الأحد 24 نوفمبر 2024

الشيخ والمراهقه بقلم سارة علي

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


...!
ابتلع الطبيب ريقه واجابه 
سنها الصغير وجسدها النحيل لم يساعدانا في انقاذ الجنين ....لقد فقدناه للاسف ... 
اخفض فارس رأسه الى الاسفل بحزن بينما اعتذر منه الطبيب ورحل...
فارس ...
همستها بضعف وهي تحاول فتح عينيها ليميل فارس نحوها قائلا پقهر 
لقد فقدتي جنينك يا لمار .... بإمكانك ان تقيمي الان الافراح ... لقد تخلصتي من ابنك الذي لا تريدنه ...هنيئا لك ....

هطلت دمعة لا ارادية من عينيها وقالت بصوت مدمر 
انا من اجهضته ... انا بنفسي من قټلته ...
ماذا تقصدين ....!
اومأت برأسها وهي تكمل 
لقد تعمدت ان اجهض نفسي ... 
اخذ فارس يهز رأسه بعدم تصديق بينما تسرد لمار على مسامعه تفاصيل ما حدث
نهاية الفصل 
الفصل التاسع
فارس قل شيئا ...
هتفت بها لمار الى فارس الذي اخذ يتطلع إليها بملامح جامدة خالية من أية تعابير...
فارس ...
همستها بنبرة باكية بينما جسدها يرتجف بالكامل من شدة البكاء ...
نهض فارس من مكانه وتحرك متجها خارج الغرفة تاركا اياها لوحدها تبكي بصمت ...
حمل فارس هاتفه واتصل بسائقه وأمره ان يطلب من الخادمة ان تجمع ملابس لمار وتضعها في حقيبة كبيرة وترسلها معه ...
وبالفعل نفذ السائق ما قاله ... وجاء وهو يحمل معه حقيبة تضم كل اشياء لمار الخاصة وملابسها....
حل الصباح وأخذ فارس الموافقة من الطبيب بإخراج لمار من المشفى ...
اتجه فارس الى الغرفة التي تقطن بها ... فتح الباب ودلف الى الداخل ليجد الممرضة تساعدها في النهوض ...
فارس ..
همست بها لمار بنبرة متلهفة بينما اقترب فارس منها وسألها بنبرة باردة 
هل انت جاهزة لنخرج من هنا ...!.
قالها وهو يمسكها من ذراعها ويسير بها خارج الغرفة بل خارج المشفى بأكمله ...
أركبها سيارته وركب هو في كرسي السائق خلف المقود وبدا في قيادة السيارة ...
أبعدت لمار بصرها بعيدا عنه وأخذت تتطلع من النافذة وهي تمسح دموعها التي بدأت تهطل من مقلتيها بغزارة ...
مرت حوالي نصف ساعة لاحظت لمار خلالها بأن الطريق لا يشبه طريق المنزل ...
ارتبكت لمار كثيرا وهي تسأله بأعصاب مشدودة
لماذا غيرت طريق العودة ...!
اجابها دون ان ينظر اليها 
لن نذهب الى المنزل ...
عادت وسألته بتوجس 
إلى أين سنذهب اذا ...!
ستعرفين بعد قليل ...
مرت عدة ساعات غفت فيها لمار دون ارادة عنها ... اوقف فارس سيارته امام منزل والدها ... تطلع اليها بملامح مترددة قبل ان يمد كف يده وېلمس شعرها بأنامل مرتجفة...
لحظات وابتعد

