هو مرة اخرى للشركة ليلحق بسيف قبل ان يذهب ليتحدث معه حول امر الصغير خالد
......................
عايز اية!
تنهد مراد بحزن و قالخالد
انتابه القلق فهتفماله..
زفر مراد پعنف ثم قال بتعلثم و ارتباكبيتريقوا عليه عشان انا علطول اللي بجيبوا و هما اهلهم بيجيبوهم...انا...من رأيي اننا ننقله من المدرسة دى خالص
هز سيفرأسه بحزن موافقا اياه ثم قال بنبرة يملؤها الألمخلاص انقله و اتصرف انت
هتف مراد و هو يوبخههو كل حاجة انا ابنك محتاجلك
رد عليه سيف بحنقخلاص خلاص انا هروح دلوقتي و هبقي اقعد معاه شوية
ثم اكمل بتساؤلو انت هتروح فين!
عقد مراد حاجبيه بتعجب و قالانت لحقت نسيت ما انا قايلك هروح اشترى شوية حاجات لتقي هي محتاجاهم و..
قاطعه سيف بنفورخلاص خلاص..يلا انا ماشي
افتحي الباب يا نسمة..
تركت نسمة هاتفها بضجر و اتجهت نحو الباب لتفتحه فأحتلت تعابير الفرح وجهها و قالت بمرح و هي تقفل البابمش عايزين انهادرة
دفعت قمر الباب بوجهها و دلفت الي البيت و قالت بصوت عالى مازحةيا ناس يا اللي في البيت انا جعانة
خرجت اختهن هالة من غرفتها و هي تفرك عيناها بنعاس لتقولصباح الخير..
عبست قمر و قالتصباح الخير قولي مساء الخير الساعة يجيلها اربعة و بعدين انتي مروحتيش كليتك لية
اتجهت هالة نحو المرحاض متجاهلة اختيها اللتان سينفجرا من شدة الغيظ فقالت نسمة بسخريةاهي علي كدة من يجي اسبوع كل يوم سهر للصبح و تصحي تاني يوم علي الساعة اربعة كدة..
هزت قمر رأسها بقلة حيلة ثم توجهت نحو المطبخ لتجد امها تسكب الشاى بالكوب الزجاجي فتسللت قمر بمكر لكي تفزع امها بمزاح و قبل ان تفتعل
الأصوات المخيفة
خاب املها عندما قالت امها
 

انت في الصفحة 1 من 22 صفحات