الحلم بقلم ساره مجدى
انت في الصفحة 28 من 28 صفحات
!
اومئت حلم بنعم ليأخذ نفس عميق ببعض الراحه لتقول هى موجهه حديثها الى عاصم
اتفضل على مكتبك و اول ما تصحى بلغني
تحت امر حضرتك
اجابها عاصم و غادر المكتب و اغلق الباب خلفه ليجلس يوسف على اقرب كرسي ببعض الراحه و لكن يبقا القاء كيف سيكون و ماذاسيحدث
لم تذهب الى الحضانه اليوم حمزه خطڤ قلبها و روحها و لمس ذلك الجزء المظلم فيها بكل ما حدث قديما لكن ذلك الاتصال الذى وردلها جعلها تذهب فورا حين وصلت الى
جواره احدى المشرفات فى انتظار سياره الاسعاف بعد ان سقط و هو يلعب مع رفقائه و يبدوا انه كسر ساقه
فى تلك اللحظه حضر رجل ثلاثيني يبدوا عليه الرقي و القلق و حين وقعت عينيه على آدم ركض اليه پخوف و جثى على ركبتيه بجانبه و هويقول
مالك يا حبيبي ايه اللى حصل
خير ان شاء الله الاسعاف على وصول و ان شاء الله نطمن عليه
انا هقفل الحضانه دى ده اهمال و انا مش هسكت
ظلت نوار هادئه تماما فهى تقدر حالته و قلقه على الصغير و قالت بهدوء
حضرتك انا مقدره خۏفك و قلقك على ابنك بس كمان لازم تعرف ان مفيش اى اهمال الحضانه كلها كاميرات و حضرتك تقدرتراجعها وتشوف كل اللى حصل الولد وقع و هو بيلعب و بيجرى مع اصحابه
قطبت حاجبيها بعدم فهم وقالت باستفهام
حضرتك قولت ايه
نظر اليها و قال بهدوء
مش ابني آدم ابن اخويا وهو مسافر علشان كده انا المسؤل عنه الفتره دى
اومئت بنعم فى نفس اللحظه التى دوا فيها صوت سياره الاسعاف صعدت نوار مع الصغير الذي يرفض ترك يديها
وسار عمه خلفهم بسيارته حتى وصلوا المستشفى تم الكشف على الصغير و عمل اشعه على ساقه و بعد بعض الوقت خرج الطبيب لهميقول بأبتسامه
و غادر بعد ان دعى له بالسلامه نظرت نوار الى عم آدم و قالت
انا هروح ادفع حساب المستشفى و الف حمدلله على سلامته
كادت ان تتحرك من امامه حين قال هو
انا اسف
نظرت اليه باندهاش ليمد يديه و هو يقول
مهندس حسين عبدالرحمن و اسف على اللى حصل منى
نوار أحمد اتشرفت بمعرفتك محصلش حاجه
ليبتسم ابتسامه صغيره و هو يقول برجاء
اتمنى انك تكوني قبلتي اسفى
مفيش حاجه حضرتك كنت قلقان على آدم و ده حقك وحمدالله على سلامته عن اذنك
ابتعدت خطوه واحده ليقول هو سريعا
مفيش داعي تدفعي الحساب الموضوع كله حاجه بسيطه و كلامي كان سوء فهم و خوف على المسؤليه اللى انا شايلها
حضرتك انا متفهمه الامر و حصل خير مع السلامه
و غادرت تلك المره بسرعه حتى لا يوقفها مره اخرى خاصه مع تلك النظره التى تجعلها تشعر بالتوتر و القلق وبعض الخۏف نظره تعرفها جيدا لكنها غير مستعده الان
ظلت رقيه تنظر الى يوسف الواقف عند باب غرفتها و الدموع ټغرق عيونها كما تملئ عينيه اقترب منها بخطوات بطيئه رغم ان قلبه من اول لحظه يجثوا اسفل قدميها
