روايه امجد كامله
هبة بأي طريقة يبقى حط نفسه في موقف صعب معايا انا شخصيا ...
هز يوسف برأسه مطمئنا من تأكيد الجد على كلامه في حين استأذنت هبة للصعود الى غرفتها ترافقها علا وبعد ان ذهب الجميع و أمجد لا يزال ينظر من النافذة اقترب منه اخاه وربت على كتفه وقال
غلط ! غلط يا أمجد ! طريقتك غلط !.. مش دي الطريقة ابدا اللي تقنعها بيها بجديتك في الارتباط
أجاب أمجد بجمود دون ان يلتفت اليه
ودا طبعا شئ يفرحك!! ..
قطب علاء حاجبيه ورفع يده عن كتف أمجد وقال متسائلا
نعم .. شئ هيفرحني! مش فاهمك يا أمجد انت قصد....
ولم يكمل عبارته حبث قاطعته قبضة كالصاعقة أمسكته من عنقه فيما هتف أمجد پعنف مكبوت
حاول علاء ان يبعد يد أمجد عن عنقه وقال بعد ان نجح وبصعوبة في ذلك وقد اخذ يسعل بشدة
انت مش طبيعي يا أمجد انت واعى لنفسك انت بتقول ايه ازاى تشك في اخوك والبنت اللى انت عاوز ترتبط بيها لا.. انت اكيد مش طبيعي ..
لا مش طبيعي ولا حاجه بئت فيا طبيعيه من يوم ما شوفتها لكن احساسي انها ممكن تبعد عنى بيقتلنى اعمل ايه انا تعبت تعبت! ....
مرت الايام واقترب يوم الاحتفال السنوي الذي يقيمه الجد في المزرعه بمناسبة نهاية السنه المالية وتوزيع الارباح على المساهمين وبم انه يملك 60 من الاسهم فهو له حق الادارة ...لم يقترب أمجد نهائيا من هبة وحاول الابتعاد عنها واذا صدف و تقابلا يعاملها بمنتهى الاحترام كما يعامل الضيف تماما لا تنكر هبة انها افتقدت للاوقات التى شهدت اقترابهما من بعضهما البعض ومناوشتهما ونزهاتهما سوية افتقدت نظراته وهمساته الدافئة ولكنها لا تستطيع نسيان دفاعه المستميت عن هذه ال سارة .. لم ترها ثانية في المزرعه ولا تعلم ماذا حدث بخصوص دعوة العشاء ولا تريد ان تعلم .. فهى تدعو من الله ان تمر باقي الاجازة سريعا لتعود الى منزلها هى ووالدها وقد قررت تقديم استقالتها فلم تعد تستطيع العمل معه ثانية ..
ومن ناحية أخرى فقد تقربت من مدام سعاد واحبتها كثيرا وقضت معها اوقات كثيرة وهى تعتنى باحواض الورود خاصتها وأيضا وهى تخيط مفارش يدوية كما اصبحت علا بمثابة شقيقة لها و علاء اصبح شقيق ثان لها وأسر لها باحلامه وماذا يطمح أن يصير في المستقبل..
الوحيد الذي اصبحت علاقتها معه جدية تماما وتبدلت اكثر من 180 درجة هو أمجد ولكن لقد قاربت الاجازة على الانتهاء وستعود سريعا لبيتها حيث الامان قبل ان يدخل أمجد حياتها ويتحول من مجرد حلم الى علم ...
ممكن اطلب منك طلب هزت هبة برأسها ايجابا وهى مستغربة من حالة علا التى تابعت
انا عارفة انك عاملة حسابك وجايبه فستان معاكى للحفلة بس ممكن تقبلي منى الهدية دي اتمنى اشوفك لابساها وزوقي يعجبك ...
اقتربت هبة من العلبة وفتحتها وابعدت الورق الشفاف وامسكت ما بداخل العلبة ليظهر لها فستان قطع أنفاسها من قمة روعته ....
فنظرت الى علا وهى ماتزال ممسكة اياه وقالت باستغراب شديد
هدية ليا انا ليه يا علا احنا مافيش بيننا الكلام دا وبعدين ..... دا شكله غالى اووى ..
