رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
أسنانه التي كان يكز عليها بغيظ تمتم هامسا
وطي صوتك شوية يا حج عابد الزباين على باب الوكالة داخلة طالعة مش كل مرة تسمعهم كلامك ده
نعم يا خويا وانا بقول ايه بقى هو انا شتمتك انا بس برد على سؤالك واعلق على سؤال امك عنك كنت فين ياد تغيب وتختفي ومحدش يعرفلك طريق دا بدل ما تمسك ولا تشيل الدكان اللي مشغل فيها الغريب عشان معنديش اللي يسد عني وكأني مخلفتش.
يابا متحرقش دمي الله يخليك انا مش عايز ارد ولا اتعصب عليك قدام الناس ولا هي حكاية وكل يوم هنكررها كل يوم اقولك مليش انا في شغل العطارة والكلام اللي ميجبش همه ده لزومو ايه بقى التقطيم ده
عندك حق مالوش لزوم اللت ولا العجن في موضوع منهي اساسا الضړب في المېت حرام اساسا المهم بقى يا غالي قفل عن كلام الهبل اللي ېحرق الډم انا مش ناقص ضغطي يعلى ع الصبح بتتنكر لكار ابوك وتقول ميجبش همه على اساس ان الصياعة هي اللي هتجيب الفايدة معاك..
هتف بها ابراهيم مقاطعا لينهض پعنف جعل الكرسي يرتد للخلف
وهو يتابع
انا ماشي وسايبهالك خالص عشان تستريح.
مصمص عابد خلف ظهره يغمغم بكلمات مسموعة ومعلومة لأذن الاخر من كثرة سماعها
هو دا الي فالح فيه تاكل وتشرب وتقعد ع القهوة بخيبتك التقيلة وخيبتني انا قبلك في الخلفة اللي تعر قال اسمه واد وشايل اسمي قال! يا ريتها كانت خلفت دكر بط احسن منك اه لو كانت شهد هي اللي بنتي اهو دا الخلف صح بت لكن بمية راجل من عينتك.
المحروسة وسيرة المحروسة مش هخلص انا من الذل ده بسببها يكش تولع هي وكل اللي له صلة بيها عشان اخلص منها وسيرتها بقى .
كل دا مع البنت دي يا ميرنا بتعملي إيه معاها دا كله
هتف نحوها فور ان ولجت اليه بداخل الجناح الخاص به بنبرة حادة أجفلتها في البداية قبل ان تستدرك سريعا لتجيبه بمهادنة
استشاط غيظا ليصيح بها وهو يضرب بكفه على ذراع الكرسي الجالس عليه
انا قولت صبا صبا مش الزفتة دي ما لي انا بيها دي.
ردت تدافع بتبرير
ايوة يا باشا عارفة والله عارفة بس ايه اللي هيجيب رجل دي غير دي.
يعني إيه
سألها باستفهام وجاء ردها بلكنة تزيد من هدوئها لامتصاص غضبه
ردد خلفها بتتفكير
يعني مش ساهلة لأي حد!
دا اللي انا شوفته وفهمته من حكاوي صاحبتها عنها لكن بقى الله اعلم مش يمكن تكون هي بنت واعية وبتعرف تخبي امورها انا اعرف بنات كتير اوي من العينة دي.
عاد لانفعاله مرة أخرى يهدر
هي فزورة! ما تخلصيني يا بقى ميرنا في الموضوع ده ولا انقلها انا عندك واريح دماغي .
رددت من خلفها ضاحكة وكأنه قال مزحة
تريح فين يا باشا دي اهلها صعايدة وقبلوا يوظفوها هنا بالعافية بوساطة من جارهم اللي اسمه شادي اللي حسب ما سمعت انهم واثقين فيه
صمت وصوت انفاسه الحاړقة تهدر بصخب لينهض عن كرسيه يعطيها ظهره لقد شعر من البداية انها مختلفة حتى جمالها مميز عن غيرها وكأنه يخصها وحدها وهذا ما جذبه نحوها ولكنه في المقابل يكتشف كل لحظة مدى صعوبة القرب منها رغم انها أمام عينيه وتعمل تحت امرته ولكن وضعه يقيده عن الاقتراب منها يعلم مدى صعوبة ما يدور برأسه وما يريده حتى التعارف البسيط لا يجد له فرصة أيضا معها.
ما تشغلش نفسك يا باشا اكيد هنلاقي معاها.
التف إليها سائلا
عندك الطريقة.
