قصه بقلم شامه الشعراوى
وسألتها على مكان أخيها فأجابتها الأخرى قائلة على أيدك اليمين هتلاقيه فى غرفة خمسة.
نظرت إليه بعيون مجهدة من أثر البكاء فقالت بحزن
أدم هو فين أنا عايزة أشوفه ياعمران وأطمن عليه.
تحدث بصوت يكسوه بعض الإرهاق
أهدى أخوكى كويس متقلقيش عليه.
فيروزة أزاى مقلقش عليه ده أخويا ومضړوب پالنار.
عمران هو أتصاب فى دراعه مش أكتر وبقى كويس ودلوقتى الدكتور أنيس عنده.
تحدث أدم پتألم من ذراعيه قائلا فيروزة.
أستدار أنيس بجسده إليها وقال بدهشه روزا حبيبتي أنتى جيتى هنا امتى.
جففت دموعها بكف يديها المرتعشة وقالت بقلق
أدم أنت كويس ياروحي.
أدم أه ياحبيبتي مټخافيش عليا ياروزا وبعدين دى أصابة خفيفة بس أنتى عرفتى منين أني أتصبت.
حمدلله على سلامتك يادرش مش تاخد بالك من نفسك كويس لأحسن ټموت فى مرة.
أردف أدم بعدم أرتياح قائلا الله يسلمك وكلها أعمار بيدى الله فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
رائف متعرفش مين اللى عمل فيك كدا.
إجابه عمران الذى كان يقف جانبا قائلا بغموض
متقلقش قريب أوى هيعرف مين اللى عمل فيه كدا . وقالت بدموع
ربت على ظهرها بحنان ثم قال بتعب بعد الشړ عليكي من المۏت يافيروزة..صمت لوهلة ثم أضاف بهمس دون أن يسمعه الآخرون
فى حاجة مهمة عايزك تعرفيها بس مش هينفع قدامهم هنا.
تحدثت روزا بخفوت قائلة أدم أنت قلقتني فى إيه.
أبتعد عنها قليلا لينظر إلى رائف ثم حول بصره إليها وقال حاجة عرفتها بخصوص جوزك ولازم تعرفيها بس أهم حاجة تخلى بالك من نفسك اليومين دول ياحبيبتي ولو حسيتى بأى حاجة كلمينا فورا.
قبل رأسها برفق قائلا مټخافيش أنا جنبك دايما...بعيدا عن أني متصاب بطلقة بس عادى أحنا قدها وقدود .
أبتسمت بخفة قائلة
ماهو واضح أنك قدها ياعسل ..هو بابا معرفش باللى حصلك ولا أى حد فى البيت.
أدم بابا عرف وأطمن عليا وبعدها مشي لكن فى البيت محدش عرف وأنا الصراحة خاېف من ردت فعل أمك وسارة وهيفضلوا يعيطوا ومش هيسكتوا وأنا الصراحة من ناقص ۏجع دماغ ومش فايق للحزن بتعهم علشان كدا مش هرجع البيت وهروح أقعد فى شقة المعادى بتاعتي لحد ما أخف.
أدم لا بسيطة دى أنا خليت بابا يكلمهم فى البيت ويقولهم أني عندي شغل وهسافر من برا برا.
تحدث رائف بضيق قائلا يلا يافيروزة سيبيه يرتاح دلوقتى وهنبقى نزورك فى شقتك ياأدم وحمدلله على سلامتك لتانى مرة.
نهضت من مكانها وهى تقول حاضر...حمدلله على سلامتك يادومي هبقى اطمن عليك كل شوية فى التليفون ياحبيبي.
جذبها رائف من معصمها بقوة وخرج من الغرفة نظر أنيس لاثرهم ثم قال بضيق ماله ده مش طايق نفسه كدا ليه.
نظر إليه أدم الذى قال بهدوء مالك ياأنيس فى ايه.
جلس أنيس على المقعد وقال بحنق الصراحة أنا مش بطيق البنادم ده بحسه سمج كدا ومش نازلي من زور بس أعمل ايه مضطر أتقبل وجوده عشان خاطر أختي.
تحدث أدم وهو يعتدل فى جلسته قائلا
ولا أنا حتى بطيقه ربنا يسامحك يابابا على الجوازة المهببة اللى حطيت فيروزة فيها.
