رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
بيتصلو على تليفونك وانتي مبتروديش ودلوقتي اتصلوا عليا وبيبلغوكي تحصليهم ع المستشفى اختك أمنية قطعت شراينها.
... ..
ترجلت من سيارتها امام البناية التي يقطن داخلها شقيقها مروان والوحيد الذي هي على تواصل معه الان دخلت المبني وعيون الجميع تتبعها من مارة في الشارع أو سكان في الداخل.
ترتدي سترة من الجلد الأسود أعلى فستانها الذي ابتاعته حديثا من إحدى دور الأزياء العريقة بالدولة المشهورة في هذا المجال والحذاء والحقيبة والنظارة الشمسية التي نزعتها داخل المبنى إلى أعلى غرتها كلها ماركات عالمية اصبحت من الأساسيات التي لا تستطيع الأستغناء عنها الان وقد اصبحت رمزا يحتذى به وتتابعها الاف الفتيات لتقليدها والسير على خطاها لينالن حظها وقد صارت حلم الكثير من الشباب.
خرجت من المصعد وما أن همت بالضغط على جرس المنزل الخارجي حتى تفاجات بفتح الباب أمامه وخروج شخص اخر لا بل هو شقيقها ولكنه الاخر! والذي لم تعلمه إلا بعد أن ركزت به قليلا لتستوعب التغير الجديد في هيئته وقد اشتدت عظامه كبر وأصبح مراهقا
ميدوو!
كبرت يا حبيبي وبقيت راجل لا وشنبك كمان خط في وشك.
لم يستطيع ميدو التجاوب معها رغم محاولته لعدم النفور من تقبيل امرأة غريبة عنه بمظهرها فقال متصنعا الزوق وهو ينزل كفيها عنه
أهلا يااا رباب عاملة إيه
ردت بلهفة للقاءه
كويسة يا قلبي وزي الفل انت بقى مبتسألش عليا ليه ولا بتيجي تزورني دا انت وحشتني اوي يا ميدو ولا انا مواحشتكش
هتفضوا كدة واقفين في المدخل ما تتدخلوا ورحبوا براحتكم ببعض .
اشرق وجه رباب بالحماس تنتوي سحبه معها للتحرك للداخل ولكن ميدو لم يعطيها فرصة فقد ابتعد عنها قبل أن تلامسه وقال باعتذار
معلش يا جماعة خلوها وقت تاني انا يدوبك امشي.
تمشي ليه دا انا مصدقت اشوفك.
قالتها بلهفة ولكن ميدو كان حازما
معلش بقى يا رباب بس انا لازم اروح حالا اجيب فريدة من حضانتها ميعاد خروجها دلوقتي وانا مقدرش اتأخر أكتر من كدة عن إذنكم...
قالها وتحرك سريعا حتى لا يعطيها فرصة للجدال او السؤال ولكنه استدار فجأة متابعا
التف بعدها وغادر ليجعلها تنظر في أثره عدة لحظات بصمت مذهولة حتى اتجهت لشقيقها الثاني تتمتم
يعني حتى دقيقيتين بس متخسرهم فيا دا انا مصدقتش نفسي لما شوفته قدامي وبيجري بسرعة عشان يجيب بنت كاميليا من الحضانة والبرنسيسة ولا جوزها بقى راحو فين ان شاء الله ولا كمان معندهمش مقدرة يدفعوا حق ناس تشتغل عندهم
لوح بكفه مروان يقول بعدم اكتراث
عندهم بقى ولا معندهمش احنا مالنا ما تتحركي يا بنتي بقى وادخلي اقعدي .
قالها وتحرك للداخل حتى جلس على كرسي أرجوحة يتمايل به بأريحية استفزت رباب التي تبعته لتهتف به
طبعا مستريح وأعصابك مرتاحة وانت مظبط أمورك مع الكل لا وحبيب الكل كمان.
ضحك مروان بمرحه مردا
طب وانا استفزيتك فى إيه بس يا ستي ما انتي لو واحشك ميدو صحيح تستني ليه لما هو يسأل او يجيلك ولا يعني لو كلمتي كاميليا مثلا او صلحتيها جوزك هيحن لها مثلا ويحاول.....
بس يا مروان.
هدرت بها تقاطعه بعصبية لتسقط جالسة على اريكة خلفها بوجه مكفهر جعل مروان يتراجع عن مشاكسته ليعبس وجهه مخاطبا لها
اسف لو زعلتك بس انا مكنتش اعرف ان موضوع ميدو هيأثر فيكي بالشكل ده
زمت شفتيها لتجيبه بغيظ
مش حكاية يأثر ولا يزعلني بس انا حاسة إن كدة أحسن هي بعيدة وبطمن عليها منك وانا بقى منتشرة ع الصفحات يعني تقدر تطمن عليا وتتابعني كمان.
