الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان

انت في الصفحة 14 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


منتفضة و أحاطت كتفيها بذراعيها و قالت له بعصبية هيستيرية انت عملت فيا ايه انت عايز منى ايه... انطق عملت ايه 
رد عليها محاولا تهدئتها و فى نفس الوقت يحاول ألا يلمسها اهدى بس يا زينة... انا معملتش حاجة.. و الله ما عملت حاجة... 
ردت ببراءة لا انت مسكت رقبتى وكنت ها.... 
قاطعها سريعا لا مكنتش هعمل كدا م.... 

قاطعته سريعا لا انت كنت و.... 
قاطعها بابتسامة من ردود أفعالها الطفولية و حدثها بهدوء صدقينى مكنتش ناوى اعمل أكتر من كدا حتى لو انتى كنتى مستسلمة و مزقتينيش.
نظرت له ببلاهة غير مستوعبة لما يقول فردت بعدم فهم أنا مش فاهمة حاجة...!
أجابها بهدوء مش انتى قولتى مش هلومك فى اى حاجة تعملها و..
قاطعته أنا قصدى لو طردتنى من الشغل..
رد عليها بنفاذ صبر ممكن تسمعينى للآخر!
أماءت له بالإيحاب دون أن ترد فاسترسل حديثه قائلا أنا عمرى ما قربت من بنت بس اللى انا عملته دا كان مجرد اختبار ليكى بس... مكنتش عايز اختبرك بالطريقة دى بس كنت مضطر.
ضيقت ما بين عينيها قائلة بردة مش فاهمة..
رد قائلا زينة افهمى... موظفة عندى شغلها كله ف مكتبى و مسموح لها تدخل و تخرج من المكتب ف أى وقت سواء موجود او لأ و جاية تقولى انا عايشة و متربية ف ف.. عف لسانه ان ينطق هذه الكلمة ففهمته زينة و أكملت بدلا عنه بوجه متجهم فى كباريه.
فنظر لها لوهلة ثم أكمل بحدة فى زفت... حطى نفسك مكانى..
اكملت زينة عشان كدا عملت اللعبة دى عشان تتأكد ان
كنت شمال و لا لأ 
رد بجدية تامة كان لازم اعمل كدا افرض حد مسلطك عليا عشان تتجسسى على شغلى او تنقلى اخبار شغلى او تبوظيلى صفقاتى!... شغلى علمنى مديش أمان لحد مهما كان احساسى ناحيته.
لم ينتبه يوسف لكلمته الاخيرة و لكنه نطقها بتلقائية بينما زينة جف حلقها و ابتلعت ريقها بصعوبة من شكوكه التى هى فى محلها تماما و كأنه يعرف لعبتها و لكن ما طمأنها هو عبارته مهما كان احساسى ناحيته فهذا يعنى أنه يكن لها شعورا ما و لكنها شعرت بمدى دنائتها بعد كلامه هذا و لكنها قررت ان تسايره فى كلامه فقالت له و انا لو كنت متسلطة عليك كنت هقولك عنوانى الحقيقى ا و كنت حكيتلك حكايتى الحقيقية! 
رد عليها بثقة و لو مكنتيش قولتى كنت هعرف بردو و لو كنتى قولتى اى حكاية تانية كنت هوصل بردو لحقيقتك.. متفتكريش ان انا اهبل عشان اشغل واحدة لا اعرف اصلها و لا فصلها لا و كمان ايه فى مكتبى كدا سبهللة انا ف الاول افترضت منك حسن النية بس دا مش معناه ان انا مش هكلف حد يعرفلى قصتك و أصلك و فصلك حتى بعد ما اتأكدت دلوقتى انك مبتكدبيش و مالكيش فى شغل الزفت بتاعك دا 
ارتبكت من كلامه و لكنها حاولت رسم الثقة على ملامحها و قالت يعنى بعد كل اللى حكيتهولك و الاختبار اللى عملتهولى دلوقتى بردو هتبعت حد يسأل عليا!
رد عليها بجدية أولا اسمها حضرتك متنسيش نفسك 
ثانيا اه هبعت حد يعرفلى أصلك بالظبط و لو انتى خاېفة من حاجة او فى حاجة تانية مخبياها... صمت لبرهة يراقب تعابير وجهها و التى كانت ثابتة تماما لا تنم عن أى شيئ إلا الثقة بالنفس مما أراحه ذلك الأمر كثيرا فأكمل قائلا يبقى أحسنلك تنسحبى من دلوقتى.
رفع حاجبيه و نظر لها باستفهام قائلا ها!.. قولتى ايه
ردت عليه بثقة زائفة أنا معنديش حاجة أخبيها كل اللى عندى قولته لحضرتك.
نهض عن كرسيه و اتجه ناحية مكتبه و هو واضعا كفيه فى جيبي بنطاله و جلس على مقعده الوثير بكل أريحية قائلا بابتسامة ماكرة خلاص كدا تمام روحى يلا كملى شغلك.
قالت له بشجاعة و جرأة بس أنا ليا إعتذار عند حضرتك.
أجابها حقك..ثم سكت قليلا ناظرا لأسفل و رفع نظره لها قائلا بجدية أنا آسف ع اللى عملته معاكي من شوية... ها لسة عليا ديون تانية ليكى!
ابتسمت ابتسامة جميلة أشرقت وجهها بعدما كان منطفئٱ و قالت له لأ كدا خالصين...
ثم انصرفت مسرعة دون أن تستمع لرده بينما هو سحر من ابتسامتها و ردود أفعالها الطفولية و بدأ ينمو بداخله شعور بالمسؤلية ناحيتها كأنها إبنته او شيئا من هذا القبيل لا يعرف لماذا ينتابه هذا الشعور كلما رآها و لكن الذى يعرفه الآن أنه أصبح يحب وجودها و يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يراها كالطفل الذى وجد ضالته.
فى منزل لينا.....
كان يجلس والدها و والدتها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة. 
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا فنظر لها والدها نظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير تعبير وجهها و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبث ببنت شفه ثم جلست على احد المقاعد بوجه متحهم. 
