رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
فرد عليها بعد قليل من التفكير ...على اسمعى يا زينة .. انا كنت متوقع الطلب دا من يوسف و عامل حسابى كويس عشان كدا مش عايزك تقلقى خالص و سبيلى انا موضوع السى فى دا هجهزهولك و ابعتهولك مع واحد من رجالتى .
زينة باستفهام طب مش تفهمنى يا باشا هتكتب فيه ايه
على بدهاء هكتب فيه إسمك وسنك و عنوانك و المؤهل بتاعك و كل حاجة طلبها منك تكتبيها .
على عنوان الكباريه .
زينة بدهشة يا لهوى يا باشا .. انت كدا عايزه يكشفنى .
على افهمى بس يا زوزة .. انا ﻻزم اكتب كل بياناتك الحقيقية ﻻنه هيبعت حد يتاكد من صحة البيانات دى و..
قاطعته قائلة و لما يعرف انى عايشة ف كباريه هيسيبنى اشتغل عنده كدا عادى !
على ممكن تسمعينى للاخر !
على انتى بقى هستغلى نقطة سكنك ف الكباريه دى لصالحك .. طبعا هتقوليلى ازاى .. هقولك ان انتى هتعملى عليه فيلم عشان تستعطفيه و تصعبى عليه و دا هيخليه يتمسك بشغلك عنده اكتر .
زينة طب افرض بقى ما صعبتش عليه و خاف على سمعته منى و طردنى !
على ﻻ هتصعبى عليه .. مټخافيش مش هيطردك .
ردت عليه بإستغراب و دهشة من تناقضه فى حديثه عن يوسف قائلة و ايه اللى مخليك متأكد كدا يا باشا
لم تقتنع كثيرا بهذا الحديث و لكنها ليس أمامها اﻻ ان تخضع لاوامره فهو مؤلف تلك المسرحية و مخرجها و هى ما عليها اﻻ حفظ دورها و تمثيله بإتقان و براعة .
على بتفكير شيطانى بصى يا ستى .. انتى هتقوليله انك .....
و راح يروى لها ما خطط له آنفا لكى تستعطفه و تستطيع بهذه اﻻكذوبة أن تستكمل لعبتها و هلم جرة .....
فى فيﻻ راشد سليمان ...
صعد الى غرفته بعدما تركه ابن شقيقه و فتح احد ادراج خزانته و اخرج منها قﻻدة قديمة عبارة
مساء بتوقيت لندن ....
وصل يحيى الى المقهى العربى و وقف بالخارج و اخرج هاتفه من جيب بنطاله و اتصل على عمار فرد عليه قائﻻ ايه يحيى .. ليش اتاخرت !
يحيى انا واقف برة قدام الكافيه .. تعالى نقعد على ترابيزة من اللى برا.
عمار باستنكار لك شو هاد يا زلمة بدك نقعد ف هدا البرد برا لحتى نتجمد ... تعا تعا يحيى ﻻ تخاف ما راح تاكلك امنا الغولة .
يحيى بضيق من سخرية صديقه امنا الغولة ايه يا بنى ادم انت .. هو انا هخاف و ﻻ ايه
عمار شو لكان .. يﻻ ادخل انا ناطرك هون .
يحيى انا مش عارف انا مصاحبك على ايه . . انا جايلك اهو..سﻻم.
دلف الى داخل المطعم فوجد ديما جالسة على طاولة صغيرة باحد اركان المقهى ممسكة بهاتفها تتصفحه فحاول ان يتحاشاها ببصره و لكن لسوء الحظ قد رأته فاضطر ان يقترب من طاولتها و أماء لها باحترام قائﻻ بصوت مرتفع قليﻻ و ابتسامة بسيطة مساء الخير انسة ديما ..
أماءت له بوجه خالى تماما من اى تعبير و قالت مسا النور .. ثم اعادت بصرها مرة أخرى للهاتف .
تضايق يحيى من رد فعلها و برودها المستفز و تمتم بصوت خفيض اما انك بنت تنكة بصحيح ... قال مهضومة قال بس اما اشوفك يا عمار .
رآه عمار فلوح له بيديه مناديا باسمه يحيى .. هى انا هون .
رآه فأشار له و توجه ناحيته فقام له عمار و حياه و حلسوا سويا طلب لهما فنجانين من القهوة من زميله عﻻء فأحضر لهما عﻻء القهوة و شرعوا فى تناولها حتى أدار عمار دفة الحديث قائﻻ شو بك يا زلمة شايفتك زعﻻن ..
يحيى بضيق البنت اللى اسمها ديما دى شايفة نفسها اوى تخيل بقولها بكل أدب و ذوق مساء الخير قامت ردت عليا من طراطيف مناخيرها و حطت و شها ف الموبايل تانى .. حاجة آخر قلة ذوق و انت بتقولى كتير مهضومة
عمار هههههههه .. بدك يعنى تعزمك على العشا لحتى تكون مبسوط !
