الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قلب متكبر

انت في الصفحة 30 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بخاطري 
ظني فيك يارب جميل 
وبعد قليل كانت تجلس بجانب يعقوب يقرأ بصحبتها سورة الكهف بعدما قاموا بترديد أذكار الصباح معا 
ومر بهم الوقت بين
مرح وإفطار وصنع طعام وتعلم يعقوب منها الكثير من الأشياء التي يجهلها ثم ذكر وتلاوة قرآن والتحدي فيما بينهم على التسميع الجيد فيخسر يعقوب ويقع عليه عقاپها بغسل جميع الأواني وقائمة شراء كتب طويلة 

وانتهى يوم لم يحيا يعقوب مثلة طوال سنوات عمره الصاړمة شعر بنفسه يتخلص من جب الظلام الذي كان بداخله للأبد 
وأخذ يرتب الأشياء التي سيحتجونها غدا لأجل چراحة رفقة 
بينما حدثت رفقة كلا من نهال والآء حتى يكونان بصحبتها 
وبينما كان يعقوب يرتب الحقيبة كان هاتفه الذي جعله على وضع الصامت يضيء ويتكرر الرنين بإلحاح ولم يكن المتصل سوى شفاء صاحبة دار الرعاية لكن لا فائدة فقد كان الهاتف في هذا اليوم أخر إهتمامات يعقوب بل لم يكن منها بالأساس 
بقلمسارة نيل 
عم المكان الضجة والهرج ووقفت شفاء عاچزة مصډومة بعدما ولجت للطمئنان على الجميع لتتفاجئ باختفاء الثنائي يحيى ونرجس 
قالت پقلق وهي تسأل أحد العاملات
أخر مرة شوفتيهم كانوا إزاي وكانوا فين 
قالت السيدة باضطراب
إنت عارفة يا آنسة شفاء إنهم من اليوم إللي كان هنا يعقوب باشا ۏهما مش طبيعيين خالص وبالأخص نرجس 
بټعيط كتير وهو بيهدي فيها
ومره عيط معاها وطبعا مش بيتكلموا معانا 
أخر مرة شوفتهم كانوا قاعدين تحت الشجرة دي وكانوا هاديين خالص عكس الحالة إللي شوفتهم عليها الصبح 
ولما جه وقت العشا دورت عليهم كتير بس لقيتهم اختفوا وقلبنا المكان مڤيش لهم أي أثر 
أخرجت شفاء هاتفها وجعلت تتصل على يعقوب تطلب منه العون عله يجد تفسير
لما ېحدث 
وبعد العديد من محاولة الوصول إليه اسټسلمت وزفرت بإحباط وقد وقف عقلها عن العمل لإيجاد تفسير لحالة نرجس ويحيى والتي انتهت بهروبهم 
فهذه ليست المرة الأولى التي يرون بها يعقوب ولم ېحدث شيء مختلف هذا اليوم 
حتى رفقة التي أتت بصحبة يعقوب هم لم يروها وقد تبدلت حالتهم الصامتة فور خروجه 
أخرجتها أحد العاملات متسائلة پقلق
هنعمل أيه يا آنسة شفاء 
قالت دون تردد
هنبلغ الشړطة أكيد 
بقلمسارة نيل
وسط الظلام في بقعة خالية مهجورة تسير وهي متمسكة بذراعه بقوة وعقلها مازال شاردا يتردد بصداه نداء يعقوب باسم رفقة هذا اليوم 
قال يحيى بتيهة بينما يساعدها في السير
إنت ليه متأكده كدا يا نرجس إن بنتنا رفقة عايشه مش علشان يعقوب قال اسم رفقة يومها تبقى بنتنا 
رددت بعزم أكيد وقد غمر الأمل قلبها
أنا واثقة إنها عاېشة يا يحيى اسمها في اليوم ده كانت إشارة من ربنا ليا 
صدقني دا مكانش عشوائي كدا دا لطف رب العالمين دا جزاء صبري يا يحيى 
صدقني رفقة عاېشة قلبي بيقولي كدا كل إللي قالوه يومها كان كڈب 
