رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
متحشرج من الصدمة اسمعى يا ألاء.. تعرفى تدخلى دلوقتى تجيبيلي تليفونها!
الاء مش هتعرف تفتحه يا بابا دى قافلاه برقم سرى.
الاب بخيبة أمل و انكسار خلاص يا حبيبتى سبينى انا هتصرف بس متعرفيش حد انك قولتيلى و لا حتى أمك.. ماشى!
الاء حاضر يا بابا.
الاب يحضرلك الخير يا حبيبتي و ربنا يجعلك عوض عن أختك الكبيرة.
فى شركة آل سليمان عند يوسف.....
ما زال على وضعه الى ان طرقت زينة باب مكتبه فأذن لها بالدخول و بمجرد دخولها صاح بها قائلا
أهلا... جيتى برجلك.
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره.
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها! فلم يخطر ببالها ذلك أبدا فأسرعت إليه تترجاه خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة... والله آخر مرة و مش هكررها تانى بس خلينى فى شغلى الله يخليك... انا معدتش اقدر استغنى عنك.... قصدى عن الشغل.. صدقنى اخر مرة.
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت له حاضر... اوعدك مش هتتكرر تانى.
صمت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا تعالى اقعدى.
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و نظرت له بكل عشق الدنيا فى عينيها بينما الاخر ابتسم على تأملها فيه رغم انه كان ينظر فى بعض الاوراق أمامه و لكنه لمحها فتأكد من ظنه بأنها تبادله نفس المشاعر و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة.
الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة.... انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه.... اوكى!
أماءت له بفرحة و قالت ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك.
نظرت له باستفهام بعدم التقطت منه المفتاح فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف.
يوسف هاتيها بس و بعدين هقولك.
نهضت و راحت لتفتحه و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى.
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت الفساتين دى لمين!
يوسف بتأكيد ليكي.
ردت باستغراب بس انا مش بلبس دريسات.
يوسف عارف... جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى .
زينة حاضر.. اتا متشكرة اوى يا مستر على الحاجات الحلوة دى.
يوسف على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب.
تعحب يوسف من ردة فعلها و قال لها ايه اللى بيضحكك اوى كدا!
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فردت قائلة و لا حاجة يا مستر انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب.
قال لها بنبرة هادئة تحمل بين طياتها حب جارف
صدقيني هتبقى أحلى بكتير.. ثم أضاف بدون
وعى انا خاېف لتحلوى أكتر ساعتها هلبسك نقاب.
تدارك نفسه سريعا فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال احمم... براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك.
كانت تستمع له بتركيز شديد و سعادة عارمة فقد تأكدت من حبه لها و رأت ذلك فى لمعة عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها.
فردت عليه بابتسامه حاضر هجربه ان شاء الله.
رد الاخر بابتسامة اوكى... تقدرى تتفضلى دلوقتى.
ردت عن إذنك... كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة فاستجمعت شجاعتها و سألته لا مؤاخذة ف السؤال يعنى... هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك!
نظر لها باستنكار و قال و انتى بتسألى ليه!... أظن دى حاجة متخصكيش.
ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر فى سبب لسؤالها فهى لن تتنازل عن معرفة ماهية هذه الفتاة فقالت احم ... عادى يعنى يا مستر أنا بس استغربت ان حضرتك كنت قاعد معاها و الباب مقفول و دى مش عادتك.
يوسف بمكر بردو ميخصكيش.... بس هريحك عارفك فضولية و لمضة.
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا دى سهيلة بنت عمى و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت.
لم يخبرها بأنه يعاملها كشقيقته حتى يتلاعب بأعصابها و يرى غيرتها التى أحبها.
أما هى فأدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف فكيف سيترك تلك الجميلة و المحجبة و المتعلمة و الراقية و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى فتملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مخټنق بالبكاء ربنا يخليكو لبعض.. عن إذن حضرتك...
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا استنى يا زينة.
فوقفت و هى منكسة الرأس حتى لا يرى عينيها فراح ليقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته انتى بتعيطى!
ارتبكت من لمسته لذقنها ومن قربه الشديد و حاولت أن تبحث عن حجة لبكاءها فقالت بصوت متردد أبدا..ايه ايه مفيش حاجه انا أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك بس مش أكتر.. و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة.
تألم قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع فقال لها بحنان بالغ و نبرة صادقة مش عايز أشوف دموعك تانى... فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من كلماته و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل قائلا أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى... لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك... مټخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح... ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها اتفقنا!
