ساكن الضريح ميادة مأمون
الفكره التي تملكت رأسها و بعدها سيذيبها عشقا.
دق علي باب الغرفة أخرجه من شجنه ليغمض عينه منزعجا منهم ليخرج من حالته هذه مجففا عينه بمحرم ورقي ثم اتجه نحو الباب و فتحه.
مالك متأففا
نعم في اي.. صمت بخجل و اخذ من يد خالته الطعام مردفا.
طلعتي ليه بس مانا قولتلك شذى هتبقى تنزل تجيبه هي.
ماجده مبتسمه له
مالك مبتسما لها
ماشي يا ميمي متشكرين.
ماجده ضاحكة اسكت بقى كفايه اللي عملته فيك و فيا.
مالك مستفهما
ليه عملت ايه تاني.
نفس الشب.. شب اللي اخدته حدفتني بيه ال زعلت لما قولتلها اني انا ميمي وهي ماري
يا ستي انتو الاتنين قمرات طب ممكن تدخلي انا كنت عايز اتكلم معاكي انت و شذى شوية.
خلصوا اكل براحتكم و انا هادخل اوضتي اصلي العشا لما تأذن و بعدها ابقو تعالوا نتكلم بقى براحتنا وافقها الرأي
دلف يضع الطعام من يده ليجد فتاته قد انهت صلاتها فجلس و نادها.
خلصتي يا شذى.
ايوه.
طب يلا تعالي ناكل.
لاء مش جعانه انا هاصلي العشا.
العشا لسه ماذنتش تعالي ناكل
و انا هاصلي بيكي.
لاء معلش انا هاصلي لوحدي وانت روح صلي في المسجد.
وضع الملعقة من يده منزعجا مما قالته على ما يبدو أنها لم يعجبها أمره لها.
لاء و الله معلشي ممكن تبصيلي و انت بتكلميني هو انت زعلانه اني خليتك تأدي الفرد اللي عليكي.
استدارت له بغيظ و مازلت الدموع ټحرق وجنتها.
فهم مقصدها و اومئ لها برأسه وأصر بأن قراره هو الاصح.
أنحنى بجزعه للأمام شابكا اصابعه في بعضهم.
لاء اطمني يا شذى انا مش هأمرك على حاجه تاني بس انا مش مستعد اشيل ذنب عدم صلاتك و انت علي زمتي تقدري بعد كده تعملي اللي انت عايزاه.
وقف امامها و اتجه نحو معطفه المعلق على المشجب و اذا به يخرج من جيبه الداخلي بعض الأظرف البيضاء.
مد يده بأحداهم لها قائلا
ده ورق الكلية بتاعتك انت خلاص بقيتي مقيدة على ذمة الجامعه هنا اتفضلي.
مالك انا ماقصدش حاجه من اللي في دماغك دي أنا بس كان قصدي ا.
مالك مقاطعا لها
من فضلك
خلاص يا شذى مبقاش في بنا كلام يتقال.
اصدرت الحجة مجيدة امرها للجميع بأن يلتفو حول مائدة الطعام لم تأكل اي منهم شئ حتى يستأنس بهم في افطاره
و ها هو يحضر من المسجد بعد أن صلى صلاته مع ابيه.
كانت تجلس بجواره ساكنه تماما تعبث في طبقها و لم تأكل شيئا لاحظ هو هذا و همس لها...
مابتكليش ليه فرحت لأهتمامه بها رفعت عيناها من علي الصحن ملتفته اليه لتراه يأكل بشراهه ولم ينظر إليها
لتهم بالوقوف من علي مقعدها بوجه عابث هامسة بكلمه واحدة...
شبعت
امسك يدها قبل أن تقف مجبرها على الجلوس مره اخرى مائلا برأسه نحوها قليلا.
مش قولتي ان احنا في هدنه وانا وفقت عليها خلصي طبقك كله و هاجبلك حاجه حلوه.
لمعت عيناها بفرحه أخيرا و علت ثغرها ابتسامه لطيفة
التفتت الي صحنها لتجده قد بدله لها باخر ممتلئ بكل انواع الطعام
كما قطع لها قطعة اللحم و أشار لها عليه أمرا....
ماتقوميش غير لما الطبق ده يخلص.
بس دا كبير قوي.
و انت في اليومين دول خسيتي قوي يا ريت بقى تاكلي عشان ماتبقيش رفيعة.
واذا به يلقى داخل اذناها بكلمة احمرت وجنتيها و هو يقف من جانبها دون أن يسمعه احدهم.
احم انا مش بحبك رفيعة.
في غضون ثواني كانت قد انهت طبقها بالكامل لدرجة ان وجهها قد احمر.
