الأحد 24 نوفمبر 2024

عڈاب قسوته بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


رأيك 
لم يجيبها فنظرت إليه بأستغراب لتجده يسدد النظر إليها فارتبكت للغاية لټضرب بيديها المكتب بطرقات خفيفة لينتبه لها أكتفي ببسمة هادئة قائلا بنظرات لا تفارقها_ برافو يا بطوطة بكرا إن شاء الله فى المحكمة نقدر نتكلم فى التفاصيل دى يمكن نقدر نوصل لنتيجة مرضية .
أشارت له بخوف_يارب أنا متفائلة خير .

أنهت ريهام ترتيب المنزل وإعداد بعض الطعام وحفظه فى البراد لوالدها المړيض ثم توجهت إلى مقعده قائلة ببسمة ساحرة_ اى حاجة تانية اعملها قبل ما أمشى يا بابا.. 
تطلع لها بحنان _ لا يا بنتى كتر خيرك تعبتى نفسك .
أجابته بحزن مصطنع_متقلش كده يا حبيبى تعبك راحة.
ربت على كتفيها بحنان _ طيب يلا عشان الحاجة زينب متقلقش عليك.
ريها م بمداعبة_هو أنت ليه عايز تطرئنى متكنش مستني موزة حلوة تجيلك .
تعالت ضحكاته بعدم تصديق_ هو انت بتاع الكلام ده انا معرفش غير موزتين في حياتي امك الله يرحمها وأنت وربنا يباركلك لي فيك يارب ويعوضك خير وتشدي حيلك كده وتجبيلي بيبي صغنون كدا أفرح بيه .
اومئت رأسها بحزن فوالدها لا يعلم إنها بالرغم من زواجها مرتين إلا إنها مازالت عذراء فالأول مريض والأخرى متحجر القلب فيا لحظها العسير... 
غادرت البناية التى يقطن بها والدها فتصنمت محلها حينما رأته أمام عيناها تراجعت للخلف خوفا من بطشه المعتاد فأقترب منها طلعت بسخرية_عدي يا حلوة مټخافيش الحساب مش معاده دلوقتي الحساب جاي.. 
وتعالت ضحكاته المخيفة للغاية لتتمسك على ذاتها وتغادر من أمام عيناه ولكن شعرت من كلماته بالقلق وأحست بأن هناك ما يخفيه فدعت الله أن ينجيها منه فكفى ما نالته منه فأسرعت بالتوجه لمنزلها فربما لا تعلم ما يعده لها فريد فما يفصلها عنه هي بضعة ساعات بعدما تأجلت رحلته لأسباب متعلقة بالطيران ولكن ترى هل ستتقبل بكونها ضحېة للمرة الثالثة!!! 
صباح اليوم التالى توجه حسام للمحكمة فوقف ينتظرها بعد أن أمرها بأحضار الملف من مكتبه قبل أن تتبعه إلى المحكمة .
بحثت فاطمة عن الملف كثيرا ولكن للاسف لم تجده فحدثت ذاتها بأرتباك_هيكون راح فين يعني أنا شيفاه بعينى بيحطه فى درج المكتب 
ثم قامت بالبحث مرة أخرى ولكنه لم تجده فأستسلمت للأمر الواقع وخرجت لتلحق به سريعا حتى تخبره بما حدث تابعت منى خروجها من المكتب قائلة بسخرية_ أستلقى وعدك بقى .
أسرعت فاطمة إلى المحكمة فما أن رأها حسام حتى إقترب منها قائلا بضيق_أيه اللي أخرك كده الجلسة خلاص هتبدأ كمان خمس دقايق .. 
كادت بالحديث فقطعها بضيق_ مش مهم
هاتي الملف عشان مفيش وقت... 
إستحوذ عليها الأرتباك حتى كادت بالتعثر فقال بأستغراب_ فين الملف 
قالت بتلعثم_ الملف مش موجود بمكتب حضرتك.. 
تطلع لها پصدمة ثم صاح پغضب _أزاي مش موجود أنت هتهزري 
إبتلعت كلماتها بړعب فيكفي رؤيته بهذا الوجه الغاضب ولأول مرة فشعرت كأنها من إرتكبت الجرم ولكن ترى ما المخبئ لها...
قلوب عانت من قسۏة القدر ومصيرها محتوم بآلام ولكن ماذا لو كان هناك خيط خفي بينها وبين الواقع.
______
عذاب_قسوته... 
الفصل_السادس.... 
إقتربت منه قائلة بهدوء معاكس للخوف الذي يفتك بها_ .إهدى أرجوك الإنفعال مش هو الحل لازم نفكر بهدوء عشان نشوف هنعمل أيه 
خرجت الأمور عن سيطرته فقال پغضب ساخر_ هدوء! أنت عارفة ملف زى ده يضيع يعنى إيه 
يعنى سمعة سنين كتيرة عملناها أنا
وفريد بمجهودنا وتعبنا هتضيع فى ثواني مش بس كده صديق عمرنا اللي رقبته متعلقة فى إيدينا ووثق فينا هنقوله إيه دلوقتي 
أجابته بدموع فشلت بكبتها _مهو مش بمزاج حضرتك ولا كنت مدبر أن دا يحصل. 
