كاليندا بقلم ولاء رفعت علي
بتمشي بكلامها! من غير ماتبرر خلاص عرفت الإجابة بس ده اسمها عندي ندالة.
قال باستنكار وتحذير
_ أنا مش ندل يا شمس و بقولها لك للمرة التانية حطي نفسك مكاني في كل خطوة أسمع فيها غمز ولمز ونظرات شفقة وتريئة من عيون الناس أنا كان بإمكاني أروح أمسك الحيوان اللي عامل فيكي كده وأخنقه بإيدي بس وبعدين قوليلي هانقدر نكمل في وسط الناس إزاي ومش هاقدر أستحمل نظراتهم ولو حد أتكلم مش هابطل خناق وضړب في ده وده ونقضيها محاضر مش هاقدر لو أتجوزنا وكل ما أجي ألمسك أفتك...
_ ما تكمل قول.
نهضت ورفعت رأسها بشموخ وقالت بنبرة مليئة بالقوة وكبرياء أنثي
_ أنا بقي اللي بقولها لك عارف يا أحمد حتي لو كنت هاتكمل معايا أنا مكنتش هاكمل معاك وكنت بعت أمي ليكم بالشبكة وكل حاجة جبتهالي عارف ليه لأن كنت منتظرة اللي ياخدلي حقي ويدافع عني مش بابا كنت منتظره اللي المفروض هابقي مراته وعرضه وشرفه هو اللي ياخد لي حقي مش
تركته في صدمة من كلماتها وذهبت إلي والدها وقالت
أذعن والدها لرغبتها بعدما رمق أحمد بأسف وخيبة ثم غادر برفقة ابنته.
_ وبعد وصولهما إلي المنزل استقبلتهما والدتها بلهفة
_ عملتوا إيه
كاد يجيب عليها فقاطعه صوت ارتطام قوي فوجدوا ابنتهما وقعت أمام غرفتها مغشي عليها.
الفصل الخامس
_ كده تمام وشويه بعد ما تخلص المحاليل هيبقي الضغط مظبوط ها يا شمس حاسة بإيه دلوقت
_ طب أنا رايح أكمل الكشوفات اللي عندي بسرعة وراجعلك تاني.
خرج الطبيب من الغرفة الصغيرة سألته زينب بقلق وخوف علي ابنتها
_ بنتي مالها يا دكتور
أجاب بهدوء وطمأنينة
_ أطمني يا مدام بنتك كويسة الحمدلله كل الحكاية ضغطها نزل شوية وطبعا واضح إنها مبتاكلش فقلب معاها بهبوط والحمدلله بعد ما علقنا لها المحاليل فاقت لكن شكلها مش حابه تتكلم وده نتيجة ضغوط نفسية وعصبية فياريت بعد ما تقوم بالسلامة تودوها لدكتور نفسية.
_ بعد الشړ يا دكتور ليه هو أنا بنتي مچنونة
أبتسم رغما عنه من بساطة تلك المرأة فأوضح لها
_أنا مقولتش توديها مستشفي أمراض نفسية أنا بقولكم خليها تزور دكتور نفسية بيقعد معاها كذا جلسه يرجعها لكم أحسن من الأول.
تدخل محمد قائلا
_أنا فاهم قصد حضرتك يا دكتور بس ما تأخذنيش الوضع والظروف اللي إحنا فيها مش هتنفع لزيارات لدكتور نفسي بس ممكن نغير لها الجو اللي عايشه فيه.
_ ياريت يبقي أفضل بس أهم حاجة الراحة النفسية وتبعد عن أي حاجة تضيقها لأن التعب اللي عندها ده نفسي أكتر ماهو عضوي ولو محتاجين أي مساعدة أنا في الخدمة.
_تسلم يا دكتور ربنا يوفقك.
فأجاب الآخر
_العفو عن أذنكم.
ولج كليهما إلي ابنتهما المنفصلة عن الواقع جلست زينب بجوارها
_ شمس أنتي كويسة يا ضنايا
أمسك محمد يدها وعانقها بين كفيه
_ شمس حياتي يلا بقي عايزك ترجعي البنت القوية وهخليكي تغيري جو البلد خالص وهاخدك عند رحاب بنت عمك مش كان نفسك تشوفيها
رمقته زوجته بامتعاض فهو يعلم ماهية تلك النظرة كيف تجد ابنتك راحتها في بيت عمها و زوجته التي تشبهها دائما بالحية في دهائها وخبثها لا تحب الخير لأحد بتا وخاصة زوجات أشقاء زوجها.
