الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه متزوجه

انت في الصفحة 21 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

إيه يايحيي
إلتفتا لها سويا لتحاول رحمة الخروج من بين ذراعي يحيي بينما تمسك يحيي بها رافضا ما تفعلهليقول هو
بهدوء وهو يواجه بشرى قائلا 
الحمد لله يابشرىنجا بأعجوبةمجرد كسر بسيط فى الدراعوچرح بسيط فى الراسمفيش داخلى الحمد لله بس الغريبة إنه دخل فى غيبوبةالدكاترة بيقولوا ملهاش سبب عضوى وان غالبا السبب نفسىولما هيكون مستعد هيخرج منها بنفسه
ألقت بشرى نظرة عابرة على مراد ثم عادت بعينيها إلى يحيي ورحمة التى مازال إلى جانبه تطرق برأسها فى حزن تتساقط دموعها لتقول بشرى بحنق 
طيبأظن إنك عارف يايحيي إن دى مستشفى محترمة والعمايل اللى بتعملها مراتك دى متليقش بالمكانفياريت تروحها أو تبعدها عن هنا لو مش هتقدر تمسك نفسها
نظرت رحمة إليها فى صدمةتتساءل عن تلك القوة التى تتحدث بها وزوجها هناك على سرير المړض يعانى من آثار حاډث كاد أن يودى بحياتهبينما لا يظهر بعينيها حتى أي أثر لألم او أي شعور
لتفيق من صډمتها على صوت يحيي الصارم وهو يقول 
مراتى تعمل اللى هي عايزاه فى أي مكان يابشرى وإذا كان الإحساس بالنسبة لك أو لغيرك عمايل متليقش بمكان محترم فاللى مش عاجبه يخرج من المكانلإنه أكيد المكان المحترم اللى بتتكلمى عنه ده بتاعى صاحبى أنايعنى بتاعى وأنا اللى مش هقبل يكون فيه ناس معندهمش أي إحساسومش هقبل مراتى فيه تتمس ولو بكلمة واحدة من ناس زي دول
أدركت بشرى أنه يقصدها بكلامه لتتراجع عن حديتها وكلماتها قائلة بمداهنة 
أنا مقصدتش كدة
بس
قاطعها قائلا بضجر 
بشرىأنا أخويا فى أوضة فى مستشفى جوة غيبوبة مش عارف هيفوق منها إمتى ودماغى فيها كتير ومش ناقص ۏجع دماغفياريت تشوفى مكان وتقعدى فيه أحسن
نظرت إليه بشرى فى حنق لمعاملته الجافة لهالتبتعد بخطوات غاضبة بإتجاه هذا المقعد المواجه للحجرة وتجلس تطالعهما يعودان إلى مكانهما أمام النافذة بعيون ظهر بهم حقدا شديدا تفكر فى طريقة للتخلص من تلك التى إستطاعت أن تروض هذا الليث وتجعله كالحمل الوديع بين يديهاتماما
إقتربت نهاد من شروق الجالسة بالشرفة تشرب فنجال من الشاي وتتطلع إلى الأفق فى شرود لتقول فى تردد 
شروق
إلتفتت إليها شروق قائلة بهدوء 
أيوة يانهاد
قالت نهاد بإضطراب 
أنا الحقيقةيعنى
عقدت شروق حاجبيها وهي تلاحظ التوتر على ملامح صديقتها لتقول بحيرة 
مالك يانهادفيه إيه
قالت نهاد وهي تحسم رأيها فيجب أن تعرف شروق الحقيقة لتقول بحزم 
مراد عمل حاډثة
وقع كوب الشاي من يد شروق لينكسر بصوت مدوي وهي تنظر إليها بعيون متسعة من الصدمة وقلب يرتجف ړعبا وهي تقول پألم 
مراد جوزى
أومأت نهاد برأسها وهي تنظر إلى ملامحها الشاحبة فى شفقة قائلة بسرعة 
هما بيقولوا إنه الحمد لله نجا منها بس دخل فى غيبوبة
تتلقى شروق صدمة تلو الأخرى پألم لتقول بهذيان 