جلس مع ابيه على الاريكة الخشبية يحتسون الشاي و يتحدثون سويا بينما جلسو الشقيقتان يتابعان التلفاذ
أما عنها هي فكانت تنظف الصحون بغرفة الطعام ليلاحظ هو عدم وجودها و يذهب اليها.
مالك واقفا عند الباب
شذي انا رايح اصلي العشا لو سمحتي عايز لما ارجع الاقيكي صليتي و قاعدة بتذاكري بره.
شذي بأبتسامه هادئة حاضر
ابتسم لها و ذهب من امامها لتلتفت هي الي ما بيدها و تكمله.
و بعد وقت ليس بقليل كانت جالسه على الاريكة مفترشة علي الطاولة الصغيرة بعض الأوراق و منحنية عليها تمسك بيد هاتفها و بيدها الاخري قلم.
جلس هو بجانبها بعد أن عاد ليضع امامها حقيبة صغيرة بها بعض انواع الشيكولاته.
فتحتها و امسكت ما فيها بفرحة كبيره و بدون اي مقدمات ارتمت على صدره و عانقته مقبله وجنته كالاطفال.
ليتفاجئو بفعلتها و ينظرو الي بعضهم بفرحة لتهتف والدته بمشاكسة.
الحاجة مجيدة
ليكم أوضة تعملو فيها الحاجات دي بلا قلة أدب.
لترد شقيقتها بلطافة
الله ماتسيبي العيال يضحكو شوية مع بعض يا مجيدة هما عملوا ايه يعني بت يا شذى هو مالك جايبلك ايه هاتي حته.
شذي ناظرة إليهم بشړ
لاء مالك جايبهم ليا انا بس و ماتركزوش معانا بقى من اول الليلة الله يبارك لكم.
فتح هو جهاز حاسوبه و قرر ان يشغل نفسه به بعد أن قبل رأسها و ابعدها عنه برفق متابعا مشاكستهم معا و وجه ابيه الواجم.
مجيدة بأسف
حسرة عليا الا ما دخلت على امك بحتة شيكولاته واحدة لكن الأميرة شذى تجيلها شنطة مليانه مش كده.
مالك ملفتا نظرها
قللي انت بس السكر اللي عندك و انا اجبلك اللي انت عايزاه يا سكر.
أسرعت ماجدة خاطفة واحدة من الحقيبة
و همت تجري من أمام ابنتها على الدرج بضحك.
طب انا بقى ماعنديش سكر و هاخد واحدة يعني هاخد ههههههه.
قفزت شذى من علي الاريكة تجري خلفها و سقط حجاب رأسها من عليها لينسدل شعرها على ظهرها امامه لتعم المنزل فرحه غريبة و تعلو به أصوات الضحكات.
شذي بشراسة
و كمان اخدتي اكبر واحدة طب والله يا ميمي ما هاسيبك.
هتفت مجيدة بضحك و هي جالسة
مكانها
شاطرة يا بت يا ماجدة كليها كلها و ماتسبيش ليها حاجة يا بت.
التفتت شذى إليها عابثه
اخ ياني منك انت يا ماري اروح منكم فين بس يا اخواتي.
همت ماجدة بفتحها لتلتهمها و هي تصعد الدرجات قائله بفم ممتلئ
هاكلها كلها.
للتتعثر في اسدالها و تسقط على الدرج في مقابلة ابنتها التي اسندتها منفزعه عليها بصړاخ
يا لهوي ماما الحقني يا مالك.
ماجدة متئلمة
اه ماتخفيش يا شذى انا كويسة.
مالك منحنيا عليها
خالتي انت كويسة بجد قومي اقفى كدة.
اتكأت على قدمها و همت بالوقوف مستنده على راحة يده لكنها تألمت قليلا.
الظاهر ان رجلي اتجزعت طلعني اوضتي يا مالك.
مالك نافيا ناظرا الي قدمها
اوضتك ايه بقى البسي نقابك يا شذى و حصليني على العربية.
جرت شذى سريعا للأعلي هاتفه پخوف
حاضر حاضر.
ماجدة بعدم فهم
هاتوديني على فين انا كويسة.
مالك بضجر و هو يحملها
بلا كويسة بلا ني... بقى انتو ايه مابتعرفوش تفرحو ابدا من غير ما يحصل حاجة.
همت الحجة مجيدة بالذهاب خلفه و هي تلف حجابها
محسودين و النبي يا ابني والعين علينا مش مكتوبلنا نفرح ابدا.
اجلسها مالك على مقعد السيارة الأمامي مستغفرا
استغفر الله العظيم واتوب اليه انت رايحة على فين انت كمان ادخلي جوه لو سمحتي يا أمي.
