الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه متزوجه

انت في الصفحة 18 من 32 صفحات

موقع أيام نيوز

يامجدى
أنزل مجدى نقابها لتظهر فقط عيونها الجميلة من خلاله ليتأملها قائلا بعشق
كدة تمام ياقلب مجدىخدى بالك بقى من نفسك
ظهرت إبتسامتها فى عيونها وهي تومئ برأسهاليتجها سويا إلى الخارج لتنفيذ خطتهما الشريرة والتى تتناسب مع قلوبهم السوداءتماما
الفصل السابع عشر
كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزلتبتسم بدبلوماسية فى وجوه الحاضرينتتابعها عينا يحيي بشغف بغيرة من تلك العيون المسلطة عليهاحتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرينتتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه فى تلك الصفقة الجديدةليقترب من رحمة ويضع يده على ظهرها لتلتفت إليه تمنحه إحدى إبتساماتها الدبلوماسية لييبتسم بداخله هي تخبره بإبتسامتها أنه بالنسبة إليها مثلهم يخبرانه العكس تماما ليمنحها هو إبتسامة خلابة سحرت لبها وجعلتها أسيرة عينيه ليظهر للجميع أنهما عاشقين فيبتسموا بدورهمبينما أشاح مراد بوجهه عنهما وهو يأخذ كوبا من العصير ليتجرعه مرة واحدة كما إعتاد تجرع ألمهفها هو زوج لإثنين ويحب ثالثةومازالت السعادة غائبة عن حياتهوالأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائمافى البداية هشام والآن يحييليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريباألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضىبل هو نتاج شئ آخرأم أنه يهيأ لهفقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليهاولم يتألم قلبه غيرة تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعضكأنه يود لو حظي بمثل هذا الحبلو غرق فيه حتى الثمالةأتراه لم يعد يحب رحمةأتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئترى ما السبب الذى جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها لا يتأملها كإمرأة لا يتأمل ملامحها قوامهافقط يتأمل عيونها العاشقةنظرتهالقد قالها سابقالقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحتهإلى شروق لعله يجد عندها جوابا لأسئلتهاو على الأقلراحته
كانت

