رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
فقالت بسعادة نوعا ما معنى كلامك ان سهيلة اختى يعنى مينفعش تتجوزها.. صح
أجابها صح.. شوفتى يا ستى مصائب قوم عند قوم فوائد .
زينة ياااه معقول... يعنى أنا بس اللى على زمتك.. مش مصدقة نفسى.
يوسف هو دا كل اللى هامك ف الحكاية كلها.. مفكرتيش سهيلة حالتها ايت دلوقتى!... مفكرتيش تحطى نفسك مكانها... تخيلى لو كنت اتجوزتها هى الاول كان هيبقى احساسك ايه لما تعرفى انك اتحرمتى عليا و انتى بتحبينى و هى بردو بتحبنى.
يوسف بتأثر جالها اڼهيار عصبى اول ما عرفت انى اتجوزتك و اتحجزت ف المستشفى و أبوكى جاتله جلطة و محجوز ف الاوضة اللى جنبها.
زينة پصدمة ينهار اسود... كل دا حصل و انا مش دريانة... دا انا طلع وشى شؤم عليكم يا يوسف.
زينة پصدمة سهام!.. اه يا بنت ال... بقى انتى السبب فى حرمانى من ابويا العمر دا كله.
يوسف المهم يلا.. البسى بسرعة عمى مستنى يشوفك على ڼار.
قالت بتردد انا مش عارفه اقوله ايه و لا اتعامل معاه ازاى.
ابتسمت بحب قائلة حاضر يا حبيبى.. مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه.
قبل باطن كفيها و قال بعشق بالغ انا اللى مش عارف من غيرك كنت عملت ايه.. حياتى بدأت بعد ما عرفتك و حبيتك.
بعدما بدلت ملابسها أخذها بسيارته و انطلق الى المشفى كان ينظر لها يطمئنها بين الحين و الاخر أثناء قيادته للسيارة فهو يشعر بتوترها و قلقها من اللقاء المرتقب.
بعدما غادروا فيلا راشد سليمان و بمجرد وصولهما للملهى قالت سهام لولدها بقلق بالغ اسمع يا جلال احنا معادش لنا قعاد هنا... راشد لما يفوقلنا مش هيسيبنا احنا من بكرة هنعرض الكباريه للبيع.
جلال پصدمة ايه اللى بتقوليه دا ياما.. اومال هناكل منين!
سهام الفلوس اللى هتطلعلنا نشترى بيها شقة فى منطقة بعيدة عن هنا و الفلوس اللى تتبقى نعمل بيها اى مشروع صغير ان شالله حتى دكان بقالة و اهو انت يا حبيبى كلها كام يوم و تستلم شغلك ف الشركة و الاشية هتبقى معدن و كفايانا عك بقى يبنى.. مجالناش من ورا الكباريه دا غير المصاېب.
سهام اهو بقى يبنى لما آن الأوان.
جلال طب انا عارف شمسار هكلمه دلوقتى يشوفلنا مشترى للكباريه و الشقة.
سهام بحماسة طب يلا كلمه... مستنى ايه!
و بالفعل عزموا أمرهم على الانتقال الى شقة اخرى بمكان آخر و الاستغناء عن الملهى الليلى بما فيه.
الخاتمة الجزء الثاني
وصل يوسف و زينة الى المشفى و صعد بها الى حيث غرفة عمه راشد وقفا أمام الغرفة و قبل أن يفتح يوسف الباب استوقفته قائلة استنى يا يوسف...
يوسف بنبرة حانية فى ايه بس يا حبيبة قلبى.
ردت و هى تفرك يديها بتوتر انا مش قادره اتلم على أعصابى.. مش عارفة المفروض اعمل ايه لما اشوفو.
أحاط كتفها بذراعه و ضمھا قليلا الى جانب صدره و طمئنها قائلا مش قولتلك سيبى نفسك و اتصرفى بتلقائية...أراد ان يخرجها من حالة التوتر التى انتابتها
فابتسم بسعادة و هو يقول هيفرح اوى لما يشوفك... هيقول ايه دا معقول القمر دى بنتى.
قهقهت على كلماته الغزلية ثم أمسكت بكفه و قالت برجاء متسيبش ايدى.
