روايه امجد كامله
ما نبتدي!! .. ثم تحدثت الى نفسها وهي تطالعه بريبة
ساح ايه بس دا ساح وناح كمان! الراجل زي ما يكون عاوز يعوض 36 سنة مرة واحدة! دي ايه الحوسة دي ياربي مش كنت فكرت كويس قبل ما أحلم لازم الحلم دا يا ربي اتفضلي يا ست هبة أهو اتحقق وريني بقه هتصحي منه ازاي لطفك يارب!!..
انتبهت من شرودها على صوته و هو يعلق بسخرية خفيفة
وخرج واغلق الباب وراءه فيما ارتمت هى على المقعد خلفها وهى تحدق مندهشة في الباب خلفه .....
بابا ! حمدلله على السلامة يا حبيبي انت جيت امتى
انا مش قولتلك عاوزة افتح عينيا الصبح على احلى ضحكة ربنا ما يحرمنى منها ابدا ...
ضحك وقال
يا بكاشة ضحكتى انا بردو اومال أمجد يبقى ايه
أجابت بتلعثم وقد تلون وجهها بلون الفراولة الطازجة لشدة خجلها
ها ...لا .. أمجد شكل وانت شكل تانى خاالص ...
طيب والله كويس انى عرفت انك واخده بالك من ضحكتى وانها شكل تانى خاالص!!
بسم الله الرحمن االرحيم بيطلعوا امتى دوول !!
زجرها والدها قائلا
هبة مش كدا ..
فقالت بخفة
آسفة يابابا ما أقصدش حاجة ولو ان أمجد عارفنى بهزر صح يا أمجد
هز امجد رأسه موافقا بسخرية وقال
صح.. يا هبة ......
بعد الافطار طلب امجد من والد هبة الحديث على انفراد مما اقلق هبة ولكن علا سألتها عن بروفة علاء وكيف سارت الأمور هناك وما الذي حدث بينها وأمجد وانضم اليهم علاء لم تروي لهم هبة ما حدث بينهما بالطبع بل تعمدت الابتعاد عن ذكر ما حدث بينها وأمجد وركزت على فريق علاء والبروفة بينما انشغلت مدام سعاد بشغل تابلوه وقد جلس الجد مسترخيا في كرسيه يقرأ الجريده اليومية ...
أجاب على السؤال الصامت الذي يلوح في عينيها قائلا بسعادة تطغى على وجهه
أمجد قالى انه طلب منك من زمان تحديد معاد الفرح وانت مكسوفة مش عارفة تصارحيني ازاى دى مافيهاش كسوف حبيبتي الف الف مبرووك ولو ان أمجد مستعجل كان عاوزه اخر الاسبوع الجاي بالعافية خاليته بعد اسبوعين نكون عزمنا حبايبنا احنا كمان!! ...
نعم اسبوعين انا فرحي بعد اسبوعين
أجاب يوسف وهو يضحك
ايوة يا حبيبتي .. ايه مكسوفه دا يوم المنى يوم ما أسلمك لعريسك بايدي ...
ما ان همت بالكلام حتى وجدت امجد يقف بجانبها وهو ينظر اليها نظرات تحذيرية قائلا لابيها
معلهش يا عمي بنت بأه ولازم تتكسف ..
اقتلى فرحته بأه شوفتى الفرحة بتتنطط في عينيه ازاى تقدري تموتى فرحته
لم تستطع الاجابة عليه وازداد وجهها شحوبا .....
مرت الايام سريعا فبعد ان تحدد موعد الزفاف أصر أمجد على ان يسافر هبة ووالدها الى المدينه حيث يقومان بجمع اشيائهما اللازمة لانهما سيستقران معهم في المزرعه رفض والدها باديء الأمر ولكن امجد اصر فهو يعلم مدى تعلق هبة بأبوها ولكن ابوها رفض ان يعيش بينهم بدون أن يشارك بأي عمل فعرض عليه أمجد ان يتولى منصب مدير لشركة جده فهو مشغول بشركته في العاصمة ويريد من يصبح عينه الحارسة في شركة جده وحيث انه يعمل على اتخاذ بعض الاجراءات والتى تضمن له التواجد بصورة اكبر في المزرعه فهو يفكر في اختيار مدير كفؤ لشركته فهو يريد يوسف بجانبه ليسكون ساعده الايمن بها بينما قدمت هبة طلب اجازة مفتوحة ورفضت تقديم استقالتها فهي تحب عملها وستنتظر حتى تستقر امورها ثم ستعود الى عملها ثانية!!
