روايه امجد كامله
الارض وهو يكمل قائلا ببسمة مريرة
آخر مرة سمعت صوتها امبارح بالليل قولتلها وحشتيني خالي بالك من نفسك ! يمكن كنت حاسس وهى ردت عليا بتضحك وتقول... قال يعني لو جرالى حاجه هتزعل عليا ! زعئتلها وقولتلها ما تقوليش كدا ردت عليا بشقاوتها... يا عم الحاج هتعملهم عليا كبيرك اسبوع ويبقى كتر الف خيرك وتنسى !! الرجاله مش زينا احنا الستات ممكن نقعد عمرنا كله على ذكرى واحد بس لكن انتو لكم الف حجة وحقكم ما قلناش حاجه.. بس علشان تعرفو مين اللي بيزعل بجد على مين
انا بأه عاوزها تصحى علشان اقولها انها غلطانه وان الرجاله بتعرف تحزن وتعيش على ذكرى واحده هى كمان بس ... بس .. ترجع يا علاء ترجع... عاوزها ترجع ...
ثم انخرط في بكاء مرير جعل علاء يتلقفه بين ذراعيه و كأن دموعه قد هدمت سدا وفاضت على لحيته الخفيفة ووجهه ...قال علاء وهو يغالب دموعه هو الآخر حزنا على هبة وعلى حال اخيه الأكبر فهو لا يذكر متى كانت آخر مرة شاهد فيها أمجد يبكي حتى عند ۏفاة والدهما لم يبك أو ينهار بهذا الشكل بل صمد وتماسك وكبر قبل أوانه ...
فتح باب غرفة العمليات فاندفع الجميع الى الطبيب الذي خرج تبدو على ملامحه الجدية البالغة وكل واحد منهم يسأله نفس السؤال كيف هي فأشار بيده ليطمأنهم قائلا
الحمد لله العملية نجحت المشكلة ان الڼزيف كان في جزء حساس من المخ والحمد لله قدرنا نسيطر عليه بس ....
قاطعه أمجد قائلا وهو مقطب جبينه
اجاب الطبيب
احنا مش هنقدر نحكم على النتيجه قبل مرور 24 ساعه على الاقل علشان كدا هى هتفضل في غرفة العناية المركزة لغاية ما تفوق و نشوف النتيجه ..
تساءل أباها بلهفة وقلق
طيب نقدر نشوفها يا دكتور
ترقب أمجد اجابة الطبيب بقلق وسمعه وهو يقول
لا... للأسف مش قبل مرور 24 ساعه لغاية مانشوف الحالة اخبارها ايه علشان كدا هى هتفضل في العناية المركزة لغاية ما تفوق و نتيجه العملية تبان عن اذنكم ..
أ. يوسف افتكر قعدتنا هنا دلوقتى مالهاش لازمة اكتر شئ هينفعها دعانا ليها تعالى نروح... انت بتاخد دوا للضغط ودا مش كويس علشانك وبكرة من بدري هنكون هنا ان شاء الله..
هز والدها برأسه رافضا للكلام قبل حتى ان ينتهى منه الجد وقال بجدية وحزن
أجاب الجد وهو يربت على كتفه ويهز رأسه متعاطفا
معلهش انا مقدر حزنك على هبة وما تفتكرش انى بجاملك.. لكن هبة معزتها عندى لو اقولك اكتر من علا حفيدتي مش هتصدقنى ! هبة دخلت قلوبنا كلنا وحبيناها ومش ممكن ننساها انا عارف انه حقك طبعا انك تفكر كدا لكن انت دلوقتى زعلان وڠضبان من اللي حصل ونصيحه من اخ اكبر.. عمرك ما تاخد قرارات ناتجه عن عصبية او انفعال وفى الآخر اللي يرضيك احنا موافقين عليه ...
الف حمدلله على سلامة هبة يا عمي .. انا متأكد انها ان شاء الله هتقوم بالسلامة ...
نظر والدها اليه شرزا ولم يجبه ... وما ان بدء أمجد بالسير مبتعدا حتى عاد ونظر الى والدها وهمس ببطء شديد
انا مقدر حالة حضرتك كويس اووي ومراعي الظروف لكن صدقنى.. هبة اول ما تقوم بالسلامة مش هتتنقل خطوة بعيد عني .. عن اذنك ....
