ساكن الضريح ميادة مأمون
كلما اقبل عليها الليل زاد معه الظلام بداخل الشقة.
هي حقا مړتعبة بدء جسدها ينتفض من الخۏف تارة و من البرد تاره أخرى و ذلك لأنها فتحت باب الشرفه الرئيسية و جلست بها حتى تستأنس بنور القمر.
ليس بيدها حيلة الان الا ان تبعث له بعض الرسائل عبر السوشال ميديا و كانت بداية رسائله
رسالة اعتذار عما تفوهت به.
انا اسفه حقك عليا عارفة اني ماكنش ينفع اقول حاجه زي دي او اتدخل في حاجه ماتخصنيش من أصله بس و حياة خالتو عندك ترجع انا بجد هاموت من الخۏف.
مالك عشان خاطري والنبي تيجي بقى النور مقطوع و انا مړعوبه و بردانه من قعدتي في البلكونه تعالي بقى انا خاېفة يا مالك.
الرسالة الثالثة وكانت رسالة يأس.
لا هخاف منك تاني بس ارجع بقى انا تعبانه و شكلي اخدت برد بطني عماله توجعني تعالي بقى و لا حتى رد عليا يا مالك...
الرسالة الاخيرة
الحقني يا مالك انا الڼزيف رجعلي تاني انا حاسه ان روحي بتتسحب مني رد عليا بقى....
في هذا البرد القارص بدئت شذي تتعرق و ينتفض جسدها أثر تلك الحمى التي تملكت منها.
و ما زاد من سوء حالتها تلك الاريكة الصغيره التي تتكور عليها.
قضى ليلته بالكامل داخل غرفة العمليات شغل نفسه بمداوة قلوب مرضاه و ترك چرح قلبه هو ېنزف أثر تلك الذكري المؤلمة التي زكرته بها فتاته الصغيرة العنيدة.
ام هو فعلا كما قالت عليه فقط يريد الاڼتقام لنفسه و لرجولته من حبيبته الأولى متخيلها في اي أنثى.
اللي واخد عقلك يا دوك.
قالها الطبيب الشاب حسام صديقه الوحيد.
مالك و هو جالس على مقعده خلف مكتب مدير المستشفى
عادي يعني انا قولت اريح شويه بس قبل ما ادخل العمليات تاني.
تدخل تاني انت لسه ماتهدتش يا مالك عملت تلات عمليات قلب مفتوح و لسه عايز تدخل تاني انا قولت هاخرج القيك روحت و لا حتى نايم.
قول اعوذ برب الفلق يا اخي امسك الخشب انا كده مش هالحق اروح اصلا.
حسام بريبة في أمره
مالك انت فيك حاجه مش طبيعية من ساعة ما جيت امبارح.
و انت قافل تليفونك و مش راحم نفسك في الشغل ما تقول فيك ايه يا بني و تريحني.
معه عن شئ خاص جدا بالنسبة له
مافيش يا حسام انا بس كنت حاسس اني مقصر في شغلي عشان كده حبيت اهتم شويه.
ماتنساش ان المؤتمر قرب و مش هبقي موجود فتره كبيره.
تمام قافل تليفونك ليه بقى.
عادي يا بني كنت هافتحه ولا هاخده معايا ليه و انا داخل العمليات.
لاء اطمن يا اخويا احنا لسه مأخدناش على بعض للدرجه دي و ادي يا سيدي التليفون اهو اتفتح عشان اثبتلك ان مافيش حاجه من دي اصلا.
بمجرد ان انار هاتفه لم يخمد رانين الرسائل واشعارات المكالمات التي اتته.
لتتملك من صديقه نوبه من الضحك وهو يشير عليه بأصبعه
مالك پغضب
خمسة وتلاتين مكالمة تليفون يا جبارة و ايه كمية الرسايل دي فتحها قاصدا قرائتها بلا مبالاه.
و لكن مع قرائتها بدئت ملامح وجهه تتغير من الجمود الي الخۏف في غضون لحظات كان يقف و يتجه الي المرحاض الخاص بمكتبه قاصدا تبديل ملابسه و في ظرف ثواني كان بالخارج.
حسام مندهشا من تحوله هذا
الله انت مش قولت انك هتدخل العمليات تاني هاتمشي و لا ايه
مالك و هو يأخذ هاتفه و مفتاح سيارته و يرحل سريعا
مش هاقدر اعمل العملية دي ادخل انت بدالي شذي تعبانه و لازم اروح دلوقتي.
نأجلها و اجي معاك.
لاء هاخد رانيا هي هاتنفعني عنك دلوقتي كلمها وخليها تحصلني على الجراچ سلام بقى.