غيبوبةمرادجوزى أناعرفتى منين يانهاد
اقتربت منها نهاد متجنبة ذلك الزجاج المكسور وهي تأخذ بيدها تبعدها عنه وتدخلها إلى الحجرة لتكون بأمان قائلة بحنان 
إنتى ناسية إنى ممرضة فى المستشفى بتاعة الدكتور رءوف صاحب يحيي و مرادأنا لسة جاية من هناك حالاأنا بس عايزاكى تمسكى نفسك وتتمالكى أعصابك عشان تشوفى هتعملى إيه ياشروق
نظرت إليها شروق وقد أغروقت عيناها بالدموع قائلة 
هروحله طبعا أنا لازم أشوفه يانهاد
قالت نهاد 
طيب إهدىهتشوفيه ياشروقبس هنظبطها إزاي ومراته أنا شايفاها بنفسى هناك
تساقطت دموع شروق وهي تقول 
معرفش بس عشان خاطرى يانهادإتصرفى أنا عايزة أشوفه
فكرت نهاد قليلا ثم قالت 
أخوه يحييمفيش غيره ممكن يحل المشكلة دى
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار 
لأ طبعايحيي لأ
قالت نهاد 
إنتى مش قلتى إن يحيي عارف بجوازكميبقى ليه لأ
قالت شروق بحزن 
يحيي عرف بجوازنا بالصدفة لما دور ورا أخوه ولاقاه بييجى كتير الشقة عندىولما جالى وبهدلنى عشان كان مفكرنى واحدة من إياهماضطريت أوريله قسيمة جوازنابس حلفته ميقولش لمراد لإن مراد حابب جوازنا يفضل سروفعلا حافظ على وعده
قالت نهاد 
يعنى راجل كويسوهيقدر رغبتك فى إنك تشوفى جوزك وتتطمنى عليهوهو الوحيد اللى هيقدر يهيألك الفرصةإيه المشكلة بس
هزت شروق كتفيها فى قلة حيلة وهي تقول 
مش عارفة بس خاېفة أكلمهوبعدين هجيب بس رقمه منينرقمه مش معايا أصلا
قالت نهاد 
دى سهلة سيبيها عليةهجيبها منه هو شخصيابس يلا جهزى نفسكوأنا دقايق وأكون عندك
إبتلعت شروق ريقها بصعوبة وهي تخشى إجراء تلك المكالمة ولكن من أجل مراد هي مستعدة لأن تفعلأي شئ
رأت رحمة يحيي عائدا بعد أن إبتعد عنهم قليلا وهو يجيب على مكالمة لإحداهنتدعى شروقلتقول بغيرة يشوبها الحيرة 
مين شروق دى يايحيي
أشار
لها يحيي بالصمت وهو يتنحى بها بعيدا عن بشرى قائلا 
تعالى بس هنا وأنا اقولك
عقدت حاجبيها قائلة بحنق 
مين دى يايحييالسكرتيرة بتاعتك ولا عميلة عندك
رفع يحيي حاجبيه قائلا بإستمتاع 
حبيبتى غيورة أوى على فكرة
نظرت إليه بغيظ ليبتسم قائلا 
طب خلاص خلاصدى ياستى لا

سكرتيرة ولا حتى عميلةدى مرات أخويا
نظرت إليه بدهشة قائلة 
أخوك مين
رفع حاجبه قائلا 
هيكون مين مراد طبعا
شهقت لتكتم شهقتها بسرعة وهي تنظر إلى بشرى لتزفر فى راحة حين رأتها تتحدث بالهاتف ولا تعيرهما إهتمامالتعود بعينيها إلى يحيي الذى كان يتابعها بتسلية وهي تقول بحيرة 
هو مراد متجوز واحدة تانية غير بشرى
رفع حاجبيه قائلا 
أيوةشروق
عقدت حاجبيها قائلة 
طب إزاي وليه
قال بهدوء 
لأدى قصة طويلة أوى هبقى أحكيهالك بعدينالمهم دلوقتى إنها جاية فى الطريق وعايزة تشوف مرادوأنا عايز أشوف حل للمصېبة دى اللى إسمها بشرى عشان أبعدها عن المكان قبل ما تيجى وتبقى
کاړثةعندك حل يا حبيبتى