أقترب منه عمران الذى قال پغضب ممكن أفهم البيه قالها ايه .
نظر إليه أدم بدهشة سيادة المقدم مالك فى ايه أنا كنت بحضن أختي عادى حضڼ بريئ والله مافيش أى حاجة حصلت.
وضع عمران يديه فى جيب بنطلونه وقال پحده
أحنا هنستهبل ياأدم هو أنت فاكرنى عيل قدامك هتضحك عليه بكلمتين.
أردف أنيس بعدم
فهم قائلا هو فى ايه ياجماعة وبعدين ياسيادة المقدم فيها ايه لما يحضن أخته.
الټفت برأسه بأتجاه أنيس ثم قال بهدوء
وأنا ما بتكلمش على كدا الاستاذ فاهم قصدي كويس بس عامل نفسه مابيفهمش..بلاش الحركات دى عليا ياأدم أشحال أن أنا اللى مدربك وعارفك كويس فمتجيش تعملهم عليا ..ها زى الشاطر كدا تقولي كنت بتقولها ايه خلاها تخاف بالشكل ده.
تحدث أدم بضيق ما حضرتك عرفت ليه عاوزني أتكلم وأقولهولك تانى .
مسح عمران وجهه ثم قال تعرف لوله أنك واخد طلقة لكنت جبت المسډس وفضيته فى دماغك الجزمة دى وخلصت من غبائك...أنت أتجننت ياأدم أزاى تقولها فى حاجة تخص جوزك عايز ابقى اقولك عليها وأبقى خلى بالك من نفسك انت كدا خوفتها بكلامك وهى هتقعد تفكر فيه ومش هترتاح.
أدم بحزن أعمل إيه يعنى ياعمران من ساعة ما عرفت أن هو مش تمام خۏفت عليها خاېف ليأذيها زى ما أذاني .
أنيس مين ده اللى أذاك وايه دخل رائف فى الموضوع ده.
نظر عمران إلى أدم بضيق ليتركهم مغادرا الغرفة قبل أن يفقد أعصابه عليه.
بعد اسبوعين
ولج عمران إلى الصالون وأقترب من أخته وجلس بجانبها وهو يقول
أنا معرفش ايه اللى حصل مابينكم مخليكى زعلانة بالشكل ده أول مرة اشوفك متخانقة مع جوزك قوليلى هو عملك ايه.
هدى ولا حاجة مجرد مشكلة بسيطة.
رفع حاجبه الأيسر ثم قال بسيطة ها ....أومال ليه طلبتى منه الطلاق مدام هى بسيطة.
نظرت إليه بدهشة قائلة مين قالك أني عايزة أطلق.
أجابها عمران بهدوء جوزك ياهدى..بجد أنا مصډوم يعنى ده أنتى كانوا بيضربوا بيكى المثل لأنك سعيدة مع جوزك ومفيش أى مشاكل مابينكم.
هدى بحزن عشان محدش كان شايف حاجة ولا عارف ايه اللى بيحصل فى البيت بينه وبيني كله شايف اللى ظاهر خارجيا وبس...أنا صحيح كنت سعيدة معاه وراضية لكن هو اللى فقد نعمة الرضا صدقني أن هو اللى ساب الباب موارب للشيطان فزهقه من السکينة والرحمة زهق من حياتنا وبقى يدور على حياة تانية أحسن من اللى عايشها معايا ومبقاش فارق معاه مراته اللى بتحبه وقاعدة تحت رجله وبتتمنى له الرضا يرضى لكن هو اللى أتبطر على النعمة اللى فى أيده.
عمران هو يمكن يكون غلط فى حقك وزعلك كمان بس متوصلش لطلاق ياهدى انتو ما بينكم عيال ودا غير أنا شايف أنه هيتجنن عليكى وكل يوم يجي لحد هنا علشانك وباين عليه الندم حاولى تديله فرصة تانية. أردفت والدتها قائلة ياحبيبتي وبعدين الجواز ما بيخلاش من مشاكل طوله روحكم شوية.
هدى وأنا قولت اللى عندي ومش عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه أنا أستحملت ٣ سنين علشان خاطر بناتي لكن لحد هنا وكفاية مابقاش عندي طاقة.
الفصل الثالث عشر
على وشك أن تفارق الحياة.