لأ بس كل حاجة بتيجي مع الوقت وانت عايز كل حاجة في يوم ولا يومين الصبر شوية يا باشا...
قالتها لتكمل بمغزى
وعلى ما يحصل اللي انت عايزه احنا برضو تحت امرك يا باشا ودايما جاهزين.
صمتت تناظره بإغواء وكفها ارتفعت لتلامس ساعده العريض من فوق قماش قميصه نزعه سريعا يقول بضيق
اطلعي يا ميرنا وسيبني دلوقتي.
همت ان تجادل ولكنه اوقفها
بقولك اخرجي يا للا انا عايز اغير هدومي ورايا شغل مهم .
ابتلعت صډمتها في اول رفض منه لها لتذعن لأمره وتخرج على الفور وبداخلها شعور متعاظم انه لن يكون الاخير مدام عقله قد تعلق بهذه الفتاة.
كنتي حلوة اوي النهاردة بلبس الرياضة
تجنني
اكيد قريتي تعليقي على المنشور النهاردة واستفزك زي ما استفز العديد من معجبينك واللي دخلوا شتموني كالعادة بس انا برضوا هفضل انتقدك لحد ما تردي زي المرة اللي فاتت
ردي
عارفك متغاظة ومخنوقه مني بس انا برضوا مش هسكت ما هو انا ميتحرقش دمي لوحدي انا بغلي من جوا كل ما افتكر عدد الناس اللي بتتفرج على المكشوف من جس مك أو جو هدوم لازقة فيه او محدداه
انا بغير بغيييير
جوزك الغبي مييفهمش معني الكلمة دي
إلى هنا واكتفت من القراءة لنص العدد من الرسائل التي يبعثها هذا المعتوه ينقدها على العام وفي الرسائل يتحفها بكم الرسائل الملتهبة منذ أن أخطأت وردت في اول مرة وهو لم يكف بعدها حتى بعد الحظر دخل اليها من حساب اخر انه جيد جدا في التكنولوجيا وهي ضعيفة عن حتى عن الرد بقسۏة او تكرار الحظر لا ترد ولكن تشاهد رسائله بفضول قاټل يتغزل بها يظهر غيرته الشديدة عليها حتى من الملابس التي ترتديها يشبعها كلمات من الغزل لا تجدها من زوجها سوى في الأوقات الحميمية لا تجدها منه بدون عرض لا تجدها من اجل العشق او الحب الخالص.
كم هي تعيسة فهذه الكلمة بمعناها الحرفي تبتعد عن محيطها منذ سنوات من وقت ان ضحت بأسرتها وشقيقتها من أجله.
سرحانة في ايه
انتفضت مجفلة على فراشها الذي كانت مستلقية عليه بنصف نومة وقد قطع صوته الحاد شرودها اجلت حلقها لترد التحية وهي تعتدل بجذعها قليلا مبعده الهاتف للناحية الأخرى من التخت
مساء النور يا حبيبي.
بوجه جامد متجهم كان يخلع سترته ثم جلس ليقول وهو يخلع الحذاء ايضا
جهزي نفسك بعد يومين عدي عزام عامل حفلة كبيرة للفندق بمناسبة مرور خمسين سنة على انشاؤه الحفل هيحضره نجوم المجتمع والفن.
بس انا محدش بعتلي دعوة
هتيجيلك
قالها باقتضاب وهو ينهض ليفتح في ازرار القميص الأبيض بملامح متعبة وكأنه يقاوم النوم وعقبت هي
طيب انت جاي تنام ولا اخلي الشغالة تحضرلك الأكل
اشار بكفه متمتما
انا داخل اخدلي شاور وهطلع اغير البدلة عشان عندي مشوار مع عميل مهم.
اوقفته قبل ان يصل لحمام الى غرفته
كارم هو انت شوفت الفيديو اللي نزلته النهاردة ايه رأيك في اللي كنت لابساه
التف إليها بملامح نزقة يجيب
ماله اللي كنتي لبساه جميل يا رباب جميل.
انهى كلماته استدار نحو وجهته على الفور لتظل هي على تختها بتفكير في عبارة قرأتها منذ قليل وما زالت تتكرر في عقلها
انا بغير بغيييير
جوزك الغبي مييفهمش معني الكلمة دي
على سطح مكتبه وصنية صغيرة وضعها فوقه كان يتناول من اطباقها الطعام وعينيه في الناحية الأخرى لا تمل من مراقبتها مستغلا تركيزها في العمل والذي انساها طعامها هي الأخرى
افطري يا صبا الشغل مش همشي.