كاد أمجد أن يجن من شدة لهفته لرؤية هبة ولكن كيف وهى في العناية المركزة وممنوع عنها الزيارة .. تقدمت والدته اليه وربتت على كتفه وقالت
أمجد حبيبي .. وقفتك كدا مالهاش لازمة .. تعالى حبيبي روح على الاقل استحمى وغير هدومك انت بيها من امبارح...
نظر الى قميصه الملطخ بدماء.. هبته... هبة خاصته... ثم سكت قليلا قبل ان يجيب
مقدرش يا امى ... مقدرش امشي واسيبها .. افرضي فاقت وانا مش موجود .. لالا انا هفضل موجود ...
فقالت والدته
طيب على الاقل غير هدومك ..
ولكنه اصر على الرفض فهزت برأسها يأسا من عناده الشديد ثم طلبت من علاء ان يوصلها هى والجد و علا الى المنزل وذهبت لتحاول ثانية مع والد هبة حيث أقنعته بعد جهد طويل انه من الافضل له ان يذهب معهم كى يأخذ قسطا من الراحه كي يكون بحاله جيده لدى استيقاظ هبة ....
مكث أمجد على كرسي في غرفة الانتظار وبعد فترة دخل عليه اخاه وهو يقول
خد يا أمجد غير هدومك...
نظر اليه أمجد مستفهما وهو يرى علاء يمد اليه حقيبة بلاستيكية في حين تابع علاء
آه انت عارف والدتك صممت أجيبلك هدوم نضيفة معايا واتفضل شوف بأه هتعرف تقعد هنا ازاي بس انت مش هتغلب دي اكبر مستشفى استثمارى وانت من المساهمين الرئيسيين فيها تعتبر المالك يعني من الآخر فلو قولتلهم يفضولك دور بحاله هيعملوها ....
تناول أمجد الحقيبة وكان قد حجز جناح له حيث اغتسل وبدل ملابسه ثم خرج لاخيه الذي ناوله علبة عصير وشطيرة ولكنه رفض تناول أي شيء فكل ما يشغله الآن كيف يرى هبة الى ان اهتدى لطريقة معينة!!....
اقنع أمجد علاء بالانصراف قائلا له انه سيخلد الى النوم وانه لو علم شيئا عن هبة سيخبرهم ثم ذهب الى غرفة العناية وحاول ان ينظر عبر زجاج الغرفة فلم يرى سوى جسدا ملقى على سرير واجهزة كثيرة موصولة به ....نظر حوله قليلا ثم رأى الممرضة المسؤولة عن العناية المركزة فذهب اليها ليقنعها ان تدعه يدخل اليها فرفضت وبشده ولكن بعد الحاح شديد منه اشفقت عليه وعلى حالته وهيئته المزرية فهو كما قال لها زوجها وكان اليوم هو الزفاف فوافقت شريطة الا يمكث اكثر من خمس دقائق كي لا يتسبب لها في مشاكل مع الطبيب المعالج انفرجت اسارير أمجد ووافق وضع أمجد كمامة على انفه لضمان عدم حدوث تلوث في الهواء للمريضة فتحت الممرضة له الغرفة وقالت بترجى
أ . أمجد خمس دقايق مش اكتر الله يخليكي انا لولا ان حالتك صعبت عليا اووى ما كنتش وافقت ما تجبليش جزا ربنا يخليك ..
قال بلهفة وهو يلج الى الغرفة
ما تخافيش يا سيستر زى ما اتفقنا
فتركته وذهبت وقد اغلقت الباب خلفه ...
ثم ضحك ضحكة صغيرة كلها حزن وتابع
انت عارفة .. انا اتعودت على عصبيتك وزعلك معايا!! حتى عصبيتك وزعلك وحشونى ..
