فرح فهيمه بقلم ايه السيد
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
في بيت كبير بمنتصف القرية بإحدى القرى الريفية وبالتحديد بمحافظة كفر الشيخ ينعقد إتفاق بين مجموعة من الأفراد بعد نقاش طويل يشوبه الحدة أحيانا والتراخي أحيانا أخرى
خلاص يبقا فهيمه بتنا هتتچوز راچل من حداكم طلما الچواز هو الحل عشان نرچع حبايب
قالها ماجد عمران كبير عائلة عمران حاول إبنه أن يتدخل قائلا
ليرفع ماجد يده مقاطعا كلامه بحزم قائلا الكلام انتهي يا زيد
عقب رجل أخر سليمان كبير عائلة النجار
يبقا كتب الكتاب في خلال يومين والفرح نبقوا نحددوهم بعدين.
لتعلو الدهشه وجوه جميع الحضور ولكن لم يستطع أي منهم الإعتراض فقد قضي الأمر واتفق كبار العائلتين.
انفض المجلس لنجد كل عائله تجتمع منفرده للتشاور في الأمر
بقلمي آيه السيد
عائلة عمران
يابا إنت بتقول هتچوز فهيمه ازاي إنت مش عارف إنها عايشه في مصر وكمان بتدرس في الچامعه!
زفر الأب ماجد بقوه وقال
عارف يا زيد بس هي لازم تنفذ أوامري وإلا هكون مقاطع أبوها طول عمري
زفر ماجد بحسرة وأردف بتوضيح
أخوك إيهاب الله يرحمه غلط زمان وكلنا لازم نتحمل نتيجة غلطه
لو فهيمه موافقتش على الچواز هنخسر كل شغلنا.
زفر زيد بقو ه وأردف
مفيش حل إلا إننا نتصالح مع عيلة النچار بأي شكل
زفر ماجد بقو ه قائلا
ربنا يستر من الي چاي
رواية فرح فهيمه
بقلم آيه السيد
على جانب أخر تجتمع عائلة النجار
هتف الأخ الأصغر لأخيه الأكبر معاتبا
هتچوز يوسف بت من الريف ازاي يا سليمان وإنت عارف إنه اتعين داكتور في الچامعه وعايش في مصر وسقف طموحاته عالي!
يعني هيخالف أوامر عمه! حتى لو هو عصي هچبره
عقد جبهته بتحدي قائلا
أنا عارف هخليه يوافق إزاي
أردف سليمان وهو ينظر لأخيه الأصغر بأمر
كلمه وقوله عمك عايز يشوفك بكره.
عقب الأخ الأصغر بقلة حيله
ماشي يا سليمان لما نشوف أخرة دماغك هتودينا فين!
عقب سليمان بثقة
متقلقش أنا مرتب لكل حاچه
أردف بفخر واعتزاز قائلا
رمقه الأخ الأصغر باستفهام قائلا
رچعت برده تفكر في الإنتقام!
رفع رأسه بشموخ قائلا
أنا منستش الإنتقام أصلا وطول السنين دي كنت بطاردهم في الخفى
ابتسم سليمان بسخرية مردفا
وأخيرا وقعوا تحت ايدي وچاين يطلبوا الصلح عشان ينقذوا شغلهم
عقب الأخ الأصغر بعدم فهم
طيب وليه وافقت على الصلح! ليه مرفضتش وسيبتهم يخسروا شغلهم
لأن خسارة الفلوس مش هتوچع
نظر أمامه بجديه قائلا
أنا ناوي على حاچه تانيه
هز أخيه الأصغر رأسه باستنكار ورمقه بنظرات حائرة قائلا
ربنا يستر من إلي چاي
بقلم آيه السيد
وفي اليوم التالي أثناء طريق عائلة فهيمه أو
فرح للبلد وبالتحديد في السياره مالت فرح على أخيها الأكبر نوح وهمست بخبث
طبعا إنت في غاية السعاده عشان هتشوف الجو بتاعك!