سافرت هبة ووالدها حيث انشغلا بتجميع حاجياتهم ودفع ايجار مقدم لصاحب الشقة وترك خبر مع جارتهم .....
اثناء عودتها ووالدها مع السائق الذي اصر أمجد على ان يلازمهم كي يسهل حركة تنقلاتهم شعرت هبة انها تفتقده وبشدة لا تنكر انه قد داوم على الاتصال بها يوميا ليطمئن عليها وعلى والدها وكيفية سير امورها وهل تحتاج الى اى شئ وتذكرت دهشتها بينما انشغلت في شراء لوازمها وجهازها مما تحتاجه العروس اذ بوالدته وأخته يحضران فجأه ويخبرانها انهما سيتسوقان معها كى لا يتركاها وحدها وأسرت علا لها ان هذه اوامر أمجد لانه على يقين انها ستشعر بافتقادها والدتها اثناء تحضيرها لوازم جهاز عرسها..
مكثت والدته واخته في فندق قريب منهما حيث انهيا لوازم العروس باقل من يومين في دوامة شراء محمومة وقد اعطى أمجد بطاقة شراء بنكية مفتوحة لامه لكى تشتري ل هبة ما تريده حتى لو رفضت فهو يريد جهازا لم تشتره عروس قبلا ابتسمت بحب وهي تتذكر ما شعرت به وقتها فهو وان لم يفصح عن مشاعره الحقيقية بعد ولكن كل تصرفاته معها تدل على اهتمامه الشديد بها قد يكون بل هو مؤكدة أنه من الاشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عن مكنونات قلوبهم بالكلام ولكن لا بأس يكفيها أنه يفكر بكل ما يخصها صغيرا كان أو كبيرا وهي ستعلمه كيف يطلق لسانه من عقاله ليعبر عما يجيش في صدره من أحاسيس لمستها هي
بالفعل في أكثر من موضع وبصدق تام.....
استفاقت من شرودها وهى مبتسمه وتحس بسيل من الفرح الذي يتدفق الى قلبها فيجعل دقاته كقرع الطبول فغدا زفافها على حلم حياتها والذي اوشك ان يصبح علم .....
ترجلت مسرعة من السيارة ولم تنتظر ان يفتح لها السائق الباب بينما خرج والدها وهو يقول ضاحكا وهى تركض لتصل الى الباب سريعا وتقرع الجرس
بالراحه يا بنتي تقعى بعدين خدى بالك ...
ضحكت هبة وواصلت ركضها وهى تقول
ما تخافش على بنتك يا ابو حجاج حتى لو وقعت هقع واقفة ...
ضغطت جرس الباب بفرحة ففتحت سميرة والتى ابتسمت ما ان رأتها وهتفت بحبور
اهلا اهلا ست هبة اتفضلي ..
دخلت هبة سريعا وهى ترد تحيتها سائلة اياها عن الجميع فاخبرتها انهم في غرفة الجلوس بانتظارها هي ووالدها وأن امجد بغرفة المكتب لم تستطع هبة التوجه اليهم اولا بينما حلمها يقبع على بعد خطوتين منها وهى تريد مفاجئته فهي تشعر انه قد اشتاق اليها في المدة التى سافرت فيها تماما كما افتقدته كلام اخته عنه يؤكد احساسها وطريقته في الحديث معها وكيف قال لها آخر مرة بشوق غريب
هبة المزرعه وحشة اووى من غيرك اوعديني انك مش هتتأخري عليا ...
فوعدته هى تعلم انها لا بد لها من القاء السلام على العائلة قبلا ولكنها لا تستطيع الانتظار فما كان منها الا ان توجهت فورا الى حجرة المكتب حيث كان الباب مواربا قليلا ففتحته باندفاع وهى تقول مبتسمة راسمة في خيالها جميع انواع الاستقبال الا....!!
انا جييييييت!!
