الحلم بقلم ساره مجدى
رفضها لوجود حلم الا انه ايضا كان يهرب من ذنبه الكبير و يلقيه على حلم اذا لم ترفضحبه لها لو لم تبتعد عنه لم ادخل جنه دائره انتفام لا دخل لها بها و لم يكن كل ما حدث قد حدث
الان يعترف هو اخطئ هو المذنب هو ذلك الشيطان الذي تسبب فى حدوث كل هذا
بدأ يضحك بصوت عالي و كأنه لم يكن يبكي
منذ ثوان قليله
ثم جلس ارضا يبكي بصوت عالي كالاطفال وهو يقول
انت بتضحك على مين انت الغلطان انت اللى عملت كده فى نفسك انت الغلطان انت الغلطان
كانت تعمل بتركيز شديد عليها ان تنهي هذه الاوراق قبل رحيلها فمديرها شخص صعب الطباع و لا يقبل بالتقصير فى العمل
وهي ايضا لا تحب ان يقال عنها انها مقصره ان هذا العمل كان من اكثر الاشياء التى ساعدتها على التخلص من ذلك الاحساس البغيض التي كانت تشعر به بعد الطلاق
ان چرح قلبها الذى احبه بكل ذره فيه روحها التى كانت تهفوا الى كلمه حب صادقه منه كانت قد اكتفت من الانتظار الذى لا يوجد فىاخره امل او اى فرصه للنجاح
انهت ما كانت تقوم به و قبل ان تغادر مكتبها وقف امامها زميلها فى الشركه يخبرها بعض المعلومات و يعطيها بعض الاوراق و منوسط حديثه قال بأبتسامه
ابتسمت بخجل و لكنها حقا سعيده بتلك الكلمات انها كلمات تمتدح عملها التي اصبحت تعشقه بشده فقالت بخجل
متقلقش هيكون على مكتبك بكره ان شاء الله
و غادرت من امامه سعيده لكنها قد اشعلت الڼار فى قلب من يتابعها طوال الوقت و كأنها روحه لكن تسير على قدمين
لا تنظري لاحد غيري لا تبتسمي لاحد غيري لا تكوني جميله فى عيون احد غيري
طرقات اخرى ليقول من بين اسنانه
ادخل
دلفت الى المكتب و تلك الابتسامه العفويه ترتسم فوق شفاهها كعادتها ليقف سريعا هو لم يعد يحتمل كانت تنظر اليه باندهاش لكنتحول الى صډمه حين وقف امامها و قال
ليه
سألته بحيره ليرفع حاجبه و قال من بين اسنانه و بسخريه
هعملك استدعاء ولي امر
لترفع حاجبيها بأندهاش ليقول هو موضحا لكن پغضب مكتوب
عايز احدد معاه معاد علشان اطلب ايدك
ايدي انا
رددت خلفه بزهول ليقول ببعض الغيظ
اومال ايد والدك !
نظرت اليه بحيره لعده ثوان ثم قالت بأقرار
انت تشوف العمى و لا تشوفني ده انا ساعات كنت بحس انك نفسك ترميني من الشباك او تسمني مثلا
ظل صامت ينظر فى كل اتجاهات الغرفه حتى لا ينظر الى عينيها لتقول هي بشك
انت عايز تتقدملي علشان تقدر ټموتني من غير ما حد ياخد باله صح !
لينظر اليها باندهاش و لاول مره تراه يضحك يامن الحسيني من يخشى ان يضحك حتى لا يتشقق وجهه الاسمنتي الان يضحك وبصوت عالى
لماذا قلبها تتسارع دقاته و كأنها تركض منذ اكثر من ساعه لماذا تشعر ان صوت انفاسها يصم اذنيها و بشده
ظل يضحك لعده ثوان ثم صمت ينظر اليها و قال بأبتسامه رقيقه
اه عايز اقټلك و انت على اسمي علشان لما ندخل الجنه تفضلي مراتي بردوا
بس انت لما تقتلني هتدخل الڼار
ردت على كلماته ببلاهه ليضحك من جديد لكنه قال من بين ضحكاته
لا القټل ده بالتحديد حلال حلال حلال
و تركها تفتح فمها على اتساعه من الصدمه و تحرك الى مكتبه احضر هاتفه و مد يديه بالهاتف لها و قال
اكتبي رقم والدك
و كالمغيبه سجلت رقم والدها و تحركت لتغادر المكتب دون ان تسلم الاوراق ليوقفها و هو يقول
رايحه فين
نظرت اليه بحيره ليمد يديه و هو يقول
هاتي الملفات
نظرت الى يديها التي تحمل الملفات ثم نظرت اليه بخجل و عادت الخطوه التى ابتعدتها تعطيه الملفات و كادت ان تتحرك ليقول هو بأمر
بطلى تتضحكي لاي حد بتكلميه بطلي تكوني حلوه علشان انا مدخلش السچن
كانت نظرات الاندهاش و الصدمه عدم التصديق و الحيره ترتسم كلها الان على وجهها و لكن ما اجمل شعوره الان خاصه و ذلك الفم الصغير المفتوح على اتساعه ليبتسم ابتسامه صغيره و هو يعود ليجلس خلف مكتبه قائلا و و هو يشير الى فمها
اقفليه بدل ما حاجه طايره كده و لا كده تدخل فيه
لتغلق فمها سريعا لكن الاندهاش و الصدمه لم يغادروها و هى تفكر من هذا هل هذا المهندس يامن الذى
يخشاه الجميع صاحب التكشيره الدائمه الغاضب دائما
هل يضحك الان هل قال لها ان لا تضحك مع احد و ما علاقه ضحكتها بدخوله السچن لكنها وجدت نفسها تبتسم بسعاده كبيره
هل ما فهمته صحيح يامن الحسيني يحبها يريد ان يتزوجها لكن هل يحبها ام يريد ان ينتقم من احدهن بها كما فعل بها راغب اخدت نفس عميق
و كان هو يتابع تعابير وجهها و تغيراته من صډمه و اندهاش لخجل و ابتسامه و حيره من جديد ثم حزن و قلق و خوف ليعدها بداخلقلبه ان يمحوا كل تلك التعابير البغيضه عن وجهها و يجعل الابتسامه فقط فوق شفاهها و الحب و السعاده داخل عيونها
غادرت حلم بعد ان ظلت تداعب الصغير الكثير من الوقت و بجانبها نوار التى لا تستطيع مغادره الصغير وتركه لكن عائشه و يوسف بحاجه الى النوم و الراحه
وقفت نوار عند باب الغرفه و قالت بابتسامه صغيره
لو صحى ناديني اقعد انا بيه علشان تنامي و ترتاحي
اومئت عائشه بنعم مصاحبه لابتسامه امتنان وشكر لتغلق نوار الباب خلفها لتنظر هي الى يوسف التى كانت تلاحظ عليه خوفه و قلقه وتوتره
نادت عليه بصوت هامس حتى لا يستيقظ الصغير لينظر اليها بعيون متألمه لتقطب حاجبيها و رفعت يديها له ليقترب منها و تمدد جوارها كطفل صغير يبحث عن دفئ والدته و الامان بين ذراعيها لتربت على ظهره بحنان و هي تقول
مالك يا يوسف في ايه
اخذ نفس عميق محمل برائحتها التى اصبحت تحمل رئحه ابنه و كأنها قطعه من الجنه و بدء يقص عليها كل ما حدث كانت تشعر بالصدمه و عدم التصديق كيف صمت راغب كل تلك المده على اختفائها هل العند يجعله يقوم بهذا الفعل الذى عرض والدته الى الخطړ بذلك الشكل
حين انتهى من اخبارها بكل ما حدث قالت هي بهدوء
بكره الصبح روح مع حلم و هاتها على هنا و متقلقش الملحق هتلاقيه جاهز من كله
نظر اليها بابتسامه حب و تقدير هي لم تخزله يوما و دائما تثبت له انه كان على صواب
تجلس فى مكانها المعتاد بين الحائط و الخزانه ذلك المكان الذى شهد المها و ۏجعها و خۏفها لايام و ايام ذلك المكان التي كانت تلجئ اليهحين تريد الاختباء من كل شيء اليوم تجلس فيه تتحدث اليه حتى تخلق فى ذلك المكان ذكريات جديده و لكن ذكريات سعيده
اصبر بس يا إلياس لحد ما نخلص موضوع مرات عمي و هحدد ليك معاد مع عمي و يوسف
اجابها قائلا بلهفه
بصراحه ما صدقت انك وافقتي و خاېف ترجعي فى كلامك و عايز اطمن
ابتسمت بسعاده وقبل ان تقول شيء قال هو
تعرفي يا حلم انا نفسي اسمع موافقتك عليا دى من امتى من يوم ما كنتي بتحكيلي عن مخاوفك عن كل الايام اللى مرت عليكي و كنتي محتاجه فيها حد ېضمك و يخبيكي جوه حضنه يطمنك و يشيل عنك خۏفك و قلقك اتمنيت اكون جمبك و معاكي امسك ايدك واقف وراكي اسند ظهرك و احميه من غدر الزمن و الناس احبك و ادلعك امسح دموعك اللى مش هيشوفها حد غيري افرحك و اسمع ضحتك عاليه مبسوطه و سعيده زى الاطفال ابني معاكي عيله و اجيب بنات حلوه زيك كان نفسي احقق احلامك و اشوف احلامي فى عيونك
كانت تستمع اليه و الدموع ټغرق وجهها لكن تلك المره ليست دموع القهر و الحزن و الظلم لكن دموع سعاده و احساس كبير بالحريه و كأن قلبها قد غادر صدرها و بدء يحلق عاليا فى تلك السماء الواسعه
كان يصل اليه صوت شهقاتها البسيطه التى تحاول كتمها ليبتسم و هو يقول
لو الدموع دي دموع سعاده و فرح متكتميهاش و عيطي بصوت عالي لكن لو دموع حزن و خوف يبقا انا فشلت كدكتور و كحبيب و كراجل
لم تجيبه بالكلمات و لكن صوت بكائها بدء يصل له بوضوح شهقات متتاليه و صرخات صغيره و كأنها تريد ان تخرج كل الحزن الساكنبقلبها لسنوات حتى تخلي المكان للسعاده و الفرح حتى ترتاح
ظل هو صامت تماما يستمع لصوت بكائها و شهقاتها يتالم قلبه من اجلها كحبيب ولكن كطبيب يفهم جيدا اهميه ما يحدث الان
بعد الكثير من الوقت هدأت شهقاتها و قالت بصوت مرتعش
وعد يا إلياس
اوعدك بعمري اللى جاي كله و بقلبي و دقاته و روحي اللى اتعلقت بيكي
اجابها بصدق و ثقه لتبتسم بسعاده و بدء هو يخبرها بما يحلم و يتمني و هى تستمع بكل تركيز و بداخلها احاسيس مختلفه بين الحماسو تحقيق الحلم الكبير التى حرمت نفسها منه طوال حياتها
فى صباح اليوم التالي و مع
اول خيوط النهار كانت تقود سيارتها يلحق بها يوسف بسيارته لا يستطيع الانتظار كما لم يستطيع النوم تقدر مشاعره و تفهمها جيدا فى بادئ الامر و نهايته هى امه مهما حدث منها
وصلا الى الدار ليترجل من سيارته سريعا و دلف خلف حلم التي توجهت مباشره الى مكتبها و هناك قابلها مدير مكتبها و مساعدها الخاص و هو يقول موضحا كل النقاط التى كلمته فيها و سألته عنها قبل وصولها
حضرتك هى نايمه دلوقتي و تم فحصها امبارح فحص كامل و شامل و حالتها الصحيه جيده جدا الا من بعض الچروح فى القدم لكنها بسيطه و محتاجه شويه فيتامينات تعوض نقص الاكل الفتره اللى فاتت
اشار يوسف الى عاصم و هو يقول بأستفهام
هو بيتكلم عنها