لكزها نوح في ذراعيها بقوه وقال
اسكتي يا ڤضيحه أنا غلطان أصلا إني حكيتلك
ابتسمت قائله بثقه
من غير ما تحكي أنا أصلا كنت عارفه
غمزت بعينيها وهمست مردفة
بس البت شكلها واقعه فيك يا معلم
اعتدل في جلسته ونظر لها بترقب وسألها مبتسما
هي قالتلك حاجه!
عقبت فرح قائله بثقه
هي مقالتش بس أنا من خلال خبرتي في الحياه متأكده إنها واقعه فيك
رفع شفتيه لأعلى بسخريه وقال
خبرتك في الحياه! اكتسبتيها إمته الخبره دي
مسكها من ملابسها التي تغطي كتفها مردفا پحده مصطنعه
يا بت دا إنت مقضيه حياتك يا نايمه يا بتاكلي!
أزاحت يده عنها ورفعت سباتها أمام عينه قائله بحد ه مصطنعه
لو سمحت أنا مقبلش إنك تقلل من مسيرتي في الحياه. دا أنا فرح يعني حياتي كلها مرح
ابتسم بسخرية وهو يهز رأسه باستنكار قائلا
مرح! إنت تافهه يا بت
ضړبته على كتفه فضربها واشتد الڼزاع بينهما فتدخل الأب قائلا
ايه بدأنا لعبة القط والفار المفروض كبرتوا على كده
لفت الأم وجهها ونظرت لفرح قائله
عيب يا فرح أخوك الكبير
ونظرت لنوح قائله
عيب يا نوح أختك الصغيره
ابتعدت فرح عنه مسافه وقالت پغضب
أنا مش هكلمه أصلا تاني دكتور الحيوانات ده!
نظر لها باستهزاء قائلا
احمدي ربنا هتلاقي دكتور يعالجك لما تتعبي
نظرت له باشمئزاز قائله
أنا مش هرد عليك
صرف نظره عنها للإتجاه الأخر وعقب قائلا
أحسن برده
وبعد فتره وصلوا للبيت مع أذان العصر وارتجلوا من السياره تعلقت فرح بذراع أخيها وكأنهما لم يتشاجرا قبل قليل نظرت للبيت الكبير الذي يقع بمدخل القرية ويضم ثلاث طوابق غير الطابق الأرضي ويطل على بحر أو كما يسمونه ترعة نقيه
ليست بالواسعة ولا المكتنزه وأمام البيت حديقة تحتوي جوانبها على الورد وتنتشر بها أشجار النخيل والعنب والمانجا والجوافه نظرت فرح لجمال الحديقه وهتفت قائله بحب
أنا بحب الريف جدا وبحب البلد وأجوائها أوي خصوصا في الصيف
نظر لها نوح قائلا
هي بصراحه تتحب بس الي مبتحبش بقا الناموس
تركت فرح ذراعه وربتت على كتفه بيدها كأنها تشد أزره قائله
مرطبك في جيبك جهاز الناموس في إيدك أي ناموسه تجيلك علقھا أوعى تهشها
ضحك نوح قائلا
على رأي جدي دا مش ناموس دا جاموس
تعلقت فرح بذراعه مجددا قائلة
يلا نبدأ المعركه
رمقهما الأب متعجبا ثم نظر للأم قائلا
دول إلي كانوا بيتخانقوا من شويه!