ظل يقترب منها حتى وصل امامها و جثى على ركبتيها و امسك يديها يقبلها بلهفه و شوق و اسف و هو يقول
حقك عليا يا امي حقك عليا انا اسف انا اسف اسف
كانت تبكي و هى تضم راسه بيدها الاخرى لا تستطيع ان تتحدث مرت عده دقائق و هم على نفس الوضع كانت حلم تتابعهم عبر النفاذه الزجاجيه حتى تترك لهم المجال دون حرج
رفع يوسف عينيه ينظر الى والدته و قال بأبتسامه
احنى هنروح النهارده حلم بتخلص الاجرئات و هنمشي على طول
ظلت تنظر اليه و هى تتأمله و قالت بحسره و الم
انا اللى اسفه يا ابني انا اللى اسفه
ليضمها بقوه و هو يبكي بأسف و تبكي بحسره ثم قالت
انا يا ابني هفضل هنا انا مش عايزه اعمل مشاكل تاني
ليقطب جبينها و هو يقول
بابا موافق و كل اللى فى البيت معترضوش متقلقيش
لتنظر ارضا بخجل ليقول هو باستفهام و ڠضب مكتوم
انا بس عايز افهم ازاى ده حصل و راغب عملك ايه
علشان تسبيه و تمشي و ليه مكلمتنيش
معملش حاجه هو كان فى شغله و انا كنت محتاجه اجيب اكل و لما خرجت معرفتش ارجع البيت تاني
اجابته و الدموع ټغرق وجنتيها لينحني يقبل يديها من جديد
حقك عليا انا انا اسف بس متقلقيش من النهارده انا تحت رجلك و عمرى ما هقصر معاكي ان شاء الله
لترتب على وجنته و هى تبتسم ليقول بسعاده
بقيتي تيته ربنا رزقني بحمزه
لتشهق بسعاده و هى تضمه بقوه و قالت من بين دموعها
الف مبروك يا حبيبي الف مبروك ربنا يبارك لك فيه و يسعدك و يفرحك
سعادتها و تلك الابتسامه السعيده التى ارتسمت على وجهها جعلته يشعر بالذنب اكثر رغم كل ما كانت هى السبب فيه الا انها تظل والدته رغم كل شيء و قصر هو فى حقها و عليه تعويضها و سوف يعوضها
حين وصلوا الى البيت كان راغب يقف هناك بسيارته امام البوابه لم يجرئ على الدخول او رؤيه اى منهم لكنه قلق عليها و يريد انيطمئن ان يتساعد هو و يوسف و يخبروا غسان ايضا و يبحثوا عنها فى كل مكان
وقفت سياره يوسف امام سيارته لتجحظ عين راغب پصدمه و هو يقترب من السياره يفتح بابها وهو يقول
امي انت كويسه كنتي فين و ليه سبتيني
ربتت على وجنته و اخبرته بكل ما حدث ليقبل يديها و هو يقول
حقك عليا
لكنه لم يستطع ان يكمل كلماته حين جذبه يوسف من ملابسه حتى يقف امامه ثم لكمه بقبضه يديه فى وجهه ليسقط ارضا و شهقت رقيه وهى تناديي على يوسف الذى قال پغضب
انت عايش فى دور المظلوم و فاكر ان كلنا جينا عليك على الرغم ان من حبك الكبير لحلم الا انك عمرك محبتها اكثر من نفسك انتمش بتفكر فى اى حد غير راغب و بس عيد حسابتك يا راغب مش علشان اى حاجه و لا علشان اى حد علشان خاطر نفسك
و اغلق باب والدته و عاد الى مكانه و دلف بالسياره الى البيت و امر الحارس بأغلاق الباب و حين اوقف السياره فى مكانها المخصص نظرت له والدته و هى تقول بدموعها
اخوك
لينظر اليها بأبتسامه و قال
متقلقيش عليه يا امي انا مش هسيبه بس هو محتاج يفوق و محتاج يعيد حسباته