ثم قرأت اسم مصمم الازياء المدون على بطاقة مثبتة على العلبه وشهقت قائلة
ايلي صعب !! أشهر مصمم فساتين لبنانى !! معقولة ! دا الفنانات بيلبسوا من عنده وهما رايحين مهرجان كان ولا الاوسكار مثلا .. ليه يا علا
أجابت علا وعينيها تدمعان من فرحتها لاعجاب هبة بالفستان
انا ماليش اخوات بنات وانت ربنا عوضنى بيكي يبقى مستكترة انى اجيب لاختى هدية غالية وهى اغلى حاجه عندى !
وانا وربنا العالم انت بئيتى اكتر من اختى كمان انت و علاء عوضتونى الاخوات اللي ربنا ما قسمهومش ليا .. وانا بحبكم اووي ...
لالالا اوعى!! تحبيني انا اه.. لكن علاء .. اوعى! في ناس هنا مخهم شمال لو سمعوكى ممكن يرتكبوا جناية!!....
قطبت هبة جبينها وقالت متسائلة
مش فاهمه قصدك ايه يا علا
فغمزتها ضاحكة وهى تسير الى الباب
ماتستعجليش هتفهمى وفي اقرب وقت ..
وخرجت تاركة هبة تسبح في حيرتها ...ما ان همت بارتداء الثوب حتى سمعت صوت طرق على الباب ثانية ولم تكن قد ابدلت ثيابها بعد تسائلت من اجابها والدها انه يريد الحديث معها .. سريعا وضعت اسدال الصلاة عليها وفتحت له الباب بعد ان دخل جلس على الاريكة الموجوده بجانب سريرها واشار اليها لتجلس بجانبه وما ان جلست حتى امسك بيدها قائلا بحنو
اخبار عيون بابا ايه مابئيتش اعرف اقعد معاكى زى زمان ولا بئيتي تدلعيني وتتدلعي عليا زى الاول وحشتيني يا هوبا..
امسكت يد والدها وقبلتها قائلة
ربنا يخليك ليا يا بابا عموما هانت.. كلها كم يوم ونرجع بيتنا بالسلامة وترجع ريما لعادتها القديمة وهدلعلك دلع اللي هوا يا ابو حجاج ...
مسح والدها بحنو على شعرها وقال
مش لو ريما رجعت وما جاش اللي يخطفها من ابو حجاج!! ..
قطبت حاجبيها وقالت بإبتسامة شك
ايه يا ابو حجاج ماحدش يقدر ياخد ريما منك ابدا ..
سكت والدها ثم قال
عاوز اسألك سؤال يا هبة بس تجاوبي بصراحه زى ما عودتك..
أجابت
اتفضل يا بابا أسأل ..
الټفت بكامله اليها وقال وهو يضع عينيه في عينيها
انت مش هيوحشك المزرعة وناسها
قالت وقد هربت بعينيها بعيدا عنه
اكيد يا بابا طبعا الناس دوول عاملونا بمنتهى الاحترام كفاية ان جدي وكان الجد قد طلب منها منذ البداية ان تناديه جدي جه في صفي ضد .... ضد حفيده ومدام سعاد و علا وعلاء حتى الناس اللي بتشتغل هنا كلهم هيوحشونى ..
فقال لها بمكر
وأمجد
قالت باندفاع
ايوة طبع...
ثم قضمت كلمتها وعضت لسانها وتابعت
ماله يا بابا عادى يعني هو بعد كلام جده معاه بصراحه ما كانش بيعترض طريقي خالص ..
فقال لها ابوها بجدية
عارفة ليه لانه عارف انك لو زعلت تانى منه هنمشي منها ومش هتقعدى ثانية واحده .. انت مسألتيش نفسك ليه اللي اسمها سارة دى ما عادتش بتيجي هنا
فنظرت اليه متسائلة في حين تابع
أمجد اللي طلب منها ما عادتش تيجي وفهمها بالمحسوس كدا ان طريقتها في الكلام معاه قودامك والتعامل معاك مش كويسة وانها لازم تحترمك لان احترامك من احترامه هو شخصيا ..
