ساكن الضريح ميادة مأمون
كمان مش بقيت تحبني و اصلا انت عمرك ما حبتني.
مالك محاولا السيطرة عليها ضاممها الي صدره بانفعال...
ايه اللي انت بتعمليه ده حرام عليكي بقى انت بغبائك ده تعبتي نفسك و تعبتيني معاكي.
جلس بها ارضا
شذى بدموع ټحرق صدره
حرام عليك انت انا حاسه اني بتخنق هنا مشيني من هنا و الا هاموت نفسي.
ابعد مالك وجهها عن صدره مندهشا مما تقوله.
اوعي تجيبي السيرة دي او تقولي كده تاني مش عايز اسمعك بتجيبي سيرة المۏت على لسانك تاني.
طب لو بتحبني بجد خليني امشي من هنا. رجعني شقتنا.
طب ممكن افهم حصل ايه بس عشان ابقى فاهم.
قالت جملتها هذه و هي تحاول التودد له مثل هره صغيرة تلتمس الحنان من صاحبها.
مالك وهو يبتلع لعابه و يبعدها عنه برفق
احمم مش هاينفع يا شذى انا قولتلك قبل كده اننا هانقعد التلات شهور الحرم هنا و بعدين ماتستعجليش قريب قوي هاتروحي بيتك
وقف من علي الأرض معطيها ظهره مستندا على مكتبه.
طيب هاستني لحد ماتخلص اللي وراك و نروح سوى من هنا عارف انا عملت ليك حاجه
انت بتحبها اوي عملتلك رز بلبن هاروح احضر ليك الغدا و اجبلك كل الاطباق من تحت.
لتتركه و تجري نحو الباب ليفاجئها هو بأيقافها قبل أن تفتح الباب...
انا صايم يا شذى.
تفاجئت برده هذا و
ضمت حاجبيها له متسائلة
مالك و هو يفهمها
بس النهاردة الثالث عشر من شهر رجب اول الايام القمرية زي ما بيقولو.
طب ليه انت لوحدك بس اللي صايم ماقولتليش ليه عشان أصوم معاك أو حتى خالتو و بابك هما كمان مش صايمين.
مالك موضحا لها
بأختصار لان ابويا وامي أصحاب أمراض مزمنة
عادت شذى اليه منحنية الرأس تفرك اصابعها ببعضهم
خلاص مش هاخد العلاج ومن بكره هاصوم معاك. جلس مالك علي مقعد مكتبه يشلح حذائه و يهتف ساخرا
لاء و النبي اذا كنتي و انتي بتاخديه عامله فيا كده و مطلعه عليا جنونتك دي اومال بقى لو بطلتيه هاتعملي فيا ايه.
بس انا مش مجنونه ماتقولش عليا كده. مالك و هو يتمدد بجوارها
حاضر مش هاقول كده ممكن بقى تسيبيني انام الساعة دي و تبقى تصحيني على أذان المغرب عشان افطر على الرز بلبن بتاعك.
سريعا ما اقتربت جالسه بجانبه و بفرحه عارمه اجابته
حاضر انا هافضل قاعدة جانبك هنا واول ما المغرب يقرب يأذن هاروح احضر ليك كل حاجه.
اومئ لها و اغمض عينه ليشعر بأصبعها الرقيقة و هي تتشابك في اصابعه القوية.
شعر بالراحة الكاملة الان و كأن تعب اليوم كله ذهب هباء عنه لينعم و يغض في نوم عميق.
اعدت له صنية ممتلئة من الاطباق التي يشتهيها و يحبها و لم تسهو بالطبع عن حلواه المفضله و صعدت بها إلى الأعلى حيث غرفته.
و بكل رقة غلغت اصابعها في شعراته القصيرة هامسه له بهدوء.
مالك حبيبي اصحي الاذان بيأذن.
فتح عينه لتقابل عيناها شامله وجهها بالكامل ثم ارتكزت على شفتيها الرقيقتين التي تهمس له دائما بأرق كلمه.
شذي مستغلة نعاسه و عدم تركيزه
حبني.
مالك كالمسحور بها.
بحبك
صړخت بفرح لتفيقه وتعيه ما قال لينتفض معتدلا منتبها لما لفظه لسانه توا ويراها تقفز في الهواء و تدور حول نفسها.
تلك الجنية الصغيرة التي اقټحمت حياته و لا ينجح ابدا في انتشال قلبه من بين يديها.
توقفت عن الدوار و ظلت تصفق بيديها ناظرة في عينه و تبتسم له.
شذي بمرح
هيههههه بتحبني لسه بتحبني قولي بقى انك سامحتني و انك شيلت الفكره الوحشه دي من دماغك.