زفر پغضب ليس له مثيل فلأول مرة يتعرض لمثل هذا الموقف ولكنه واثق بأن هناك خطأ ما فقال بذهول _بس أنت متأكدة أني حاطه بإيدى فى درج مكتبي. 
أجابته فاطمة بأسف_أنا دورت فى كل مكان كذا مرة والملف مالوش وجود
ردد پصدمة يرفض عقله إستيعابها_معقول يكون أتسرق 
قالت بتعجب شكل على ملامح وجهها الرقيق _بس المكتب عادى جدا مرتب زى مهو ومفيش أثر لأقتحام أو اي شيء غريب...
شتت ذهنه فشعر بأن عقله على وشك الانفجار من التفكير أقتربت منه بتردد ولكنه بحاجة للنصحية فقالت ببسمة هادئة_حاول تهدى كدا وتردد الدعاء ده صدقني ليه مفعول سحر لما بتضيع منى حاجة 
اللهم راد الضال وهادي الضال اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطاياك وفضلك. 
رمقها بنظرة متفحصة مطولة فلوهلة كان يتطلع لها بنظرة إتهام لكن الأن ثقتها بالله عز وجل وإيمانها جعله يتراجع عن فكره المخيف محاولا إيجاد مخرج من هذه الکاړثة فقال بفكر صوته مرتفع_مفيش أثر لأقتحام! رلا كركبة يعنى مفهومة اللي أخد الملف شخص من المكتب طيب ليه ولصالح مين! 
إقتربت منهفاطمة بنظرة ثاقبة_مهو لمين دى لوحدها هتحل لغز القضية وكفيلة لوحدها تخرج زين العابد من غير دفاع .
إبتسم بمكر حينما إتضاحت له بعض الخيوط_برافو عليكي يا بطوطة غابت عنى فين دى ثم قال بخبث لسماعها تقص له المزيد من حديثها الشغوف _طب وجلسة النهاردة هنعمل فيها أيه يا متر 
أخفت فاطمة بسمتها بصعوبة فأكملت بثبات_ مفيش غير حل واحد أن حضرتك تطلب تأجيل لغاية منعرف الملف فين وطبعا مينفعش تصرح أن الملف اختفى وبالأخص لصاحب القضية.. 
أشار لها بأقتناع مرددا بأيمان_ ربنا يدبر الامر.
رفعت الهاتف قائلة پخوف ينبع برجفة صوتها_انا قلقانة أوى يا باشا لو حسام باشا عرف إنى أخدت الملف هيقطع عيشي وأنا محتاجة للشغل .
أجابها فؤاد بغضب_هيعرف منين أنت مش عطلتى الكاميرات المراقبة 
قالت منى بتأكيد_ايوا
يبقى خلاص مفيش داعى للقلق .
_ولو قدر يوصل إني انا اللي أخدت الملف.. 
مش هيحصل ولو حصل يبقى زى منبهتك إسمي لو جي فى الموضوع هيكون أخر يوم فى حياتك وبعدين أنت معاك مبلغ يعيشك ملكة يعني أسطوانة الشغل دي قديمة أوي... 
أجابته بخوف_مش هجيب سيرتك أبدا.
صاح بحدة_ويفضل متتصليش بيا تاني الفترة دي... 
وأغلق الهاتف بوجهها دون أن يستمع للمزيد سجلت منى المحادثة كدليل إدانة حتى لا يتخلى عنها إذا علم أحدا بالأمر.
بمنزل حسام 
فتش بكل ركنا بمنزله عن الملف فلم يعثر عليه فجلس على المقعد الذي يتوسط الليفنج بأهمال شتت عقله بالفكر بعدما فتش بمكتبه ومنزله فلمعت كلمة فاطمة بعقله بأنه سرق من المكتب طاف به الفكر على الأشخاص الذين يعملون معه ولكن حقيقة ما لمعت أمام عيناه بأنهم بمكتبه منذ أعوام ولم يحدث لتلك السابقة بالحدث!!.... 
دق هاتفه ليعلن عن رفيق الدرب جذبه حسام بأرتباك مما سيخبره به تبادلوا السلام فيما بينهما إلى أن شرع فريد بالحديث عن القضية قائلا بأهتمام_عملت أيه في قضية زين 
جاهد للحديث إلى أن خرج صوته بثبات _للأسف الملف أتسرق من المكتب والقضية أتأجلت لفترة بس طلعت زين بكفالة لغاية مشوف هعمل أيه 
صاح پغضب لا مثيل له_ أتسرق يعني أيه أجابه بهدوء_معرفش ومفيش أى دليل للأقتحام شاكك إن اللي اخده من جوا المكتب .
فريد بعصبية_معندك كاميرات مراقبة متشوف إيه اللي حصل 
حسام بضيق_الكاميرات إتقفلت لمدة عشر دقايق ورجعت تاني ودا بيثبت كلامي أن اللي أخده من جوا المكتب وعارف كل كبيرة وصغيرة خاصة بينا. 
