روايه امجد كامله
يناديها حتى نظرت اليه و كأنها لا تراه ثم همست بخفوت و الم
الحقني يا أمجد أنا... بڼزف!!
نظر امجد بدهشة اليها فوجد خيطا من الډماء الكثيفة يسيل بين قديمها حتى أنه خضب ثيابها باللون الأحمر القان وما إن صعد بنظراته الى عينيها حتى فوجيء بها وهي تهوى فاقدة الوعي ولم تكد تلمس الارض حتى تلقفها بين ذراعيه وقد أفاق من دهشته صارخا
كان امجد يسير جيئة وذهابا امام غرفة هبة في المشفى حيث نقلها من فوره لن ينسى أبدا منظرها وهو يحملها بين ذراعيه والدم يلطخ ثوبها ويديه وقد صړخ في الموجودين لكي يفسحوا له الطريق وقد لحقه باقي عائلته ووالدها ...
خرج الطبيب من الغرفة فسار اليه امجد رأسا ما ان شاهده وباقي العائلة حيث وقف امام الطبيب وسأله بقلق
ربت الطبيب على كتفه وأجاب
الحمد لله يا أ. امجد ربنا ستر .. بس المدام هتقعد معانا هنا يومين علشان نطمن عليها..
قالت مدام سعاد وعينيها شديدتي الإحمرار من كثرة البكاء
اومال الډم دا كله من ايه يا دكتور
قال الطبيب بهدوء
كل الموضوع ان الضغط ارتفع عندها مرة واحده والدم دا بيبقى رحمة من عند ربنا لانه ممكن كان لا قدر الله الضغط العالي يعمل جلطة وجايز جدا كان اتسبب في فقدان الجنين لكن الحمدلله ربنا ستر
جلطة !! يارب سترك يارب ...
بينما قبض امجد يديه الاثنتين وقد نفرت عروق رقبته في حين اكمل الطبيب مطمئنا لهم
ما فيش داعي للقلق يا جماعة الحمد لله هي بخير دلوقتي ورحمة ربنا انها في الشهر الرابع ممكن لو كان الحمل لسه في الاول كانت فقدت الجنين بس الحمد لله اهم شئ انها تبعد عن اي انفعال خااالص .. عن اذنكم ...
سار أمجد الى ركن بعيد عن الآخرين وضغط بضعة أرقام على محموله وما ان سمع الصوت على الناحية الأخرى حتى قال بقوة وعڼف وعينيه تلمعان بتصميم مخيف
نفذ... حالا !!....
اتجه امجد الى غرفة هبة حتى وقف امامها حيث كانت العائلة مجتمعه لم يدخل أي منهم بناءا على تعليمات الطبيب سأله الجميع عن سبب ما حدث ولكنه لم يجيب وبدلا من ذلك قال بجدية موجهة حديثه الى شقيقه الأصغر
مالهاش لازمة..
ثم نظر الى الجد و يوسف متابعا
انا محتاج اقعد معكم شوية قبل ما تروحو مع حسانين ....
جلس امجد مع الجد و يوسف وقص عليهما بالتفصيل ما حدث سكتا قليلا ثم قال يوسف بهم و حزن
اللي كنت خاېف منه حصل! انا سبق وحذرتك يا أمجد وقلت لك إن البنت دي مش سهلة وهتأذي بنتي وأهو اللي خفت منه حصل !!
ما تخافش يا عمي مش هتقدر تقرب لمراتي تاني وانا متأكد من كدا ...
قال الجد بهدوء
ناوي على ايه يا امجد
فأجاب أمجد بحزم وعينيه تبرقان بنذير شړ
ابدا يا جدي لكن انا بحذر مرة واحده بس وهي اللي اختارت... انا حذرتها قبل كدا الا هبة تبعد نهائي عني وعن مراتي لكن هي ما سمعتش الكلام وانا من النوع اللي مابحبش اعيد كلامى مرتين !! ثم نظر الى يوسف متابعا
اطمن يا عمي سارة خلاص معدتش تقدر تعمل حاجه تاني حتى لو كانت عايزة !!
ابتسم يوسف ساخرا بهدوء
انا مش خاېف منها دلوقتي انا خۏفي من ردة فعل هبة لما تفووق اللي فهمته من كلامك ومن كلام الدكتور المباشر لحالتها ان الذاكرة رجعت لها واللي هي فيه دا من صدمة رجوعها ليها مرة واحده وبنفس الظروف وااضح جدا ان الحية اللي اسمها سارة عرفت بطريقة ما انه الصدمة دي هي اللي هتخلي الذاكرة ترجع لها وللاسف كأنها بتعيد شريط فيديو... كررت نفس المشهد بالظبط وحصل اللي حصل اللي انا خاېف منه رد فعل هبة ومش من ناحيتك بس.. لأ!!.. دا من ناحيتي انا كمان! خصوصا لما تعرف اني وافقت انكم تتمموا جوازكم وانا عارف سبب فقدان الذاكرة عندها وربنا يستر من اللي جاي ...
نظر امجد الى جده و يوسف نظرة مليئة بالقلق وهو يأمل ان تقبل هبة بالاستماع اليه لانه لا يدري ماذا سيفعل لو رفضت ..
دخل امجد الى غرفة هبة وسار بهدوء حتى وصل الى الفراش فنظر اليها يطالعها بحب كانت عيناها مسبلتان وخدودها غائرة والمحاليل المغذية متصلة بيدها التي ظهرت عروقها بارزة بوضوح لشدة نحولها كما كان وجهها شاحبا الى درجة البياض مال عليها مقبلا جبينها فشعر بها تبتعد برأسها عنه واذ بها تفتح عينيها وما ان رأت وجهه امامها حتى اشاحت بوجهها فيما قال لها بخفوت
حمدلله على السلامة يا قلب امجد ..
لم تجبه فتابع قائلا وهو يضع يده على بطنها
حمدلله على سلامة عتريس !!
فشعر بتشنج جسدها تحت يده فقبض أصابعه واعتدل واقفا فيما هى لاتزال مشيحة بوجهها تنهد تنهيدة طويلة ثم قال
انا صممت ان الكل يروح وانا اللي هفضل هنا لو عاوزة اي حاجه قوليلي يا هبة !!
التفتت بوجهها حيث القت اليه بنظرة باردة قبل ان تبتعد بعينيها ناظرة امامها مطلقة كلمة واحدة نفذت الى صدره كالړصاصة حتى كادت تودي بقلبه صريعا
طلقني ...
بهت امجد لم يستطع تصديق ما سمعه تبا انه يهذي ولا ريب! من غير الممكن أن تطلب منه هبة حبيبته بتلك البرودة الانفصال عنه هبة لا تستطيع العيش بجونه تماما كما هو لا يستطيع الحياة من غيرها...
حاول استجماع شتات نفسه الذي تبعثر ما ان سمع هذه الكلمة المخيفة منها ولم يرغب بالنقاش معها وفتح أي جدال فهو يعلم تماما انها لابد وان تبتعد عن اي انفعال أجاب محاولا الهدوء
ارتاحى دلوقتى يا هبة وهنتكلم بعدين..
نظرت اليه وما ان همت بالكلام حتى قاطعها بجدية بالغة
الدكتور قال بلاش انفعال فياريت تهدي خاالص لغاية ما نرجع بيتنا ..
قالت بصوت مغلف بنبرة سخرية ومرارة
طول ما انت معايا والانفعال هيفضل موجود !!
ألجم امجد نفسه عن الرد بصعوبة فيما سار الى باب الغرفة وضع يده على المقبض ولكنه الټفت اليها قائلا
بما ان وجودى مضايقك فأنا هسيبك دلوقتي علشان ترتاحي تصبحي على خير ...
وخرج مغلقا الباب خلفه في هدوء فيما انسابت الدموع على وجنتيها في صمت ...
مكثت هبة في المستشفى لقرابة الاسبوع حتى اطمأن الطبيب على صحتها وصحة الجنين وكانت هبة قد رفضت معرفة نوع جنس الجنين كانت ستفرح سابقا أن كانت علمته هي وأمجد اما الآن فقررت ان تأقلم نفسها على خلو حياتها وحياة ابنها من .... امجد ...
حضرتت علا لإصطحابها الى المنزل مع الجد فيما مكثت مدام سعاد في المنزل في انتظارها لم يأت امجد ولا يوسف والذي كان يزورها يوميا وهى في المشفى ولكنه لم يستطع النظر في عينيها فكلما وقعت عيناه عليها كان يرى اللوم في عينيها مما اضطره لإختصار وقت زيارته كي لا تتحدث معه وتنفعل وبالطبع امجد لم يحضر لإصطحابها من المشفى فقد خشي ان ترفض الذهاب معه فإرتأى ان يرسل اليها علا مع عم حسانين وطلب من جده مرافقتها لعلمه بحب هبة الشديد له ...
اثناء طريق العودة الى المنزل ساد الصمت الذي لم يتخلله الا بعض العبارات العابرة وفجأة قالت علا
انت عارفة يا هبة .. ابيه امجد بيحبك اووي! عارفة ان طول الفترة اللي انت فيها في المستشفى وهو كان معاكي ماسابكيش ثانيه واحده! كان طول الوقت قاعد على كرسي بره اودتك ولما تنامي كان بيدخل ينام على الكرسي عندك في الأودة ولما كانو الممرضات يعترضو كان بيقولهم انك مش بتعرفي تنامي لوحدك !!
سكتت هبة قليلا ثم تكلمت بنبرة مليئة بالمرارة لفتت انتباه الجد فقالت
لا يا علا مافيش حاجه بتدوم ... كل شئ وله نهاية !!
ثم التفتت لتطالع المناظر الخارجية من نافذة السيارة وهى لا تعي مما ترى شيئا ...
تؤمري بحاجه تانية يا ست هبة هزت هبة برأسها رفضا فتحمدت لها سميرة بالسلامة ثانية وانصرفت تاركة اياها بمفردها في طابقها الخاص هي وأمجد حيث صعدت بعد ان قابلت سعاد متحججة برغبتها في نيل قسط من الراحة ولم تستفسر عن الدها او ... امجد ...
سمعت طرقات على الباب ففتحت الباب لتفاجئ بوالدها واقفا وعينيه تطالعانها بنظرة ألم بينما قال
مقدرتش امنع نفسي اني آجي واطمن عليك ! ..حمدلله على السلامة يا روح بابا ...
سكتت هبة قليلا ثم مدت يديها الى والدها وهي تقول بصوت ېخنقه غصة البكاء
وحشتني أووي يا ابو حجاج !!
دخل والدها واخذها بين ذراعيه وهو يقول ودموعه اختلطت بدموعها
يا روح ابو حجاج انت وحشتيني اكتر يا حبيبة ابوك !!..
بعد ان هدأت عاصفة البكاء جلس والدها بجانبها وهو يقول بهدوء خاڤت
هبة حبيبتي انا عاوزك تسمعيني كويس .. امجد ماخانكيش زي ما انت فاهمه .. امجد ....
لقاطعته هاتفة بحدة رغما عنها ما ان سمعت اسم أمجد
ارجوك يا بابا مش عاوزة اسمع الاسم دا تاني ومش عاوزة اتكلم في الموضوع دا !!
قال يوسف محاولا تهدئتها
حبيبتي انا مش هتكلم معاكى دلوقتي علشان الانفعال مش
كويس عليك لكن انا ماتعودتش منك انك تهربي من اي حاجة وعدم كلامك في الموضوع دا هروب ! والهروب يعني جبن !! وانت مش جبانه يا هبة !!
علقت وهى تهز برأسها موافقة على كلامه وبجدية بالغة
لا يا بابا هبة بنتك مش جبانه ولا ضعيفة اطمن !! ...
فنهض والدها وهو يقول بينما نهضت ترافقه
ماشي حبيبتي لما تحبي تتكلمي في اي وقت انا موجود خدي وقتك كله.. بس خللي بالك كل ما الوقت بيمر كل ما قسۏة القلوب بتزيد لازم تسمعي له يا هبة انا لو مش متأكد انه فعلا مظلوم وأد ايه هو بيحبك.. عمري ما كنت هوافق على جوازكم ...
انتظر لسماع جوابها ولكنها لم تعلق فهز كتفيه يأسا وزفر بعمق ثم انصرف داعيا لها ان يصلح الله لها حالها وينير بصيرتها...
دخلت هبة الى غرفة نومهما والتي كانت وكأنها تراها لاول مرة نظرت الى كل شئ فيها ثم سقط نظرها على خزانة الملابس سلطت نظراتها قليلا عليها ثم اتجهت بخطوات عازمة اليها حيث تناولت حقيبة كبيرة بجرار موضوعة بجوار الخزانة فحملتها ووضعتها على الفراش ثم بدأت بترتيب ملابسها واشيائها الضرورية بداخل الحقيبة وشردت اثناء عملها ولم تستفيق الا على