تبسم مروان لها بخبث قائلا
برضوا مش عايزة تذكري الهدف الأساسي يا رباب وهي انك مش هتتحملي نظرة جوزك ليها
همت لتجادله ولكنه قاطعها قبل أن تبدأ
متحاوليش تنكري دي مش محتاجة زكاء من وقت ما وافقتي على كارم وانا خمنت ان دا اللي هيحصل واتأكدت بعد كدة لما شوفت بنفسي اختك مبسوطة مع جوزها وعمرها ما تشوف غيره وجوزك كمان مبسوط معاكي بس بقى... انتي عارفة!
قال الأخيرة بمغزى فهمته فقالت بشراسة
عارفة يا مروان وانت برضوا عارف اني مش هينة ومش بسكت عن حقي.
أكيد يا برنس.
قالها مروان ليتابع غامزا
بأمارة اللي عملتيه مع مرات اللوا نجيب دي بتترعب كل ما تشوفك.
تبسمت بثقة يغمرها الزهو فاستطرد شقيقها بتحذير
بس خلي بالك مش كل مرة تسلم الجرة وجوزك لو شم خبر بس باللي عملتيه.... هيبقى ياللا السلامة.
انتابها الخۏف في البداية ولكنها تمالكت بعد ذلك تقول
انا عارفة انه داهية ومش سهل بس انا واخدة احتيطاتي كويس اوي .
نهض يخاطبها
تحبي تشربي إيه بقى
من أمام المدرسة الدولية كانت تنتظر داخل سيارتها خروج الأبناء والهاتف على إذنها تتحدث به
أيوة يا جاسر انا معاك اهو........ كان لازم امشي عشان احصل ميعاد خروج الأولاد ما انت عارفني مش بامن لاي حد عليهم....... مكنتش اعرف بقى إن في اجتماع طاريء....... طب هي كاميليا وصلت ..... لا خلاص بقى انا هضطر اروح بالأولاد وانت حصلني وتعالى بالاثنين نتغدى مع بعض...... تمام انا مستناياكم اقفل بقى دلوقتي عشان الولاد خرجوا.
قالتها وهي تتابعهم بعينيها حتى دلفوا ثلاثتهم صعد زوج التوأم بضجتهم المعتادة فهتفت زهرة توقفهم
مش عايزة زن من أولها ادخلوا وانتو ساكتين سامع يا رامي سامعة يا رنا
قالتها وجاء الرد سريعا منهما
هو انا عملت حاجة يا ماما ما هو اللي بيزقني.
كدابة دي هي اللي بتستعبط يا ماما.
الټفت إليهما بوجه شرس كازة على أسنانهم
بقول مش ناقصة زن يعني مسمعش نفس ولا اسمع يا ماما دي نهائي فاهمين.
أذعن الإثنان بنظرات مبهمة زادت من استفزازها ف الټفت عنهما حتى لا تأتيها ذبحة ص درية منهما لتجد مجد متوقفا بجوار باب السيارة المفتوح في الأمام ولم يصعد لينضم معهم!
مستني إيه يا مجد ما تركب .
خاطبته زهرة وقال مجد بقلق وعينيه في اتجاه مدخل المدرسة
فريدة لسة قاعدة يا ماما
تبسمت له زهرة قائلة بحنان
هتخرج دلوقتي يا حبيبي خالها محمد هيجي وياخذها عشان مامتها وباباها في اجتماع مهم .
طب هو فينه طيب اتأخر ليه
قالها بنزق جعل والدته تطالعه بابتسامة مستترة حتى انتبهت على الدراجة البخارية الحديثة التي جائت واقتربت منهما بسائقها والذي رفع قبعة الرأس بقناعها الزجاجي فور ان توقف بها ليلقي التحية بان لوح بكفه في الهواء لهما بادلتها زهرة التحية وفور أن همت بتشغيل المحرك استعدادا للذهاب أوقفها مجد
استني هنا يا ماما احنا هنمشي ونسيب فريدة تروح ع المتوسيكل الغريب ده
القت زهرة بنظرها نحو ما يشير إليه ابنها ثم عادت لترد
وماله المتوسيكل يا حبيبي دا جميل وغالي جدا على فكرة.
