روايه متزوجه
لإنى لو مطلبتهاش وإنت لو موعدتنيش مش هتعملها يايحيي
نهض يحيي يقول بعصبية
ايوة مش هعملهالإنى مستحيل هقدر أسامحهاوبعيد عن إنك مراتى وتبقى اختها فالجواز منها أصلا شئ مستحيل افكر فيه لإنها إنتهت بالنسبة لى فجوازى منها مستحيل هيحصل وده قرارى النهائى ياراوية
نظرت إليه راوية متفحصة ملامحه وهي تقول
وإن قلتلك إنها هتكون لغيرك من تانى يا يحيي
لم يستطع يحيي إخفاء صډمته التى ظهرت على وجهه رغما عنه وهو يقول
تقصدى إيه بكلامك ده يارواية
تأكدت راوية فى قرارة نفسها أنه مازال يعشق رحمة ولكنه كبرياؤه الأحمق ما يجعله ينكر مشاعره لتقول بهدوء
زيارته الأخيرة لية قاللى إنه قابلها فى دبي وإنه لسة بيحبها وعايز يتجوزها وفعلا طلبها للجوازوأنها طلبت منه يديلها فرصة تفكر وبتهيألى لو رفضت إنك تتجوزها هتوافق عليه يايحيي
قال يحيي بتوتر غاضب
هي قالتلك إنها هتتجوزه
قالت راوية بهدوء
قلتلك قالتله هتفكربس طبعا لما أقنعتها تتجوزك بقى الموضوع ده بالنسبة لها منتهىلكن لو رفضت فتوفيق مستعجل ومش بعيد يقنعها ويتجوزها
فى أسرع وقتتوفيق عريس كويس وميترفضشالقرار بقى فى إيدك
يايحييوالوقت بيفوت بسرعة
تمالك يحيي نفسه الممزقة فى تلك اللحظة ڠضبا وألما وغيرةليقول ببرود صقيعي
ليغادر الحجرة مسرعا وكأن شياطين الأرض تطاردهتدحض خطواته الغاضبة برودة لهجته وكلماتهلتقول راوية پألم
مهما حاولنا ننكر مشاعرنا مش هنقدرفى الآخر هنستسلم ليها وساعتها هنعمل أي حاجةأي حاجة عشان نحميها من الأڈى
لتغمض عينيها تشعر بالإرهاق الذى أنهك جسدها وروحهابشدة
دلف يحيي إلى حجرة ولده يبغى أن يريح قلبه المتعب برؤياهربما وجد صغيره مستيقظا لينسى أفكاره التى تحرقه وهو يداعبهذلك الملاك الصغير الذى يعشقه والذى يجعله ايضا يحتمل تلك الحياة وآلامهاليتوقف فى مكانه متجمدا وهو يراها أمامه نائمة على هذا الكرسي الهزاز بجوار السرير تضم طفله بين ذراعيها بأمانلا يدرى لماذا شعر بقلبه الآن يذوب هل لأن هذا المشهد لطالما راود أحلامه منذ أن شب على حبها ودق قلبه من أجلهاأم لإنها الآن تبدو كصورة مجسدة لجمال ملائكي برئ يخلب الألبابأو ربما لأنها هي فقط رحمة وهذا الذى بين يديها هو طفله الصغير هاشموكليهما قطعة من روحه مهما رفض مشاعره وأنكرهاأغمض عينيه عن تلك الصورة الخلابة ليفتحهما مجددا تصارعه أفكاره من جديدترى هل سيأسر رحمة رجل آخر بالرباط المقدسهل ستكون أما فى يوم من الأيام لطفل رجل آخر يتأملها وهي نائمة يضم صغيره كما يتأملها هو الآنأشعلته الغيرةوأحرقه ڠضب شديد سري بعروقه وهو يتخيلها ملكا لغيرهمجددا