ردت بإصرار خاطفة نظرة سريعة نحوه
انا من الأول جولت مش جعانة كمل انت فطورك.
وانا جيبت أكل يبقى من الزوق انك تقبلي ومتكسفنيش.
استطاع بجملته البسيطة التأثير بها لتتوقف عما تفعله والټفت إليه تقول بحرج
مش موضوع كسوف والله بس انا محبش اكل برا البيت
بابتسامة خفيفة زاد على قوله
بس انا سيبت كل حاجة وجيبت اكل ليكي وليا يعني ع الأقل قدريني ودوقي منه واستطعمي ولا انتي مبتحبيش أكل الشيف منصور
التمعت
عينيها لتشير بسبابتها نحو اطباق الطعام أمامها
دا بجد يعني الأكل ده بتاع الشيف منصور فعلا
اومأ لها بأجفانه مشجعا
ايوه هو فعلا دوقي بقى وقولي رأيك عشان لو عندك انتقاد اروح ابلغه وافرح فيه.
بابتسامة رائعة تشجعت لتتناول بالملعقة الصغيرة احد الاصناف المشهورة عن الرجل وبداخل فمها استطعمت بها لتقول بمرح
جمييل تسلم ايده بجد!
ختمت لتتبعها بعدة معالق بعدها تتلذذ بالطعم الرائع وتدخل بقلبه هو البهجة برؤيتها لتقبلها لشيء منه كما انها اصبحت تهديه بعض مفرادتها الجنوبية بدون ان تقصد.
بعد لحظات رفع رأسه إليها يسألها
صبا هو انتي اتعرفتي على مودة دي ازاي وهي جيرانا في الشارع التاني
أجابت بهزة من كتفيها
متعرفتش دي هي اللي عرفتني بيها بعد ما جينا وسكنا في المنطقة كانت شغاله في محل هدايا وأدوات مكياج وانا كنت بشتري منها مرة في مرة الكلام اخد بعضه وزادت معرفتي بيها خصوصا لما بجت تزورني في بيتنا.
طب وانتي مالك بالمكياج هو انتي محتاجة
غمغم بصوت خفيض قبل ان ينتبه لسؤالها
لكن انت بتسأل ليه
تحمحم بصمت لحظات بتفكير وهو يتلاعب في طعامه قبل يحسم قائلا
مش عايزة ابقى بحشر نفسي بس انا بصراحة مستغرب صدقاتكم فرق الشرق والغرب ما بينكم وانا هنا مقصدتش الشكل ولا التعليم انا اقصد الشخصية نفسها...
ما لها الشخصية
سألته بتوجس ليجيبها على الفور وبدون تردد
خفيفة يا صبا مش تقيلة بتعرف توزن الأمور زيك اي حد يكلمها تهزر معاه وتاخد عليه بسرعة فهماني يا صبا
فهماك والله.
قالتها بنبرة اسعدته بداخله وأضافت
يمكن عشان تربيتها وحيدة وشغلها اللي نزلته من وهي صغيرة هي طيبة بس عايزة اللي بوجها وانا بحاول والله دايما اصل بحس اني مسؤلة عنها....
قاطعها بحدة
مفيش حد مسؤل عن حد يا صبا انتي صاحبتها وواجبك أنك تنصحيها وبس خدت بالنصيحة يبقى تمام مخدتش يبقى مع نفسها بقى وتشوفي انتي نفسك بعيد عنها ماشي يا صبا.
نصيحة لها بهذه الطريقة لم يكن في مخططه لكن ما فاجئه وأسعده هو انها تقبلت لتوميء له برأسها ولم تعترض على تدخله
على الطاولة المميزة في المطعم الفاخر وبعد انتهى من المفاوضات مع العميل الأجنبي وشريكته كانا يتناولان معهما عشاء عمل ومائدة ارتصت عليها العديد من الأصناف ببذخ واسراف في جانب وحدهم استغل كارم انشغال الرجل مع شريكته لينفرد بالاخر وحديث بالهمس
مالك وشك مقلوب من اول القعدة
زفرة ساخطة كتمها الاخر بصعوبة ليجيب الاخر وفمه بلوك الطعام بغير شهية
مخڼوق وقرفان وحضرت المقابلة دي غصبن عني عشان تعرف.
خطڤ كارم نظرة نحو الشريكين فالتقت انظاره بالمرأة التي شيعته بابتسامة وهي ترتشف من كأسها