روايه كامله بقلم سهام عادل
فجأة ودخلت تجري عليه كثيرا ذات بشړة سمراء وشعر أسود وعينين باللون العسل الصافي تبتسم له بحب معاتبة وأنت يعني بتسأل على أمها ولا تعرف عنها حاجة أومال لو مكناش جايين الدنيا إيدينا في إيدين بعض كنت اتبريت مني
بادلته بإشتياق وقالت وأنت وحشتني أكتر ياتميم
رد بسعادة أحلى مفاجأة.. بس كنت عرفتيني آجي أقابلك في المطار لا وكمان قوليلي فين عمر مجاش معاكم ولا إيه
إحنا.. وبصراحة حبيت أعملها لكم مفاجأة
جذب الصغيرة يجلسها على ساقيه يداعب شعرها المبعثر بيديه بسعادة واشتياق مالت عليه تغريد بدلال متسائلة سامعة كده إن حالك متشقلب اليومين دول.. احكيلي بقي
رد عليها أكيد دي ماما اللي بتوصلك أخباري كل ساعة
رد بتنهيدة وأنا كمان نفسي أفرحها وأفرحكم ونفرح كلنا.. بس للأسف أنا تايه في صحراء ومش عارف أوصل
تملكها القلق فصنعت بسمة لابنتها وقالت بليز ياتيمو اخرجي اقعدي مع جدو وتيته وانا هقعد مع خالو شوية وجايين
اعتدلت تغريد جالسة على الفراش مقابلة لتميم وقالت بفضول احكيلي بقى عشان كده فيه بنت واخدة وعقلك وانا لازم أفهم واعرف كل حاجة من الألف للياء
ظل تميم يحكي لها إعجابه بسدن وكيف عرفها من البداية حتى تلك المحادثة التي كانت بينهما ثم اختفائها المفاجئ وقلقه المبالغ عليها.
هز رأيه بموافقة على ماقالته.. فنظرت له بحيرة وقالت واللي يوصل لك ويعرف لك عنها كل حاجة
مسك يديها بحماس وقال بجد ياتغريد.. ممكن تكلميها
قالت .. افرض مرتبطة ولا مخطوبة
شعر بنغزة في قلبه لمجرد فكرة ان تكون لغيره.. لاحظت ذلك أخته فأرادت طمأنته
وأخيرا اليوم سيتحرر من ذلك القيد الذي ظل فيه شهر ونصف أخيرا سينطلق كما كان ويملأ الدنيا حركة ومرح كما عهده الجميع دخل المستشفى مستندا على عصا حديدية وتسير بجواره يمني تتأفف ومجرد أن عبرت بوابة الدخول التقطت أحد الكراسي المتحركة ليجلس عليه وبالفعل جلس عليه ولكن بوجه عابس يشعر بالعجز وقلة الحيلة عندما اضطر أن يجبر يمني على مرافقته لعدم فراغ ياسمين اليوم ولم توافق إلا بعد أن أبدت تذمرها ونفورها من الذهاب لهذه المستشفي وأسمعته وابلا من كلمات السخط والتكدر وأنها غير مجبرة على ذلك.
تنهد بحزن ولمح إحدى الممرضات تمر جانبا فناداها لو سمحت
كان يجلس في مكتبه ينتظر قدومها بشوق جارف لم يرها منذ اصطحبها لمنزل ياسر يوم ۏفاة زوجته ومنذ أن دلفت المنزل اختفت عن أنظاره أخبرته ياسمين أنها ستحضر مع آسر إلى المستشفى وأن هذه هي فرصته الوحيدة ليتحدث معها وبالفعل دخلت عليه إحدى الممرضات أخبرته أنهما وصلا وفي غرفة الكشف الآن.
شعر ببعض التوتر ولكنه أصر أن يضع حدا لكل ذلك التخبط الذي يعيشه هو يحبها يريدها وهي ترفضه أخطأ وهي لا تغفر
أهمل وهي نفرت كل مايمكنه فعله أن يجلس معها على انفراد يتوسلها أن تعطيه فرصة أخرى دائما الإنسان لا يشعر بقيمة مافي يده إلا بعد فقدانه.
انتظر قليلا حتى ينتهي الطبيب المعالج لآسر من عمل اللازم وبالفعل عندما دخل كان آسر يصيح براحة الحمد لله أخيرا شوفت إيدي ورجلي وينظر ليمني بمرح شوفتي يايمني ايدي الاتنين بيسلموا على بعض بعد غياب والله كانوا واحشين بعض
أطلقت يمني ضحكة عالية على مزاح آسر ولم تعلم أن هذه الضحكة أصابت ما أصابته في قلب يوسف الذي يقف خلفها عن بعد ينتظر أن تحين لحظة دخوله يتأمل قوامها الممشوق وشعرها الذهبي المنعقد على هيئة ضفيرة معقدة الصنع ورائحتها التي كانت بمثابة جهاز إنعاش لقلبه.
قال الطبيب الذي فك عنه الجبيرة اتفضل قوم وحاول تمشي لوحدك كده في البداية بس استند على الحيطة عشان رجلك هتخونك في البداية
بالفعل نهض آسر واقفا مستندا بسعادة وهو يمشي وكأنه طفل يخطو خطواته الأولى وينظر لساقه قائلا بمرح أنتي لو خونتيني دا أنا أقطعك آه كله إلا الخېانة
جاءه صوت يوسف الذي تقدم بالخطوات قائلا حمد الله على السلامة يا بطل
شعرت يمني بسرعة نبضاتها وسخونة الډم في جسدها عندما سمعت صوته ولكنها لم تلتفت له بينما رد عليه آسر الله يسلمك يادكتور يوسف
تعبناك معانا
نظر لظهر يمني التي لم تتحرك وقال بكلمات ذات معنى تعبكم راحة ياآسر إحنا أهل... ثم نظر للطبيب الآخر نظرات ذات مغذي فقال الطبيب