رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
إنى مبصليش و معرفش حاجة عن دينى !! كمان هعيش ع الحړام طول عمرى ! .. فروحت دورت على شغل ف أماكن كتير و كل إللى يسأل عليا و يعرف انى عايشة ف كباريه يفتكر إنى شمال و ېخاف على سمعته و يطردنى لحد ما ربنا عطرنى فيك آدى كل الحكاية يا بيه و إللى حضرتك تعمله أنا مش هلومك عليه عندك حق ف أى ظن تظنه فيا ما واحدة متربية و عايشة ف كباريه هتطلع ايه يعنى ! .. بس أقسملك انى ماليش دعوة بشغل الكباريه خالص و لا عمرى قعدت مع زبون و لا اديت لحد فرصة يبصلى حتى سبحان الله يا بيه ربنا كان و مازال محافظ عليا . . . قالت عبارتها الأخيرة بصدق بالغ فهذه حقيقة حفظها الله من شړ الذئاب البشرية فربما ينصلح حالها يوما و تصبح إنسانة صالحة قريبة إلى الله .
أحست زينة من طول مدة صمته أنه لم يصدقها فانتابها شعور بخيبة الأمل ليس لأنها فشلت فى مهمتها و لكن لانها فقدت ثقته و بالطبع سيرفض بقائها فى الشركة خوفا على سمعته و أكثر ما يؤلمها أنها لن تنعم برؤيته و لا بعطفه عليها بعد الآن لذلك آثرت أن تترك هى المكان قبل أن يقوم هو بطردها و هى لن تتحمل منه ذلك فنهضت من المقعد و سارت باتجاه الباب و لكنه صاح بها بحدة قائلا استنى عندك ..
قال بحدة رايحة فين أنا سمحتلك تمشى
أجابت بنبرة حزينة مټألمة أنا مش هستنى لما تطردنى .. أنا همشى بكرامتى أحسن .
فى لندن ....
كان يحيى و عمار جالسان فى المقهى العربى يتسامران و يلعبان معا لعبة الشطرنج بينما على طاولة قريبة منهما كانت تجلس ديما تختلس النظر إلى يحيى من حين لآخر فهى أحست بمدى وقاحتها معه فى اللقاء الأخير خاصة بعدما جلس معها عمار و تحدث عنه و عن مدى شهامته و كرم أخلاقه
ترددت كثيرا أن تذهب له و تعتذر على سوء أدبها معه و لكنها حسمت أمرها فى الأخير و قررت أن تعتذر له نهضت من مقعدها و توجهت ناحية طاولته و قالت بشئ من التردد و الحرج فى آن واحد احم .. مسا الخير شباب .
ديما بابتسامة بسيطة هلا فيك إستاذ يحيى .. احم أنااا كان بدى أعتذر منك على قلة ذوقى معك و ...
قاطعها عمار قائلا و اللى بده يعتذر بيضله واقف هيك !
يحيى عمار عنده حق با آنسة ديما .. اتفضلى اقعدى و بعدين نتكلم ..
ضحك ثلاثتهم على مرح عمار فاستأنف يحيى الحديث قائلا انسة ديما أنا ....
قاطعته قائلة ديما .. فيك تقول ديما .. بس .
رد عليها بابتسامته الودودة قائلا اوكى .. ديما .
احم .. المهم أنا مش عايزك تعتذرى و خلينا ننسى كل اللى حصل كأن مفيش حاجة حصلت انتى بردو زى أختى .
رد بابتسامة ساخرة ايوة .. الحقيقة هى مش أختى هى بنت عمى متربيين سوا و عايشين مع بعض ف نفس البيت بس بنتعامل مع بعض كأننا اخوات .
شعرت بغيرة لا تعرف سببها و اغتصبت ابتسامة و ردت قائلة الله يخليلك ياها .
يحيى سانكس .
فطن عمار تغير وجه ديما على ذكر يحيى لإبنة عمه و لاحظ ابتسامتها المصطنعة فحدث نفسه معقول تكون معجبة فيه ..فقال بصوت مسموع دون بتلقائية دون أن يشعر و الله يا ريت .
فنظر الاخران له باستغراب من كلمته فتحسس يحيى جبهته و قال له مالك يا حبيبى بقيت بتكلم نفسك خلاص فيوزاتاك ضړبت
فضحكت ديما بصخب فنظر عمار لهما باستنكار متنقلا ببصره بينهما قائلا و الله البركة فيكن إنتو التنتين .
رد عليه يحيى قائلا ليه إن شاء الله !.. احنا اللى قولنالك كلم نفسك !
عمار مو ضرورى تعرف ليش .
ديما ليش حاسة انك بتقول لغز .
رد عمار ناظرا بشرود فى اللاشئ ايه لغز و أنا راح حله .. و قريبا بإذن الله .
نظر كل من ديما و يحيى لبعضهما بدهشة من حال صديقهم و قال يحيى محركا رأسه يمنة و يسرة ماله دا
فزمت ديما و رفعت كتفيها قائلة و الله ما بعرف .. فسكت الثلاثة قليلا ينظرون لبعضهم ثم انخرطو فى نوبة من الضحك الصاخب كالعادة .
هدأ الثلاثة و من ثم استأنفوا حديثهم و تحدث يحيى عن نفسه قليلا بطلب من ديما و فى نهاية السهرة قال عمار لهما شو رأيكم يا شباب بنصير أصدقاء .
رد يحيى و لو انى مش بحب موضوع الصداقة اللى بين البنت و الولد بس اوكى طالما هنتقابل هنا ف الكافيه وسط الناس .
