رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي
اللي هي بتحارب عشانه
هتفت بحزن
هتقدر بنتك الكبيرة تبعد عنك هتتحمل تكون أنت في بلد وهي في بلد
ماهو أكيد مش هتقضي حياتها رايح جاي على الشغل اكيد هتحتاح تسكن
هناك جنب شغلها وماتنساش انها بنت يا فاروق وماينفعش تعيش هناك لوحدها
أجابها بهدوء
ومين قالك بس أن هقبل بنتي تبعد عني وكمان تعيش لوحدها أنا بحاول
افكر في كل الابعاد وعشان كده يهمني مصلحة بناتي مش هتسرع في
اتخاذ القرار دلوقتي محتاج افكر بهدوء ايه ممكن نعمله ومايعرضش
مصلحه حياة
الفصل الرابع
ابتسم سليم بهدوء بعدما أخبره شاكر بما يريد أن يسمعه
قرار الانفصال عن أسر مهما حدث
همس داخله براحه بال
أسر السعدني لا يمكن يتهد
وهعمل المستحيل عشان تفضل قوي وواقف علي رجلك يا حبيبي لحد لم اموت
هتف سليم بدهشه
أسر ايه جابك الشركة وانت تعبان أنا كنت لسه هكلمك
جلس أمامه وهو يزفر انفاسه بضيق ثم قال بصوت يأس
أنا قررت أسيب نور كفايه أوي اللي حصل امبارح
ايه الجنان ده أسر مش عاوزك تتكسر طول ماانا علي وش الدنيا مفهوم
ثم سحب مقعده المتحرك وسار به الي حيث يجلس أسر مد ذراعيه
الساخنه التي سقطت علي كتف سليم وشعر بها فشدد بقوه في احتضانه
وهمس بصوته الحاني
أسر السعدني مافيش بنت تهزة بالشكل ده
موجوع اوي يا سليم البنت اللي حبتها واختارتها تكون شريكه حياتي
بحسها بعيده عني باميال رغم وجودها في حضڼي بتوجع من نظراتها
مش بشوف في عينيها غير نظره شفقه عطف مش حب ابدا وبعد
كلامها امبارح انا هدوس علي قلبي اللي حبها وهشتري نفسي وكرامتي
مش هقبل أجبرها أنها تكمل حياتها معايا انا دلوقتي فهمت ليه هي قررت
من الاول ليه وافقت علي الجواز مني ليه
ربت على أرجله ونظر له بحب قائلا
حبيب اخوك اللي ماليش غيره اخ وابن وسند في الدنيا ليه تتوجع ولا
تتكسر عشان بنت حبتها لا يا أسر انت اقوي من كده بكتير بص لاخوك
وشوف بنفسك انا رغم اللي انا فيه لسه مكمل في حياتي ومكمل في شغل
بابا واسم السعدني بيكبر مش يأست وصعفت وقعدت في البيت
صړخ به منفعلا
لا موقف حياتك يا سليم قافل علي قلبك وحابس بنفسك في الكرسي
اللي انت قاعد عليه تقدر تقولي ليه رافض الجواز وانك تعيش زي كلنا
ازاي وانت كده
فاق من نوبه غضبه وهتف معتذرا
سليم انا اسف مش قصدي احسسك بعجزك لأن مش شايفه اصلا لكن شايفك وحاسس بيك كراجل من حقه يعيش ويكمل حياته وياخد منها كل حاجه حلوه
ابتسم له بحب وقال
مش زعلان منك يا حبيبي انت قولت اللي انت شايفه بس انا مش
رافض الجواز انا مش لاقي اللي هتتحملني بظروفي ومش هتجوز
واحده تبص معايا كام رصيد في البنك وامتلك ايه وتنسي تبص للشخص
نفسه
تيجي نسافر سوا وانت كمان تتعرض علي دكتور هناك يمكن في أمل انك تقف علي رجلك من تاني
هو الامل في ربنا كبير طبعا بس انا صعب ارجع زي الاول المهم خلينا
فيك انت ايه رأيك سراج يسافر معاك بس ماتاخدش قرار في حياتك مع
نور غير لم ترجع بالسلامه وعايزك مش تتسرع في قرارك اللي هتخده
اديها فرصه ثانيه او اعتبرها فرصه اخيره هتكمل حياتك معاها أو من غيرها
وفكر هل انت مستعد تبعد عنها وتخرجها من حياتك للابد ولا بتحبها ومش
قادر كل دي ابعاد لازم تفكر فيها وهتلاقي اجابتها عندك انت وبس ولازم
تعرف أن معاك في اي قرار هتاخده ويسعدك
تمام يا حبيبي هدي نفسي فرصه افكر بهدوء وابعد عن هنا ولم ارجع من السفر أن شاء الله يكون لينا كلام تاني مع بعض
ابتسم له بحب وقال
ايوه كده ده أخويا اللي انا أعرفه ايه رأيك بقا تروح مكتب سراج وتتفقو
مع بعض علي السفر وانا هنا هتابع الشغل وكمان في تعينات جديده في
الشركه
يعني مش هيكون في عجز في الشغل بغيابكم عايزك تطمن
حاضر يا حبيبي هوصل مكتب سراج سلام
سلام
قالها ثم عاد يحرك المقعد المتحرك الي حيث مكتبه ليتابع عمله
في المساء بمدينه المنصورة قرر فاروق الذهاب إلى شقيقه الأكبر لكي يتحدث معه بما يخص أبنته حياة
طرق باب منزله وانتظر قليلا إلى أن فتحت له زوجة شقيقه مرحبه به
اتفضل يا ابو حياة
البيت نور
منور باصحابه يا ام طارق الحج موجود
افسحت له الطريق
اه موجود يا اخويا اتفضل
سار بخطوات بسيطة استقبله شقيقه بحفاوه وجلس معه بغرفه الصالون
دلفت زوجته خلفهم الغرفه ثم قالت
هتشربو ايه شاي ولا قهوه
هتف شريف قائلا
شاي ايه بس اعملي عشا يا ام طارق
لا يا حبيبي انا مابتعشاش لو كوبايه شاي بالنعناع يكون حلو اوي كده
خلاص اعملي الشاي بالنعناع يا ام طارق
حاضر يا حج
بعدما غادرت زوجته نظر لشقيقه قائلا بتسأل
عامل ايه يا فاروق وبناتك عاملين