رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
العمل بهذا القسم وتذهب إلى أين ليس لديها معرفة بأحد ولا تريد الأختلاط بأحد غريب يناسبها العمل هنا ولا تشعر بأدنى رغبة في تركه
سكتي ليه
سألها مراقبا كل همسة منها لمعرفة رد فعلها والذي بدا على تجهم ملامحها لتقول بتماسك
انا قولت من الأول مستر شادي حر في أي شيء يعمله حتى وانا شايفة اني مقصرتش.
قالها عدي بمقصد ليذكرها انه هو صاحب القرار ومن له حق التصرف وليس هذا المدعو شادي.
عدي باشا!
قالها الاخر وهو يلج الغرفة بخطوات مسرعة كعادته فالټفت صبا إليه بنظرة متلهفة وكأنها كانت تنتظر مجيئه ورد عدي
انا كنت بمر جمبك يا شادي وجيت اسألك عن اخر ترتيبات الحفل.
حاجات بسيطة اوي هي اللي فاضلة يا فندم ودي خاصة بترتيب الحضور وحجز تذاكر الجمهور وانا عامل ملف عشان اطلعك على اخر المستجدات.... اا ثواني هجيبهولك.
وقالها وتحرك خلف مكتبه ولكن عدي اوقفه
ابعتهم ورايا يا شادي انا مستنيك في الريسيبشن ولا ابعتهم مع المساعدة بتاعتك احسن.
يا ساتر على تقل دمك... إيه ده
الټفت نحو رئيسها لتجده يلملم في وضع اشياءه في الحقيبة السوداء لتسأله بفضول
أنت بتلم حاجتك ليه
اجاب وهو يحكم إقفال الحقيبة
رحمة اتصلت بيا من شوية بتقولي ان امي تعبانة ونقولها المستشفى انا وكلت حمدي يتابع بدالي عشان اروح احصلهم حالا دلوقت.
طب استنى انا كمان جاية معاك.
وشغلك يا صبا والملف اللي عدي عزام عايز يشوفه
ردت غير مبالية وهي تتناول حقيبتها وهاتفها
انت مش قولت انك وكلت حمدي يتابع بدالك خلاص بقى خليه يوصله بالمرة.
بعد قليل
وعلى كرسيه المفضل في الركن الذي اتخذه ملكية خاصة له كان جالسا يرتشف قهوته يدعي العمل على حاسوبه وعقله يسبح في بحر العيون التي سيطرت على مركز الرؤية لديه فلا تمكنه من مشاهدة الارقام او الأشخاص او العالم الذي يدور كخلية نحل من حوله
التف إليه يجيب بحدة
نعم! عايز ايه يا حمدي
تحمحم الأخير بحرج وهو يدنو ليناوله الملف المطلوب قائلا
حضرتك دي البيانات اللي انت طلبتها شادي كلفني اجيبهالك عشان هو خرج مستعجل.
شوفته.
هتف بها سريعا ليتابع پغضب
ولما هو خرج مستعجل واستئذن منك مبعتش المساعدة بتاعته ليه ولا هي كمان عندها مشوار مهم عشان تخرج معاه
هي فعلا خرجت معاه يا فندم اصل والدة شادي نقلوها المستشفى وهي بحكم انها جارتهم استأذنت تروح معاه.
قالها حمدي ليخرج رد عدي عليه بسخرية امتزجت بغضبه
وانت بقى الحنين مرديتش تزعل الاتنين.
تفاجأ حمدي باللهجة الحادة من رئيسه وبدون مبرر فقال بحرج
حضرتك الموضوع هنا ميخصش الحنية بس دا شيء عارض والحكاية دي أي حد فينا معرض ليها.
صك على فكه ليصرفه ببعض اللطف
وداخله ېحترق بالغيظ وقد الجمه المنطق عن صب جام غضبه فيه أو الاڼتقام من الاثنان او هي على الأخص بأن ذهبت غير مبالية به أو بأمره وكأن ليس لديه سلطة عليها أو رئيسها في العمل.
زفرة طويلة أطلقها ليغمغم بتوعد
ماشي ماشي يا صبا.
بعد مرور عدة ساعات.
خرجت من المصعد بخطوات مسرعة لتستدرك وتستدير برأسها لتهتف به من خلفها
ما تيلا بقى يا ابراهيم مد رجلك دي شوية كدة احنا أساسا متأخرين.
ناظرها بامتعاض يزيد من تمهله بتخايل في سيره ليقول باعتراض
متأخرين بقى ولا كنا مجيناش اصلا احمدي ربنا اني وافقت اجيبك وكمان اجي معاكي عشان انا راجل وابن اصول .