حمحم مصطفى قائلا احم.. لا مؤاخذه يا عم حسن يعنى ممكن اتكلم مع الانسة لينا كلمتين كدا لوحدنا. 
حسن أه طبعا يابنى حقك.. اتفضل اتفضل ثم نظر لأبنته قائلا روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم. 
أماءت له مبتسمة فهى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتهها فى افساد هذه الزيجة فنهضت من مقعدها و قالت لمصطفى اتفضل من هنا. 
خرجا العروسان الى بهو المنزل و جلسا على احدى الارائك الموجودة به و حافظ مصطفى على ترك مسافه لا بأس بها بينهما. 
حمحم قائلا إزيك يا أنسة لينا! 
لينا اسمع يا جدع انت من غير سلامات و كلام فاضى من دا من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى. 
تفاجأ من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فسألها بنبرة عاتبة طب ممكن أعرف السبب. 
ردت عليه بحدة و هى دى محتاجة فقاقة إنت عايزنى أنا لينا اللى معاها أحسنها و أعلاها كلية فى المنطقه تتجوز حتة نجار واخد دبلوم بالعافية و ياعالم بتعرف تفك الخط و لا لأ و ف الاخر أشتغلك خدامة انت و أمك.
صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها
الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية فانتفض من مجلسه قائلا بصوت مرتفع و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك إظاهر كدا انى غلطت ف العنوان مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية. 
خرج الجميع على كلمات مصطفى و كاد أن يرد عليه والد لينا و لكنها سبقته بحدة و عصبية روح يا بابا شوفلك واحدة على مقاسك و اعرف مقامك كويس قبل ما تتكلم على بنات الناس قال ميشرفكش قال.
احمر وجه مصطفى من الڠضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعېن قبل أن او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا... وهم أن يمشى فاستوقفه والد لينا قائلا له استنى بس يبنى... اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل
رد عليه بتهكم اللى حصل.. هيئ... إسأل بنتك المصونة.
نظر لها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار.
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشړ فنزع عنها حجابها و أمسكها پعنف من شعرها و قال لها بقى ختت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان!
ردت پألم من مسكته اه اه انا عملت ايه بس يابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه.
حسن و مازال ممسكها من شعرها هو بردو اللى مغرور يا بنت الك... بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة!.. انتى شايفة نفسك على ايه.. و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت... دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة.
كانت لينا تبكى و تنتحب من الألم و من كلمات أبيها الواقعية و التى تتمنى لو تمحى تلك الحقيقة من حياتها فنزعت شعرها من بين يدى أبيها بغل قائلة بعصبية مفرطة أنا أصلا ماليش اعيش هنا أنا المفروض كنت اتولدت ف فيلا و كان يبقى عندى خدامين زى سهيلة انا المفروض اكون هانم مش بنت الساعى! 
صفعها أبيها صڤعة مدوية علها تفيق فهو استنبط من هذياناها هذا انها أصيبت بالغرور حد الهوس و انه ان لم يعيدها لواقعها فى أسرع وقت فسوف تفقد عقلها ا لا محالة.
بينما والدتها واقفة تتابع الموقف بذهول تام و لم تكن لتتخيل ان تصل ابنتها البكرية لهذه الدرجة من الغرور و التكبر و التبتر على حياتها و على والديها و بعد أن صفع زوجها ابنتها قالت له و هى ټضرب بكفها الأيمن على صدرها عليك العوض و منك العوض يا رب لا يا حسن دى مش لينا لا دى مش بنتى يا حسن ايه اللى جرالها.
رد عليها بصوت مجلجل البت دى ما تعتبش برا البيت لحد ما يجيلها عدلها مفهووووم!
ردت الام سريعا مفهوم ياخويا مفهوم.
بينما لينا تضع كفها مكان صڤعة ابيها تارة تنظر لأبيها بنظرة ناقمة و تارة منكسرة و تارة أخرى بنظر لامها نظرات تائهة لا تدرى ماذا تفعل أو ماذا تريد فانطلقت مسرعة إلى حيث غرفتها تندب حظها و تنعى حالها و يزداد حقدها على سهيلة
ن
الفصل السادس عشر
عند زينه.... 
انهت عملها بذلك اليوم و انصرفت
الى حيث تسكن بالملهى الليلى و عندما وصلت غرفتها أغلقتها جيدا و أخرجت هاتفها
من الحقيبة و قامت بالإتصال على شريكها على الرفاعى.
زينة ألو أيوة يا على باشا. 
على أيوة يا زينة طمنينى عملتى إيه 
زينة اديته الملف يا باشا و حكيتله قصة حياتى زى ما اتفقنا بالظبط بس دا ناوى يبعت حد يتأكد من كلامى دا طلع مش سهل خالص يا باشا. 
على مش قولتلك يوسف دا داهية بس ما تقلقيش انا مظبط كل حاجة. 
ردت عليه بلهفة
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 34 صفحات