بادلها بنظرة
حاسمة وقال
_عموما أنا كلمت أخويا وقالي بيتي مفتوح في أي وقت وفرح جامد.
تفوهت زينب دون أن تدرك فداحة سؤالها الأحمق
_وياتري قولتله إيه سبب الزيارة والمفروض كلهم عارفين إنها كانت هاتتجوز بعد أسبوع
زفر بضيق من حماقتها المتسرعة فأجاب
_قولتله محصلش نصيب عادي يا زينب دول بيبقو في يوم الفرح
وبتحصل مشكلة تافهة وكل واحد بيروح لحاله وبنتنا لسه صغيرة أنا بس اللي أستعجلت لما وافقت علي موضوع الخطوبة والجواز ياريتني كنت أستنيت لحد ما تخلص تعليمها زي ما أهل المدينة بيعملوا.
_الحمدلله جت علي قد كدة أنا أهم حاجة عندي بنتي تبقي كويسة وبكررها لك يا محمد أنا هاسيبك تنفذ اللي في راسك وتوديها عند أخوك بس والله لو بنتي حد جرحها بنظرة بس هناك لأسافر لهم أنا بنفسي ولا يهمني أنهم أخواتك ولا أهلك.
_ عشان ساعتها أرمي عليكي اليمين.
قالها بتحدي فاتسعت عينيها پصدمة لم يدع لها مجال الرد فغادر الغرفة حتي يستنشق الهواء ويكظم غضبه الذي لو أطلقه سيحدث ما لا يحمد عقباه.
_علي جمب ياسطا الله يخليك.
قالتها سحر لسائق سيارة الأجرة الذي ترجل لمساعدتها هي و ابنتها إسراء في نزول الحقائب المحملة من كل جميع أنواع الفواكه والخضار واللحوم.
وبعد أن أفرغ سيارته من الحقائب سألها
_تؤمري بحاجة تانية يا خالتو أم أحمد
أجابت وهي تخرج أوراق من المال من حقيبة نقودها
_ما يأمرش عليك ظالم يابني تسلم يا حبيبي أتفضل.
_وربنا أبدا يا خالتي ده أنتي في مقام أمي و أحمد أخويا عيب كده.
_يابني دي لقمة عيشك وأنا ما يرضنيش كفاية تعبناك و خليناك تلف معانا من الصبح عقبال ما أشترينا الحاجات.
_أبدا يا خالتي ولا تعب ولا حاجة.
قالها مبتسما وعينيه لا تفارق إسراء الشاردة في الفراغ مقطبة حاجبيها.
وبعد الشكر والسلام طرقت باب المنزل فتحت لها مجيدة الباب بترحاب وحبور
_يا مرحب يامرحب بت يا مروة تعالي شيلي عن مرات خالك يابت.
ركضت مروة تلك الفتاة فطور شهية و يعقبها مشروب الشاي الساخن ويتبعه الفاكهة والتسالي.
_تسلم إيدك يا مجيدة ياختي.
قالتها سحر فأجابت الأخرى بسعادة بالغة
_دي حاجة بسيطة يا أم أحمد ويجي إيه في اللي محملاه مكنش ليه لزوم إحنا أهل مش أغراب.
_ده عشان الغالية مروة تاكل وتتهني وبعدين ده كله من خير أخوكي.
_ربنا يخليه ويبارك لنا فيه.
_يارب بصي بقي إحنا أكلنا وشربنا الشاي وحلينا نيجي بقي للكلام المهم واللي جايلك مخصوص عشانه.
نظرت مجيدة إلي إبنتها التي كاد يخرج من جانبيها جناحان من فرط السعادة لتوبخها والدتها أمام زوجة خالها وابنتها
_فيه إيه يا مجيدة بتزعقي لها ليه خليها قاعدة تعالي أقعدي جاري يا مروة.
نظرت الأخرى إلي والدتها تنتظر الأذن فرمقتها الأخرى بتوعد وقالت من بين أسنانها
_قومي فزي اسمعي كلام مرات خالك.
نهضت وذهب لتجلس بجوارها ربتت سحر علي فخذها وقالت
_ده أنا هابقي أمها التانية إن شاء الله.
ابتسمت مروة بخجل فقالت والدتها قبل أن تكمل سحر حديثها
_قبل ما تقولي اللي أنتي عايزاه هو اللي سمعته عن خطيبة ابنك ده صح وعشان كده سابها.
تلون وجه الأخرى بالحمرة من الغيظ
_كانت خطيبته وأهي راحت لحالها ربنا يسهلها ويسترها علي ولايانا.
_ما هو عشان المحروس ابنك عامل زي القرع بيمد لبره.
