وتين بقلم ياسمين الهجرسى
انت في الصفحة 37 من 37 صفحات
ماهو مش بعد العمر ده هبعد عن ولادى واحفادى
ولاني كنت متوقع ان ده هيحصل واكثر منه كمان في يوم من الايام كان لازم اجمعكم ببعض عشان ميبقاش حد بعيد عن التاني
وقبل ما اي حد فيكم يعترض صمت قليلا يتطلع الى الجميع بنظرات ثاقبة
هسألكم سؤال لازم تجوبوني عليه نظر له الجميع بتسأل وحيره
ايه اكثر حاجه بتفرق في حياه الانسان
ابتسم يعقوب بحزن قائلا
الرضا يا جدي
لان لو الانسان عايش راضي هيعيش سعيد ودي اهم حاجه في الحياة هي الرضا
ابتسم الجد بهدوء وهو ينتظر الاجابه من الجميع
فرت دمعة شارده من عين يونس وهو ينظر الى صفا قائلا
الحب
عن اي سلبيات في حياتك كنت بتعملها وممكن تبعد الشخص ده عن حياتك دي اكثر حاجه مهمه في حياه الانسان الحب يا جدي
علمت صفا ان مغزي الحديث موجهه لها وأنه اختار تغيير حياته من اجلها
ابتسمت له بسعادة جعلت قلبه يطمئن لهذا العشق الذي ملئ قلبه وفاض
النجاح يا جدي
لانه الحاجه الوحيده اللي بتخليك تحس انك عايش ولك قيمه وسط المجتمع تخلق لنفسك كيان بيجبر الكل انه يحترمك هو ده اهم حاجه في الحياه النجاح يا جدي
هزت صبا رأسها وتكلمت پألم وۏجع لما عاشته في الماضي
لانه بيخليك تعيد حساباتك في كل حاجه من اول وجديد وقد ايه انت كنت غلطان وبتتغاضى وبتتنازل عن حقوق لك وعن سلبيات وتجاوزات بتحصل في حياتك بتوصلك لطريق واحد وهو انك بتفشل في كل حاجه عملتها
بس للأسف بتكون فوقت متأخر وهي دي اهم حاجه في حياه الانسان انه ما يفشلش يا جدي
شعرت كريمة بوخزه في قلبها جعلتها تتمني ارجاع الماضي لحمايه ابنتها من هذه التجربة التي خلقت خړاب بداخلها
الأمان ياجدى
لأنه الحاجه الوحيده اللي بتخليك تقدر تكمل لان الطرف اللي انت عايش يحميك بكل ما يمتلك من قوه وانك امانه مش ناقصك حاجه من غيره هي دي يا جدي اهم حاجه في الدنيا
الامان اللي بنعيشوا مع اللي بيحبونا ودا اللي بيخليك تكمل
وقف جلال بثقته المعروفه عنه والغرور الملقب به ولاكن غلب عليه قلب الأب القلق علي ابنه
كل اللي انتم قلتوه ده حلو ومهم جدا في حياتنا ما نقدرش نستغنى عنه ولا نعيش من غيره
بس اكثر حاجه فعلا بتفرق في حياه الانسان هي المسؤوليه
لانها لو كانت جبل لازم تقدر تشيلها وتكون قدها عشان اللي معك يحس بالامان
وحول نظره لهم وأشار عليهم وهو ده اللي عمله راكان
اتحمل المسؤوليه وكان قدها وكان ركن أساسي في حياه كل واحد فيكم الا حياتي انا
تجمعت الدموع في عينيه وبسط يده و وضعها علي زراعيه اهتز جسد راكان يرتعش من الصدمه
هذه اول مرة والده يقترب منه ظل راكان ينظر له بنظرات زائغه
حل الصمت بين الجميع رتب علي كتفه قائلا
انت اللي عملته هو الصح انت كنت سبب في ترابط العلتين ببعض وان كان على الكلام اللي قالهولك ابوك احمد قاله من وري قلبه لانه حزن من اختفائك وبعدك عنه
وانه كان سايب لك مسؤوليه اخواتك ورامي عليك حمل المجموعه فجأه حس انه وحيد وان الامان اللي عاش وهو متطمن على اسمه وعائلته وحياته و
فجاه اكتشف ان ظهره مكشوف
وحياتة هاتنهد فوق دماغه لأن الركن الاساسي اللي في حياته ما بقاش موجود
ولما جوزك بنته وتين كان قاصد يربطك بالعيله
وأشار الى احمد هتلاقي في عيونه بيهرب منك وقلبه بيتقطع على كل اللي قالهولك وعلى فكره ده كان اضعف عقاپ منه
ليك وزي ما جدتك دائما بتقول العتاب على قد المحبه
شق صوت احمد سكون الصمت الذي كان يسيطر على الجميع قائلا
مين قال لك يا جلال ان كل اللي انا قلته قلته من وراء قلبي انا فعلا مصډوم فيه انا فعلا تربيتي فيه خابت خده عيد تربيته ثاني يمكن يبقى راجل
اڼصدم الجميع من صوت راكان قائلا بصوته الا جش الذي جعل ابرار ينقبض قلبها هل جاء اليوم التي لم تتخيله في حياتها ويقف الابن والاب أمام بعضهم دفنت وجهها بين كفيها
خطي خطوتين من أمام جلال وقف امام احمد قائلا بصوت خرج حزين
مهما قلت وعملت فيا ما اقدرش اتكلم ده حقك عليا وانا موافق انك تعيد تربتي من تاني
حضرتك مش محتاج حد يربني بس لحد ما اتربي محدش يلزمني من بيت الشاذلي غير مراتي اللي بتطلب مني الطلاق ولسه مش عدى ساعه علي جوازنا
وامسك يدها وهي في حاله صډمه تقف هشه ضعيفه لا يعرف ما يدور داخلها غير الله
مرر نظره بين الجميع هاتفا الى تخصني هنا هي مراتي وسحبها وهي صامتة لا تتفوه بكلمة وخطى خطوتين
توقف على صوت جدته التي جعلته يقف متصنم ادار جسده ينظر لها بۏجع
وهي تقترب منه بخطوات ثقيله نظرا لتقدمها في العمر وامسكت يده وهي تضغط عليها وتنظر الى الجميع هاتفه
انا مش عايزاك فى يوم ثقتك تتهز فى ابوك احمد
هو اللي رباك وتعب عليك هو اكتر حد مهما قسي عليك بيحبك وعاوز مصلحتك
فرت دموعه قائلا بۏجع
ما انا يا جدتي كنت حاطط ثقتي كلها فيه وكنت راجع وانا واثق انه الوحيد اللي هيحتوتي طلعت غلطان
ابتسمت
بۏجع على حاله اسمع يا حبيب قلب جدتك واحفظ كلامي كويس حب مراتك واخواتك واصدقائك وبر امك وابوك طيع جدك وجدتك حط ثقتك فيهم لان هم دول اكتر ناس في الكون هتخاف عليك هما جذورك هما عونك بعد ربنا وقبل كل ده تثق في ربنا ساعتها اعرف انه هيقدر لك الخير حيث كان
انحنى يقبل راسها قائلا ونعم بالله بس دا صعب اوي يا جدتي في الوقت دا وثبت نظراته علي والده احمد قائلا
انا همشي عشان تعيشوا من غيري حياه هاديه ومرتحين
واعطاه ظهره واطبق علي كفها لكي يغادر اوقفته مره اخرى اعتراض والدته كريمه له
وقفت أمامه واحتضنت وجه بين كفيها تهمس له
حط ثقتك فيا انا منتظراك من كااام سنه بمۏت في اليوم كااام مره عشان انت بعيد عني كنت محرمه الفرح علي نفسي كنت محرمه اي اكله بحبها اي مكان برتاح فيه عشان معرفش انت عايش محروم من ايه في حياتك ليه عاوزني اعيش مېته تاني
يا ابني انا طول عمري بتمناك ونفسي الاقيك خدني معاك يا راكان مش هقدر اعيش من غيرك تاني خدني معاك يا راكان مش هقدر اطفي الڼار اللي في قلبي طول ما انت بعيد
سحبها راكان الي أحضانه وهو يدفن وجهه في تجويف رقبتها يشعر بنغزة فى قلبه على ما وصلت له امه هتف يقول
اسف يا امي علي عذابك اللي كنتي عيشه فيه بسببي من غير قصدي
ظلت تبكي وهي متعلقة في رقبته
هرول إليه صبا وصفا فتح لهم زراعيه واخذهم فى احضانه ضمهم بحنان اخوى حرموا منه يربت عليهم بحمايه يشعرهم بوجوده سكنوا داخل احضانه وهم يبكون على مرارة الفراق واللقاء
جلست ابرار بغير حياه وجدت صوره عائليه يكسوها الحب ليس لها
فيها مكان
اقترب جلال وحاوطهم بزراعيه واخيرا لم شمل العائلة حتي تحدث جلال بصوت يحمل الرجاء وهو يمسك كف كريمه سيبيه ياخد مراته ويتفهموا سوي ولما يرجعوا اوعدك اننا نعيش معاهم
ظلت تنظر لهم بعيون يكسوها الدموع وليس لها حياه سوي الخضوع لرأيه بعد أن رأت الرجاء في عيون ابنها راكان
امسك راكان يدي وتين التائهة التي تلتزم الصمت لقد تحولت من غاضبه تطالب بالانفصال الى هادئه مطيعه لا تعرف سوي البقاء بجواره
أوقفها صوت والدها الذي كان ينهرها پغضب قائلا
انتي رايحه فين من سمحلك تمشي معاه
نظرت إلي والدها والي راكان بتشتت ودموعها تنهمر بشدة ظل الجميع ينظر إليهم بحيره
فاقت علي صوت راكان قائلا
إنتي هتجي معايا تاني
أطبق راكان اكثر علي يدها كم تمنى ان يسحقها بين ضلوعه
حولت نظرها الي الحاج محمد هاتفه عارف يا جدي اهم حاجه في الحياه هي ايه
الحزن
تعرف انا اتعذبت قد ايه وحزنت علي بعده كانت اول مرحلة فيه الإنكار أنكرت كتير اني بحبه لحد ما قلبي وجعني
وبعدها جات مرحلة المساومة وان عقلي يساومني علي مكانة راكان عندي
لحد ما وصلت لمرحله تالته وهي الاكتئاب جالي اكتئاب لحد ما كنت حسه اني ھموت من غيره
واخر مرحلة الڠضب ڠضبت كتير منه ومن نفسي من تعلقي بيه وخذلانه ليا من حبي له ومن كرهه ليا
انا مش هقدر اعيش من غيره آسفه يا بابا وتقدمت وسحبت راكان وغادرت تحت صډمه الجميع من تناقض مشاعرها
ابتسمت بهذيان وهي تفكر وتهز رأسها لقد تحولت في نفس اللحظة
ظلت نظراتهم عليهم حتي اختفو من امامهم
استقامت ابرار وهي تترنح في وقفتها هرول إليها ابنائها وساندوها نظرت إلي احمد ودموعها تنهمر كشلال تهمس له بقلب ام ملتاع على فرقة اولادها
عمري ما هسامحك علي اللي عملته مع ولادي ونظرت الي ابنائها طلعوني اوضتي وتطلعت الي الجميع هاتفه بعد اذنكم وصعدت مع أبنائها تجر اقدامها پقهر بعد أن تصدع كيان عائلتها شرخ عميق ضړب اساسات ظلت طوال عمرها تبنى وتقوى الروابط بين ابنائها ليأتى اليوم التى تشهد فيه على فرقتهم
هتفت شغف انا جايه معاكي اطمن علي صحتك وهرولت وراءها
نظر الحاج محمد إلي احمد بثقه في تصرفه كأب أنا مش هحسبك في اللي انت عملته مع حفيدي بس انا ليا قاعده معاك على تصرفك ده
يالا يا حجه وانتم يا بنات سحب جلال كريمه وغادروا
كل هذا يحدث أمام هذا الجالس يقيم ما يفعله الجميع پغضب من صديق عمره الذي فقد صوابه
انصرف زياد و ورد بهدوء وظل احمد واقف بمفرده اقترب منه قاسم قائلا
اول مره احس انك مش في وعيك وأنك بتخسر إبنك وسندك ايه اللي جرالك يا احمد ليه كدا عمر ما راكان ما قصر معاك
ولا مع ولادك شالك وشال ولادك العمر كله
جلس احمد و وضع راسة بين كفيه كالجبل الذي انهار فوق رؤوس
الجميع
هو يعلم أن ثورته كانت عقاپ ل راكان علي هروبه
هبطت شغف هاتفه يالا يا قاسم ابرار نامت انا ادتلها حقنه مهدئه وهي نايمه والشباب في غرفهم
استرسلت بأسى والشجن يكسو صوتها خاللى بالك ياأحمد وتين ډخله على مرحلة اضطراب نفسى وانا هحاول اتواصل مع راكان ويطمنك عليها لان وضعها مش مريحنى ربنا يستر من اللى جاى و راكان يعرف يحتويها
اقترب قاسم وهو يربت على كتفة قوم اطلع ليها عشان لما تفوق تلاقيك
جمبها وامسك ايد شغف وانصرفوا وهو ظل جالس شارد تائه حزين
ليس المأساة فى رحيل من تحب ولكن المأساة الحقيقيه هى رحيل قلبك مع من تحب
للحديث باقيه كلمه قالوها اهل زمان العتاب على قد المحبه من نعاتبهم من نريد الاحتفاظ بهم