زفر فريد بغضب_أنا مش عارف هلاقيها منين ولا منين إستغفر الله العظيم .
أجابه حسام بلهفة_ هو حصل حاجة عندك كمان 
فريد بقهر_خلينا بس فى موضوع الملف حاول تراقب كويس الموظفين اللي عندنا ولو شكيت فى حد قولي أنا كلها ساعات وهكون بمصر وهتصرف بالموضوع بإذن الله .
أجابه بشك تربع على وفد الذهول_ بالسرعة دي!! مش قلت محتاج
وقت تقعد مع نفسك 
ليكمل بخبث _ولا شكل ريهام وحشتك إعترف بقى وإنجز
صاح بصوت ممېت يحمل بين أحضانه طيات الڠضب المميت_ أنا محبتش ولا هحب غير حد غير ليان وقولتلك ألف مرة إنها موجودة عشان البنت وبس.
قال مسرعا ليمتص غضبه_ طيب خلاص هدى نفسك بس يعني حتى لو محبتهاش متظلمهاش معاك وعاملها بالحسنى دي مهما كان مراتك وليها حق عليك 
أغلق الهاتف بوجهه پغضب حتى لا يستمع للمزيد من نصائحه التي تزيد من غضبه ليحدث ذاته بوعيد _دى مجرد حيوانة وأنا هعرف أتصرف مع الاشكال الژبالة اللي زيها كويس بس أوصلها بس.. 
إحتسى طلعت كأس الخمر ثم قام برميه على الحائط من شدة غضبه لېتحطم لجزيئات من الشظايا الحادة ليصيح پغضب فتاك_هو فى إيه يعنى بعت للراجل المحامى صور المحروسة مع ابن عمها وقلت ھيقتلها ولا هيرميها عشان أتشفى فيها زي ما أجبرتني أطلقها بس مفيش أي رد فعل!!.. 
صمت برهة ليصيح پصدمة ومعالم الدهشة تكتسح ملامحه_هو ممكن يكون مصدقش الصور.. 
رد على ذاته بأقتناع_لا مش معقول يكون غبي كدا دا محامي عقر وعارف الصور الحقيقة من المتفبركة طيب ممكن يكون سامحها وتعبي راح على الفاضي!!.. 
زفر پغضب _مش عارف أنتقم منها إزاى دي ولا أعمل إيه أكتر من اللي عملته ! 
على مقعد الطائرة المتوجهة للقاهرة غفل فريد على مقعده فأنكمشت ملامحه بضجر كأنه يرى مناما مزعج للغاية... 
رأى ريهام تكاد تسقط فى بئر عميق وتصرخ پخوف مشيرة له بأن ينقذها فرفض وإكتفى بالتطلع لها بعينان تملاؤها الڠضب والحزن معاوفجأة رأى ليان تنقذها في الوهلة الأخيرة ثم أخذت بيديها وساروا معا نحو السراب .
قام فريد من نومه والعرق يتصبب بغزارة على جبينه ليتردد ذلك الحلم الغريب بباله طوال الطريق... 
كانت فاطمة شاردة للغاية فيما حدث فخشيت أن يعتقد حسام بأنها خلف إختفاء الملف وخاصة انها تعمل بفترة قريبه للغاية دعت الله بأن يلهمه للوصول لمن فعلها حتى لا تصبح في وضع شك... 
بمنزل فريد 
كانت تلاعب عهد حينما وجدته يفتح الباب ليطل بطالته الثابتة التي تليق به إتسعت عيناها بعدم تصديق بأنه عاد مبكرا فهرولت إليه بأبتسامة ساحرة والفرحة تسبقها بالحديث_ إيه المفأجاة الحلوة دى .. 
وكادت أن تحتضنه ولكنها فوجئت به يبعدها عنه بيديه وبنظرات صارمة من عينيه جعلتها تتراجع للخلل پصدمة وقهر فقد ظنت إنه فى لحظاتهما الأخيرة قد تغير وربما أيضا قد بدء فى حبها مثلما تعشقه إتجه إلى الفراش الذي يحمل صغيرته فأحتضنها بمعالم وجهه الغامضة. 
_ حمدلله على السلامة يا حبيبى.. 
قالتها والدته بعدما ولجت للداخل ببسمة سعادة إستدار ليكون أمام عيناها فال بوهن_الله يسلمك يا ست الكل.
أجابته بأستغراب حينما تأملت ملامح وجهه بتمعن_ مالك يا فريد شكلك تعبان كدا وميطمنش! 
أجابها بثبات _مفيش يا ماما مرهق شوية بس من السفر. 
تطلعت له بتفهم ثم أشارت بيدها لريهام _وصلى جوزك يا حبيبتي وحضريله الحمام عشان
يستريح من السفر وينام شوية .
أومئت ريهام برأسها بالموافقة ولكن اوقفها بحدة_لا خليك أنا مش عيل صغير بعرف أحضر لنفسى كل حاجة ومش محتاج حد معايا.
شعرت بالحرج الشديد من طريقته ولهجته المريربة فشعرت وكأن دلو من الماء البارد
 

انت في الصفحة 6 من 11 صفحات