عقبت الأم مبتسمه
متركزش معاهم دول كل ساعه في حال
نوح أخيها الأكبر والوحيد
يكبرها بأربعة أعوام بالرابع والعشرين من عمره تخرج من كلية الطب البيطري ويعمل مؤقتا مندوبا للمبيعات بإحدى الشركات لحين فتح مشروعه الخاص
وبعد أن دخلوا وتبادلوا السلام والترحاب استغل الجد تجمعهم ونظر لإبنه هشاموالد فرح قائلا بتردد
هشام يبني فهيمه چالها عريس
فغرت فرح فاها پصدمه وردت بعفويه
لأ يا جدي أنا مش ناويه أتجوز أصلا
شرح الجد الغرض من الزواج والحوار الذي دار بينهم وبين عائلة النجار فرد هشاموالد فرح پحده
لأ يابا أنا مش هروح أرمي بنتي في الڼار عشان شغلك يمشي
حاول الجد ماجد التبرير قائلا
إنت عارف غلاوة فهيمه عندي وأنا لا يمكن أر ميها في الڼار!
زفر ماجد بقوه وأردف بتوضيح
هيكون كتب كتاب يعني هيبقا على ورق وأنا هأچل الفرح خالص دلوقتي على ما شغلي يتظبط ونطلقها منه وكأن مفيش حاچه حصلت.
هز هشام رأسه پعنف معترضا وهتف بحز م
لأ يابا أنا مش موافق
تجعدت ملامح ماجد ورد بحزم وبنبرة حادة
والله يا هشام لو ما وافقت لأكون مقاطعك عمري كله وأحلف عليك ما تحضر چنازتي
ابتسمت فرح ببلاهه ووقفت بحماس قائله بسذاجتها المعتاده وهي ترفع ذراعيها كمن يحمل الأثقال
وأنا موافقه يا جدي أخوض المعركه دي
نظر الجميع لفرح بدهشه وسحبها نوح من ذراعها پعنف لتجلس فعقبت متأوهه
براحه يا نوح دراعي
رد عليها نوح بنبرة حادة
لما الكبار يتكلموا تسكتي خالص
أشار الجد نحوها قائلا
وأهي صاحبة الشأن موافقه
أكدت فرح قائله
أيوه موافقه يا جدي طلما حضرتك بتقول هيكون على ورق وهتحل مشكلتك يبقا على بركة الله
قالت جملتها الأخيره مبتسمه بنفس البلاهه فهي لا تدرك عواقب ما قالته قبل قليل هي فقط تريد إضافة بعض الأكشن والمغامره لحياتها الروتينيه فيالها من حمقاء! وبلهاء! وساذجه!
وبعد مناقشة الموضوع لساعة كامله وافقوا جميعا وبدؤا يجهزون لكتب الكتاب الذي سينعقد في الغد وستتعقد معه حياتها!
اقترب منها نوح وهمس لها قائلا
أتمنى تكوني مدركه عملتي في نفسك إيه!
أجابت بثقة
طبعا مدركه ملكش دعوه إنت
هز رأسه بقلة حيله قائلا
والله شكلك ما فاهمه أي حاجه
رمقته بسخريه ولم تعقب على كلامه وخرجت من البيت لتتمشى بالحديقه فخرج ورائها جدها وناداها قائلا
متخرجيش لوحدك يا فهيمه
كل مره بتوهي وسط الأراضي وتحيرينا
ضحكت قائله بثقه
متقلقش يا جدي أنا خلاص اتعودت
عقب الجد باستفهام
اتعودت على المكان!
ابتسمت فرح قائله
لأ إتعودت إني أتوه وتدوروا عليا وكدا
عقب الجد بحز م وهو يضغط على كل كلمه بجملته
متخرچيش لوحدك يا فهيمه
عقبت قائله بعدم اقتناع
حاضر يا جدو
دخل جدها للبيت ونظرت هي يمينا ويسارا ثم تسللت دون أن يراها أحد لتخرج وتتمشى بين الأراضي كمان تهوى فهي تحب المغامره وتلقي بنفسها دائما في المهالك بدون أدنى تفكير
على جانب أخر في بيت عائلة النجار في مكتب سليمان يقف يوسف حائرا بعد أن عرض عليه عمه سليمان فكرة الزواج واعترض عليها لكن عمه حاول إقناعه بالرضا فرد عليه يوسف بهدوء
يا عمي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأنا لا يمكن أتجوز بالطريقه دي
رد سليمان بنبرة هادئه
هي فين المعصيه دي! هو أنا بقولك مشي معاها في الحړام! أنا بقولك اتچوزها على سنة الله ورسوله
حين سمع يوسف جملة عمه زفر بقوه وحاول الحفاظ على هدوئه قائلا بنبرة لينه
يا عمي ربنا بيقول ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه
تنهد يوسف بنفاذ صبر وأردف
وأنا لا يمكن أظلم نفسي وأظلم بنت بريئه ملهاش ذنب في أي حاجه!