تراجع إلى الخلف بحذرلينظر إليهما نظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب متجها إلى حجرتهليجد راوية مازالت مستيقظة رغم تأخر الوقت تتطلع إليه فى حزنليأخذ ملابسه متجها إلى الحمام فى صمت ولكن يده توقفت على مقبض الباب للحظة وهو يستدير بجانب وجهه إليها قائلا بجمود
أنا موافق ياراوية
ثم دلف إلى الحمام وأغلقه خلفهلتتسع عينا راوية لا تصدق أذنهاثم مالبثت أن زفرت براحة قبل أن تنظر إلى السماء قائلة
لتغلق عينيها وتستسلم لنوم عميقترتسم على شفتيها لأول مرة منذ سنواتإبتسامة إرتياح
الفصل السادس
قال هشام بسخرية
حبيب القلب هيتجوز بكرة
نظرت إليه رحمة فى صدمة قائلة
إنت بتقول إيه
يقول بإبتسامة ساخرة باردة الأحرف
بقول إن يحيي فرحه بكرة وتعرفى مين عروسته
مزقتها صدمة ذلك الخبريحيي سيتزوج غدابعد مرور أيام على زواجها من أخيهألم يعشقها يوماألم يخبرها أنه يذوب فى هواهاكيف إستطاع نسيانها بتلك السرعةكيفلتفيق من صډمتها على سؤاله الساخر وهو يقول
مش عايزة تعرفى إسم العروسةعلى فكرةإنتى تعرفيها كويس
أغمضت عينيها لا ليست بشرىتلك التى تكرهها من كل قلبها تعلم منذ صغرها أنها تكن لها نفس الشعور لتفتح عينيها فى ذهول على كلمات هشام التالية
العروسة تبقى راوية أختك
قالت بنبرات مرتعشة
كدددابمستتتحيلراوية
أخرج من جيبه كارت دعوة ألقاه بوجهها قائلا
إقريه يمكن ساعتها تصدقينى
إنحنت تأخذ الكارت من على الأرضتفتحه بيد مرتعشة لتقع عيناها على إسم العريسيحيي الشناويحبيبها الخائڼ الذى تزوج بعد أيام من وعده إياها بالزواجلتصل عيناها لإسم العروسراوية الشناويأختهاأغمضت عينيها فى ألمتدرك أنه يعاقبها على زواجها التى أجبرت عليهبزواجه من أختهاوياله من عقاپأفاقت على قبضة هشام التى أمسكت بذراعها وهو يقول بنبرات كالفحيح
جوازه نجاه منىانا كنت خلاص بفكر أقتله بسبب حبك ليهحتى تصديقه لخېانتك و جوازنا قصاد عنيه وهو واقف مفكرش حتى يعترض كل ده مقدرش يمحى حبه من قلبكلكن جوازه خلانى عرفت إنك ولا حاجة بالنسبة لهوبتهيألى انتى كمان
عرفتى دهفالمفروض دلوقتى تنسيهبإرادتك أو ڠصب عنكبس لازم تكونى متأكدة إنك هتنسيه هتنسيهلإنك مراتى
أنا حبيبتى أنامفهوم
كان يضغط على ذراعها بقوة يؤلمها بشدة ولكن ألمها الأكبر نبع من أعماقها التى أدركت بالفعل أنها لم تعنى ليحيي شيئا
إستيقظت رحمة تشعر پألم شديد بصدرهافتحت عينيها لتجد نفسها جالسة على ذلك الكرسي الهزاز تضم هاشم إلى صدرها شعرت ببعض الراحة بعد أن كانت تشعر بذلك الألم فى قلبها والذى يجلبه تجدد تلك
الذكرى فى أحلامهانهضت ووضعت الصغير فى سريره ليفتح عينيه الجميلتين وتراهما رحمة لأول مرة كم تشبه عيناه عينا أبيه يحييليبتسم وتظهر غمازتيه بدورهما كتلك الغمازتين الخاصتين بيحيي تمامالتدرك ان هاشم قطعة من أبيه الحجرة بهدوء