ابتسامة ساخرة خرجت منها بمرح لتردف بمغزى
لأ فيك الخير يا سي ابراهيم.
توقفت لتكمل هامسة بمغزى
اللي يسمعك بتقول كدة يقول ان انت جاي من نفسك مش بعد محاولات من الزن على راسك لما نشفت ريقي وبرضوا موافقتش غير بعد ما أخدت حق التوصيلة.
قالت الاخرى بغمزة ضاحكة ليلتف الاخر يمينا ويسارا ليخاطبها بحذر
خلي بالك يا بت من كلامك احنا في مكان عام يعني مش ناقصين عبط.
أنا عبيطة! ماشي يا ابرهيم .
قالتها لتسبقه بخطواتها المسرعة حتى كان جس دها المكتنز يهتز أمامه في طقم الخروج الذي ترتديه ليظل هو يمهل بالخطوات خلفها متعمدا مغمغما بمصمصة من شفتيه
الحاجة الوحيدة اللي عجباني فيكي!
وفي الجهة الأخرى
خرجت مجيدة من المصعد المقابل تستند على ذراع امين الذي أتى بصحبتها مذعنا لإلحاحها بعد أن اصرت على المجيء.
هو دا الدور اللي فيه اؤضة شهد
أجاب على مضض وعينيه تجول يمينا ويسارا
هو دا الدور فعلا يا ست ماما بس انا بقى مش عارف اوضتها في اي جهة عشان ابنك المحروس مقليش ان المستشفى كبيرة كدة.
قالت مجيدة مدافعة
يا بني هو في إيه ولا ايه بس دا يا حبيبي بيتكلم بالعافية.
توقف بها ليقول بتذمر
اه يا ست الكل هو يتاثر ويزعل وانا بقى اللي اشيل واعطل نفسي في اللف والدوران يعني هما كان من أهلنا.
ڼهرته مجيدة تلكزه بقبضتها وتقول بتوبيخ
بس يا واد متقولش كدة ربنا ما يجيبها لحد يارب قريب ولا غريب وان كان على اخوك اتصل بيه وخليه يجي ياخدنا هي مش صعبة اوي كدة يعني.
زفر أمين يتناول الهاتف بضيق ليتصل على شقيقه
وفي غرفة شهد
وبعد أن خرج حسن ليستقبل شقيقه ووالدته كانت هي تتلقى العناق والقبلات من شقيقتها بجمود وعدم راحة
الف سلامة عليكي يا اختي والله ما تعرفي انا كنت زعلانة قد إيه ولولا ابراهيم كان وراه شغل مهم لكان جابني قبل امي واختي كمان.
القت شهد بنظرها نحو الاخير والذي كان واقفا بالقرب منها لتردد بعدم تصديق
كان وراه شغل!.... ومهم كمان
رد إبراهيم رافعا رأسه أمامها بزهو يدعيه بكذب
اه امال ايه انا كان ورايا مصلحة مهمة بعملها مش صايع يعني ولا فاضي.
رمقته شهد بنظرة كاشفة أثارت حنقه من الداخل فتدخلت نرجس بمداهنة
سميرة اختي على طول بتقولي انك مشغول روح يا بني ربنا يفتحها عليك انت وكل الشباب اللي زيك.
خطفت شهد نحوها نظرة سريعة يائسة قبل أن تتجه نحو شقيقتها الصغرى والتي كانت بركن وحدها تقف متكتفة توزع انظارها نحو الثلاثة بسخط صامتة فهمت عليها شهد لتخاطبها
انتي يا حلوة واقفة بعيد عني ليه مش تيجي كدة جمبي ولا انتي خاېفة اني اعديكي
قالت الاخيرة بتفكه جعل الأخرى تضحك مستجيبة بمرح لتردد وهي تقترب منها
ايوة بقى واتعدي كمان من طبعك ومدام هتبقى عدوة يبقى نخليها شامل كمان بالشكل عشان اخد حلاوتك وجمالك.
جذبتها من كفها لتتلقفها بعناق مرددة
دا انتي اللي قمر واحلانا كلنا يا اخر العنقود يا سكر معقود انتي.
