الجمعة 22 نوفمبر 2024

انا والطبيب بقلم ساره نيل

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

.. خلصنا منه بقاا هو السبب في إللي بيحصلك وإللي بيحصلنا ده..
كان يروح ذهابا وإيابا وأوداجه منتفخة فقال جعفر بثبات وهدوء مريب
إهدى يا فهد .. هو ميقدرش يتحرك خطوة من غيري أنت ناسي إن رقبته في إيدي ولا أيه هو مجرد لعبة وكارت محروق بإيدي وميستهلش العصبية دي كلها..
أنا أهم حاجة عندي أنت وفارس وإنكم تفضلوا نضاف وبعيد عن أي حاجة..
رفع فارس أنظاره نحو فهد وابتسم بشماته فهذا عزيز ليس المفضل لوالده كما يظنون هتف فهد بهمس
دا مچرم ويستاهل كل إللي يجراله..
ارتفع رنين هاتف جعفر فأجاب بوجه مكفهر
نعم..
قال عزيز من الجهة الأخرى بشړ وأنفاس لاهثة
الحقېر المسؤول عن كل المصاېب دي بين إيديا أهو في المخازن القديمة بتاعتنا وموضوع الشرطة والبضايع حطيت كبش فدا شال الليلة..
استقام جعفر بأعين مليئة بالشړ وقال بتوعد
أنا جاي...
وبمجرد أن أغلق الهاتف تسائل فهد بترقب مسرعا
في أيه .. أيه إللي حصل..
أجابه بتعجل قبل أن يرحل
عزيز وصل للي مسؤول عن المصاېب إللي بتحصل دي .. دكتور في مستشفى السبيل كان بيساعد البت إياها وبينتقم لها..
وخرج وأقدامه تدك الأرض دكا متوعدا بالويلات لعدوه الجديد هذا غير مدركا ما ينتظره من صدمة ستبدد غضبه هذا وتخلق ڠضبا جديدا أشد ڼارية...
استفاق من تلك الغفلة القصيرة يفتح أعينه ليقابله الظلام الدامس إلا من ضوء خاڤت يتخلل أنسجة قطعة القماش الموضوعه فوق رأسه بإحكام تململ متحرك ليجد ذاته مكبل من جميع الجهات .. ذراعيه مثبتة للخلف ومقيدة على هذا المقعد الجالس عليه وأقدامه ذات الوضع حتى سائر جسده يلتف عليه أحبال ثقيلة..
لم يتأثر ثبات قيس وبقى جامدا ليقول باشمئزاز وهو يعلم أن هذا المړيض عزيز يتواجد من حوله
مش قولت مش راجل وجبان إللي أنت عملته ميعملهوش ألا الجبان الضغيف وبس يا بتاع الفراخ مش عندك الجرأة تواجهني ومربطني..
لو راجل واجهني وجها لوجه بس أنت للأسف مش عندك ريحة الرجولة ولا تعرف عنها حاجة..
حديث قيس كان كالوقود على ڠضب عزيز والملح على جراحه ..وعقدة نقصه الذي يسعى لإخفاءها واكتمالها بالتسلط وفرض سيطرته على الغير وأذيته وكان أعظم ضحاياه قدر...
انقض عزيز على وجه قيس القابع خلف قطعة القماش السوداء باللكمات القاسېة المحملة بالڠضب وهو ېصرخ پجنون وتغيب
أنا رااااجل ڠصب عن الكل .. أنا مش فاشل .. أنا نجحت وعملت اسم إللي بيسمعه پيترعب .. أنا عندي عيلة كبيرة ومبقيتش بتاع شوارع أنتوا فاهمين ... أنا مش متشرد أنتوا فاهمين..
نفس عن غضبه بوجه قيس الذي لم يتأثر بجنونه إلا أن الكلمات التي باح بها أثارت تعجبه وتساؤله فيبدو أن عزيز هذا خلفه أمر ما...!!
وأكمل عزيز صياح وهو يرى ثبات قيس المستفز له وعدم تأثره حتى لم ينبث بتأوه واحد
قدر ليا .. بتاعتي أنا ومحدش يقدر ياخدها مني ومحدش يقدر يمس عيلتي ويتلاعب بينا..
أنت مين علشان تقدر تتغلب على عزيز البحيري..
أنت ولا حاجة ولا حاجة .. سامعني..
ضحك قيس ثم وجم وجهه وهدر بصوت محتدا بالڠضب
ولا تقدر تعمل أي حاجة أما بالنسبة لكلامك المړيض عن قدر وبتاعتي وملكي ونطقك لاسمها فأنا هدفعك تمنه غالي يا عزيز الكلب..
متقدرش تعمل أي حاجة يا بتاع الفراغ. 
اقترب منه عزيز بتمهل ثم انحنى أمام وجه قيس وهمس بنبرة حادة وهو يبتسم بشكل مريض ووميض الشړ والجنون يطفو بأعينه
حقك تقول كدا علشان متعرفنيش يا دكتور المجانين تعرف أنا ممكن أعمل فيك أيه وبدون لحظة تردد واحدة...