ظهر التفكير على وجهها لثوان ليعشقها يحيي أكثر وأكثر يتمنى لو ضمھا إلى صدره الآن وأسكنها بين ضلوعه للأبد فيبتسم وتظهر غمازتيه الرائعتين حين لمعت عيناها وقالت بإنتصار 
لقيتها
سردت على مسامعه خطتها الصغيرة الذكية ليدرك أن فاتنته هي فتاة مليئة بالمفاجآت وأن عشقه لها ليس من فراغليس من فراغ أبدا
الفصل العشرون
دلفت شروق إلى حجرة مراد بجسد يرتعش قلقا على هذا الممدد على سرير المستشفىتحيطه الأربطة البيضاء المرعبةإنهمرت دموعها فى صمت وهي ترى شحوب وجه الذى أوجس قلبها خيفة عليهجلست بجواره ومدت يدها تحيط بيده اليسرى السليمة بلهفة حزينةتقول بهمس مرير 
سلامتك ألف سلامة ياحبيبى يامرادياريتنى كنت أنا اللى بدالكليه بس مأخدتش بالك من نفسكإنت مش عارف غلاوتك عندىإنت مش عارف لو جرالك حاجة أنا ممكن يجرالى إيه
لتسرع وهي تهز رأسها بجزع قائلة 
لأبعيد الشړإنت مش ممكن يجرالك حاجة أبدامفهومإنت روحى يامرادومن غيرك أموت
لتشير رحمة إلى يحيي كي يبتعدا عن النافذة الزجاجية ويتركا لها بعض الحرية لتعبر عن مشاعرها بخصوصيةليجلس يحيي وتجلس بجواره رحمة على تلك الكراسي المقابلة للحجرةإستندت رحمة إلى كتف يحيي فرفع يده ووضعها على كتفها لتضم نفسها إليه تمد يدها وتمسك يده الأخرى تتخلل
أصابعه بأصابعها وهي تقول بهمس 
أنا عرفت دلوقتى ليه مراد إتجوز على مراتهشروق هي بجد اللى تستاهلههي مراته الحقيقيةواضح جدا إنها بتحبهوأكيد هو كمان بيحبها
تنهد يحيي قائلا 
هي فعلا بتحبهبس مع الأسف هو مش شايف حبها دهمعمي بحب واحدة تانية
عقدت رحمة حاجبيها وهي تعتدل قائلة 
واحدة تانيةبس مراد مبيحبش بشرى وإلا مكنش إتجوز عليهاوكمان مش باين أبدا إنه بيحبها
قال يحيي بهدوء 
بشرى مش هي الإنسانة اللى بيحبها يارحمة
عقدت حاجبيها قائلة فى حيرة 
أمال هي مينوياترى أعرفها
أومأ برأسه إيجابا قائلا 
أيوة
إزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول 
مين دىقول بسرعة يايحيي متحيرنيش
تأملها لثوان حبست فيهم أنفاسها ليقول هو بهدوء 
إنتى
نهضت وقد إتسعت عيناها فى صدمة قائلة 
أنا
أومأ برأسه قائلا 
أيوة إنتىبس إهدى كدة وأقعدى عشان أفهمك
جلست ومازالت الصدمة ظاهرة بعينيها ليستطرد يحيي قائلا بشرود 
أنا هحكيلك حكاية صغيرة
من زمان عرفنا إن عمى إتجوز وجاب طفلة تانية غير راوية إسمها رحمةوإنها جميلة ورقيقة زي البدربتشبه مامتها بالظبط كان نفسنا نشوفها بس جدنا كان مانعناولما هربت مامتها وباباها اتوفىدخلت هي حياتنادخلتها بطلتهابجمالهابسحرها بطيبتها وخفة ډمهادخلتها بروحها اللى جذبت الكل وخلتهم إما عاشقين لها أو غيرانين منها زي بشرىللأسف حبها الإخوات التلاتة وللأسف برده محدش فيهم صارح التانى بمشاعرهالكبير كان عاميه حبه عن إنه يشوف إن إخواته هما كمان حبوا حبيبتهأما الصغير ولإنه طايش ومچنون ومريض نفسى قدر يتجوزها رغم حب أخوه الكبير ليها وحبها ليهوبعدها إكتشف الأخ الكبير أن أخوه الوسطانى كمان