بشرى فى نفس الوقت تتابع هذا النادل الذى سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة رحمة فقطلتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منهلتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج فى سيارتهلتسرع بالركوب فى حين قال لها
عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
كله تماميلا بينا من هنا
إبتسم وهو ينطلق بسيارتهيسابق الريح
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء دون أن تبتعد تنعم بدفئهليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحييآنا آسف يامدام رحمةأنا بس
قاطعه يحيي قائلا
خلاص يافوزى محصلش حاجة
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبرثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزلوهي مستسلمة له وهو يقودها تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدهاليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
رحمة إنتى بجد كويسة
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفةفيه ۏجع فى بطنىوالۏجع بيزيد يايحيي
نظر يحيي إلى معدتها التى بقلق ليقول بسرعة
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و
لم
يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرقثم يحملها ويتجه بها إلى السرير يمددها عليه قائلا
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلابسرعة
ليغلق الهاتف يشعر قلبه ولأول مرةبالخۏف
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات فى هذا المستشفى
الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحبعيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءةوقلبه ينتفض بين ضلوعه ړعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والمۏت
حالة ټسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى
كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه جعله يعانى ڼزيفا من الألمېموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدهامجدداولكن تلك المرةللأبد
لماذا يقسو عليه القدر هكذا لماذا يحرمه منها دائمالماذا كلما إقترب وشعر أنه قاب قوسين أو أدنى
من الوصول إليها يبعدها القدر عنه بقسۏةلماذا لماذا
ضړب بقبضته الكرسي الحديدى بجواره ضربات متتالية أډمت يده وهو ېصرخ فى لوعة قائلا
ليه بس ليه
إقترب منه مراد فى ثوان وأمسك قبضته الدامية قائلا فى جزع
إهدى بس يايحييجرالك إيه
نظر إليه يحيي بعيون غشيتها الدموع ليشعر مراد بقلبه ينفطر حزنا على أخيهلېتمزق تماما وأخيه يقول بمرارة
رحمة بټموت يامرادرحمة بتروح منى تانىالمرة اللى فاتت قلبى ماټ فى بعدهابس عشت لإنها كانت عايشة وبتتنفس المرة دى مش هستحملھموت وراها يامراد
إحتضنه مراد قائلا فى أسى
متقولش كدة يايحيي إستهدى بالله رحمة هتعيش وهترجعلكوهتعيشوا زي أي إتنين بيحبوا بعض
خرج يحيي من حضڼ أخيه قائلا فى ألم 
أنا مش بس بحبها أنا بعشقها من أول يوم شفتها فيه وقلبى مبقاش ملكى خطفتنى بعينيهابسحرهابحبها اللى كانت بيهوباين فى كل تصرفاتهاصارحتها ولقيتها هي كمان بتصارحنى مكنش حب مزيف زي ما حاولت أوهم نفسى عشان أبرر خيانتها ليةدلوقتى لازم أعترف إن حبها كان حقيقىكنت بحسه فى نظرتهالمستهالما شفتها مع أخويا كان لازم أتأكد قبل ما أظلمهاأيوة ظلمتهاقلبى حاسس دلوقتى إنى ظلمتها وإن فيه حاجة مش طبيعية حصلت زمان ودفعت أنا وهي تمنها غالى من عمرنا ومشاعرنا خاېف يجرالها حاجة دلوقتى وملحقش أقولها إنى بحبها وإنى فعلا طلعت زيكم زي ما قالت وظلمتها خدتها بذنب مش ذنبهاوإنى آسفآسف على كل القسۏة اللى شافتها منىوإنى مش عايز دلوقتى غير إنى أشوفها بخير وبس وإن سعادتها لو هتبقى فى إنها تكون بعيد عنىفأنا 
ليهز رأسه نفيا وهو يقول فى مرارة
لأ مش هقدرمش هقدر أسيبها تبعد عنى يامرادالمۏت عندى أهون
لتغشى عيونه الدموع مجددا وهو يردد بهمس مرير
المۏت عندى أهون
ربت مراد على كتف أخيه وهو يشعر بالشفقة عليهيدرك مشاعرهيتفاجئ بها وبماضيها القويلتتردد كلمات أخيه داخل صدرهلتتمثل أمامه إحداهنظن فى البداية أنها رحمة بهذا الشعر الكستنائي لتلتفت إليه فجأة ويرى عيونها العشبية تتطلع إليه بعشقترتسم على شفتيها إبتسامتها العذبة والتى تريح قلبه من كل الهمومشروقتأملها للحظة قبل ان تختفى صورتها ليغمض عينيه وقد ضړبته الحقيقة بقوةلقد جذبته بسحرها وحيويتهاوخفة ظلهابجمالها ورقتها منحته عشقا ظهر فى كل بكل ما يجعله رغما عنه يقع بغرامهاولكن قلبه كان يغشاه وهم عشقه لرحمة والذى لم يدع له مجالا للتفكير بغيرهاوحين أيقن أن رحمة تحب أخاه وأخاه يحبهابدأ ضباب ذلك الوهم ينقشع تدريجياحتى اليومفاليوم أدرك وبكل يقين أن حبه لرحمة إنتهى منذ زمن وأنه لم يكن سوى وهما فالحب من طرف واحدهو عڈاب يودى بصاحبه إلى الهلاك إن لم يدعه لحال سبيله وقد ودعه هو منذ زمن ودون أن يشعرليعشق قلبه فاتنته