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير سحره الذى ألقاه عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية.
أدرك يوسف صډمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم... انتى أجازة باقى اليوم.
عبس وجهها
و ردت بس انا مش عايزة أروح دلوقتى.
يوسف خلاص براحتك... امشى يلا عشان عندى شغل كتير.
ردت بابتسامة صافية قائلة حاضر.. عن اذن حضرتك
يوسف اتفضلى...
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك فهى أصبحت حبيبته.
الفصول من 2025
الفصل العشرون
فى فيلا راشد سليمان ......
عادت سهيله الى المنزل تشتعل من الغيرة و الڠضب تتوعد و ټلعن فى يوسف فعندما دخلت الى الفيلا وجدت أبيها جالسا فى البهو يتصفح الانترنت من هاتفه فأسرعت اليه و قالت له شوفت يا بابا... يوسف مشغل عنده بنت ف مكتبه... من امتى يا بابا و هو بيشغل عنده بنات
رد عليها والدها فى استغراب غريبة... مقليش حاجة زى دى!!.
سهيلة بعصبية شوفت اهو كمان مخبى علينا كلنا.
رد الاب بعقلانية عادى يا سهيلة تلاقيها بنت غلبانة و لا حاجة و يوسف حب يساعدها... انتى عارفة يوسف بيحب دايما يعمل خير و معروف عنه كدا.
سهيلة بضيق يعنى هى الشركة ضاقت ملاقاش غير بوفيه مكتبه و يشغلها فيه عشان تدخله كل شوية و تشاغله.
انتفض الوالد من مجلسه ورد عليها بحدة و صوت مرتفع سهيلة... احترمى نفسك انتى ازاى تقولى كدا على يوسف! يوسف أعقل من كدا.
ثم انتى بتدخلى ف شغله ليه أصلا.. دى شركته و يعمل فيها اللى هو عايزه.
سهيلة أنا آسفة يا بابا ع اللى قولته بس أصل حضرتك لو كنت شوفتها كنت عذرتينى..... دى..دى حلوة.... و شكلها صغيرة.... و كمان بشعرها و شعرها طويل و حلو و لابسة لبس ضيق... يعنى ڠصب عنه هيبصلها اكيد يعنى.
رد قائلا بردو يوسف مش صغير و هو عارف هو بيعمل ايه!.... انتى مش هتعدلى عليه.
ردت بضيق انا قولتله يمشيها.
رد أبوها بهدوء نوعا ما و انتى مالك... هتفضلى طول عمرك غبية و مچنونة.
زمت شفتيها پغضب و قالت أنا غبية يا بابا... طب انا طالعة اوضتى بقى... مفيش حد فاهمنى ف البيت دا..ثم سارت باتجاه الدرج و هى تقول فينك يا يحيى!... انت الوحيد اللى فاهمنى... ثم دخلت الى غرفتها لتبدل ملابسها.
أنهت زينة دوامها بالشركة و عادت الى غرفتها و أغلقتها ثم نزعت عنها ملابسها و راحت تجرب الملابس التى أحضرها لها يوسف أعجبت كثيرا بالفستانين كما أنها وجدت شكلها بالحجاب أفضل.
و لكن للأسف لن تستطيع أن ترتدى هذه الملابس أمام من يعيشون معها فى ذلك المكان و إلا ستحوم حولها الشكوك خاصة من ناحية جلال و لكنها ستحاول ان ترتديها و تحرص ألا يراها أحد أثناء خروجها فهى تريد أن ترضى يوسف و تسعده.
رن هاتفها برقم على الرفاعى فتأففت و قامت بفتح الخط قائلة بملل أيوة يا على باشا
على فى جديد يا زينة!
ردت بكذب الحال زى
ما هو... دا تقيل أوى يا باشا مش عارفة أدخله منين.
على بضيق لا كدا مينفعش يا زينة... انتى
كدا هتطولى و انا عايزك تخلصى بدرى بدرى قبل ما جلال يخلص تدريباته.
زينة بمراوغة ادينى بحاول اهو يا باشا.
على و قد خطرت له فكرة شيطانية اسمعينى كويس و نفذى اللى هقولك عليه بالحرف.
زينة معاك يا باشا قول.
على بمكر انا عايزك تغيبى عن الشغل يومين تلاتة كدا.
زينة بخضة ليه بس يا باشا!
على و انتى مالك اتخضيتى كدا ليه!... المهم انا عايز أشوف رد فعله على غيابك