اغمض عينيه يأنب نفسه على ما قاله اعتدل جالسا مستندا بظهره على وسادته لكنه شعر و كأن ماس كهربي قد صعقه عندما تفاجأ بها تجلس بجانبه و تحتضن كفه برجاء.
شذي مصتنعه الحزن
مش قولت انك بتحبني سكت ليه بقى و لا انت لسه مش سامحتني.
مالك متجنبا النظر لها
انا لسه صايم يا شذى هاتي كوباية مايه اشرب و اكسر صيامي طيب وبعد كده ابقى اتكلمي براحتك.
التفتت الي المائدة الصغيرة التي وضعت عليها الطعام لتتفاجئ بعدم وجود الماء.
شذى ناظره له
انا نسيت الماية.
فرصه اتاته على طبق من ذهب.
مالك بهدوء
طب معلش ممكن تجيبي
من تحت.
وقفت بحب لتسرع في خطواتها لتجيبه بحماس
حاضر يا حبيبي حالا هاتكون عندك.
مالك مردفا لنفسه
طب اقولها لاء ازاي دي بس يا ربي اربيها ازاي و اطبعها بطبعي بس دي هي اللي هاتربيني يارب قويني عليها و على جمالها ده.
للمره الثانية يشاهدوها تجري على الدرج بأسدالها لتحذرها والدتها مزمجره.
يا بنتي حاسبي
بقى لاتت... و تقعي على وشك تاني هو انتي مش لسه طالعه لجوزك بالأكل لحقتي تصحيه و تفطرو سوي.
شذي وهي تتكفي متجهه نحو غرفة الطهي
بطلي رغي بقى يا ماما احنا لسه مافطرناش اصلا دا انا نسيت المايه ونازله اجبها لمالك.
اردفت الحجة مجيدة بمصمصة شفتها الشهيره
شوف البت ال نسيت المايه و نازله تجيبها لمالك.
حضرت إليهم و بيدها زجاجة المياة وكوب زجاجي و عيناها تطق شرزا لهم صاړخه في وجوههم
ممكن تخليكم في حالكم شويه.
جحظت عين والدتها و اشارت لها بطرفها لتلاحظ نزوله على الدرج
توتر وجهها وابتلعت لعابها خوفا من ان ېعنفها فاصبت المياه في الكوب و وقفت ماده يدها له.
هبط بروية و عينه على هاتان الجالستان بجانب بعضهم
يلقى عليهم لقب ساخر.
أهلا بالحموات الفاتنات.
الحجه مجيدة ناظرة اليه بضحك
اهلا بيك يا سي السيد خد يا خويا المايه من البت الا ايدها وجعتها من الوقفه.
نفت ما قالته خالتها بهزه من رأسها يمين و يسارا
لاء بالعكس انا ماتعبتش و لا حاجه خد اشرب يا مالك انت رايح فين.
كاد ان يشرق قبل أن يبتلع الماء ليسعل قليلا ثم يروي ظمأه بالقليل من المياه ليرد عليها بهدوء
مكتاظا بالغيظ.
هاتوضي و اروح اصلي المغرب يا شذى.
تخاطها متجنبا النظر في عيناها لتوقفه قبل أن يدلف للرواق المؤدي الي المرحاض.
شذي معترضه على ماقاله
اجل الصلاه شويه لحد ما نفطر انا مافطرتش من الصبح و كنت مستنياك لما تيجي و ناكل سوي.
انتفضت في مكانها عندما توقف فاجئه و بدون ان يلتفت لها صاح بصوت مفزع.
ااجل ايه.
و بوجه يكسوه الڠضب استدار لها سائلا....
انت صليتي النهاردة
تلجلج لسانها و بدئت الكلمات تخرج من فاهها متقطعه.
اااانا ااااصلي يييعني انا اه كنت تعبانه
تملك منه الضجر الان ليهتف ساخرا
و ماكنتيش تعبانه وانت بتعملي الرز بلبن مش كده.
تلك الكاذبه الصغيرة فشلت حتى في ان تكذب عليه يا الله الا يوجد شئ ينجيها من هذا المأذق.
مالك مشيرا إليها بسبابته بأن تتقدم امامه
قدامي على الحمام تدخلي تتوضي و تطلعي تصلي كل فروضك.
شذي منحنية الرأس
طب مش هاتاكل الرز بلبن.
رفع حاجبه مندهشا من تلك المختله و اذا به يجهر بصوته
ېخرب بيت الرز بلبن على اللي هياكله يا شيخه ادخلي يلااا.
جرت اللي الرواق سريعا قبل أن يقترب منها و ېهشم رأسها ولجت امامه و اغلقت الباب خلفها ليتنهد صبرا مخرجا زفيرا كاد ان يحرقه من الداخل.