بيحبها لما إعترفله بالحب ده فى لحظة ضعف منه بعد جوازها من أخوهم الصغير كانت صډمته كبيرة وهو شايف إخواته حبوها زي ما حبها هو بس اللى كان متأكد منه إنهم محبوهاش أدهوإنهم لو حبهم فى يوم إنتهى من قلوبهمحبه هو مش ممكن ينتهى وإنه محفور فى جلده فجأة الصغير عرف إنها مبتحبوش وده جننه والأخ الوسطانى بدأ يفوق من وهمه قبل ما يتجنن هو كمان لكن حب الأخ الكبير لرحمة هو الحاجة الحقيقية بس فى حياتهمواللى فضلت زي ما هي متغيرتشوالأكيد إنه هيفضل يحبها مهما طال بيهم العمر
نظرت إلى أصابعه
التى تمسكت بأصابعها ثم نظرت إلى عيونه بعيون غشيتها الدموع قائلة بحنان 
الحمد لله إن ربنا جمعنا وفوق مراد يايحيي قبل ما يخسر كل حاجة زي هشامأما أنا فهفضل أحبك لآخر نفس فية يايحيي
إبتسم لها برقة لتبتسم له بدورها ثم مالبثت أن إختفت إبتسامتها وهي تقول 
طب ومرادإمتى هيحس بشروق يايحيي
قال يحيي بغموض 
مراد خلاص بدأ يفوق من وهمهمعتقدش فاضل كتير ويحس بيها وبحبه هو كمان ليهاولو محسش بيهافأعتقد الحاډثة دى هتفوقه بالكامل
أومأت برأسها موافقة وعيونها على هذا الباب المغلق والذى تضم جنبات حجرته حبيبان مثلهما تماماتنقصهما فقطالنهاية السعيدة
نظرت شروق إلى ملامح مراد فى عشق قائلة 
وحشتنى أوى يامرادوحشنى صوتكوقوم ياحبيبى بالسلامة ومش مهم ترجعلىالمهم تقوم وأشوفك أدامى زي زمانولو من بعيد حتىقوم عشان خاطرى وخاطر إبنك وأخوكقوم عشان خاطر كل اللى بيحبوكمتسيبناش كدة متعذبين فى بعدك عنناعشان خاطرى قومقوم يامراد
إنهمرت
دموعهالتظل هكذا برهة من الوقتحتى هدأت قليلا لتنهض وتميل بحنان ثم تعتدل قائلة 
أنا همشى دلوقتى عشان

معملش ليك مشاكل مع بشرى بس هجيلك تانى وهفضل أجيلك وأجيلك لحد ما أشوفك مفتح عيونك لحد ما أشوفك مراد حبيبى بتاع زمان
لتنظر إليه تتأمله للمرة الأخيرة ثم تغادر الحجرة بخطوات بطيئة منكسرةحزينةلتجد يحيي و رحمة بالخارج اقتربت منهم تمسح دموعها برقة ثم تقف أمامهما قائلة بحزن 
أنا همشى دلوقتى عشان بشرىبس من فضلك يايحيي لو حصل أي حاجة بلغنى بيها علطول
أومأ يحيي برأسه فى هدوء قائلا 
متقلقيش ياشروق هبلغك
قالت شروق بإرتباك خجول 
أنا يعنىمن بعد إذنك هجيله تانىعارفة إنى بتعبك معايا بس ڠصب عنى يايحيي عايزة أشوفه وأطمن عليه بنفسى
إبتسم يحيي قائلا 
انا مقدر مشاعرك ومتقلقيش إبقى كلمينى بس ورحمة هتظبط كل حاجة
أومأت برأسها بهدوءثم إلتفتت شروق إلى رحمة تتأملها قائلة بصوت ظهر به حزنها رغما عنها 
إنتى رحمة
أومأت رحمة برأسها قائلة 
أيوة
تمالكت شروق نفسها وهي تقول 
كتر خيرك على اللى عملتيه معايايحيي قاللى إنك صاحبة فكرة الفحوصات اللى شروق لازم تعملها عشان لو إحتاجوا يعملوا عملية لمرادمتشكرةمتشكرة أوى
أمسكت رحمة يد شروق قائلة بحنان 
دى حاجة بسيطة عشان أجمع إتنين بيحبوا
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 32 صفحات