سلام ربنا معاك ابقى طمني طيب.
كانت تجلس بجانبه داخل السيارة منفزعه من سرعته الفائقه تكاد تكزم بأنه سيرتطم بأحدي السيارات بين اللحظه و الأخرى.
رانيا پخوف و حيرة في نفس الوقت
نالله احنا مش رايحين الحسين اي اللي طلعك على الكورنيش.
مالك متحفزا وهو يعاود الاتصال بها
عشان احنا نقلنا في شقتي امبارح.
طب ما تهدي السرعه و تسيب الموبايل من ايدك يا عم كده مش هنلحق نوصل.
مالك پخوف واضح عليه
انا عايز الحقها هي يا ريتني ما نقلتها و سبتها لوحدها و نزلت ازاي قدرت اعمل فيها كده.
عملت ايه يا مالك هو الڼزيف ده من ايه بالظبط اوعي تكون...
مالك معنفا اياها نافيا ما تظنه به
اخرسي يا رانيا لاء طبعا اللي في دماغك ده ماحصلش.
ليتوقف بالسياره أخيرا و يجرو داخل البرج السكني سريعا ليصعد إليها راجيا من الله بألا يكون قد أصابها مكروه
فتح الباب على مصرعيه و دلف اليها كاطفل مړتعب يبحث عن امه.
مالك بصوت جهور
شذييييييي انتي فين ردي عليا شذي....
بالطبع قادته قدماه الي مكانها حيث انها اعلمته في رسائلها انها مقيمة بالشرفه.
وأخيرا ما وجدها و بقلب مفطور عليها حمل جسدها المتشنج بين يديه ودلف بها للداخل.
لتصرخ رانيا من هول ما رائت
يا خبر اسود دي پتنزف يا مالك.
مالك بجديه وهو يتجه بها نحو المرحاض
حرارتها عاليا جدا يا رانيا شنطة هدومها جوه في اوضة النوم افتحيها
و حضرليلي منها لبس نضيف لحد ما احاول انزل الحراره دي بالمايه البارده شويه و اغسلها
رانيا بدون تردد
حاضر حاضر
انا بحبك اوي يا ابيه.
فتحت عيناها لتغرقه مثل كل مره في بحرها.
مالك مسحور بها و بكلمتها
قولتي ايه يا شذى قوليها تاني.
شذي بدون وعي
اوعي تسيبني تاني انا انا...
مالك پجنون يريد أن تقولها
قوليها يا شذى انتي ايه قوليها يا حبيبتي.
انا خاېفه
منهم كلهم طمعانين فيا احميني منهم انا.....
لقد غشي عليها مره ثانيه وتجهم وجهه أثر كلامها اغلق صنبور المياه سحب مأزر الاستحمام الخاص به والبسه لها مغلقه عليها بأحكام ليحملها و يخرج بها متجه إلى غرفة النوم.
وجد رانيا تنتظره بها.
سيبها يا مالك وغير هدومك انت وانا هلبسها.
مالك بجمود
لاء معلش انا هلبسها و اغير هدومي شوفي انتي العلاج اللي هتحتاجه عشان يوقف الڼزيف ده و انا هانزل اجيبه ليها هو و الحاجات اللي لازمها كلها.
و ابقي خليكي انتي معاها مش عايزك تبلغي امي بحاجه يا رانيا.
اندهشت رانيا من تقلبه هذا ضمت حاجبيها معبره عن عدم فهمها.
أهذا الذي كان منذ قليل متلهفا لرؤيتها الان يتحدث بهذا البرود.
أهذا الذي كان يدعو الله بألا يصيبها مكروه.
حقا ان الرجل متقلب المزاج مثله مثل ثمرة الطماطم يوم بالطالع و يوم بالنازل.
فتحت عيناها شعرت پألم مپرح يسري بين كل ثنايا جسدها العرق يمطر وجهها.
مهلا هذا ليس بعرق! انها مياه مثلجة تقطر من تلك المنشفة الصغيرة الموضوعه على جبهتها.
و قبل ان تفتح عيناها استمعت الي صوته القوي يأتي الي اذنيها من اعلى رأسها ليقابله صوت انثوي ملتصق بها مباشرة.
مالك و هو يرشق سن الحقنه في زجاجة المحلول
كان المفروض تكون فاقت دلوقتي مش راضية تفوق ليه.
رانيا و هي تبدل المنشفة المبللة
اصبر شوية يا مالك اهي الحمد لله حرارتها نزلت والعلاج بدء يعمل مفعول في جسمها.