الحجة مجيدة مزيحة يده فاتحه الباب الخلفي للسيارة
وسع يا واد انت من سكتي انا مش هاسيب اختي يا حبيبي.
ترجلت الصغيرة سريعا على الدرج مرتدية نقابها لتتقابل مع ذلك الكهل الكاره لها بالأسفل
ليقذفها بكلمات صاخبه. الشيخ حسان
عمرك ما هتبقى مصدر سعادة ليه ابدا هاتفضلي دايما مصدر تعبه و حزنه.
سالت دمعاتها و رمقته بنظرة كارهه وغادرت المكان سريعا و هي تبكي بشدة.
أخذها الي المشفى و عندما وصلو الي هناك كان الألم قد تملك منها و ازداد ورم قدمها
ليأمر هو العاملين بأخذها الي قسم العظام وبحث عن الطبيب المختص و الذي يدعي بالدكتور عبد الرحمن الفولي.
هو راجل بأواخر العقد الرابع من عمره و لكن من يراه يحتسبه شاب ثلاثيني نظرا لجسده الرياضي و وجهه ذو الملامح الوسيمة.
العجيب انه انجذب الي عين ماجده من اول نظره كما ابتسم جدا علي حيائها و خجلها منه
فكلما أراد الكشف على قدمها اسدلت طرف اسدالها عليها ناظره الي ابن اختها بخجل.
سألها الطبيب بعض الأسئلة من ضمنها كان السؤال الذي لا يعجب النساء دائما.
دكتور عبد الرحمن
عندك كام سنه يا مدام ماجدة.
ماجدة ناظرة له شرزا
خمسة و أربعين سنه.
دكتور عبد
الرحمن بضحك
بس شكلك أصغر من كده على فكره
ثم وجه حديثه لمالك لازم نعمل اشاعه على رجليها يا دكتور شكله كسر مضاعف انت وقعتي ازاي.
لم تخبره او حتى ترفع عيناها له و ازداد احمرار وجهها لتخفض رأسها موارية عيناها منه.
اردف مالك بدلا عنها ضاحكا
كانت طالعه السلم بتجري و هي بتاكل شيكولاتة فوقعت من عليه.
صفعه قوية أخذها على يده منها و هي تهمس له
اسكت يا ولد انت.
الدكتور عبد الرحمن ضاحكا على خجلها
طب هو يعني ماكنش ينفع تاكليها و انت قاعدة السن برضو ليه حكمه و احنا يعني مش لسه صغيرين للجري مش كده ولا ايه.
اردفت ماجدة هامسه لمالك بعد أن أعطاها ظهره
ايه قلة الذوق دي في حد يقول كده لواحدة ست.
مالك ضاحكا
الله ما هو الراجل برضو معاه حق.
ماجدة مغتاظة منه
كسر حقه على حقك و الله يا مالك لقول لمجيدة عليك استنى عليا بس اما رجلي تخف دي بتوجعني اوي.
مالك مبتسما لها
ههههه معلش بقى يا ميمي ما هو السن ليه حكمه و العظمه كبرت برضو.
ماجدة مشټعلة من الغيظ
كده يا مالك والله لوريك بس اما نروح.
لتشهق بخضه عندما اتاها صوت الطبيب من خلفها.
دكتور عبد الرحمن
يلا عشان نعمل الاشاعة.
مد مالك يده مدخلا بعض خصالها الناعمه المتمرده داخل حجابها لتقوم هي بعدله و إذا به يبتعد عنها و يتركها للممرض ليزج المقعد الجالسه عليه للخارج.
نظرت هي له برجاء الا يتركها وحدها فوقف بجانب والدته و زوجته رافعا كفيه لها بعلامة الاستسلام.
أخذهم وجلسو بأنتظارها في مكتبه حتى تأخذ زوجته راحتها و ترفع نقابها عن وجهها الممتلئ بالدموع.
جلست بجوار خالتها والتي بدورها امالت رأسها على صدرها تربت عليها بحنان.
الحجة مجيدة مطمئنة
ماتخفيش عليها يا شذى ماما هتبقى كويسة يا حبيبتي.
شذي موجهه حديثها الي زوجها
انتو لقيتو في رجلها ايه يا مالك
مالك بجدية
رجلها اتكسرت يا شذى وبيعمل ليها إشاعة عشان يعرفو الكسر فين بالظبط.
شذى پبكاء يا حبيبتي يا ماما.
مالك بهدوء
ممكن تبطلي عياط وتقعدو هنا لحد ما اخلص انا و هي و هاجي اخدكم تاني.
شذى نافية
لاء خدني معاك ليها.
مالك بأمر
لاء اقعدي هنا و مش عايز كلام كتير سيبيني اشوف شغلي بقى.
و هنا