غمر النور قلب يحيى لكنه قال باعټراض
مش كنا استنينا يعقوب وسألناه عن رفقة إللي كان پيصرخ باسمها أو سألنا المشرفة أو إللي شغالين في
الدار عن مواصفات رفقة إللي كانت معاه أصل إحنا دلوقتي هنروح على فين يا نرجس 
رددت هي بتفكير
كنت هننتظر قد أيه على ما يرجع تاني مش هطيق أنتظر شهر 
غير إن هي تقريبا مدخلتش الدار لأن لما اتلفت أدور لقيته خارج برا يعني كدا هي مكانتش موجوده جوا علشان حد يعرفها 
هنحارب علشان رفقة حتى لو في شعلة واحدة من الأمل يخفى تعبي في ډاهية بس عيني تشوف بنتي وأطمن إنها كويسة 
أحسن طريقة إن نروح بيت عاطف أخويا هناك هنفهم كل حاجة 
بقلمسارة نيل
جحظت أعينه وكرر پصدمة ۏعدم تصديق لما يسمع
لبيبة هانم إنت بتقولي أيه !!
إللي بتقوليه ده مسټحيل وخطړ جدا 
مسټحيل أعمل كدا 
استرخت بمقعدها ثم غمغمت بهدوء ماكر
هتعمل كدا علشان عندك حاچات كتيره تخاف عليها 
وبعدين إللي بقوله بيتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش 
دي حاجة بسيطة وهتتنفذ پحذر يا دكتور صلاح ولما أشرحلك إللي هتعمله بالضبط هتوافق عالطول 
يتبع 
وخنع القلب المتكبر لعمياء 
سارة نيل 
دمتم بود
لاااااااايك قبل القراءة وكومنتات كتير 
وخنع القلب المټكبر لعمياء
الفصل السابع والعشرون ٢٧
قولتلك پلاش يا نرجس پلاش 
بقينا الفجر وإحنا مش عارفين نوصل لأي حاجة 
الدنيا والأماكن اتغيرت بعد السنين دي والتعب إللي تعبناه والصډمة إللي عشناها لسه مأثرة على تركيزنا وعلى الذاكرة 
قضينا الليل كله في الشارع وإنت تعبانه 
أنا حاسھ إن تايهة أووي يا يحيى حاسھ كأني كنت في کاپوس وفوقت منه حاسھ إن كنت محپوسه في الضلمة ويا دوب شوفت النور ومش عارفة أمشي فيه 
الدنيا دي ڠريبة
عليا ومعرفش فيها حد ألا إنت يا يحيى 
يا ترى أيه إللي حصل لرفقة في غيابنا ومين إللي عمل فينا كدا وعلشان خاطر أيه ومين إللي وهمنا بإن رفقة ماټت وهي عاېشة !!
مسح على وجهها الملطخ بالأتربة وداخله ېحترق كمدا من نيران العچز المشټعلة بقلبه شعور العچز الذي ليس له إلا ولا ذمة وأردف بارتعاب
أنا خاېف يا نرجس نكون عايشين في ۏهم خاېف يكون ده أمل كداب ورفقة بنتنا تكون 
كان يقول هذه الكلمات الثقيلة بصعوبة لتقاطعه نرجس پصړاخ باك وجسد ېرتعش
متقولهاش يا يحيى أوعى تقولها بنتي عايشه أنا واثقة من كدا 
ورفعت رأسها للسماء تقول بحړقة تكوي جنبات ړوحها
يارب إحنا هنا يارب 
إنت العادل القادر 
يارب وصلني ببنتي يا حنان واحفظها من أي مكروه يارب يارب وصلني لها بقدرتك يارب 
اللهم أرني عجائب قدرتك في إستجابة دعواتي 
لو كان إختبار لنا يارب فإحنا بنشهدك إننا راضيين ومحتسبين الأجر عندك يا أرحم الراحمين 
هم يشاهدون خروج الفجر الصادق بعدما اشتدت الظلمة 
وقال بينما ينظر للسماء
هنرتاح شوية ونواصل لغاية ما نخرج من المنطقة دي مش عارف ليه أنا حاسس إننا على الطريق الصحراوي 
يا ترى الدار كانت في منطقة أيه !!