_ما خلاص يا مجيدة أهو عرف غلطته وأدينا جينا لك نطلب إيد مروة لأحمد وياريت الأسبوع الجاي هيبقي شبكة وكتب كتاب والاتفاقات ما تحمليش همها ابني شقته زي ما شوفتيها والموبيليا كلها عمولة خشب زان أصلي ده غير النجف في كل الأوض والريسبشن وتكيفات وعلقنا الستاير وأشترينا المراتب و السجاد تيجي تنقيه العروسة بنفسها وعشان عارفه ظروفك خصوصا بعد ۏفاة أبو مروة الله يرحمه أنا كنت عاملة جمعية علي جمب كده هديها لأحمد يجيب المطبخ و الأجهزة الكهربائية و الفرش عليكي أنتي شنطة هدومها بس ها قولتي إيه
انبلجت السعادة والفرحة العارمة علي محياها فأجابت
_هو فيه بعد قولك كلام يا مرات أخويا بنتي بنتك ومش هاتروح لحد غريب أنتي أمها وخالها أبوها و إبن أخويا شاب ماشاء الله عليه كان متربي علي أيدي.
_وبكده نقول مبروك ونقرأ الفاتحة.
_نقرأ الفاتحة من غير أخويا وابنه العريس
_دي فاتحة محبة يا مجيدة لأن المرة الجاية هاتبقي فاتحة وشبكة وكتب كتاب.
_اللي تشوفيه عقبالك يا إسراء يا حبيبتي.
كانت شاردة وكل ذهنها في صديقتها وحالها الذي يرثي له لكزتها والدتها في ذراعها
_ما تردي علي عمتك يا بت.
انتبهت إليهم فقالت
_تسلمي ياعمتو وألف مبروك.
انطلقت الزغاريد من فاه سحر و تبعتها شقيقة زوجها بعد قراءة سورة الفاتحة.
توالت الأيام وكأنها سنين في مضيها وكان الحال لا يتغير مازالت في حالة سكون لا تتكلم لا تريد رؤية أحد بل تقوقعت
في عزلتها حتي جاء اليوم التي تعالت فيه الزغاريد من منزل عائلة كامل حماها سابقا فوصلت إلي أذنيها نهضت في لمح البصر بعد أن خفق قلبها ولا تعلم ما السبب وكيف لا يخفق و صاحب القلب الوحيد الذي أحبه يستعد الآن للذهاب إلي عروسه الجديدة يرتدي حلة سوداء وفي أبهي هندامه لكن عينيه مثل صحراء خاوية من الحياة جرداء من أي مصدر للحياة كأنه مجبر وليس مخير وبرغم اعتراضه في بادئ الأمر علي قرار والديه لكن اعتراضه قوبل بالأمر الحازم وألا سوف يغضبون عليه وكانت حجتهم الواهية إنهما يريدان مصلحته وزيجته من ابنة عمته سينسيه ألف شمس و غيرها.
وقفت خلف الستار بعد أن أطفأت الأنوار و يا ليتها ما وقفت ولا شاهدت أو سمعت ها هو يخرج من باب المنزل يحمل باقة من الزهور في يده ووالديه وشقيقته يرتدون ثياب خاصة بالإحتفال و قد وضحت الرؤية عندما خرج الجيران لتهنئتهم فقالت إحداهن
_ألف مبروك يا أم أحمد لإسراء.
أجابت سحر بنفي
_لاء دي مش إسراء عقبال عندكم أحمد ابني رايح يخطب بنت عمته وكتب كتابه عليها الليلة دي عقبال عيالكم.
وبعد أن تبادلن النسوة نظرات التعجب فأجابت السيدة
_الله يبارك فيكي يا ختي ويتمم له علي خير وتكون جوازة الهنا إن شاء الله.
أحمد! عقد قران علي ابنة عمته! كيف ومتي هل لهذا الحد يريد أن يمحوها من حياته!
هذه الأسئلة التي دارت في عقلها للتو مما جعل احتراق قلبها يزداد ضراوة حتي أصبح كالرماد في مهب ريح عاتية تبعثر ذراته بكل قوتها غير مكترثة.
كفي كفاني ألما وجراحا أريد الابتعاد عن هذا الجو الملوث بالنفوس البغيضة.
أوصدت النافذة كما أوصدت أبواب فؤادها المتهالكة ثم قامت بتجفيف عبراتها التي انهمرت رغما عنها فخرجت لتجد والدها يجلس أمام التلفاز يتصفح جريدة ورقية ووالدتها تحتسي كوب من الشاي وتشاهد مسلسلها المفضل.
_ بابا أنا عايزة أسافر.
قالتها