رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل
غالية عندى او حتى ضحكت فى وشها وشوف انا اتجوزت بعدها بدل الواحدة تلاتة بس ولا واحدة ابدا منهم جت زيها ولا حتى ربعها عشان كده انا اللى بقولك عيش مع بنت الجارحى مادمت عاوزها وسيبك من اى حاجة تانية
جاد للاسف كل مااحس انى بقرب خطوة الاقى المسافات بتبعد بينا وخصوصا الموضوع الاخير ده
سويلم انت برضه شاكك ان لها ايد فى موضوع قټلك ده
سويلم مش عارف والله ياجاد بس عاوز رأيى انا مااصدقش ابدا انها تعمل كده انا شوفتها وشوفت لهفتها عليك وخصوصا لما جت تجرى من بيت جدها لما عرفت بإللى حصل لك لالا يستحيل البنت دى بتحبك وطيبة من جواها انا عمرى ما غلطت فى حكمى على حد ابدا
قالها وهو يتمدد بجواره على الوسائد المفروشة على الارض وعيناه تنظران لنجوم للسماء
يتبع
الجزء الثالث عشر
سبحان الله
فى الصباح اتصلت به رحيل على الهاتف لتطلب منه ان تذهب لبيت جدها فوافق على مضض
ذهبت لبيت جدها وهى تستشيط ڠضبا قابلت سيدة فى الاول سالتها عن حقيقه ابلاغها لجاد ان يذهب لاصطحابها من المستشفى فأجابتها بالايجاب وانها فعلت هذا بناءا على تعليمات جدها مثلما امرها
المكتب بحقيقه ماقاله جاد عن محاولته لقټله فنفى بشدة ذلك مؤكدا لها انه كان يومها سيذهب بالفعل لاجراء قسطرة بالقلب وانه ابلغ سيدة بذلك كى تقنع جاد ان يتركها لتبيت معهم وان يأتى لاصطحابها من المستشفى كما اتفق مع الطبيب بالفعل برهن على صدق حديثه كما ابلغها بصور الاشعه والروشتات وموعد العملية فى الاوراق التى كان يحتفظ بها فى درج مكتبه كما برر عدم ذهابه يومها لقلق الطبيب من اجراء القسطرة يومها بسبب وجود مشاكل عدة ظهرت فى التحاليل التى اجراها سابقا وانه اخفى هذا عنها خوفا من ان يقلقها كان يحكى لرحيل وعيناه تدمعان مصطنعا المړض والضعف صدقته رحيل واحتضنته طلبت منه صور الاشعه والتحاليل فاعطاها لها وهو يشكو من ظلم جاد له رغم نسيانه لكل تاريخهم معا منذ زوجها له
سألت رحيل عن جاد بالبيت فعلمت انه بالاسطبل فذهبت اليه
ناداه سويلم فخرج اليها من احد اسطبلات الخيل عقد حاجبيه فور رؤيتها متسائلا فى نفسه عن سبب مجيئها اليه
رحيل بثقه دى صور الاشعه والتحاليل اقراها
جاد مستغربا اشعه وتحاليل ايه
رحيل اللى تثبت لك براءتى وبراءة جدى انا رحت له وواجهته بكل اللى انت قلت وفعلا كان بعت لك دادة سيدة عشان تترجاك تسيبنى اروح معاه يعمل القسطرة بالقلب بس عشان تحاليله طلعت مش مضبوطة الدكتور اجلها لاخر لحظة وكان مخبى عليا عشان
مدت يدها بالاوراق قائله الورق اهو اقراه
رمى الورق من يدها وهو يتقدم ناحيتها قائلا ماليش دعوة بالورق ماهو سهل انى اطلع ورق يقول انى روسى الچنسية وحالا انا بسألك انتى بجد صدقتيه
رحيل مبررة جدى مش هيكدب عليا ياجاد
امسك بذراعيها الاثنين قائلا بهدوء
جاد رحيل انتى بجد مغمضة عينك عن حقيقته للدرجة دى ولا مش عاوزة تشوفيها وبتضحكى على نفسك
زفرت
بصعوبة قائله انهى حقيقه
فيهم انه تاجر زيك ولا انه قاټل برضه زيك
اتسعت عيناه مما تقوله فاكملت فى آسى
رحيل مشكلتكم انكم فاكرينى البنت اللطيفه المتدلعه او الغبية اللى مالهاش غير فى اللبس والخروج انا عارفه حقيقه شغلكم ومن زمان بس مطنشة زى كل اغلبية ستات بيوتكم ماعارفين ومطنشين زى ماعارفه انك سهل ولو جاتلك الفرصة انك تخلص من جدى هتعملها ومن غير تردد