اومئت بنعم و هى تقول
انت ادرى يا ابني
ترجل من السياره و ساعدها على النزول من السياره و سار بها الى الملحق و هو يقول
متقلقيش محدش هيضايق و لا حد هيزعلك و فى بنت هتيجي مخصوص تساعدك و تشوف طلباتك
ابتسمت له و هى تقول
ربنا يرضا عنك يا ابنى
ثم اكملت بخجل
هتجيب حمزه ليا علشان اشوفه
حمزه جه اهو يرحب بتيته
قالتها عائشه بابتسامه واسعه و هى تقف عند باب الملحق ليبتسم يوسف بسعاده لم تخزله يوما لذلك هو يعشقها بكل ما فيها
كانت رقيه تضم الصغير الى صدرها بحنان ثم نظرت الى عائشه و قالت
انا اسفه يا بنتي
اقتربت عائشه منها و قبلت راسها و هى تقول
نورتي بيتك
ظل واقف فى مكانه ينظر الى البوابه المغلقه بعيون تملئها الدموع موقن بكل كلمه قالها اخيه
يعلم جيدا انه يحتاج الى ان يعيد حساباته و يقرر ماذا عليه ان يفعل ان يلحق الباقي من حياته و يتخلص من سراب الماضي و اشباحه
عاد الى سيارته و غادر من امام بيت بركات و قد اخذ قراره و لن يتراجع
تجلس جوار إلياس بعد ان تمت خطبتهم يتحدثان بسعاده و انطلاق حين وصلت لها رساله على احدى تطبيقات التواصل
حين فتحتها ابتسمت بسعاده و هى ترى صوره صديقتها تجلس جوار رجل جذاب
و اتسعت ابتسامتها و هى تقرء ما كتب اسفلها
انا اتخطبت تخطيت راغب و كل الماضي لكن مش قادره اتخطى صداقتنا و لا اقداره افضل زعلانه منك اكتر من كده هستناك ىفى الفرح
و بالفعل كانت حلم جوار جنه يوم عرسها كما كانت معها سابقا و لكن اليوم الضحكه من القلب صادقه سعيده
مرت ثلاث سنوات و اليوم الجميع يقف فى رواق المستشفى ينتظرون خروج عائشه من غرفه الولاده
كانت نوار تقف بجانب حسين الذى يحاوط معدتها البارزه و هو يقول بابتسامه
كلها شهر و نبقا كلنا واقفين كده علشانك يا جميل
ابتسمت بسعاده و خجل و هى تقول
مش مصدقه امتى اشيلها بين اديها و احضنها و اشم ريحتها يا حسين
كان يبتسم بسعاده و هو يرى سعادتها و انطلاقها كان يشعر بالخۏف حين طلب يديها و رفضته و اخبرته بقصتها شعر انه يريد انيطيب كل چروحها و لقد احتاج لسنتين كاملتين حتى يستطيع اقناعها بحبه لها لكن بالنهايه حبه الصادق و اصراره حقق له مراده واصبحت زوجته انتبه من افكاره على سؤالها
انت لسه مصر نسميها نوار
طبعا هو فى احلى من اسم نوار
اجابها بابتسامه واثقه و بصدق استشعرته بكل كيانها
لتحاوط يديه
التى تحاوط معدتها ثم اراحت راسها على كتفه براحه
و فى الجه الاخرى كان يقف راغب و معه لينا زوجته التى تعرف عليها حين قرر ان يترك كل شئ خلفه و السفر الى الخارج ظل ثلاثسنوات يحارب اشباحه و افكاره و ماضيه المؤلم كانت هى جواره صديقه مخلصه و حين عاد قلبه ينبض بالحياه من جديد بعد انتخلص من كل ذنوب الماضي و رواسبه طلب يدها للزواج و بعد زواجه بشهر قرر العوده الى الوطن ليطمئن على والدته و اخوته