ليلتفت باتجاه هاتان الجالستان في صمت تام و عقد حاجبيه بغيظ وكأنه يقول لهم لما انتم هنا الان.
هبت ماجدة واقفة
تداري عيناها منه
انا هاقوم اشغل التلفزيون اتفرج على البرنامج الديني احسن.
علا جانب ثغر الحجة مجيدة مشيرة إليها بأن تجلس
اقعدي اقعدي الفرجه عليهم هما احسن.
فاض به الكيل من الجميع الان هرول مسرعا للخارج يردف بزمجرة
لالالا انا ايه اللي يقعدني في وسط الجنان ده انا اروح اصلي في الضريح احسنلي صبرني يا رب على اللي انا فيه ده.
جري سريعا للخارج و إذا بالشقيقتان تطلقان الضحكات سويا.
ترجلت من المرحاض قاصدة الصعود لغرفته متعجله في خطواتها.
لتوقفها خالتها بضحك
على مهلك يا لوزه واحده واحده يا حلوه مش هاتتلاقيه فوق ياختي.
تصنمت على الدرج مرتعبه هل تركها مره اخرى لتردف قائله.
مش فوق! اومال راح فين يا خالتو
اقتربت ماجدة منها خاشية عليها من ان تسقط و ربتت على كتفها.
راح يصلي في المسجد يا حبيبتي اسمعي انت كلامه بقى و اطلعي صلى فروضك على ما هو يرجع.
جلست على الدرج تنعي بختها واضعه قبضتيها أسفل ذقنها.
انشالله تكونو انبسطوا دلوقتي
انا عارفه ان دي آخرة عينكم اللي رشاقه في حياتي.
شهقت ماجدة أثر كلمة ابنتها و اردفت
اخص عليكي يا شذى بقى دي كلمه تقوليها على مامتك و خالتك برضو.
و قبل ان تنطق اصتدمت بهذا السلاح الطائر من الأسفل الي الأعلى ليرتطم بجسدها شب.. شب السيدة مجيدة الذي لا يخيب هدفه ابدا....
بقى احنا اللي حاسدينكم يا مجن... يا بنت المجا.....
طب و حياة ربنا لأقطعه على دماغك يا شذى.
انفزعت و جرت نحو غرفتها و هي تضحك على ما تفعله بخالتها تلك المسنه المحببه بكل حالتها.
عاد من صلاته وجدهم على جلستهم يضحكون لتوقفه ماجده قبل أن يصعد.
استنى يا مالك انا سخنت الاكل ليكم تاني احطلكم هنا على السفره و لا اطلعو ليكم فوق.
مالك ساخرا
شكرا يا ميمي لما شذى تخلص صلاه تبقى تطلعه ضمت حاجبيها مستغربه ايدللها و يختار لها اسم مدلل.
الحجة مجيدة ساخرة
تعالي يا ميمي ماتتعبيش نفسك و افرحي جوز بنتك بيدلعك.
أراد مالك اغاظتها هي الاخري فهتف
طب و دي حاجه تزعلك يا ماري.
اارتاب الشك بعقلها فصاحت فيه
واد انت انا مش مطمنه ليك مين ميمي وماري دول يا روح امك.
مالك موضحا لها مشيرا عليهم بأصبعه
ميمي شكيب و ماري منيب الحموات الفاتنات
نفس القذيفه التي تلقطها شذى اندفعت نحوه و اصابت الهدف بإتقان ليجري للأعلي ضاحكا ناجحا بزيادة حنقهما
ليستمع إلي قصيدة توبيخه من الأسفل.
و حياة.... يا بن مجيدة لاربيك طيب اصبر عليا يا مالك.
الټفت الي شقيقتها التي وقفت تنظر لها كالبلهاء.
مالك ياختي انت كمان واقفه متسمره كده ليه
ماجده مشيره على نفسها
الحمد لله انا ميمي
كما ظنت تماما كانت القذيفة الثالثه من نصيبها بالفعل
طب اجري من قدامي طلعي ليهم الاكل بدل ما اطلع غلي انا كله فيكي يا ختي.
دلف إليها وجدها تصلي في خشوع تام فقرر ان يجلس خلفها و لا يريها وجهه حتى لا يشتتها عن الصلاة. لكن ما ازعجه و
فرط قلبه بكائها و دعائها بألا يبتعد عنها و يسامحها على غلطتها الوحيدة في حقه.
لتدمع عيناه هو الأخر انه يحبها وقلبه يذوب عشقا لها هو مليكها و هي مأمنه لكن كيف له ان يتغاضي عن ما فعلته
ان فعل هذا ستظل على عنادها وعدم احترامها له وللجميع عليه اذا ان ينفي تلك