نقلت بصرها بينه وبين المنزل الذي أمامها بملامح مصعوقة قبل ان تسأله 
ماذا نفعل نحن هنا ...!
هبط فارس من سيارته دون ان يجيبها ... اتجه وفتح الباب لها ومسكها من كف يدها وأنزلها من السيارة ...
قادها نحو المنزل بعدما أمر البواب بإنزال حقيبتها ...
وجد عادل يفتح له الباب مرحبا به قبل ان يتغضن جبينه بحيرة من منظر ابنته المرهقة فيسأله بسرعة وقلق 
ما بها لمار يا فارس ...! هل هي بخير ...!
اجابه فارس وهو يحرر كف يدها من يده 
انها مجهدة قليلا ...
ثم اشار الى حقيبة ملابسها التي جاء البواب بها 
هذه حقيبة ملابسها واغراضها ...
فارس ارجوك ...
قالتها بضعف بينما سأل عادل بجدية 
ماذا يحدث هنا بالضبط ..!
اجابه فارس نيابة عنها 
ثم الټفت الى لمار التي اخذت تتطلع اليه بنظرات مترجية لكنه لم يبال وهو يقول 
لمار ... انت طالق ...
لاااا ...
صړخت بها ثم ما لبثت ان اڼهارت باكية بينما تحرك فارس متجها نحو سيارته وهو يجاهد لكي لا يفقد سيطرته ويستدير نحوها ...
وهكذا انتهت حكايتي مع فارس ....
اغلقت لمار دفتر مذكراتها وتنهدت بصمت ....
حملت حقيبتها وتحركت خارج غرفة نومها لتجد والدتها تحضر طعام الافطار ...
صباح الخير ...
هتفت بها لمار بمرح لتبتسم لها والدتها بسعادة وهي تقول 
صباح النور ... هيا اجلسي على الطاولة وتناولي طعامك ...
اذعنت لمار لكلام والدتها وجلست بالفعل على الطاولة بينما وضعت والدتها طعام الافطار على الطاولة وبدأ الاثنان يتناولان طعاميهما ...
اشعر بالقلق ...
قالتها لمار وهي تمضغ الطعام داخل فمها لتقول والدتها بنبرتها الهادئة 
لا تقلقي ... سوف يضعونك في مكان قريب ان شاء الله...
ردت لمار 
لا اظن هذا ... من الصعب ان يجعلونني أخدم في مكان قريب ...اخاڤ ان يرمونني في احدى القرى البعيدة ...
ارتشفت والدتها رشفة صغيرة من كوب الشاي ثم قالت بعدها بنبرة مترددة 
لقد تحدث والدك معي ...
زفرت لمار أنفاسها بضيق وقالت
في نفس الموضوع ... أليس كذلك ...!
اومأت الأم برأسها وقالت
نعم ... 
لماذا لا يفهم بأنني غير موافقة ..
قالتها فرح بضيق جلي من إصرار والدها و عناده لترد الام بعفوية
انه يفكر في مصلحتك ...يريد تعويضك عما حدث في الماضي...
بهذه الطريقة ...بأن يجبرني على الزواج من رجل لا اريده ...
ليس هكذا .... هو يريد ان تعطي فرصة له ... الشاب يحبك للغاية ... 
تطلعت لمار اليها بنظرات غير مقتنعة لتقول والدتها بترجي 
اعطي فرصة له ....من الممكن ان تغيري رأيك حينها ...
الا ان لمار ردت بعناد 
كلا ... لن أوافق ... اخبريه بأن ينسى أمر هذا الموضوع تماما ... هل فهمت ....!
في القرية ...
استيقظ فارس من نومه على صوت ينادي عليه ...
ابتسم بحبور وهو يتطلع الى ابنه الذي اخذ يحاول إيقاظه ...
نهض من وضعيته المتمددة واعتدل في جلسته قائلا بنعاس 
صباح الخير ...
اجابه الابن 
صباح النور أبي ... جدتي طلبت مني أن أوقضك لتتناول الافطار معنا ...
تنهد فارس بصوت مسموع ثم قال بنبرة ثقيلة وهو ينهض من مكانه ويتجه نحو الحمام 
خمس دقائق وسوف تجدني معكم ... اسبقني انت الى غرفة الطعام ...
ركض الصغير متجها الى غرفة الطعام ليجد جدته هناك ...
جدتي جدتي ....أبي سيأتي بعد لحظات ...
تعال هنا يا نور عيون جدتك ...
سوف أذهب الى العمل ... هل تريدين مني شيئا...!
اجابته الام وهي تحرر الصغير من