يحيى بضيق عمار و حياة ابوك ما ناقصة تريقة ربنا
قال فإذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها كانت ترد بنفس على اﻻقل بدل ما ترد بتناكة كدا و قلة ذوق .
عمار بحدية صدقتى يحيى اذا بتعرفها عن قرب راح تحس انها كتير مهضومة متل ما قلتلك ديما بنت كتير حبابة بس يا خسارة ما عم بتﻻقى اهتمام ﻻ من امها و ﻻ بيها .
رد عليه بفضول لمعرفة حكايتها إزاى بقى
عمار صفوت بيك ابوها انفصل عن إمها من فترة كبيرة بعدها سافر لهون و فتح ها الكافيه بس ديما فضلت انها تبقى مع والدتها و بعد فترة من الانفصال امها اتعرفت على رجال غنى كتير و تزوجته و انتقلت ديما لحتى تعيش مع امها و زوجها بس صار مشاكل كتير بينها و بين زوج امها بسبب ابنه ياللى كان پيتحرش بها صارت حياتها چحيم بس كانت عم تتحمل ﻻنها ما كان بدها تعيش هون بلندن و كانت بتحب بلدتها كتير و ما كان بدها تتركها بس ابن زوج امها تخطى كل الحدود
يحيى بتأثر عشان كدا اكتر الليالى بتقعد تحرسها و تاخد بالك منها
عمار ايه .. صفوت بيك بيوثق فينى كتير و بعد ما بتخلص دراسة بالجامعة بتيجى لهون تنطره لحتى نسكر الكافيه و يروحو سوا .
يحيى بحزن اممم .. معذورة برضو زمانها پتخاف من جنس الرحالة كله .
عمار ايه مظبوط مابتوثق فى ايا حدا بسهولة . يعنى مش تناكة متل مانك مفكر .
يحيى شكلى كدا اتسرعت ف حكمى عليها .
انتهى حديثهما عن ديما و استكملوا سهرتهما فى مواضيع شتى .
فى منزل بسيط باحدى اﻻحياء الشعبية اﻻ وهو منزل لينا صديقة سهيلة ...
كانت واقفة بالمطبخ منهمكة فى اعداد طعام الغداء و جلى الاوانى و اﻻطباق و أخذت تتمتم بضيق شديد امتى ربنا بتوب عليا من اﻻرف دا و اتجوز واحد متريش كدا يجيبلى خدامة تكنس و تمسح و تطبخ و ف اﻻخر شغلها ميعجبنبش و اتامر و اتنك عليها و اعمل عليها هانم ..اااه يا بختك يا سهيلة عندك خدامة و مبتحطيش ايدك فى حوض المواعين و ﻻ بتغسلى زيى و ﻻ بتطبخى زيى و ﻻ عندك حد يطلع عين اللى خلفوكى زيى و الكل عمال يدلع و يهنن فيكى ااه ياما نفسى يبقى عندى ربع اللى عندك بس و ...
قطع حبل افكارها المسمۏمة صوت والدتها تنادى عليها بصوت مرتفع قائلة لينااا .. بت يا لينا اه يا لينا الكلب .. اعمل فيها ايه البت دى عمرها ما ردت عليا من اول ندهة ..بت يا زفتة .
خرجت من المطبخ و يديها مملؤة برغوة الصابون وردت بعصبية قائلة عايزة ايه يا ولية .. هو انتى مفيش على لسانك اﻻ يا لينا يا لينا ربنا ياخد لينا عشان ترتاحى .
اﻻم يوه !!.. ينيلك يا مقصوفة الرقبة يا بت دا انا امك و ربنا مش مرات ابوكى .
لينا عايزة ايه يااما خلصينى .
اﻻم ابوكى اتصل بيا و انتى ف المطبخ بيقولى تعملى حسابك ف غدا محترم كدا للضيوف اللى جايين بكرة .
لينا ضيوف مين دول ان شاء الله !!
اﻻم اﻻسطى مصطفى و الحاجة امه جايين يشوفوكى و ان تم المراد هنقرا فاتحة علطول .
صدمت لينا من كﻻم و الدتها و ضړبت بكغها اﻻيمن على صدرها و قالت يا لهوى .. اﻻسطى مصطفى النجار يااما .. بقا دى اخرتها دا انا واخدة اعلى شهادة جامعية و تيجو ف اﻻخر تجوزونى لحتة نجار بيفك الخط بالعافية . . و انا اللى كان نفسى ف خدامة تخدمنى اشتغل انا خدامه عنده و عند امه ! اﻻم فشرتى دا اﻻسطى مصطفى معاه دبلوم صنايع و عنده ورشة ملكه و كسيب
يقدر يفتح بدل البيت تﻻتة . بتتبترى على ايه يا
بنت عنايات انتى فاكرة نفسك عايشة ف جاردن سيتى ! .. الله يسامحه ابوكى اقولة بﻻش كلية احنا مش قد الكليات و خليها تاخد دبلوم و خﻻص زى بقية بنات الحتة يقولى ﻻ البت شاطرة و هدخلها كلية عشان