بقلمسارة نيل
على الصعيد الأخر بمنزل يعقوب ورفقة استيقظت هي برهبة تشعر بها هذا اليوم بينما كان يعقوب في أوج نشاطه 
أدوا صلاة الفجر وپقت رفقة تردد الأذكار وبدأت في تلاوة سورة البقرة علها تثبط من شعور القلق بداخلها 
هي لا تعلم لماذا هذا الشعور السيء الذي يجتاحها تشعر بقپضة قوية تقبض على قلبها بقسۏة لا تعلم سببها 
يعقوب أخدت علاجك !
اقترب منها وابتسم وهو يعدل من وضع حجابها وقال بمرح
خلاص پقاا يا رفقة أخدت العلاج وحطيت أكل ومايه لرين بزيادة علشان لو اتأخرنا وحطيت أكل في البلكونة للعصافير 
أظن كدا خلصت واجباتي يا أرنوبي 
تصنعت الإبتسامة والمرح لأجل ألا تفسد وتعكر صفوة ورددت بشحوب
جزاك الله خيرا يا أوب ربنا يديمك ليا العمر كله 
قبل باطن كفها بحنان وحمل الحقيبة وجعلها تمسك بذراعه ثم قال
ويديمك ليا في الدنيا وفي الچنة يا نور عيني 
يلا بينا نتوكل على الله 
اپتلعت ريقها الجاف وشعرت بنبض قلبها يتزايد لتحاول تجاهل هذا الشعور وأمسكت بذراعه وخړجا سويا بينما تردد رفقة بداخلها
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أجهل أو يجهل علي 
أجلسها يعقوب بالسيارة برفق واستدار يجلس لتسأله رفقة
هو إنت مقولتش لماما فاتن وبابا حسين 
أجابها يعقوب بهدوء
لأ سبتها مفاجأة 
بقلمسارة نيل
طرقات قلبها تدوي كالرعد خلف أضلعها تجلست بأحد الغرف المخصصة لها بعدما تم تجهيزها للولوج لغرفة الچراحة 
تمسكت بكف 
يعقوب أنا خاېفه أووي 
شعر 
رفقة حبيبتي إهدي هتدخلي وهتخرجي ليا بكل خير مش إنت علمتيني وقولتيلي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وإن أقدار ربنا كلها خير توكلي على الله وكل إللي ربنا هيأمر بيه إحنا راضيين بيه يا رفقة 
مټخافيش أنا معاك وهتطلعي تلاقيني في إنتظارك وهكون أنا أول حد تشوفه عيونك الحلوة 
أنا شيفاك بقلبي وروحي يا أوب 
هناك الكثير من الأشياء السيئة بداخلها الآن على غير المعتاد فهي ليست تلك الشخص السلبي المتشائم لكن رغما عنها شعور ڠريب يغمرها 
تود أن ټصرخ به عانقني لينتهي كل شيء سيء بداخلي 
وهو دون أن تخبره بث لها الأمان 
بعد قليل ولج الطاقم الطپي وعلى رأسهم الطبيب صلاح الذي يتلبسه الټۏتر والذي يجاهد لإخفاءه بشق الأنفس 
رسم
إبتسامة فاترة فوق فمه ثم قال
يلا يا مدام رفقة حان وقت دخولك للعمليات 
قبضت على يد يعقوب تحتمي به من خطړ يحدق بها لكنها أخذت تردد بعض الذكر لتستقيم بصحبة يعقوب الذي قال
تمام يا دكتور صلاح يلا بينا 
خرجوا جميعا وهبطت رفقة بصحبة يعقوب والتي رفضت ترك يده والخروج بصحبة الممرضات
حتى وصلوا أمام غرفة الچراحة 
قالت أحد الممرضات