مالك و هو يتحسس جبهتها
المهم الڼزيف ده يقف بقى
حين شعرت بأقترابه فرت دمعه من إحدى عيناها على وجنتها و فتحتها ببطئ.
ليجففها لها بأبهامه سريعا و هو يجسو بجانب وجهها قبل أن تلاحظها صديقته.
مالك بهدوء
شذي انتي سمعاني خلاص فوقتي ماتخفيش انتي بقيتي كويسة.
قابلت هدوئه و لمسة أصبعه بسيل وفير يفيض من بحرها.
شذي و هي تهز رأسها بالنفي
لأ انا مش كويسة و انت السبب.
سيبتني لوحدي ليه ازاي جالك قلب تقعدني في الضلمة طول الليل كده!!
مالك و هو يبرر موقفه لكن تحول هدوءه الي جمود
اكيد ماكنتش اقصد حاجه زي دي انا نسيت اصلا ارفع مفاتيح الكهربا.
شذي پبكاء حار
انا اتصلت بيك كتير و بعت ليك رسايل و اعتذرتلك و انت حتى مافكرتش ترد عليا مره واحده و لا تقرأ راسايلي ليك.
مالك بهجوم و صوت مرتفع
انا من ساعة ما وصلت المستشفى امبارح و انا قافل موبايلي لاني انشغلت في كذا عمليه و انتي عارفه انا سيبتك و نزلت ليه.
تدخلت رانيا
بالحديث المحتد بينهم محاولة تهدئتهم و هي تساعدها على الاعتدال حتى تجلس قليلا.
استهدو بالله يا جماعه و الله دي بينها عين و صابتكم انتو اكيد اتحسدتو.
انزلق الغطاء من عليها قليلا و التفتت الي رانيا ثم نظرت امامها بعين دامعه وشهقات عاليه كعادتها لترى نفسها في مرأة السراحه كبيرة الحجم.
لتتفاجئ بأنها قد بدلت ملابسها الي منامه شتوية ثقيلة و شعرها ملموم بأكمله كذيل حصان عربي جميل و كثيف جدا.
استدارت بوجهها لرنيا بخجل متمنيه الا يكون هو من فعلها
مين اللي بدلي هدومي.
رانيا واضعه كفها بحنان على وجنتها
ماتكسفيش اوي كده انا ماشوفتش حاجه دا جوزك هو اللي بدلها ليكي و سرحلك شعرك كمان.
و دلوقتي بقى لازم تاكلي انا عملتلك شوية شوربة خضار و فرخه مسلوقه هاروح اجبلك الاكل و اجي علطول ثم ذهبت و تركتهم وحدهم.
احنت رأسها بخجل و ازدادت دموعها تحاول الا تتواجه معه.
ابتسم هو من داخله على خجلها و جلس مقابلها محاولا إشعال نيران الغيظ منه بداخلها.
علي فكره انتي ماكنتيش في وضع يخليني اركز في حاجه انا لو كنت مركز كان
اخرج بره انا مش مسامحاك على اللي عملته ده.
مالك رافعا حاجبه الأيمن مقربا فمه من اذنيها
و لا انا كمان مسامحك.
بس قوليلي هاتتعبي تاني امتى
و بعدها البسك تاني و كأنك بنتي مش مراتي يا شذي
شذي و قد ذادت حمرة وجهها من أثر كلماته محاولة الإبتعاد عنه لا تعلم اذا كان هذا خجل ام خوف.
اخرج لو سمحت ابعد عني و اخرج.
اندهش من ردها هذا و ابتعد عنها واقفا و اومئ برأسه.
و كأنه يؤكد داخله شيئا ثم اتجه سريعا تاركها وحدها بالغرفة.
و عند خروجه في الرواق تقابل مع صديقته
بوجه محتد.
الله مالك خارج وشك مقلوب كده.
سايب مراتك تعبانه ورايح على فين
مالك وهو يتركها و يرحل
هاصلي الظهر عندك مانع انتي كمان.
رانيا بړعب منه
لالالاء ابدا اتفضل حضرتك حرما مقدما
لتتجه الي
داخل الغرفه وتجلس بجانب تلك الباكيه تحاول أن تطعمها بيدها.
يلا يا حبيبتي لازم تاكلي عشان تعوضي الډم اللي نزفتيه ده.
شذي بنحيب
لاء مش عايزة مش عايزة حاجه ابدا.
شذي مش شايفة انك مصعبه الأمور عليكي و عليه اوي.
هو يعني يأما يمشي الي في دماغه يأما ابقى بصعب الأمور.
رانيا مؤكدة
اه طبعا دا الطبيعي الرجالة كلهم كده.
يا سلام