رفع نظره اليها وأكمل بحزن
انا كنت محضرلك مفاجأه لشهر العسل .. كنا هنروح جزيرة في البحر الكاريبي جزيرة كلها نخل ومايه زى اللي بتشوفيها في الافلام الاجنبية الرومانسية ... فاكرة لما قولتيلي يا ترى الجزر دى موجوده فعلا ولا كلام افلام وكنت بتضحكى وانت بتقولى الناس اللي بيروحو هناك مايتهيأليش زينا !! انا بأه كنت عاوز اثبت لك انهم هما اللى مش زيك ولا في زيك ابدا ... علشان خاطرى اصحى وانا اوعدك مش هزعلك تانى ابداااااا ارجووكى يا هبة ارجوووكى
دخلت عليه الممرضة تستعجله ليذهب فقد اقترب موعد مرور الطبيب على حالات العناية المركزة .. وقف أمجد ونظر الى هبة وتركها وذهب وهو يلتفت كل خطوة لينظر اليها الى ان غادر العناية المركزة ....
في اليوم التالى وبعد مرور ال 244 ساعه على اجراء العملية الكل كان مجتمع في
صالة الانتظار ينتظرون الطبيب المسؤول عن حالة هبة كي يطمئنهم على الحال اتى الطبيب ووقف يدير نظره بينهم ثم قال
الحمد لله يا جماعه المؤشرات الحيوية بتاعت الآنسه هبة كويسة نقدر نقول انننا اجتزنا مرحلة الخطړ ..ففرح الجميع وصاروا يهنئون بعضهم البعض على نجاة هبة ولكن الطبيب قال فجأة
بس في حاجه !!
تساءل يوسف بقلق واضح
حاجة ايه يا دكتور انت لسه حضرتك قايل انها الحمد لله العملية نجحت..
أجاب الطبيب وهو يوزع نظراته بينهم مشفقا عليهم مما سيقوله
هى المفروض كل المؤشرات الحيوية عندها سليمة لكن هى للاسف رافضة تصحى !!
فقال أمجد وهو مقطب جبينه
يعني ايه رافضة تصحى هو بأرادتها
فقال الطبيب بهدوء
للاسف يا استاذ أمجد الانسة هبة رافضة الرجوع لعالم الاحياء عقلها الباطن مدي اوامر لمخها بكدا .. علشان كدا هى في ....كوما ...غيبوبة يعني لكن للاسف هتفوق منها امتى منقدرش نحدد لانها مش غيبوبة مرضية هى الوحيدة اللى تقدر تحدد امتى عاوزة ترجع لنا تانى ....
وكان وقع الخبر كالصاعقة تماما عليهم جميعا وفجأه اذ بيوسف يهجم على أمجد ماسكا بياقته قابضا على عنقه وهو ېصرخ غاضبا
انت السبب انت السبب منك لله .. ذنب بنتي في رقبتك حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل يااااااااااااااارب و....وقع مغشيا عليه!! ...
سريعا امر الطبيب باحضار السرير النقال وحضر الممرضون وادخلوه سريعا الى حجرة الطوارئ وبعد قليل خرج الطبيب ليطمئنهم على حالة يوسف قائلا
بسيطة ان شاء الله الضغط علي عليه فجأه من الزعل واحنا علقناله محاليل وشوية وتقدروا تاخدوه معكم وانتم مروحين بس لازم يبعد عن اي انفعالات والدوا والاكل بمواعيد ونظام لو عاوزين ممكن ارتب لكم ممرضة تكون معاه ...
فقال الجد
شكرا يا دكتور بس احنا هنعتنى بيه وتأكد اننا لو احتاجنا ممرضة اكيد هنبلغك..
ثم الټفت الى سعاد و علا وتابع بصرامة
أ. يوسف مسؤوليتكم انتو الاتنين مش عاوزين نضيع البنت وابوها كفاية البنت ربنا يقومها بالسلامة... وهو ينظر الى أمجد نظرة مليئة بالحنق والغيظ ..
تركهم أمجد وذهب الى الطبيب فهو الى الآن لا يستطيع ان يصدق ما قاله الطبيب دخل الى مكتب الطبيب حيث اشار عليه بالجلوس وبعد ان جلس استفهم منه اكثر عن الحالة فأعاد عليه نفس الكلام مرة اخرى فسأله أمجد ان كان هناك ما يستطيع عمله ليساعد على استيقاظها من غيبوبتها فقال الطبيب
على حد علمى انتو مكتوب كتابكم صح
هز امجد برأسه موافقا فقال الطبيب
في الغيبوبة بيكون فيه جزء صغير في المخ واعي للى