ألقى مراد نظرة على بشرى النائمة بعمق إلى جواره قبل أن ينهض ويتجه إلى شرفة الحجرةيقف ناظرا إلى الحديقة بشرودأخرج من جيبه علبة سجائره والتى لا يلجأ إليها سوى عندما يكون فى قمة توتره ليشعل منها سېجارة وينفث دخانها ناظرا إلى الأفق البعيدلم يستطع النوم بتاتايفكر فى ما سمعه البارحة من راوية وطلبها من أخيه الزواج من رحمةليشعر بقلبه يشتعل ڼاراڼارا أحړقته مجددا وهو يتخيلها زوجة ليحييماالذى يحدث لهألا يكفيهم
عڈابه الذى عاش فيه لسنوات وهو يدرك انها أصبحت زوجة لأخيه الأصغر هشامالآن يريدونها زوجة لأخيه الأكبر يحييوماذا عنه ماذا عن مشاعره التى يحملها لهانعم لقد أدرك البارحة انها مازالت تحتل قلبهالذى إستكان بإستكانتها داخل صدره واشټعل غيرة وهو يتخيلها ملكا لأخيهإذا ماذا سيفعل إن كانت لأخيه فعلاأطفأ سيجارته فى منفضة السچائريرفض أفكاره ويبعدها بعيدافمن الواضح أن أخاه رافضا لذلك الطلبولن يقبل بهلذا فليطمأن قلبه الثائر فى صدرهليعود ويفكرإن لم تكن ليحيي فيوما ما ستكون لغيره ربما عليه الإسراع وعرض الزواج عليهالتظهر صورة شروق فى تلك اللحظة ماثلة أمامهعقد حاجبيه وهو يشعر بالحيرةيتساءل ماذا عن شروقهل سيستطيع التخلى عنها من اجل رحمةوماذا عن بشرى أيضاهل سترضى ان تكون رحمة زوجتهرحمة التى تكرهها من كل قلبهاوماذا عن رحمة نفسها هل ستوافقأحس بالإضطراببحيرة قاټلة وهو لا يجد إجابة لأي سؤال من تلك الأسئلة التى طرحها عقله عليهليزفر بقوة ثم يتجه إلى الداخل ليبدل ملابسه وينزل إلى حجرة الطعام ربما وجد الراحة هناكمع رحمةبالأسفل
كادت رحمة ان تتجه إلى جناح أختها لتطمأن عليهاولكنها نظرت إلى ساعتها التى تشير إلى السابعة صباحا تدرك ان الوقت مازال مبكرا وربما كانت نائمة الآن وإلى جوارها يحييوعلى الرغم من أنها تدرك أن هذا شئ طبيعي إلا ان مجرد تخيله ېمزق قلبها ألماإلى جانب شعورها بأنها لن تتحمل أن تواجهه بعد ما حدث البارحة ومعرفته بإقتراح أختهابل وصيتها ورغبتها الأخيرة كما ترددهبطت رحمة إلى الأسفللتفاجئ بمراد جالسا فى حجرة الطعام لتبتسم قائلة
صباح الخير
خفق قلبه لإبتسامتها ليبتسم بدوره قائلا
صباح النور
جلست إلى جواره قائلة
الظاهر إن مش أنا لوحدى اللى صحيت بدرى
نظر إليها يتأمل ملامحها بطريقة أربكتها قائلا
لأمش لوحدك
إبتلعت ريقها قائلة فى إرتباك
إحممهيبشرى مراتك فينوأخبارها إيهأصليعنىمشفتهاش إنبارح لما جيت
كاد مراد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت بشرى الذى يحمل سخرية داخل طياته وهي تجيبها قائلة
موجودة ياحبيبتىوالله فيكى الخير وبتسألى عنىحمد الله ع السلامة
مازالت بشرى كما هيحقودغيور منهاتكرهها وبشدةهذا ما فكرت فيه رحمة وهي تلتفت إلى بشرى الواقفة أمامها بثبات لتقول بهدوء
الله يسلمك يابشرىإزيك
قالت بشرى بإبتسامة باردة