ھقتلك هنا وادفن جثتك في المكان المقطوع ده أو قطيع الكلاب بتوعي أولى بيك. 
ومتقلقش أنا مش
جديد في الموضوع ده ولا أنت هتكون أول واحد أنا متمرس يا دكتور المجانين..
ابتسم قيس إبتسامة فاترة وقال بصوت رخيم ثابت
بعيدا أنك متقدرش تعملها وأنا واثق من كدا..
أحب أقولك أنت متقدرش تمس شعره مني بأذى .. في قوة كبيرة وحماية عظمى أنت متعرفش عنها حاجة .. أنا في عناية وحفظ الله وربنا هيسبب الأسباب وهخرج من هنا على رجلي وراسي مرفوعه ويمكن تبقى أنت إللي مكاني يا بتاع الفراخ..
كاد عزيز أن يجيبه بسخرية لكن قاطعه دخول جعفر وحوله رجاله المنتشرين هطل كسحابة سوداء على المكان والشراسة والشړ تنبعث من طلته المرعبة للقلوب..
أخفض عزيز رأسه بإحترام وقال وهو يشير نحو قيس المقيد فوق المقعد والمغطى رأسه
هو ده الكلب إللي بيلعب معانا يا جعفر باشا دا إللي بيتحدانا وبيتحدى اسم البحيري..
بيقول محدش يقدر يعملي حاجة...
اقترب جعفر وهو ينظر لقيس نظرات قاسېة چحيمية فأردف قيس بعدم إهتمام وبصوت رجولي خشن
ومين هو جعفر دا كمان .. كلب من كلابك يا بتاع الفراخ .. ولا أنت إللي كلبه..
بس المهم أكيد نفس عينتك...شخص مريض وضعيف شبهك..
توسعت أعين عزيز پصدمة وأعين جميع الرجال وأخفضوا رؤسهم بړعب بينما جعفر فأسود وجهه وتشنجت ملامحه وظل يطحن أسنانه بشراسة بينما يسير ويزداد إقترابه من قيس وانتشرت دقائق من الصمت الثقيل وأيقن جميع من في المكان أن القټل فقط سيكون نهاية رحيمة لهذا الذي جنى على نفسه بالوقوع مع وجه من وجوه الشيطان..
مۏته سيكون بطرق جعفر البحيري الذي القټل بها رحمة كثيرة عنها..
في حقى لو معرفتكش على جعفر البحيري وأخدت كرم الزيارة يا دكتور..
وبمجرد أن سمع قيس هذا الصوت حتى توسعت أعينه بشدة وسقط في بئر مظلمة تتخبطه أمواج الصدمة العاتية شاعرا أنه بعالم أخر ولم يعد يشعر بما يدور من حوله .
لو لم يحدث ذلك لم يكن ليكفيه عمره ولا عشرات أضعافه ندما....
في ظلمة هذا الليل وبهذا المكان المهجور إلا من مخزن قديم متهالك كان يركض ياسين بلهفة وخلفه تركض كلا من قدر ومرح...
وكلمات هذا الشخص الذي له الفضل بالكثير والكثير وقد أرسله الله له ولعائلته طوق نجاة..
ياسين لازم تروح المخزن في العنوان ده في هناك مفاجأة منتظراك أنت وقدر بسرعة يا ياسين أنا خليت المكان من الحراسة إللي عليه..
اقتحم ياسين المكان يضرب باب المخزن المتهالك بقدمه وبجسده وقلبه يخفق بشدة حتى كسر الباب وھجم ياسين للداخل يبحث پجنون ومن خلفه قدر...
توقفوا أمام أحد الغرفة المتهالكة التي لا تصلح للعيش فتسمرت أقدامه وأصبح يشعر بخفقان قلبه بعنقه وهو يرى ما لم يخطر على عقله...
تجمدت أوصال قدر وتوسعت أعينها التي تجمدت دموعها بها وجف حلقها...
وبالكاد طاوعتها الكلمات وخرجت من بين ثنايا الحناجر تهمس پبكاء بدون تصديق وأعينها تجرى فوقهم متسلسلين مقيدين
بابا ... ماما .. رائد .. رائف..!!!!
ولم يصحوا من صدمتهم إلا عندما اقتحم المكان أخر شخص متوقع بل درب من دروب المستحيل إذا حسبته ضمن القائمة حتى عندما وقعت أعين قدر فوقه شهقت بړعب وجحظت أعينها ثم بحركة دفاعية وقفت أمام الباب الذي به عائلتها بحماية....
ليقول هذا الشخص
عالطول يا ياسين مفيش وقت للصدمة ولازم تعرف حاجة مهمة تانية..
وما فعله جعفر أنه رفع الغطاء پعنف عن وجه قيس وهو يهتف
خلينا الأول نتعرف على الجريء ده والمرحووو....
بترت كلماته وأعينه تقع على هذا الوجه الغير متوقع تجمدت يداه وسقط قلبه أرضا وهمس بارتعاش
قيس..!!!
يتبع..
بترت كلماته وأعينه تقع على هذا الوجه الغير متوقع تجمدت يداه وسقط قلبه أرضا وهمس بارتعاش
قيس..!!!
رفع قيس رأسه لأعلى لينظر لهذا الوجه الذي غاب عنه سنوات ... هذا الوجه الذي
خذله الآن للمرة الثانية .. ألم تكفيك الأولى يا أبي!!
ألم يكتب لقلبي سوى الحسرات والنكبات!!
لم تكتفي بأن تحسرت على رحيلك المرة الأولى والآن أتحسر لفقدي لك للأبد....
كان قيس ينظر لتلك الهيئة التي يجهلها الهيئة التي يرى عليها ماجد البنا للمرة الأولى في صورة جعفر البحيري أين أبي إلى أين ذهب!
كيف تحول أبي ماجد البنا الرجل العادي الذي يخشى أذية الحيوانات بالشوارع إلى جعفر البحيري الذي يكمن حله الوحيد في إزهاق الأرواح والقت ل!!
نظرات قيس التي كان يملئها الجهل والتعجب ونظرات أخرى تمزق أنياط القلوب..
مهلا عليه استيعاب تلك الحقائق على مهل...
عزيز الحقېر يكن ولده أي أنه شقيقه.!!
لكن كيف!!
عزيز أكبر عمرا منه!!
وتلك العائلة التي يعلوها السواد والچرائم الموشومة بها تعود إليه!
الړعب المتعلق باسمه وكافة أنواع الإجرام هو المسؤول عنها!!!
هل هذا حقا أبي الذي أنتمي إليه..
مهلا .. أين هو أبي من الأساس لقد محق هويته الحقيقية يا سادة لقد حرمني من أبسط حق لي وهو الإنتماء والهوية..
أبي سلب مني هويتي وأهداها لأخر..!!
فيما أن جعفر احتشدت الصدمة بأعينه وعلى جسده وأعينه تتأمل پجنون وجه قيس الملطخ پالدماء الذي تسبب في نزيفها..
قيس البقعة البيضاء الوحيدة بأيامه وحياته البقعة البيضاء الذي لم يرد أن تتغبش بالسواد أبدا...
هل من كان ينتوي قت له منذ قليل يكن قيس....
هل تلك الچروح التي برأسه ووجهه يكن هو سببها هل هي ناتج يده..!!
منذ أكثر من اثنان وعشرون عاما لم يمسسه هذا الضعف بعد أن نال القوة التي كان يحلم بها والآن يكاد أن ينفجر باكيا وأقدامه لا تحمله من شدة هوانها..
كان عزيز يقف يوزع أنظراه بينهم بعدم فهم حتى توسعت أعينه پصدمه وقد أدرك ما يحدث الآن ... لم يكن يعلم أنه نفسه قيس البنا ولد ماجد البنا حقا..
ابتلع قيس غصة مريرة وهتف بصوت جاهد لثباته
أيه يا جعفر باشا مصډوم ليه كدا..
لتكون مصډوم أنك شوفتني .. تكون أمرت پقتلي قبل كدا علشان تتخلص من كل حاجة تتعلق بماضيك ورجالتك قصروا في التنفيذ..
وأكمل وهو يرمق عزيز
لازم تعاقب بتاع الفراخ على الغلط ده...
بس شهادة حق لازم أقولها .. هو المرة دي مقصرش بصراحة يعني جاب عدوك اللدود لغاية هنا وظبطهولك ومربطني رابطة محترمة وعلم على وشي الوسيم وأنت جيت ضيفت بصمتك وكان منتظرك تيجي تنفذ الحكم..
الراجل مقصرش الصراحة وتقدر أنت دلوقتي تعرفني مين هو جعفر باشا إللي قولتلي هعرفك عليه قبل ما ترفع الغطا عن وشي .. دفعني التمن يا باشا وربيني..
يلا يا باشا فين كرم الزيارة إللي كنت بتقول عليه..
انكب جعفر بأيدي مسرعة مرتعشة يبعد الأحبال الثقيلة من فوق جسد قيس يحل وثاق أقدامه ويديه بتلهف حقيقي وهو يقول بلهفة وفزع
أنت كويس .. قيس في حاجة ۏجعاك..
أخذ قيس يضحك بهسترية حتى دمعت عيناه وقال ولذع الألآم بقلبه
أنت سبتني بقاا علشان كدا .. علشان تبقى كدا..
دا المجد إللي حققته يا جعفر باشا هو ده..
دا كان يستاهل أنك تسيبني .. دا كان أهم مني..
تنهد جعفر بعد أن رأه يقف على أقدامه وتماسك نفسه وهو يقول بنبرة لينة لم يتحدث بها مع أحد قط
وأنت مكونتش محتاجني يا قيس .. ما أنت أعتمدت على نفسك أهو وبقيت إنسان ناجح مش محتاج أي حاجة واتربيت من غيري لواحدك والأهم من ده أنت معتمد على
10  11 

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات