مره واحده في العمر بقلم فاطمه الالفي
يسعدك يا نديم واشوف عوضك أنت واخوك يا عمري
الله يبارك فيكي يا روح قلبي
اسمع أنا بكره هاجي معاك ونروح نتكلم مع فيروز ودلوقتي هتصل بدرية هى كانت ادتني رقم تليفونها عشان نتكلم لازم افرحها واطمنها على بنتها
بس مش هخليها تعرف فيروز حاجة دلوقتي غير لم نقابلها ونتفق معاها على كل حاجة قولي بقى ناوي على ايه الاول
يا حبيبي أفرح انت وعروستك وماتشيلش همي ما هي ثريا معايا
قبل رأسها بحب
مااقدرش أبعد عنك غير لم أكون مطمن عليكي ووجود نبيل هيطمني غير كده مافيش وبعدين الواد الندل ده مش عايزه يعرف حاجة مدام راح شهر العسل ونسينا هناك
ضحكت عائشة بحب
ربنا يسعدهم ويهدي سرهم أنت عارف اخوك مچنون هههه بس لو اتصلت أنا مش هقوله أطمن خليها مفاجاة وهو لم يرجع هو ومراته هيطير من فرحته بيك ولا رهام أكيد مش هتصدق نفسها انها هي واختها مش هيتفرقوا والقدر جمع بينهم تاني فى بيت واحد
حاضر يا حبيبي ..
بعد أن أغلقت الهاتف مع الجدة دلفت لغرفة زوجها تيقظه بسعادة
صالح. يا صالح قوم بسرعة
نهض من فراشه بقلق
خير يادرية في حاجة حصلت البنات كويسين
كويسين يا حبيبي وبخير في خبر هيفرحك ولازم اقوله عشان يطمن قلبك على فيروز
فيروز مالها خير
قصت عليه حديثها مع الجدة قبل قليل وهي تخبرها بإرادة نديم الزواج من فيروز ووافقت الأخيرة على مطلبه وقررت هي وحفيدها الذهاب في الغد لبيت فيروز والتحدث بأمور الزواج واخبرتها أيضا راغبة نديم بالسفر إلى الكويت من اجل اتمام الزفاف بجانب والديها لم يصدق صالح كل ما سمعه من زوجته .
طبعا يا حبيبي الحمدلله البنات ربنا عوضهم بعرسان زي الفل ومش هيتفرقوا هيفضلوا مع بعض العمر كله وأحنا عاوزين ايه من الدنيا غير سعادتهم ووجودهم مع بعض فى بيت واحد ده مطمن قلبي عليهم وكمان الحاجه عائشة ربنا يبارك في صحتها هتعاملهم زي بناتها وأن كان نبيل ولا نديم الاتنين مايتخيروش عن بعض ادب واحترام ورجاله بجد يعتمد عليهم هم دول نعم الزوج الصالح والسند والأمان وكمان اخلاقهم ما شاء الله عليهم ونعم التربية
حاولت الاتصال مرارا وتكرارا بشقيقتها ولكن كانت تستمع لرسالة صوتية تخبرها بأن الهاتف مغلق
لذلك زفرت بضيق .
أما هو فشعر بالسعادة فقد كان يخشى تلك المحادثة
اقترب من زوجته بشغف ليخفف عنها ضيقها
بقولك ايه يا قلبي ماتزعليش نفسك بكره تكلمي فيروز لم تزهقي بس ايه رايك دلوقتي نخرج نعمل شوبنح
هزت رأسها تأيدا له
نعمل شونبج ثواني هغير هدومي
ابتسم بهدوء وهي تغادر الغرفة ليتنفس بارتياح
هم البنات كده عندهم هوس الشوبنج ويغيرلهم أي مود هم فيه هههه ..
ثم شرد بتفكيره وظل يحدث نفسه
ربنا يستر من الجاي
بس وبعدين يا نبيل ما هي المواجهة جاية جاية لا محال ووقتها مش عارف اختها ممكن تقولها ايه ولا رهام تفهم اللي حصل ازاي اوف يا ربي مش عارف وقتها هقول ايه ولا أتصرف ازاي لو فيروز وصلتلها الحكاية غلط ومن وجهة نظرها مش بعيد تكون نهاية حياتي مع رهام لا ده أنا هيكون عليا وعلى اعدائي اول لم نرجع مصر لازم اقابلها واتفاهم معاها واحذرها انها تنطق بكلمة وتهد حياتي وسعادتي مش بعد مااستقريت هتيجى هي تهد كل حاجة مش هيحصل على چثتي ..