فى فيلا راشد سليمان ...
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فى حالها و ما وصلت إليه مع والدها فهو كلما يراها يسألها على رأيها فى العريس المتقدم لها و على ذكر والدها الذى طرق باب غرفتها لتوه قامت و فتحت له الباب و قالت له اتفضل يا حبيبى ادخل .
دخل و قال لها تعالى نتكلم ف البلكونة أحسن و أضاف بمرح علشان ميكونش ناقصنى حاجة آدى الخضرة و أشار على حديقة الفيلا و آدى الوجه الحسن و أشار عليها فضحكت بصخب على مرح أبيها و قالت اومال أنا أقول عليك إيه بقى يا وسيم عصرك و زمانك إنت !
ضحك على غزلها و قال هههه .. وسيم زمانى بس
قالت بحب خالص لا طبعا يا حبيبى دا انت لسة شباب و زى القمر كمان دا انا بخاف عليك من عيون البنات اللى هتطلع عليك لما بتروح النادى .
قهقه على غيرتها عليه و قال مغيرا مجرى الحديث المهم يا سهيلة ... أكيد عارفة طبعا الموضوع اللى جاى أتكلم معاكى فيه .
ردت عليه بوجه خال من التعبير و دون أن تنظر إليه عارفة يا بابا .
راشد بجدية طيب من غير ما اتكلم كتير و صلتى لإيه !
ردت عليه برجاء بابا عشان خاطرى ... سيبنى شوية و بلاش تستعجل بلاش العريس دا بلاش دلوقتى خالص و أوعدك أول عريس يتقدملى بعد كدا و يكون مناسب هوافق علطول و من غير ما تدينى مهلة كمان .
راشد بعصبية برضو لسة عندك أمل إن
يوسف يبصلك !.
لم ترد عليه و نظرت لاسفل من الخجل و الحرج فاسترسل أبوها قائلا انتى إيه مبتحسيش و لا مبتفهميش و لا معندكيش كرامة و لا انتى ايه بالظبط .. أنا خلاص زهقت و قرفت منك انا هتجيلى جلطة على ايدك .
ردت پبكاء بابا أرجوك كفاية بقى .. أنا اللى تعبت أنا اللى محدش حاسس بيا و انخرطت فى نوبة بكاء ضارية حتى يأس منها ابوها و تركها و غادر الغرفة كالاعصار من فرط عصبيته و حزنه لحال ابنته الوحيدة .
نه
الفصل الخامس عشر
فى شركة ال سليمان....
أسرع يوسف ممسكا بها قبل ان يرتطم جسدها بالارض بعدما فقدت وعيها و اضطر ان يحملها و فى تلك الاثناء كان رامز يستمع للضجة التى احدثتها زينة فدفعه فضوله للدخول ليرى سبب تلك الضحة فدخل مباشرة فقد كان الباب مفتوحا و عندما دخل هاله ما رأى فهو لم يسبق له أن رأى رئيسه مقتربا من فتاه الى هذا الحد فلمحه يوسف و هو حاملا زينة متجها لوضعها على الأريكة فقال له بعصبية انت واقف مبلم كدا ليه .. اتحرك يا بنى ادم انت هات كوباية ميه بسرعة.
رد عليه بتلعثم ححاضر يا مستر ثوانى.
وضعها على الاريكة و اتى رامز له بالماء فقال له هات المفرش اللى هناك دا يا رامز بسرعة.
أماء له و ذهب سريعا حيث أشار له يوسف و أعطاه المفرش فأخذه يوسف و دثرها به جيدا ثم شرع فى افاقتها فأخذ يضرب بخفة على جبهتها قائلا زينة... زينة فلم يرى منها ردة فعل فنظر لرامز فوجده مركزا فيها فتضايق كثيرا منه و قال له لو سمحت يا رامز استنى انت برا.
فسأله بفضول هى اغمى عليها ليه يا مستر
رد بحدة حاجة متخصكش اتفضل على مكتبك
رد عليه بحرج انا آسف... عن إذنك..
انتظر الى ان خرج رامزمن المكتب ثم نظر إليها مرة أخرى و سحب كرسى و جلس أمامها فډفن وجهه بين كفيه محدثا نفسه انا ايه اللي انا هببته دا بس....ثم رفع وجهه ناظرا اليها كأنه يحدثها بس انا معذور.... اومال كنت هتأكد إزاى ان انتى نضيفة و مش شمال
ثم سأل نفسه طب ما يمكن كانت متوقعة انى هعمل كدا و كانت بتمثل!
فرد على نفسه لا لا انت مش غبى للدرجة دى يا يوسف و عارف و متأكد انها مكنتش بتمثل .
زفر الهواء من رئتيه پعنف فقد أحس ببعض الندم على فعلته فليس من شيمه الخداع و التمثيل و لكن كان مضطرا لفعل ذلك.
عاد بنظره لها مرة أخرى و أمسك كوب الماء و نثر منه بعض القطرات على وجهها علها تفيق و لكنها
لم تفعل فانتصب واقفا و اتجه ناحية مكتبه و أخرج من درجه زجاجة
عطره و ذهب لها مرة اخرى و وضع بعض من العطر على ظهر يده و أخذ يمرره على أنفها بينما هى استفزها رائحة عطره التى قد حفظتها عن ظهر قلب مما استدعاها لتحاول فتح عينيها بصعوبة لكى ترى معذبها ففتحت عينيها ببطئ شديد الى أن رأت وجهه القلق الملامح فكادت أن تبتسم ولكنها تذكرت سريعا فعلته معها فقامت من مكانها