و على الكرسي القريب منه تجلس والدته و على قدمها حمزه يلعب بهاتف والده و هى تطعمه و تداعب وجنته و خصلات شعره بحنان اولاحفادها و اغلاهم
و على الكرسي المواجهه لها يجلس مصطفى يقرأ القرآن بهدوء كعادته متجاهل الجميع كأنه فى كوكب بمفرده كعادته التى لم تتغير لقدفقد شغفه فى الحياه و يريد ان يكفر عن ذنوبه خاصه بعد ان وصل له خبر وفاه احمد الذى لم يخبره لاحد حتى الان و تم دفنه دون انيعلم احد ايضا او يقام له عذاء او يصلى عليه
على النافذه البعيده نسبيا تقف حلم وجوارها إلياس الذى يحمل الصغيره رؤيا يضحكان رغم القلق الواضح بعيون حلم على اختها الواضحمن نظراتها كل لحظه و اخرى لباب غرفه العمليات
كان إلياس ينظر اليها
بعشق واضح فى عينيه للجميع ليس لراغب فقط يحاول طمئنتها و تهدئتها
و هذا الحب الواضح فى حياه نوار و حلم جعل رقيه تشعر ببعض الراحه من تأنيب الضمير خاصه و ان راغب قد بدء فى انشاء عائله معفتاه رائعه و راقيه و مميزه
فى تلك اللحظه خرج الطبيب ليلتف الجميع حوله ليقول بأبتسامه
مبروك المدام جابت بنوته زى القمر و عشر دقايق و يبقوا فى اوضتهم حمدالله عل سلامتهم
و غادر من امامهم ليبارك الجميع ليوسف بسعاده و بدأوا فى الدعاء لنوار ايضا
و بعد
اكثر من الساعه و الجميع كان يجلس
فى غرفه عائشه بين مزاح و ضحكات و اختيار اسم الصغيره صمت الجميع حين سمعوا طرقات على الباب و دلف غسان و يمسك بيده طفل صغير و بجانبه امرأه ثلاثينيه تمسك فى يديها فتاه جميله تشببها ليشعر الجميع بالاندهاش لكن
كسر غسان هذا الصمت و قال بابتسامه وقوره
السلام على من اتبع الهدى الف مبروك يا عائشه الف مبروك يا يوسف
كان الجميع ينظر اليه بين ضحكات سعاده و شوق و بين حيره و غيره تسكن عيون حسين لكنه حين شعر بيد نوار تحتضن يديه تجبره علىالنظر لعينيها ليجدها تطمئنه بروحها اختفت الغيره من عينيه و ارتست ابتسامه صغيره واثقه على وجهه
عرف غسان الجميع على زوجته و اولادها و بارك له و لها الجميع و القى التحيه على نوار بهدوء رغم ان هناك ڼار حارقه اشتعلت داخلقلبه حين رأى بروز معدتها و يديها الساكنه فى حضڼ يد شخص اخر غيره انه يتقبل ذلك و يرى انه اكثر شيء عادل قد يحدث لكن ماذايفعل فى ذلك الجزء الذى مازال ينبض بحبها و اسمها رغم كل محاولات الطبيب النفسي معه فى غلق تلك الصفحه ومسحها من حياته وقدرته على الزواج من غيرها انسانه طيبه تناسب ظروفه
مر الوقت لطيف رغم بعض التحفظ لكن الامور اصبحت فى نصابها الان وكل منهم دفع جزء من ثمن الاخطاء الذى ارتكبها الجميع
فى النهايه جميعنا بشړ نخطىء و نصيب نحن جميعنا نحمل بداخلنا الخير و الشړ بنفس القدر نحمل بعض الانانيه و بعض الغرور وايضا نحمل بعض من الطيبه و الحنان
جميعنا بشړ لا يوجد بيننا ملائكه
تمت