الفصل العاشر
أثناء انشغالها بعملها شعرت به يقترب منها ووقف امامها ثم اسند بساعديه امام مكتبها رفعت مقلتيها عن شاشه الحاسوب لتنظر إليه بتسأل
حضرتك محتاج حاجه
ابتسم وهو يطلق تنهيدته القويه حضرتي امممم هو انتي جد اوى كده ليه انهارده
رفعت كتفيها بلامبالاه أنا بشوف شغلي
اعتدل من وقفته وسار عده خطوات ثم هبط لمستوها ليهمس بجانب اذنها بحب
انتظرينا فى البيت عندك عشان جدك عيشه عاوزه تقعد معاكي شويا
نظرت له بتوتر
رفع ذراعيه باستسلام وهو يبتسم على هيئتها ماتخفيش عيشه ماافيش احن ولا أطيب من قلبها ومش هتكون حمى خالص اطمني يا فيروزتي
ثم ابتعد عنها وعاد الى مكتبه من جديد لتحاول فيروز استنشاق الهواء فقد كان قربه يشعرها بعدم القدره على التنفس ولا تعلم لما هذا التوتر ولما تزداد نبضات قالها كلما اقترب منها نديم وهمس لها بصوته الدافئ كادت ان تبكي من اجله شعرت بغصه داخل قلبها فهى الان تخدعه بتلك الزيجه .
انتشلها من شرودها صوته الرخيم الذي بخبرها بانتهاء موعد عملها وعليها الان التوجه لمنزلها لكي تكون ميتعده لمقابلة جدته نهضت على الفور وهى تغلق الحاسوب ثم التقطت حقيبتها لتغادر الشركه وتستقل بسيارتها تقودها الى وجهتها المنشوده ..
اما عن نديم فبعدما غادر الشركه قاد سيارته فى طريقه الى احدى المتجرات الخاصه بالمجوهرات واعطئ الصائغ رسمه خاصه به يريد ان يصنعها من اجله وبعدما اتفق اعطاء مبلغ من المال وطلب منه عندما تكون جاهزه يهاتفه لياتي لاستلامها ثم ودعه وغادر المتجر ..
توجه الى متجر اخر خاص بالحلوى لينتفي علبه من الشوكولاته الفاخره ثم توجه الى متجر الزهور لينتقى باقه من الزهور بعنايه ظل متسمرا مكانه لا يعلم أي نوع من الزهور تفضل ولكن استقر بالنهاية على زهره البنفسج الذي يعشق رائحتها وهو يتمنى بان تكون هى الاخرى تفضل تلك الزهره الجميله .
عندما أنتهى من جلب تلك الاشياء وضعهم بالسياره ثم أنطلق الى حيث منزلها ليعطيها اياهم لان بالمساء سوف تكون جدته برفقته ولا يستطيع حمل شيء من اجل الإمساك بجدته فهى لم تسطيع الحركه بمفردها ولا يريد الانشغال عنها بحمل تلك الاشياء ..
فى ذلك الوقت كانت بالمطبخ تحضر العصير ثم تحفظه بالبراد وقررت طهي كعكه الشوكولا التى تفضلها وبدءت بالفعل فى تحضيرها لتستمع لرنين جرس المنزل غادرت المطبخ وهى ترتدي المريوله الحمراء الخاصه بالطهي وكانت بهيئه مذريه ترتدي بدي اصفر وبنطال بورموده ابيض وخصلاتها الكستنائي ترفعه لاعلي وتضع بندانه سوداء لتحجب غرتها من التساقط على وجنتها لكي لا تضايقها أثناء طهيها للكيك ..
فتح الباب لتنظر له بدهشه لم تقل عن دهشته بذلك المظهر الذي يراها به
لم يستطيع اخفاء ابتسامته فقد كانت تحمل بالخافق الذي تعجن به الطحين والقليل من الطحين متناثر على ثيابها فيبدو بانها خارجه من معركه .
ازدادت ابتسامته باتساع وهو يتسأل كنتي فى معركه مع الدقيق بتعملي ايه
اشار براسه لها لكي تبتعد قليلا ليدلف لداخل وهو حامل بيده علبه الشوكولا وباقه الزهور
احطهم فين دول
وقفت جانبه هنا كويس
كانت توجد منضده مستديره بمقعدين بالقرب من باب الشقه وضع نديم علبه الشوكولا وقرر ان يعطيها باقه الزهور .