لالالا يا هبة ما تتسرعيش انا هشرحلك
امسك بيدها التى ابعدتها عنه وهى تدفع يده بعيدا وتضربها قائلة وهى تبكى
ايه تشرح لى تشرح ايه بالظبط
أجاب بنرة أقرب للتوسل وهو يحاول تهدئتها من جديد
أقسم بالله ما في حاجه من اللى في خيالك دي حصلت ..
ثم نظر الى سارة وصړخ
ما تقوليلها يا سارة !!
ابتسمت سارة بخبث سرعان ما أخفته وقالت بحزن كاذب
اقول ايه بس يا أمجد
هتفت هبة بقرف وااضح وهى تخلع خاتم خطبتها من يدها وتقذفه بها
لا ما تتعبيش نفسك مافيش اي شرح ابدا يخليني اكدب عينيا وخد دبلتك دي ماتلزمنيش اديهالها هي..
ثم انطلقت راكضة بينما ركض هو في إثرها ولم يلق بالا لجده او ابوها وباقي عائلته التى حضرت سريعا على صوت الشجار فكل ما كان يشغله هو خوفه وقلقه الشديد على هبة ....
وصلت هبة الى باب المدخل حيث فتحته بشده وكاد ان يقترب منها ويمسكها.. كاد... ولكنه ابصر ما لم تبصره وهى تركض فصړخ بها ولكن بعد فوات الاوان فقد تعثرت في سلم باب المدخل حيث وقعت و ضړبت رأسها وبقوة في رخام السلم ركض اليها أمجد سريعا ونزل على ركبتيه بجانبها وهو يمسكها بحرص فيما عيناها مغمضتان وهتف بهلع وحزن
هبة حبيبتي افتحى عينيكي ..افتحى عينيكي علشان خاطرى .. ارجوكى يا هبة ..
لم يصدر عنا أية استجابة فتابع صارخا بصوت يقطع نياط القلوب بينما انهمرت دموعه في غفلة عنه وهو ېصرخ
هبة حبيبتي هبة لا ما تسيبينيش بعد ما لاقيتك ...
ثم صړخ في الجميع والذين حضروا وشاهدوا ما حدث هبة
اسعااااااااااف .. حد يجيب اسعااف بسرعه ...تقدم علاء مسرعا وهو يقول
امجد الحق دي پتنزف !!.....
رفع يده التى كانت ممسكة براسها ليشاهد ډمها وهو يغمر يده وابصر بقعة كبيرة من الډماء مكان سقطتها في حين سمع صوت بكاء والدها وهو يقبض على كتفه ويقول
هبة بنتى ... عملت فيها ايه ! هبة ماټت.. ماټت... ماټت!!...
هباااااااااااااااااة .... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا....
الحلقة الحادية عشر
وقف أمجد مستندا الى الحائط يحدق في الفراغ بينما جلس افراد عائلته وكل واحد منهم يدعو و يبتهل الى الله ان يكتب ل هبة الشفاء فهم لا يستطيعون تخيل اختفاء ابتسامتها من حياتهم جلس والدها يتلو آيات الله من مصحف صغير ولسانه لا يكف عن قراءة القرآن وقلبه لا يكف عن الدعاء لصغيرته فهي دنياه وأمله كان يقرأ وهو لايشعر بالعبرات التى أخذت تتدفق من عينيه وهو يتذكرها في كل مراحل عمرها بدءا منذ كانت رضيعه نهاية بعروس تتحضر لحفل زفافها والذى كان من المفترض ان يقام بعد سويعات مرورا بذكرى اول مرة تنطق بابا وماما واول يوم لها في المدرسة وكيف انها صارت السبب الرئيسي الذي منعه من الاڼهيار بعد ۏفاة شريكة الروح والعمر هى بشقاوتها وطفولتها وبساطتها في الكلام يدعو الله بقلب مخلص الا يذيقه مرارة فراقها ....
تقدم علاء من أمجد ووضع يده على كتفه قائلا
ان شاء الله خير يا أمجد انا حاسس انها هتقوم بالسلامة صدقنى انا يمكن معرفتهاش غير مده بسيطة بس كأنى اعرفها من زمان هبة انسانه طيبة اووى وربنا هيقف جنبها ان شاء الله ويرجعهالنا بالسلامة..
بئالهم 44 ساعات في العمليات يا علاء انا هتجنن !! انا مش متصور انى قاعد هنا زى المشلۏل ومش عارف الباب دا ايه اللي وراه
ثم نظر الى