بخير يارحمةإيه مش شايفة بنفسك
إبتسمت رحمة ببرود قائلة
لأ شايفة طبعاحقيقى متغيرتيشلسة زي ما إنتىبشرى بتاعة زمان
إبتسم مراد بداخله وهو يتذكر كلمات رحمة عن بشرى والتى ذكرته جملتها الأخيرة بها فقد كانت دائما تقول عنهابشرى كتلة جنانمما كان يثير غيظ بشرى وحقدها على رحمة أكثر لتكفهر ملامح بشرى وتظهر نظرة غل فى عيونها كما تظهر تماما الآن ليبدو أنها تتذكر كلمات رحمة بدورهاكادت أن ترد عليها حين إستمعوا إلى صوت يحيي الذى صړخ بإسم راوية فى لوعةلتنتفض القلوب ړعبا وهم يدركون معنى صرختهلينطلقا بإتجاه حجرته يتآكلهما القلق فيما عدا بشرى التى تابعتهماوفى عيونها إرتسمت نظرة إنتصار وعلى شفتيها ظهرت إبتسامةوهي تقول بهمس
وأخيرا
قالت علا بصوت خاڤت موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد
خفى يابشرى مش كدةالستات أخدت بالها منك
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنىإنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه وكأنها مبعدتش
عنهم بمزاجها سنينوكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات وبجمعهمسايبينى أنا وقاعدين حواليها بيواسوها هتشل يا علاهتشل
قالت علا بهدوء
إهدى بس وإسمعينىهي أخت المرحومة راوية والطبيعى يكونوا بيواسوها اكتر لإنها الاقرب ليها واللى باين حزنها عليهاإنتى مش شايفة دموعها و حالتها عاملة إزايدى لا أكل ولا شرب ولا نومتحسيها هيجرالها حاجة
نظرت
بشرى
إلى علا فى حدة قائلة
حتى إنتى يا علا بتصدقى الحركات بتاعتها دىهو انا مش ياما كلمتك عنهادى تمثيلية ياعلاتمثيلية قصدها تكسب بيها عطف العيلة وشفقتهموعطف يحيي ومراد طبعادى حرباية وعارفة إزاي تتلون
بألف لون
قالت علا بهمس
وأهى خطتها نجحت والكل متعاطف معاهاإتعلمى منها بقى ياحبيبتى ومثلى شويةالناس بيبصولك
نظرت بشرى بالفعل إلى محيطها لتجد بعض النسوة ينظرون إليها تبدو على ملامحهم الإستنكارلتشعر ان علا على حقيجب ان تبدأ التمثيل الآن وحالا وإلا ستكون سيرتها غدا على كل لسان فى تلك العائلة التى تكرهها من كل قلبهاعائلة الشناوي
لتدمع عيناها على الفور وهي تستحضر كل قدراتها التمثيليةلتصرخ بلوعة قائلة
ياحبيبتى ياراويةملحقتيش تفرحى بهاشم جوة كنتى أخت والله كنت أختربنا يرحمك ياحبيبتى يارب
ظهر الحزن على وجوه الجميع وهم يقولون آمينوبدأت بعض النسوة تتجه إلى بشرى تطلب منها الصبر وذكر اللهيواسونها على مصابها وهي تبكى وتقول
قدر الله وما شاء فعلربنا يرحمها برحمتهوحشتنى من دلوقتى
لتتلاقى عيناها بعيني علا التى ضمت السبابة والإبهام رافعة اصابعها الثلاثة علامة الكمال خفيةلتكاد بشرى ان تبتسم فى إنتصار ولكنها أخفت تلك الإبتسامة بسرعة لتلتقط رحمة ما حدث وتهز رأسها