جاد انتى عاوزة ايه يارحيل جاية تثبتى لى ايه ادانتى انا ولا براءاتك و براءة جدك
رحيل براءاتى متهيألى مش فارقه معاك اللى فى عينيك ده بيقولى كده
رحيل طب خلينى اسهلها لك شوية بس بوسيلى وانتى بتجاوبينى انا ولا جدك
استغربت سؤاله قائله فى ايه بالضبط هو انا فى مرحله اختيار مابينك وما بينه
جاد بتصدقينى انا ولا بتصدقيه هو لو اضطرتك الظروف تختارى مابينا هتختارينى انا ولا هتختاريه هو
ابتعد عنها قائلا وهو يبتسم
جاد اجابتك وصلت لى عشان كده هنفضل مكاننا لا انتى هتعرفى تقربى ولا هعرف اثق فيكى
رحيل وهى تبكى پقهر انت اللى بتبعد انا سامحتك على حاجات كتيرة يمكن حتى ماصارحتكش بها واتنازلت وقلت ابتدى معاك من الاول وانسى القديم
جاد ساخرا اتنازلتى !!! تعرفى ايه انتى عن التنازل ها قوليلى انتى عارفه يعنى ايه ان انا كبير عيلتى اتنازل عن ډم رجاله ولاد اعمامى وبدل مااخد تارهم من اللى قټلهم اروح اتجوز بنتهم بنت اكتر راجل بكرهه فى حياتى بنت الراجل اللى ابويا وعمى ونص ولاد اعمامى هو ده التنازل التنازل انى كل يوم اشوف فى نظرات مراتى الاولى لوم وعتاب وهى شايفانى حد غير اللى تعرفه التنازل ان جدك يحاول والله اعلم بعلمك ولا لاء زى مابتقولى وتفضلى على عصمتى لحد دلوقتى ويفضل هو عايش لحد دلوقتى وبسببك عرفتى يعنى ايه معنى التنازل
هزت رحيل راسها فى اسف قائله
رحيل انا اسفه انى مش مقدرة تضحيتك العظيمة دى واللى ممكن اعفيك منها وحالا لو طلقتنى ياجاد وخلصت من وجودى كله فى حياتك
عقد حاجبيه بضيق قائلا بهدوء
جاد عاوزانى اطلقك
رحيل لو ده هيحل لك كل مشاكلك اللى حصلت بسببى
جاد مقتربا
منها سيبك من مشاكلى انا قادر احلها لوحدى انا بسألك انتى عاوزة تتطلقى منى
رحيل لو راحتك فى بعدى يبقى ننفصل
جاد وانتى راحتك فى بعدى
جاد سيبى الايام الجاية تودينا زى ماهى عايزة يارحيل على الاقل يبقى ادينا لبعض فرصة اخيرة سويلم وصل الهانم للقصر
فى المساء عاد لغرفتها احست بقدومه فتظاهرت بالنوم وهى تعطيه ظهرها نام بجوارها وظهره اليها ايضا أحس بها مستيقظة الا انه لم يحاول مخاطبتها ناما كلا منهما على وسادته بعينان مفتوحتان وبال مشغول
حادثت نفسها بحزن لو انه فقط يستدير اليها ويحتضنها اليه لو يرعبها برؤيته لخيال الفأر مثلما فعل سابقا لاستدارت هى اليه لعلها تجد الامان الذى تفتقده الان ولربما قرب المسافات التى صارحها بها اليوم بأنها زادت بينهم تمنت ولكنه لم يتحرك ظل مكانه وكأنه غير عابئ بقهرتها فى بعده عنها تمنت فقط لو يستدير اليها
ناما بعد وقت طويل وعصف ذهنى كبير استهلك طاقتهم
نهضت فى الصباح على صوت بجوارها فإنتبهت لوجوده مرتديا بذلته وهو يجهز حقيبة سفر
اقتربت منه وهى تسأله بفضول
رحيل انت مسافر
اجابها بهدوء اه
رحيل بلهفه على فين
نظر اليها بإبتسامه ساخرة قائلا بتهكم لو سألتى فاطمة هتقولك اجابتى على السؤال ده دايما بتكون ايه
اقتربت منه قائله بضيق انا مش فاطمة ياجاد
نظر اليها قائلا وهو يزم شفتيه انتى فعلا مش فاطمة
تغاضت عن تفسير معنى جملته قائله طب هتتأخر فى سفريتك دى
اجابها بفضول يهمك
نظرت اليه مطولا قبل ان تبتعد فى حزن دون ان تجيبه جذبها اليه قائلا لها بهدوء
جاد انا هسافر فترة جايز تكون فرصة اننا نبعد شوية ونفكر بهدوء
اومأت بالايجاب فى حزن
راقبته من نافذة غرفته وهو يحادث رجاله امام القصر قبل ان يصعد السيارة توقف فجأة ونظر للاعلى فإنسحبت للداخل فى حزن
غاب لاسبوع كانت خلالهم فى غاية التعاسة تفكر فيه ليل ونهار حتى انها فقدت شهيتها وهى تتطلع من شرفه غرفتها للسماء حاولت كثيرا ان تتصل به الا انها لم تفعل
سمعت صوته بالاسفل ظهر احد الايام فنزلت بهروله على السلالم فى لهفه توقفت فجأة مكانها حين وجدته بالاسفل وفاطمة تحتضنه مرحبة انتبهت لحالها فتوقفت مكانها فيما نظر هو اليها بشوق مخفى وراء جديته فجأة وجدت
نفسها تعود ادراجها لغرفتها وعيناه تتابعانها فى ضيق
دخلت غرفتها وبكت مطولا احست بصعوده السلالم مسحت وجهها من اثر الدموع وانتظرت دخوله اليها الا انه خيب ظنها عندما سمعت صوت باب فاطمة وهو يغلق ورائه
لم تنزل لتناول الغذاء معهم وظلت حبيسة غرفتها
وجدت الباب يفتح لتجده يدخل اليها اقترب منها قائلا بجديته
جاد انا جبت لك الهدية دى
قالها وهو يقدم اليها علبه من القطيفه تبدو كعلب قطع المجوهرات الغالية
نظرت اليها بلامبالاة وهى تقول له
رحيل متشكرة جدا
اخدتها منه ووضعتها جانبا
جاد مش هتفتحيها
رحيل انت عارف ماليش فى لبس الدهب والحاجات دى بس متشكرة انك افتكرتنى
نظر اليها مطولا بضيق قبل ان ينصرف
نادته قائله جاااد
استدار اليها فاستطردت
رحيل لو رجع بك الزمن لقعدة العرف اللى طلبت فيها انك تتجوزنى كنت هتطلبنى برضه
اقترب منها قائلا بهدوء اعرفى انتى الاجابة لوحدك يارحيل
انتظرت فاطمة خروج رحيل لبيت جدها فى صباح اليوم الثانى لتبعث بخادمتها بصباح الى غرفتها كى تأتى لها بطقم المجوهرات الذى اهداها اياه جاد لتقارنه بالطاقم الذى اتى به اليها هى الاخرى خوفا من ان يكون افضل او اغلى ثمنا من طاقمها
دخلت صباح الغرفه خلسة واخذت تقلب بين اشياء رحيل حتى وجدت علبه مجوهراتها بالدولاب اخذت الطقم بعلبته وبينما كادت ان تغلق الدولاب لمحت شريط حبوب منع الحمل مخبئ بين ملابس رحيل فاخذته ونزلت مسرعه للاسفل
اعطته لفاطمة والتى هزت رأسا بفرح بالكنز الذى وجدته قبل ان تطلب من خادمتها ان تعيد طاقم المجوهرات مكانه حيث لم يعد يعنيها فى شيئ بعدما اعطتها فرصتها التى تتمناها منذ قدمت اليهم بنت الحارحى
عاد جاد فى المساء فوجد فاطمة تنتظره على احر من الجمر لتبلغه بما وجدته الخادمة اثناء تنظيفها حجرة رحيل وهى تمد يدها له بشريط الحبوب فى نفس وقت دخول رحيل
نظر جاد للحبوب فى يده بعدما اعتراه الڠضب وان كان قد ظل صامتا بينما تسمرت رحيل
مكانها من هول المفاجأة وفاطمة وامها والخادمة من بعيد يرمقونها بنظرات شماته
سألها جاد بهدوء يخفى عاصفه حادة داخله بصرامة
جاد شريط الحبوب ده بتاعك
تلعثمت رحيل قائله ايوه
استشاط ڠضبا بعد اجابتها بعدما كان يرجو ان يكون الامر كله من تلفيق فاطمة نظر اليها بنظرات ڠضب والشرر يتطاير من عينيه قبل ان يجذبها من يدها بقوة للاعلى وسط ابتسامة الشماتة الى ظهرت على وجه فاطمة وسعادتها فيما سيفعله جاد بها الان
ادخلها جاد بقوة للغرفه واغلق الباب ورائه