شروق دون أن يدرىوها هو الآن يدرك أنه أحبها هي وحدها دون غيرها فهي من إستطاعت أن تجعله أسيرا
لها بعشقها وكينونتها الطيبة ليشعر بسعادة داخلية لهذا الإكتشاف فهي حبيبته الآن وأم طفلهليشعر بالجزع لخوفه من أن تكون قد أجهضت الجنينوقتها ستنهار علاقتهما وبلا رجعةليقرر فور الإطمئنان على
رحمة أن يسرع إليها يطلب منها غفرانا لا يستحقه ولكنه يعلم أن قلبها الطيب سيمنحه ذلك الغفران فور طلبه إياه
أفاق من أفكاره على صوت فتح غرفة العمليات وخروج رءوف منهاليتجها إليه على الفور ويقول يحيي بلهفة
رحمة كويسة يارءوف
إبتسم رءوف بهدوء قائلا
إطمن يايحييمدام رحمة بقت كويسة الحمد
للهالسم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوىوإنها كمان تقيأتوده قلل من تأثيرهوخلانا قدرنا ننقذها فى الوقت المناسب
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيي ومرادليقول يحيي
الحمد لله
قال الطبيب فى حزم
بس الموضوع فيه شبهة جنائية فيه حد كان قاصد ېموتهاوأنا لازم أبلغ يايحيي
عقد يحيي حاجبيه وهو يقول بصرامة
لأ يارءوفمفيش داعى لتدخل البوليساللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى وهيكون عقابه عندى أناوصدقنى مش هرحمهده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحييليقول بهدوء
تمامإحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتهاوياريت تبقى فى راحة تامة وبعيد عن التوتروحمد الله على سلامتها
أومأ يحيي برأسه فى هدوء ليغادر رءوف بينما قال مراد بقلق
هتعمل إيه يايحيي
قال يحيي وعيونه تملؤها القسۏة
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملهاوهخليه يتمنى لو كان فى آخر الدنيا عشان مطولوشوبرده هجيبه ولو كان فى سابع أرضوساعتها صدقنى مش هرحمه
تأمل يحيي ملامح رحمة الساكنةيتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيلفلا حياة له وهي خارجهايسرح فى كل ما مر بهمامن بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظةلتتردد فى آذانه كلماتها الأخيرةحرام عليك كفاية ظلملو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقةإنت زيهم كلهملينتفض واقفا وهو يقول
لأ يارحمةأنا مش زيهمأنا بحبك أوىمحدش فى الدنيا حبك أدىولو كنت ظلمتك زيهم فعشان غيرتى عميتنى وخليتنى مشفش اللى شايفه أدامى دلوقتى لما رجعت بالأحداث لوراشفت صدمة فى عينك أول ما شفتينامش صدمة حد بينكشفلأصدمة انا فين وبعمل إيه هناوإنتوا واقفين بتبصولى كدة ليهوصدمة لما سمعتى
كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتىشفت قهرة فى عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشىدلوقتى بس شفت ده كلهدلوقت حسيت فعلا بكل دهبس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسكأكيد هشام خدرك وأخدك أوضتهأكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا فى الفخ ونجوزهولكوده اللى حصلأد إيه كنت ساذج وقتهاأد إيه كنت غبى
قائلا فى تصميم
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب فى اللى جرالك النهاردة ومش هرحمهولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهمبس أهم حاجة دلوقتىتفوقى وترجعيلى يارحمةأنا بحبك أوى
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس
يحيي
تأمل ملامحها وعيونها المغلقةليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا
قلب يحيي
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه يهمس بجانب أذنها قائلا
عمره كله
لتبتسم بضعف هامسة بإسمه
يحيي
لتتسع عينيها بدهشةثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف
يحيي أنا إنت
وضع يحيي إصبعه على شفتيها قائلا بعشق
أنا بحبكبحبك أوى يارحمة
نظرت إليه رحمة فى صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها لتتسع عينا رحمة فى دهشة وسعادة
دلف مراد إلى المنزل يبحث عن شروق فلم يجدهادلف إلى حجرته ليجد ورقة بيضاء مطوية وضعت على الكومود بإسمهفتح الورقة بسرعة
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 32 صفحات