اتجه سليمان نحوه ونظر لعيني يوسف برجاء كأنه يتوسل إليه ومسك ذراعيه ليحاوطه قائلا
يا يوسف لازم تبرد ڼاري وتتجوز بت من حداهم عشان نكسر عنيهم زي ما كسروا قلوبنا زمان!
زفر يوسف بحن ق لكنه حاول تمالك حاله تظاهر بالهدوء ليستطيع إقناع عمه وعقب بتوضيح وببعض الحده
يا عمي والبنت ذنبها إيه لما عمها طلق عمتي وعمتي ماټت وأصلا عمها كمان ماټ
قطب يوسف حاجبيه مردفا باستفهام
ليه ننبش في الماضي وهو أصلا اتردم عليه!
نظر سليمان للفراغ نظرات غاضبه حين تذكر ما حدث قبل أعوام وعقب قائلا
عمتك ماټت بحسرتها لما طلقها ابن ماچد وراح اتچوز عليها
هز يوسف رأسه باستنكار ولم يعقب سند ظهره للحائط وحدق بالأرض واضعا ظهر أصابعه على فمه يفكر في حل لتلك الورطه فمن الواضح أنه لا فائدة من محاولاته لإقناع عمه نظر له سليمان وأردف بنبرة هادئة
اتجوز بنتهم سنه سنتين تلاته إلي يريحك وبعدين طلقها واتجوز إلي تختارها
أردف سليمان برجاء
برد نا ري يا يوسف وخدلنا طارنا منهم
ذم يوسف شفتيه بحزن وعقب بحزم
لا يا عمي أنا آسف لا يمكن أوافق على الجوازه دي
ضړب سليمان يده على المكتب پغضب ورمقه بنظرات حاړقة قائلا بنبرة أحد من السيف
تبقا إنت إلي حكمت على نفسك وعلى أمك وأختك
أقبل سليمان نحو المكتب بخطوات واسعه وأخرج الأوراق من درج مكتبه ليضعها أمامه ثم أشار عليها قائلا
وكدا هضطر أستخدم معاك القو ه يابن أخويا
نظر يوسف للأوراق على سطح المكتب وسأل متعجبا
إيه الورق ده!
عقب سليمان قائلا
دي الأوراق إلي مضيت عليها أول ما چيت شيك ب ٥مليون
يا تسددهم يا تتحبس يا داكتور يوسف.
تنهد يوسف بحسرة قائلا
ليه كدا يا عمي!
جلس سليمان على كرسي مكتبه قائلا بثقه
فكر يا يوسف وخد قرار وياريت تفكر في أمك وأختك قبل منك
تذكر أخته الصغيره وقرانها الذي سيعقد بعد شهر فهو معيل أسرته الوحيد لم يترك له عمه أي خيار سوى الموافقه!
حين طال صمته أردف عمه قائلا
إنت المفروض تشكرني عشان چايبلك بت تتسلى معاها وبالحلال يابن أخويا
رد يوسف بحسرة
وإنت بتسمي دا حلال يا عمي اتجوز واحده عشان أنتقم منها ومن أهلها دا حلال في شرع مين!
عقب سليمان بتحدي قائلا
معندكش خيار إلا إنك توافق
رمقه يوسف بنظرات عتاب وهم أن يغادر الغرفه وقبل أن