رد عليها بنبرة صادقة و هو ينظر لعينيها بعمق عمرى ما هسيبها لو سيبتها نفسى هتوه منى و مش هلاقيها تانى..
زينة و انا أضيع من غيرك يا يوسف.
ابتسم ثم قلب ملامحه للجدية قائلا احنا هنفضل نحب ف بعض و سايبن الراجل الغلبان دا مستنى على ڼار كدا
زينة هههههه.. طب يلا ندخل.
فتح الباب و دلفا ممسكا يكفها فوجد شقيقه جالسا بجوار عمه فنهض من مكانه و قال لهاازيك يا زينة.. انا يحيى اخو يوسف.
أماءت له باحترام قائلة ايوة فاكرة حضرتك.
ضحك على كلامها هههه... حضرتك ايه بقى.. دا احنا طلعنا ولاد عم.
بينما راشد كان يتأملها بتركيز شديد فنطق لا اراديا هدى!
سمعته و هو يردد اسم والدتها فنظرت له بأعين متسعة من التعحب ألهذه الدرجة تشبه والدتها!
حاول ان ينهض من نومته فأسرع اليه يحيى
يساعده على الجلوس فقال لها و قد بدأت عينيه تلتمع بالدموع تعالى يا بنتى.. تعالى يا زينة..انا آسف انا استاهل الحړق انى سيبتك ف وسط الناس دى.
حثها يوسف على الذهاب اليه و هو يدفعها برفق باتجاه عمه فذهبت له فجذبها والدها بضعف الى حضنه و شهقاته قد علت بالبكاء فهو يشعر بتأنيب الضمير و التقصير البالغ تجاهها.
رق قلبها لبكائه و أحست بصدق ندمه فابعدت نفسها عن صدره قليلا و قالت بنبرة صادقة خلاص متعملش ف نفسك كدا... انا مسامحاك دا نصيبنا ان احنا نتفرق عن بعض بس ف الآخر اتجمعنا و الحمد لله.
رد و هو مازال يبكى الحمد لله يابنتى الحمد لله.. ربنا يقدرنى و اعوضك عن سنين الحرمان اللى عيشتيها و...
قاطعته و هى تنظر ليوسف انا فعلا ربنا عوضنى حتى من قبل ماعرف ان ليا أب.. ربنا عوضنى بيوسف احسن هدية من ربنا.
ابتسم الاب بسعادة و راحة ربنا يسعدكو يا بنتى و يديم المحبة بينكم يارب وميحرمنيش من لمتكم حواليا.
رد الجميع فى صوت واحد اللهم امين.
التموا جميعا حول راشد و راح يقص عليهم ما فعله أثناء فترة شبابه و قصته مع والدة زينة انتهاءا بزواجه من والدة سهيلة.
انقضت سهرتهم و أخذ يوسف زينة و انصرف الى الفندق و بقى يحيى مع عمه و بقى رفعت مع سهيلة و انصرفت الجدة الى الفيلا على اتفاق باجتماعهم جميعا فى الصباح الباكر للاطمئنان على سهيلة و مؤازرتها فى محنتها.
فى صباح اليوم التالى...
قام يحيى بمساندة عمه حتى غرفة ابنته و جلس على مقعد مجاور لسريرها و بعد قليل حضر يوسف و زينة والجدة صفية و انتظروا خارج الغرفة.
مر ما يقارب ساعة على انتظارهم حتى بدأت سهيلة تتململ فى نومتها و تهز رأسها يمينا و يسارا بأنين فأسرع اليها أبوها يمسد على شعرها و يطمئنها و يحثها على الاستيقاظ سهيلة حبيبتى.. فوقى يا قلبى انا بابا... انا جنبك يا حبيبتى فوقى.
بدأت تفتح عينيها ببطئ حتى تتكيف مع ضوء الغرفة فوجدت أباها ينظر اليها بقلق و حنان فى آن واحد فقالت بتعب بابا.. انا فين!
الاب ف المستشفى يا حبيبتى... حمد الله على سلامتك يابنتى.
بدأت تتذكر آخر ما مرت به رويدا رويدا فبدأت تعلو شهقاتها و هى تقول يوسف يا بابا.. شوفت عمل فيا ايه
الاب بحزن و الم لاجل ابنته معليش يا حبيبتى.. ملكيش نصيب فيه.. و بكرة ربنا يبعتلك اللى احسن منه.