تلون وجه مجدي للأحمرار الشديد لفرط انفعاله مع وقوفه في الشمس ايضا لرفض دخلوله السيارة وقال بعصبية
يا ماما انا مقصدتش على شكله ولا ماركته انا اقصد انه سريع ومش امان وانتي بقى شوفتي بنفسك سواقة محمد.
زمت شفتيها تلملم ابتسامة لحلوحة لتسأله بحسم
اه ودلوقتي انت بقى عايز ايه
رد بلهجة حازمة مسيطرة ذكرتها بوالده وهو ينضم إليهم بالسيارة
عايزك تجيبي فريدة تروح معانا يا ماما دا الأصح ولا إيه
إيه
تفوهت بها وهي تنزع حزام الأمان عنها وتترجل من السيارة وتتركها ذاهبة نحو محمد الذي كان خارجا بفريدة من المدرسة ف اعترضت طريقه تتحدث معه وظل مجد يتابعهما من مقعده يفرك كفيه ببعضهما بتوتر حتى تهللت اسايريه برؤية قطعة السكر الجميلة وهي تمسك بكف والدته حتى فتحت لها باب السيارة الخلفي لتنصم مع التوأم وكان اول كلماتها
هاي يا مجد .
رد على الفور بابتسمة انارت وجهه واظهرت جمال ملامحه بغمازة الدقن التي ورثها على والدته
هاي يا ديدا.
زهرة وانتي اتخذت مكانها خلف مقود السيارة
كدا نقدر نروح صح
أومأ لها برضا لترفع حاجبا مستغربا ثم تحركت بالسيارة تغمغم
وعشان كمان نحصل اخر العنقود الأستاذ ظافر خليفة جدو عامر في الملاعب وحبيب لميا.
توقفت بسيارتها أمام المشفى المقصود وترجلت منه سريعا بهاتفها الذي كان على وضع الصامت في الساعة التي كان يهاتفونها ليخبروها بما حدث ولكنه الان لا ينزل من على أذنها وهي تتواصل كل دقيقة لمعرفة الجديد من وقت أن علمت بما فعلته شقيقتها بنفسها وهي ليست على وضع يؤهلها لفعل أي شيء بشكل سليم تذكر أنها ركضت بعد سماع الخبر لكن كيف تمكنت بالوصول إلى هنا وكيف قادت سيارتها لا تعلم.
وصلت إلى القسم الموصوف لتفاجأ بعدد كبير من الجيران والأقارب ومعهم هذا المدعو أبراهيم جالسا بجوار والدته يرمقها بنظرات حاقدة حانقة ووالدته تزم شفتيها بامتعاض وكأنها كانت عدو لهما
شهد.
هتفت بها رؤى وهي تخرج من إحدى الغرف واتجهت إليها شهد سريعا لتسألها
إيه الأخبار وإيه اللي حاصل دلوقتي
ردت رؤى بأعين باكية لا تقوى على النظر في عيني شقيقتها
الدكاترة لحقوها والحمد لله وهي دلوقتي بتتكلم مع الظابط اللي بيحقق معاها
سألتها شهد بدهشة
ظابط إيه اللي يحقق معاها
ابتعلت رؤى تجيبها
دا إجراء روتيني بتقوم بيه المستشفى لا يكون في الأمر شبهة جنائية.
أومأت شهد برأسها بتفهم لتسألها
هو انا ينفع ادخلها
حركت رأسها برفض قائلة
مينفعش غير لما يخرج الظابط امي معاها جوا .
عادت لتسألها مرة أخرة
طب انتي متأكدة انها كويسة
والله كويسة كويسة والله يا شهد.
رددتها رؤى بحرج وتعب وعينياها تتابع عدد البشر التي اتت معهم من الجيران والسبب هو صړاخ والدتها بعد ان تفاجأو بفعلة أمنية وبمشهد الډماء التي كانت تغطى مرفقها واطرقت تحاول أن تأخذ جانبا لها تود لو تنشق الأرض وتبتلعها أما شهد والتي كانت متفهمة لشعور شقيقتها فقد تماسكت ببأس أمام العيون المصوبة نحوهن تتجاهل نظراتهم حتى لا تستشف منها ما يزيد على الضغط عليها تحاول السيطرة على كل مشاعر سلبية داخلها حتى تطمئن خرج الظابط من الغرفة واتجهت على الفور شهد لتدخل خلفه حاول بعض الجيران اللحاق بها ولكن رؤى منعتهم بحجة الزحمة وتعليمات الطبيب أما شهد وحينما دخلت للغرفة وجدت نرجس على حالتها في البكاء الصامت والولولة وأمنية مستلقية على سريرها الطبي ذراعها ملتفة بالأربطة الطبية