متى سنذهب الى منزل سالم العمري ...!
أمي لقد تحدثنا بهذا الموضوع مسبقا ...
الا ان الام كانت مصرة على حديثها وهي تكمل 
يقولون ان ابنته الكبرى تشبه البدر في جمالها ... وانا لا اريد ان أضيعها منك ...
أمي ألا تملي من هذا الموضوع ....لقد تحدثنا به مسبقا ...
حينما أجد الفتاة المناسبة سوف أتزوجها فورا ... أعدك بهذا ...
ارجوك يا فارس ...وافق على رؤية الفتاة ...
ها قد جاءت رؤية ... ستبقى معك اليوم بأكمله حتى لا تملي ...
ثم خرج مسرعا من المكان بينما تقدمت رؤية من والدتها واحتضنتها متسائلة 
ماذا يحدث هنا ...! ما به فارس ..!
اجابتها الام 
نفس الموضوع...
امي اتركيه وشأنه من فضلك ...
اومأت الأم برأسها وقالت على مضغ 
يبدو أنني سأتركه وشأنه بالفعل ... فلا حل اخر امامي...
نهاية الفصل 
الفصل العاشر
عادت لمار الى منزلها وهي تشعر برغبة عارمة في البكاء....
دلفت الى غرفتها واغلقت الباب خلفها واڼهارت باكية على سريرها ...
سمعت طرقات على باب غرفتها يتبعها دخول والدتها التي اتجهت نحوها بسرعة وقلق وسألتها 
ماذا جرى عزيزتي ...! لماذا تبكين ...!
اندست لمار بين أحضانها على الفور وهي مستمرة في بكائها لتربت والدتها على ظهرها وهي تحدث نفسها قائلة 
يا الهي ... مالذي حدث ...! 
كفكفت لمار دموعها وابتعدت عن احضان والدتها وقالت بنبرة متحشرجة 
لقد ظهر إسمي اليوم في قائمة الاطباء الذين سيخدمون في القرى... تخيلي في أي قرية وضعوني ...!
ابتلعت الام ريقها وقالت پخوف حقيقي
لا تقوليها ... ليست تلك القرية ..
بل هي ... لقد وضعوني في تلك القرية اللعېنة ...
يا الهي ... ما هذه المصېبة ..!
قالتها الام بعدم تصديق لما تسمعه لتعاود لمار الانخراط في البكاء من جديد ...
شعرت والدتها بالشفقة من اجلها فأقتربت منها والدتها وقالت لها 
لا بأس حبيبتي .... ألا تستطعين التبديل مع أحد زملائك في قرية اخرى ...!
هزت لمار رأسها نفيا وأجابت من بين دموعها 
للاسف لا استطيع ..
اذا لا يوجد أمامنا حل سوى القبول بما يريده القدر ...
يعني سأذهب الى هناك ..!
سألتها لمار بحسرة لتجيب والدتها 
سوف أتحدث مع والدك ... عله يستطيع مساعدتنا ...يتحدث مع أحد من معارفه لينقلك الى قرية اخرى ....
تطلعت لمار اليها بلهفة وقالت 
اتمنى هذا بشدة .... ارجوك تحدثي معه ...
اومأت الام برأسها وقالت مهدئة إياها 
سأحاول معه ... ولكن لا تتأملي كثيرا أن ينقلك الى مكان أخر ...
اعلم هذا ... انا لن أضع آمالي عليه ...ولكن عسى ولعل يحدث شيئا ...
ابتسمت الام لها ثم أخذت تربت على وجنتها وقالت 
ما رأيك ان تتناولي طعامك ...!
لا شهية لدي ...
في القرية ...
جلس فارس أمام والدته صفية التي تحدثت بجدية قائلة 
لقد تحدثت مع عمتك ... نسرين ابنتها ستأتي من الخارج غدا ...
حقا ....! هل كل شيء جاهز لإستقبالها ...!
اجابته صفية 
نعم ... لقد جهزنا جناح كامل لها .... قمنا بتنظيفه وترتيبه بشكل جيد ...
جيد .. هل هناك شيء معين مطلوب مني ...!
اومأت صفية برأسها وأجابته 
أريد منك ان تجعلها تعمل معك في المعمل ...
سألها فارس بنبرة مشككة لتبتسم صفية وهي تجيب بغموض 
دع كل شيء لوقته .... المهم أنك يجب ان توافق ... 
زفر فارس أنفاسه بضيق ثم قال

سأوظفها لدي .... لكن يجب أن تعلمي أنني لن ارحمها في العمل أبدا ... فأنت تعلمين بأنني لا ارحم موظفيني أبدا ...
عاملها كما تشاء يا بني .... أنا لن أتدخل في عملك ....
نهض فارس من مكانه واتجه الى غرفة ابنه ....
كان ابنه جالسا على سريره والذي ما ان رأه حتى قفز من فوق السرير وركض نحوه ليضمه فارس إليه ويشدد من إحتضانه له ...
ماذا تفعل ...!
قالها فارس وهو يجلس على سريره واضعا إياه بين احضانه ليجيبه ابنه 
كنت أذاكر دروسي ....
ثم سأله الابن مرة اخرى 
متى ستأخذني معك الى المعمل ... ! لقد وعدتني بهذا منذ وقت طويل ...
اجابه الاب وهو يقبل جبينه 
في العطلة ... الان انت اهتم بدروسك وعندما تأتي العطلة سأخذك معي يوميا حتى تمل من الذهاب الى هناك ...
ولكن ما زال الكثير على أن تأتي العطلة ...
قالها الإبن بضيق ليبتسم فارس وهو يقول بجدية 
حسنا ... سأخذك يوم الأجازة الاسبوعية الى هناك ...
حقا ...!
اومأ فارس برأسه ليضمه الطفل بسرعة وهو يهتف بسعادة 
حبيبي يا بابا ...
في صباح اليوم التالي
توقفت سيارة سوداء عالية امام قصر عائلة صفوان ....
هبطت منها فتاة شقراء جميلة ترتدي بنطال جينز أسود فوقه قميص أخضر اللون ذو أكمام مربعة...
فتحت باب القصر وخرجت منها أحدى الخادمات لإستقبال الفتاة التي أعطتها حقيبتها بسرعة ثم تحركت متجهة الى داخل القصر ...
تقدمت الفتاة بسرعة وانحنت نحو صفية مقبلة كف يدها لتربت صفية على ظهرها وهي تبتسم بسعادة ...
اتجهت بعدها نحو نورا وحيتها ببشاشة ثم تقدمت نحو فارس و حيته ايضا ...
جلست نسرين بجانب صفية بعدما طلبت منها صفية ذلك ... تحدثت صفية متسائلة 
كيف حال والدك ووالدتك ...!
بخير ...
أجابتها نسرين
 

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات