رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
عميق و زفرته ببطئ و اعادت هندام ملابسها حتى تستعد لبدء لعبتها و الدلوف لعالم يوسف أحمد سليمان .
عندما دخلت وجدت موظف اﻻستقبال فسألها أى خدمة يا فندم
زينة احم .. لو سمحت
عايزة أقابل مدير الشركة
الموظف فى ميعاد سابق
زينة الحقيقة ﻻ .
الموظف آسف جدا مستر يوسف مبيقابلش حد من غير ميعاد سابق .
استسلم الموظف لرجائها قائلا طيب لحظة هكلم سكرتير مكتبه .
اماءت له باﻻيجاب دون ان تتحدث تترقب هذه المكالمة الحاسمة بالنسبة لها .
أخبر رامز سكرتير يوسف بوجود فتاة فى اﻻستقبال تريد مقابلته كحالة انسانية تعجب يوسف لذلك و لكن فضوله غلبه و أذن لرامز السكرتير بأن يدخلها له .
يوسف اوكى ډخلها يا رامز و سيب الباب مفتوح .
أماء له رامز باحترام و سمح لزينة بالدخول و ترك الباب مفتوح كما امره يوسف.
دخلت زينة ببطئ و قلبها ينبض بسرعة كبيرة خوفا من تلك المقابلة او أن تبوء بالفشل .
فﻻحظت نظرته لملابسها فتذكرت على الفور تأكيد على الرفاعى عليها حين قال لها و انتى رايحاله يا زوزة ابقى البسى لبس واسع و طويل و يا سﻻم بقى لو تغطى شعرك بطرحة أصل بسلامته عامل نفسه شيخ و بيحب البنت المحتشمة فانتبهت له و هو يرد عليها السلام ...
زينة و ما زالت واقفة فى مكانها بالقرب من باب المكتب الله يخليك يا بيه .. تسلم يا رب ...قالت تلك العبارة ثم صمتت و أخذت تفرك يديها بتوتر فلاحظ ارتباكها فقال لها حتى يخفف من حدة توترها إتفضلى يا آنسة إقعدى واقفة ليه
حاولت زينة أن تتسم ببعض القوة و الشجاعة كما حاولت ان تتغاضى عن ارتباكها من هيئته المهيبة التى تنم عن قدر كبير من الوقار و اﻻحترام يالك من ماكر يا يوسف فمن يرى هيئتك الوقورة تلك ﻻ يصدق قذارتك فى الخفاء .. هكذا حدثت نفسها كما أقنعها على الرفاعى من قبل فحمحمت قائلة شكرا يا بيه ثم جلست فى المقعد المقابل لمكتبه ناظرة ﻷسفل متصنعة الخجل فقال لها اتفضلى أنا سامعك .
زينة احم .. أنا عايزة منك خدمة يا بيه .. حضرتك سمعتك سبقاك و وﻻد الحلال دلونى عليك قالولى يوسف بيه مبيقفلش بابه فى وش حد محتاج .
إعتدل في جلسته اكثر و تحفز لسماعها فقال لها اتفضلى أنا ف الخدمة ان شاء الله .
زينة بابتسامة خفيفة إن شالله يخليك يا بيه ... أنا كنت عايزة أخد من عند حضرتك شوية ملابس مستوردة بسعر التكلفة أسترزق منهم يا بيه أصل اما باخد من المحلات بيدونى بسعر عالى و انا بلف ع الزباين ف البيوت و الموظفين و بيستغلو اﻻسعار و ببيع بالخسارة يا بيه و انا يتيمة و ماليش حد و بصرف على نفسى قولت ايه يا باشا
رد عليها بعد قليل من التفكير ﻻويا شفتيه لجانب فمه بأسف قائلا انا اسف جدا مش هينفع ..
ردت بخيبة أمل ليه بس يا باشا
أجابها برسمية أنا عشان اعمل اللى انتى عايزاه دا أنا كدا هبوظ طلبية كاملة ﻻنى بوزع على المحلات بكميات كبيرة جدا و الحاجة اﻻهم بقى انى شغلى كله في ماركات مشهورة مش هتمشى معاكى خالص ف البياعة ﻻن هى أوردى سعرها عالى مش هتعرفى تسوقبها بطريقتك دى
هى تعلم جيدا هذا اﻻمر و لكن كان هذا من تخطيط على الرفاعى حتى تستطيع ان
تستعطفه و بناء عليه تنتقل الى الخطوة التالية و التى سوف نعرفها فى سياق اﻻحداث .
عودة مرة أخرى إلى يوسف و زينة ...
رسمت زينة على وجهها علامات اﻻحباط و الحزن ببراعة شديدة و استطردت قائلة الله يخليك يا بيه دا انا جايالك و كلى امل ان حضرتك تساعدنى يا بيه انا عايزة اكسبها من عرق جبينى مش عايزة امد ايدى للخلق .
تأثر كثيرا من كلامها و قال لها بتعاطف شديد طب قوليلى انا ممكن اساعدك ازاى .. بس بعيدا عن طلبك دا مش عشانى بس عشان اما متأكد انك مش هتعرفى تسوقى بضاعتنا .
تصنعت الحيرة و التفكير حتى صاحت قائلة طب ..طب شغلنى اى حاجة يا بيه انا ممكن اشتغل ف اى حاجة
يوسف بحيرة هشغلك ايه بس انا معنديش شغل ينفعك
قاطع حديثه دلوف رامز فلم تنتبه له و أكملت حديثها ...
زينة برجاء اى حاجة يا بيه ان شالله حتى فراشة .. انا ممكن انضفلك المكتب و ارتبه .. اعمل شاى قهوة .. اى حاجة بس تكون شغلانة حلال يا بيه .
أخذ كل من يوسف و رامز ينظران لبعضهما فى حيرة من أمرهما حتى خطرت فكرة على بال رامز فهتف قائلا انا عندى فكرة يا يوسف بيه
يوسف قول يا رامز .
رامز ايه رأى حضرتك نشغلها مع عم إبراهيم الساعى بتاع اللى ماسك الدور دا حضرتك عارف انه راجل سنه كبير و اﻻنسة ممكن تساعده و تريحه شوية .. و هو كدا كدا فاضله كام شهر و يطلع معاش .
يوسف برفض ﻻﻻﻻ .. الشغلانة دى مش هتنفعها خالص ..
زينة ليه بس يا ببه .. طب بس جربنى دا انا عليا كوباية شاى إدمان .. إدمااان
قهقه رامز على طريقتها فى الحديث بينما ابتسم يوسف بوقار فنظرت له زينة باعجاب و قالت فى نفسها يا واد يا راسى فقال يوسف يا انسة أنا أقصد ان الشغلانة مش مناسبة ليكى كبنت . ميصحش تفضلى رايحة جاية كدا بصينية الشاى و القهوة قدام الموظفين واحد منهم يبصلك بصة مش كويسة الله أعلم بضماير الناس . بس.. هى دى الحكاية كلها .
كانت زينة تستمع اليه بأعين متسعة من التعجب من منطقه هذا الذى ﻻ يتناسب إطﻻقا مع عما وصفه به على الرفاعى من سوء أخلاقه فهل من الممكن أنه يمثل التحلى باﻻخلاق .. و لكن زينة ذكية و يمكنها أن تميز بين الحقيقة و التمثيل فلتنتظر و تكمل مسيرتها و سوف تظهر حقيقته الخفية ﻻحقا .
تحدث رامز هى ممكن شغلها يكون مقتصر على طلبات حضرتك بس يا فندم ... دا بعد إذن حضرتك طبعا
أبتسمت زينة بانتصار فالخطة تسير على أفضل ما يرام و قالت بحماس يسلم فمك يا أستاذ .
وابتسم يوسف ايضا على أسلوبها فى الكﻻم و قال اوكى .. انا موافق بصفة مؤقتة لحد مشوفلك شغلانة تانية تناسبك ...أماءت له بالموافقة راسمة على محياها إبتسامة مشرقة حبست أنفاسه على إثرها و أخذ يستغفر الله فى نفسه و حدث نفسه قائلا ايه يا يوسف دى لسة مشتغلتش و اتشديت من ابتسامتها كدا اومال لما تشوفها كل يوم هتعمل فيك ايه .. احترم نفسك و غض بصرك
نادته زينة بعد صمته لتلك الوهلة قائلة يوسف بيه هستلم الشغل امتى
نظر لها قائلا صحيح الكلام خدنا و معرفتش اسمك ايه
ردت عليه بإبتسامتها التى ټخطف أنفاسه زينة .
ابتسم هو أيضا قائلا فى نفسه و حياة أبوكى بلاش اﻻبتسامة دى ثم حمحم قائلا احم .. رامز هياخدك دلوقتى يعرفك على عم إبراهيم الساعى و انتو بقى اتفقو و قسمو الشغل مع بعض بحيث يبقى شغلك ف مكتبى و مفيش خروج عند الموظفين .. تمام
ردت بحماسة مفرطة تمام أوى يا يوسف بيه ..ثم رفعت كفيها الى السماء و راحت تدعو له قائلة ربنا يعلى مراتبك يا رب و يقدرك على فعل الخير .
يوسف مبتسما شكرا يا زينة . شردت زينة عندما سمعته يردد اسمها و قالت لنفسها الله .. اسمى طالع حلو اوى من بوقك .
يوسف زينة .. زينة .
انتبهت له و عادت من شرودها على ذكر اسمها منه و ردت عليه ها .. ﻻ مؤاخذة يا بيه سرحت من فرحتي .
يوسف و ﻻ يهمك .. كنت بقولك تجيبى بكرة CV بتاعك و انتى جاية .
زينة مضيقة عينيها باستغراب من الكلمة معليش يعنى هو ايه السى بى دا يا بيه
يوسف السى فى يعنى السيرة الذاتية بتاعتك يا زينة .يعنى ورقة كدا مكتوب فيها اسمك و سنك و عنوانك و المؤهل بتاعك و أى مكان اشتغلتى فيه قبل كدا و لو عندك خبرة ف حاجة معينة او واخدة كورسات فى مجال معين و اى معلومة مفيدة
عنك ممكن تساعدنى اشوفلك شغل مناسب ليكى هنا ف الشركة او اى شركة تانية ف المجموعة .
ابتلعت ريقها بصعوبة من التوتر فهذا اﻻمر لم يكن ف الحسبان فبالتأكيد سوف يتحرى عنها و كيف سوف تكتب عنوان الملهى الليلى فى تلك الورقة فعزمت أمرها ان توافقه حاليا و تماطله الى ان تجد حلا لهذه المشكلة او تخبر ذلك اﻻمر لعلى الرفاعى حتى يتصرف
هو كما يترائى له .
انصرفت زينة بصحبة
رامز الى حيث العم ابراهيم لكى تبدأ عملها أو باﻻحرى لعبتها فى عالم يوسف سليمان.
الفصل التاسع
بعد أن انصرفت زينة مع