عوجت أمنية ثغرها بزاوية وهي تشيح بوجهها عنهن لا تطيق هذه اللحظات المستفزة من هن التقت عينيها بابراهيم الذي فهم ليناظرها بتشفي وكأنه يخبرها بحجم المحبة الفارق بين الشقيقتين وهي المكروهة منهن وبينهن كانت تقف نرجس لا تفقه ولا تعي بحديث الأعين الدائر بحدة ولكن شهد بفطنتها لم يفتها ذلك فسألت تجفلهما
مقولتيش يعني التقيتوا ازاي عشان يوصلك استناكي برا في الحارة ولا روحت انتي بيت خالتك ومشيتي معاه ولا....... مش معقول يعني يكون طلعلك البيت.... ولا طلع
على الفور نفت أمنية بهز راسها وهي تخفي ارتباكها بالھجوم المضاد
لا طبعا مطلعش جرا ايه يا شهد دا مبيدخلش البيت وانتو قاعدين هسمحلوا ان يدخل وانتو غايبين ما تخلي بالك من كلامك الله.
اضاف هو ايضا وقد اعجبه قولها
يمكن فاكراني ناقص ولا قليل أصل
صمتت شهد ولم تريحهم بأي رد فعل بل اتجهت نحو شقيقتها الصغرى سائلة
وانتي بقى يا ست رؤى قوليلي عرفتي ازاي تروحي لعبد الرحيم عشان يوصلك
همت تجيبها رؤى ولكنها توقفت على طرق باب الغرفة وحسن يطل برأسه يقول باستئذان
والدتي جاية مع اخويا تشوفك يا شهد ممكن
اعتدلت بجذعها لتردد بترحيب
اه ممكن وممكن اوي كمان خليها تدخل تعالي يا ست مجيدة.
ابتعد حسن عن المدخل ليفسح الطريق لوالدته التي ولجت بابتسامة مشرقة من القلب تردف التحية
مساء الفل يا قمري.
مساء الفل يا ست مجيدة اتفضلي.
تقدمت إليها ټحتضنها بحنان قبل أن تجلس على طرف التخت مرددة
الف سلامة عليكي يا قلبي.
هذا القلق مع دفء المشاعر التي كانت تصدر منها بصدق وصل لشهد حتى خرج صوتها ببحة مچروحة من العمق فكيف للمحروم مهما بالغ في اعتزازه بنفسه او التغاضي الا يتأثر بلمسة حانية من القلب
الله يسلمك يارب يا ست مجيدة متحرمش منك.
يا حبيبتي ولا منك دا انا من وقت ما سمعت من حسن باللي حصل وانا لا على حامي ولا على بارد وكنت هتجنن وانا منتظرة حد من الولاد يجيبني عندك وما صدقت أمين وصل من نبطشيته قومت ساحباه من قبل حتى ما يغير هدومه.
اضاف الاخير على قولها
ولا حتى ادتني فرصة اكل لقمة.... المهم بقى الف سلامة عليكي.
تمتمت شهد بإحراج
الله يسلمك يا حضرة الظابط مكنش فيه لزوم للتعب.
مين دا اللي ظابط
سأل ابراهيم قبل أن يلتفت إليه حسن يجيبه
اخويا هو اللي ظابط وانا الباشمهندس حسن اللي شغال مع المقاول شهد ودي الست والدتي وعلى فكرة بقى احنا حضرنا خطوبتك.
تدخلت نرجس بتذكر
ايوة صح انا فاكرة الست مجيدة لما جت سلمت عليا وباركتلي ازيك يا هانم عاملة إيه
قالت وهي تدنو من مجيدة بترحيب مبالغ فيه وتعرفها على ابنتيها رؤى والعروس أمنية والتي كانت مزبهلة بغباء لفت انتباه ابراهيم الذي لكزها يهمس بتحذير
مالك يا بت متنحة كدة ليه ما تظبطي كدة واتعدلي.
أجابت بهمس هي الأخرى مستغله انشغال والدتها في الحديث مع الأغراب واستئذان الظابط امين ليتناول شيئا ما في الخارج قبل ان يعود ليغادر بوالدته لتقول وانظارها نحو المتبقي
معلش يا ابراهيم بس بصراحة انا متفاجئة من السهونة اللي ساكنة معانا وهي متصاحبة على ناس نضيفة كدة وعاملة علاقات معاهم يخربيت
كدة ايه الحلاوة دي
لفظت الاخيرة بحماقة جعلت الاخر يحدجها بنظرة ڼارية يتمتم من تحت أسنانه
بتعاكسي في الرجالة قدام عيني يا بت الجزمة وحياة امك لاربيكي عليها دي.
قالها وتحرك مغادرا دون استئذان ليصفق الباب خلفه پعنف جعل جميع من في الغرفة ينتبهون قبل ان تجفلهم الأخرى بقولها
يا نهار اسود دا باينه خد على خاطره مني عن اذنكم بقى يا جماعة براهيم يا ابراهيم.
غادرت هي الأخرى لتترك الجميع يتطلعون في الباب المنغلق باندهاش قبل ان