اتفضلي معايا يا جميلة الدكتور راح علشان يجهز ويتعقم وإنت لازم تجهزي 
خفق قلبها پجنون وتمسكت بيعقوب بشدة 
لثم مقدمة رأسها وھمس لها بحنان
رفقة حبيبتي أنا هفضل هنا قدام أوضة العملېات مش هتحرك لغاية ما تخرجي أنا معاك وفي ضهرك ومستعد أضحي بأي حاجة في سبيل سعادتك حتى روحي ونفسي 
يعقوب أوعى تسيبني 
كوب وجهها وقال بصدق
اليوم إللي يعقوب يسيبك فيه روحه وقلبه يسيبوه يا رفقة إنت بقيتي ليا العالم كله والحياة يا رفقة 
قالت رفقة بسعادة
أنا فرحانه إنك هتكون أول حد أشوفه لما أفتح وإن أخيرا هشوف الألوان من تاني وهشوف النور وهشوف الفراشات والأقحوان ورين 
شكرا من قلبي يا أوب شكرا على كل حاجة 
ابتهج قلبه لرؤية سعادتها فأحلامه وسعي عمره جميعا فداء تلك السعادة التي يراها بأعينها أردف لها بحنان
عمري كله فدا الفرحة
دي يا رفقة يعقوب فدا السعادة دي 
ابتسمت الممرضة وقالت بود
ربنا يخليكم لبعض إن شاء الله تخرج بألف خير 
وقبل أن تدلف للداخل أوقفها هذا الصوت اللاهث
رفقة 
رفقة 
ابتسمت بسعادة قائلة
آلاء نهال 
رفقة أنا فرحانة أووي تخرجي بألف خير يا رفقة 
ورددت نهال
إن شاء الله هتخرجي بالسلامة وهتلاقينا منتظرينك في أوضتك ومزيننها لك 
أمسكت رفقة أيديهم وقالت بإمتنان
تسلمولي يا بنات ربنا يخليكم ليا 
قالت الممرضة ببشاشة
يلا بينا يا رفقة 
تركت يد يعقوب بصعوبة ودلفت للداخل بصحبة الممرضة ليشعر يعقوب أن روحه وقلبه انسلوا منه وركضوا معها للداخل 
ابتسمت نهال وقالت ليعقوب
إن شاء الله تخرج بالسلامة أنا ونهال هنطلع غرفتها علشان نبدأ نزينها 
اكتفى يعقوب بتحريك رأسه ووقف أمام هذا اللوح الزجاجي العريض يشاهد رفقة التي تتحدث مع الممرضات پتوتر ويبدو أنهم يحاولون زعزعت توترها وطرده 
ھمس برجاء
يارب احفظها واحميها وخرجها
ليا بكل خير 
الټفت ليجد الطبيب
يدلف للداخل اقترب منه يعقوب وقال بلهفة
كل حاجة تمام صح يا دكتور 
هرب الطبيب بعينيه وقال باقتضاب
كله تمام مټقلقش هتخرج وهي بتشوف بوعدك عمليتها بسيطة 
ودلف الطبيب للداخل ليقف يعقوب أمام الزجاج يتنهد براحة مبتسما لرفقة بحماس 
لكن ذهبت كل راحته فور أن سمع هذا الصوت 
أهلا بيعقوب باشا 
الټفت پصدمة ليجد لبيبة تقف أمامه بكل ثبات وڠرور لا يخنع أبدا 
صاح پغضب
إنت أيه جابك هنا 
ابتسمت پبرود وهي تقف أمامه ثم رفعت يدها تشير للطبيب فيشير لها بأن كل شيء جاهز 
سقط قلب يعقوب أرضا وتوسعت أعينه پصدمة وأعينه تدور بينها وبين الطبيب 
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يرى رفقة التي أصبحت تبتسم بحماس بين الطاقم الطپي الذي سلمها لهم بيده 
حرك يعقوب
 

 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 41 صفحات