الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه كامله بقلم سهام عادل

انت في الصفحة 13 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


دا أنت كده بقى هتفسد أخلاقه وابني هيكبر منحرف 
ضحك آسر على كلمات ورد مازحا لا متقلقش الأماكن التانية دي هيكون يزيد خلاص نام من بدري 
نظر له ياسر بتمعن وسأله بتبقى مبسوط هناك 
رد عليه بإبتسامة زائفة ومين مايتبسطش هناك
اعتدل ياسر ناظرا له ورد عليه أنت 
تنهد آسر وقال ببعض الحزن ممكن فعلا مبكونش مبسوط بس بحسه أفضل مكان أهرب فيه 

نظر له ياسر بعد اقتناع وقال تروح أماكن كلها فسق وعري وخمور عشان تهرب أكيد تفكيرك أنضج من كده ماهو مش معقول مهما كانت حياتنا صعبة نهرب منها لجهنم
شرد آسر بحزن وقال بأسي الحياة نفسها بقت جهنم يا ياسر.. بص لنفسك حياتك بقت عاملة إزاي وعيالك ذنبهم أطفال يتحرموا من أمهم وهما أكبرهم خمس سنين ولا ياسمين اللي بيتها بيدمر بعد عشرين سنة جواز ولا يمني اللي بقت هي نفسها مش عارفة هي عايزة ولا بتعمل إيه ومش إحنا بس انزل الشارع كده وبص للناس هتلاقي الناس بطلت تضحك.. بطلت حتى تبتسم ياياسر
رغم ۏجع ياسر مما أصبحت عليه حياته ومما يعانيه آسر وأخواته لكن هو لديه قناعة خاصة حاول إقناع آسر بها قائلا أنت عندك حق.. الكل بيعاني بس دي دنيا مش جنة كل واحد فينا عنده رسالة بيقضيها في حياته الرسالة دي محتواها العسر واليسر والشدة والرخاء وأنت بتشيلها كلها على بعضها يبقى ليه افتكر ربنا وقت اليسر وانساه واقنط من رحمته وقت العسر
زفر
آسر وقال بيأس بس أنا مشوفتش يسر حياتي بقت مملة وملهاش أي لازمة كل أما أحاول أنجح في أي حاجة أو حتى أعمل مشروع مبلاقيش غير الفشل والخسارة لما تعبت ويأست وآخرتها مرمى ف السرير بقالي ٤٠ يوم بتسند عشان ادخل الحمام 
رد عليه ياسر معاتبا غلطان ياآسر أنت أيام وهتفك الجبس ده وهترجع لحياتك الطبيعية غيرك مريض والطب بيعجز عن علاجه وبيعيش حياته أسير المړض بيعيش يتألم والمسكنات بتعجز عن إزالة وجعه أما فشلك ده أنت تقوقعت فيه واستسلمت له.. واعرف أن طول ماعندك عقل تقدر تنجح وأول طريق النجاح هو الفشل ونجاحك في أي شىء في حياتك هيعتمد على إيمانك وثقتك بنفسك واعرف إن كل إنسان مميز بشىء عن غيره دور على التميز اللي فيك واستغل هتوصل وبطل تعلق كل مشاكلك وهمومك على شماعة اسمها الفشل 
ابتسم آسر وهز رأسه مقتنعا بكلمات أخيه وقال حاضر.. صدقني هحاول
قال ياسر بإصرار متقلش هحاول أنت بعد ماتفك الجبس هتبدأ وصدقني أنا معاك وجمبك في أي حاجة وكل حاجة محتاجها وإلا هآخد منك يزيد ومش هخليك تشوفه تاني لأن أفكارك السوداوية دي ممكن تفسد ابني وأنا مش مستغني عنه
ابتسم ياسر قائلا عاش يابطل أيوة كده خلاص بقى خلي يزيد معاك النهاردة وانا هدخل أنام مع يزن لاني معرفش اخرج بيزن في البرد ده وهو تعبان 
ابتسم آسر وقال أحسن حاجة هتعملهاقوم بقى أنت ارتاح لأنك بتتعب طول اليوم
نهض ياسر قائلا تمام.. تصبح على خير 
تفتح عينيها پضياع وۏجع غير مدركة ماهي فيه لاتشعر سوي پألم حارق أسفل بطنها ېمزق أشلائها تصرخ مستنجدة بأحد يخفف عنها ذلك الۏجع
اقترب منها زوجها يسألها غصون.. أنتي كويسة 
رفعت بصرها وجدته فسألته سعد.. أنا تعبانة بطني بتتقطع أنا إيه اللي حصلي وإيه اللي جابني لهناثم هبطت بيدها على بطنها وللحظة تذكرت آخر لحظات مرت بها قبل أن تفقد الوعي فصړخت ابني ابني ياسعد إيه اللي حصلي!.. عملت فيا إيه

ياسعد 
لم ترد عليها وكعادتها تركت دموعها تتحدث عما بداخلها وعيونها تنعي جزءا منه فقدته دخل عليها طبيب يبدو عليه الوقار والواضح عليه أنه في منتصف الخمسينات وبجواره ممرضة تقربها في العمر.
حول الطبيب نظره لها قائلا حمد الله على سلامتك يابنتي
ردت پتألم الله يسلم حضرتك
أكمل قائلا ارتاحي ومتتكلميش..المطلوب منك تسمعيني وتردي عليا بس أنتي جيتي في حالة خطړ لعله يشعر بجرم مافعله بها...ولكنه قابلها بنظرة استجداء ألا تنطق بشىء.. الآن يطلب منها أن تنجده وترحمه وهو لم يرحمها خمس سنوات من
قسوته وجبروته واستغلاله لها.
قاطع نظراتها الطبيب وهو يقول ردي
عليا يابنتي.. الشخص ده اللي عمل فيكي كده
لم تحيد بنظرها عنه وهو يترجاها بعينيه ألا تخبر الطبيب بماحدث ولكنها لم تصمد طويلا حتى التفتت إلى الطبيب وقالت هو اللي عمل فيا كده يادكتور.. وأنا فعلا عايزة حقي ومش هتنازل غير بشرط
ردت عليه بجمود ليا ربنا ياسعد والشيطان عمره ماهيسيبك شرطي إنك تطلقني وحالا ياسعد 
القلق ېقتله منذ آخر محادثة بينهما ولم يعرف عنها شيئا أكثر من أربعين يوما لم تنشر شيئا على صفحتها الشخصية أو المجموعة التي يشتركان فيها يريد أن يصل إليها بأي طريقة كانت صبره نفذ وعقله أرهق من كثرة التفكير فيها وفي كيفية حياتها الذي لم يعرف عنها شيئا.
جلس بيأس يرسل لها للمرة المئة ليطمئن عليها ولكن ليس هناك إجابة فتح عليه الباب
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 96 صفحات