هتفت بدهشة
ايه امتى دا حصل وليه ما حدش قالي
فقال ابوها
انت كنت رافضة اي كلام عنه بل بالعكس كم مرة حاول يكلمك وانت تصديه! خاف لو كلمناكى عنه او حد جاب سيرته العناد يركب دماغك وتصري انك تمشي شوفتى بأه أد ايه هو بيراعى مشاعرك ولو على حساب مشاعره.. انا لما ڼهرته يوم كلامه معاكى دا كان الطبيعي كنت لازم افرمله لكن مش معنى كدا ان رأيي فيه اتغير ..
فقالت بهمس
يعني ايه يا بابا مش فاهمه
أجاب يوسف وهو ينهض واقفا
ماتستعجليش يا حبيبتي هتفهمى قريب اووى ودلوقتى اجهزى علشان ما ينفعشي تتأخري عن الحفلة واعرفي ان اي حاجه بابا عملها دا علشان مصلحتك مفهوم يا هبة ..
قامت من فورها وارتمت بين ذراعيه وهي تؤكد قائلة
اكيد يا بابا اي شئ بتعمله بيكون فيه مصلحتى وانا موافقة وانا مغمضة ..
سألها وهو ينظر اليها
اكييد
فهزت براسها ايجابا فتابع بابتسامة أبوية حانية
ابقي افتكرى كلامك دا يا هبة كويس..
وانصرف وهى مندهشة ترى ما الذي حدث اليوم الكل يتصرف بطريقة غريبة الأطوار معها وحين تهم بالسؤال تكون الاجابه ستفهمين بعد قليل!!..
ارتدت الفستان فكانت كالبدر ليلة اكتماله جففت شعرها وسرحته وتركته طليقا ثم وضعت احمر شفاه كرزى اللون ولبست حذاء عال احمر اللون ووضعت بضع نقاط من عطر الورود وامسكت بحقيبة سهرة حمراء صغيرة من الساتان الاحمر مطعم بالالماس الصناعى وكان الحذاء والشنطة بداخل الصندوق مع الفستان ...
عندما فتحت باب الغرفة للخروج فوجئت بمدام سعاد امامها فابتسمت وقالت
اهلا يا مدام سعاد اتفضلي حضرتك ..
دخلت سعاد الحجرة وعيناها تلمع من الفرحة وقالت
بسم الله ما شاء الله عروسة زى القمر ..
قالت هبة
الله يخليكي حضرتك يا مدام ...
فقاطعتها سعاد قائلة بحنو
بلاش كلمة مدام دى ممكن تقوليلي يا طنط او لو عاوزة تفرحيني بجد تقوليلي يا ماما! انا عارفة ان محدش يقدر يملا مكان المرحومة والدتك.. بس ربنا العالم انت معزتك في قلبي من معزة علا بنتي تمام....
هزت هبة برأسها موافقة .. فيما اخرجت سعاد علبة قطيفة كانت تضعها في حقيبة ورقية مكتوب عليها اسم اشهر متجر للمجوهرات تيفاني وقالت
ممكن تقبلي الهدية المتواضعه دى مني دي هدية من ام لبنتها و يا ريت ما تكسيفينيش ...
اضطربت هبة ولم تعلم ماذا تقول فهى من ناحية لا تريد اغضاب السيدة سعاد ومن ناحية اخرى الهدية باهظة الثمن وهى خجلة من قبولها ولكن سعاد حزمت امرها بالنيابه عنها وفتحت العلبة ليطالعها طقم من الياقوت الاحمر المطعم بالالماس فقالت هبة
الله يا مدا..
نظرت سعاد اليها ..
فتداركت قائلة
يا ماما سعاد الهدية جميلة اووى زوق حضرتك يجنن بس دي غالية اووى ..
أجابت سعاد بابتسامة خفيفة
الغالي للغالي والغالي ما يهاديش الا الغالي ويسلم