اتفضلي يارب البنفسج يعجبك
تركت الخافق من يدها اعلى المنضده ثم التقطت الباقه من يده لتستنشق رائحه البنفسج
ثم نظرت له ويعلو ثغره ابتسامتي رقيقه
ميرسي .. حلو اوي
مش أحلى منك
ضحكت برقه وهى تشير الى مظهرها المتبعثر بالشكل ده
تاه فى ضحكتها الخافته الذي لم يستمع إليها من قبل
اقترب منها بعده خطوات لتقتصر المسافة بينهم نظر لحدقتيها العسليه بنظرات عاشق
فيروزه فى جميع حالاتك
اختفت ابتسامتها وازداد انقباض قلبها وحاولت ابعاد انظارها عنه
علم بانها تخجل منه ليخبرها .
أنا عارف ان طبيت كده من غير ميعاد بس الحاجات دي عشانك ومش هعرف اجي بيها بالليل عشان آش آش هتكون معايا ولازم أكون ماسك ايدها انتي عارفه وضعها الصحي
بجد ماكنش له لازوم وتيته أنا اجيلها لعندها مش ضروري تتعب نفسها
هو انتي مستقليه بنفسك ولا ايه لازم نجي لحد باب بيتك انتي مقامك عالي وغالي اوي كمان
لفت انتباهه البوكس الموضوع اعلى المنضده لينظر له باهتمام ومد يده ليحمله ويتفحصه عن قرب لتجحظ عيناه پصدمه ويعاود ينظر إليها بغيره
تيام اللى جابلك البوكس ده
هزت رأسها بالايجاب
ليزداد ڠضبا وقبلتيه ليه البيه جايبلك منتج مصنعه والشكولاته اللى غير تغلفها وغير اسم المنتج لاسمه
أنا مااقبلتهاش لم خلص كلامه وهو ماشي فجاه لاقيتها فى ايدي وأنا حتى استغربتها ومن وقتها وهي هنا مافكرتش حتى افتحها
زفر بضيق أنا هتصرف فيها دي فى اول باسكت زباله تقابلني هرميها فيها
حرام ترميها
نظر لها بغيره امال أعمل فيها ايه ماهو مش هتاكليها
ممكن تديها لاي حد صرف النظر عن مين جابها بس دي فى الاول والآخر نعمه ربنا
تنهد بهدوء وهز راسه موافقا ماشي بلاش زباله أنا هعرف اخفيها فين
عادت ضحكتها ترن على مسامعه كسمفوناية عزف رومانسيا
جعلته يطلق لضحكته العنان هو الاخر والتخلى عن الغيره والڠضب الان وقبل ان يفقد صوابه ودعها بهدوء
ارجعي انتي لمعركتك مع الكيك وأنا هسرب دي هشوفك بالليل بااي
القى
نظره خاطفه قبل ان تغلق الباب خلي بالك من نفسك
غادر البنايه وهو يحمل البوكس بضيق يود ان يلقى به على طول ذراعه ولكن شعر بجرمه لتلك الفعله وضعها باهمال بجانبه وقاد السياره فى طريقه الى منزله .
اما عنها فقد عادت الى مطبخها تكمل ما فعلته وهى مبتسمه تتذكر كلماته لتغمرها السعاده بذلك النديم فلم تصدق حتى الان بانه مغرم بها ويغار عليها الى هذا الحد ..
وقف رغما عنه باشاره المروره لياتي اليه رجلا بمنتصف العمر يحمل بيده فوطه برتقالي يطوق بها زجاج سيارته ليتذكر أمر البوكس
ليطل براسه من نافذه سيارته مناديا ايه
يا ريس
اتى اليه ذلك الرجل البسيط تحت امرك يا باشا
اعطاه مبلغا من المال
ثم قدم اليه البوكس ده عشان ولادك
ربنا يخليك يا بيه ويكرمك يارب ويعلي مراتبك قادر يا كريم
ابتسم له نديم ثم ودعه عندما فتحت الاشاره ..
كان يقف بين عماله بالمصنع ينفذ كل متطلباتهم ليصيح الجميع مهلل اليه بعده دعوات صادقه .
همس محسن لمحيي القابع بجانبه
سبحان مغير الاحوال
ربت الأخير على كتفه ربك كبير يا بني مش قولتلك
ونعم بالله يا ريسنا بس قلبي حاسس ان كل ده عشان مجلس