سكت قليلا ثم استطرد حديثه اهم حاجة مش عايزك تكونى زعلانة منى.. انا السبب فى دا كله.
سهيلة انا مش زعلانة منك يا حبيبى.. انا مش هاحاسبك على غلطة غلطها من قبل ما اتولد حتى و انت اكيد ندمان على الغلطة دى و زى ما حضرتك قولت دا نصيب.
فرح الاب كثيرا لتفهم ابنته لموقفه و مسامحتها له فربت على كتفها بحنان و قبل جبينها قائلا بامتنان ربنا يكملك بعقلك يا بنتى.. انا اسف.. اسف على اللى حصلك بسببى.
سهيلة خلاص يا بابا انسى.
الاب انا هنادى بقى خالك و جدتك و ولاد عمك و اختككلهم برا و عايزين يطمنو عليكى.
ردت بوجه عابس يوسف و زينة لا يا بابا.. يوسف بالذات مش عايزة اشوفو
سكت الاب قليلا فلم يرد ان يضغط عليها و هى ما زالت مصډومة و منجرحة فقال لها براحتك يا بنتى اللى انتى عايزاه.
ثم قام بالتصال على يحيى و أخبره بعدم رغبة سهيلة فى رؤية يوسف و زينة الآن حزن يوسف لذلك و احس بالذنب تجاها و لكنه لبى رغبتها فى الاخير.
بعدما اطمئنوا عليها خرجوا جميعا من غرفتها حتى تأخذ قسطا من الراحة فقال يوسف لعمه بعد اذنك يا عمى انا هدخل لسهيلة.
العم برجاء بلاش دلوقتى يا يوسف.
يوسف انا مش هرتاح غير لما اصالحها.
العم طيب يبنى ادخلها و ربنا يستر بس بلاش تطول عليها.
يوسف حاضر متقلقش.
دخل يوسف اليها وجدها جالسة على
كرسى بالغرفة فعندما رأته قامت منتفضة من مكانها قائلة بعصبية نعم... عايز ايه!
يوسف اهدى يا سهيلة و اسمعيني ارجوكى.
سهيلة اسمعنى انت بقى كويس.. بابا انا مسمحاه لانى مش ربنا عشان احاسبه
على ذنب عمله من سنين بس انت.. لا.. مش مسمحاك.. مش مسامحاك يا يوسف.
يوسف پألم انا مستعد اعمل اى حاجة عشان تسامحينى ايه اللى يرضيكى يا سهيلة و انا اعمله!.. لو عايزانى أطلق زينة أطلقها بس مشوفكيش ف الحالة دى.
سهيلة بحدة تتجوزها تطلقها معادش يفرق معايا... انت انتهيت بالنسبالى.
ارتمت جالسة على التخت بتعب و قالت بصوت متحشرج من البكاء انتهيت بس بعد ايه.. بعد ما دبحتنى پسكينة تلمة بعد ما دوست عليا بجذمتك من غير ذرة شفقة و لا رحمة بعد ما طلعتنى سااابع سما و رميتنى منها لسااابع ارض... امشى... امشى مش عايزة اشوفك تانى...علا صوتها و ازداد صړاخها و هى تقول امشيييييى.
تركها و غادر سريعا كالاعصار حتى لا يرى احد دموعه التى عرفت مجراها بعدما احس بمدى انانيته و ظلمه لها غادر المشفى بأكملها و استقل سيارته الى حيث لا يعلم و هو يبكى كما لم يبكى من قبل.
بينما بقية العائلة اسرعوا بالدخول اليها ماعدا زينة بعدما سمعوا صړاخها به و ذهب يحيى يستدعى الطبيب أعطاها الطبيب حقنة مهدئة و نصح بعدم ازعاجها مرة أخرى و الا ستخرج الحالة عن السيطرة.
بينما زينة كانت تجلس امام الغرفة تبكى بحړقة فظهورها فى حياتهم قد قلبها رأسا على عقب و بالأخص يوسف.
مر يومان تماثل فيهما كل من راشد و سهيلة للشفاء خرجت سهيلة من المشفى و انتقلت لتعيش مع خالها و جدتها بمدينة بنها حتى تتعافى تماما و تستعيد