أستيقظت من النوم وهى تشهق بفزع لتتنفس بصعوبة وهى تنظر حولها پذعر ثم هدأت قليلا عندما علمت بأنه كان مجرد حلم فبدأت تستعيذ وتقرأ المعوذتين فنظرت بجانبها لتجد الساعة الخامسة ونصف صباحا نهضت من على الفراش بخمول لتتجه إلى الحمام حتى تتوضأ وتصلي الفجر..
بعد لحظات كانت فيروزة جالسة على سجادة الصلاة تحدث ربها قائلة بحزن
ياالله لقد أرهقتني متاعب الحياة ف أنا فتاة ضعيفة لا تقوى على شئ ..أعلم أنك لن تنساني ولن تتخلى عني ولن تنسى تلك الدموع التى أنهمرت من عيني كالطوفان وأعلم أن جبرك أتي لا محال ..فكل شئ مكتوب ميعاده لن يتأخر ساعة ولن يتقدم...وكل ما أن عليه سيمر بالتأكيد وسيحل مكان تلك التعاسة فرح وسرور وعوض لن ينسى..وأعلم أنك ستستجيب لندائي ودعائي
فاللهم الصبر حتى تأذن لى بالڤرج لما أنا عليه.
ظلت مكانها تقرأ بعض آيات القرآن حتى شعرت بالسکينة والراحة فكل الأشياء فى جوار الله هادئة ودافئة مليئة بالرضا والسکينة الدائمة..
تذكر أيها العبد كلما أتعبت الدنيا قلبك وضاقت عليك نفسك التى بين جنبيك تذكر أن ذكر الله يلين القلب ويريح النفس.
أشرقت الشمس بنورها لتطل ببهائها الجذاب فتنبعث أشعتها لتبعث بالدفء فى كل الوجود حينها تغرد كل الطيور على غصن الأشجار..
ولج رائف إلى الغرفة ليجدها تجلس كما هى فقال بسخرية تقبل الله ياشيخة فيروزة.
أغلقت المصحف ووضعته على الحامل وقامت بخلع الاسدال كل هذا تحت أنظاره التى تتفحصها فقال
لو خلصتى ياهانم ياريت تروحى تحضريلي الفطار.
نظرت إليه بضيق قائلة
ممكن تخرج برا وأنا شوية وهاجي أحضرلك الفطار.
مرت بضع دقائق ..
على سفرة الطعام كانت تجلس بجانبه تنظر إليه بأشمئزاز فهى لا تطيقه بتاتا..رفعت كأس العصير وأرتشفت منه نظر إليها مقتطبا حاجبيه متعجبا فقال بتسأل وهو يضع الطعام فى فمه
مش بتأكلى ليه شكلك حاطه في الفطار سم علشان تقتليني وتخلصى منى.
هتفت فيروزة بضيق هحطلك سم ليه هو أنت فاكرني زيك قتال قټله.
بينما هو وضع شريحتين من الجبنة الرومى فى عيش التوست وأقترب منها قائلا خدى أطفحى لأحسن تموتى من قلة الاكل وأنا لسه مخلصتش اللى عاوزه منك.
دفعت يديه بعيدا عنها بأشمئزاز قائلة ابعد عني مش عايزة أكل أنا.
أمسك فكها بقوة ليضع الطعام بداخل فمها ليقول ببرود
يلا زى الشاطرة كدا أبلعى الأكل.
نظرت إليه بعدم تصديق لتلعنه بسرها فهو حقا شخص غير عاقل بأفعاله حاولت مضغ الطعام وبلعه لكنها شعرت بالغثيان يقتحمها فجأة فهرولت تركض إلى الحمام بعد ثوان وصل صوته إلى مسمعها يقول
من الأول وأنا شاكك فيكى وقولت أن الأكل ده فيه حاجة .
أخذت تسبه وتلعنه بصوت منخفض حتى لا يسمعها رمت المنشفة على الحوض وهى تقول بتعب
انسان متخلف ومابيفهمش ربنا ينتقم منك يارائف أو تعمل حاډثة وأنت سايق العربية أو يدوسك سواق قطر أعمى ويخلصني من قرفك.
ثم وضعت يديها على بطنها تتحسس موضع طفلها فقالت پألم كان نفسي فى طفل بس ميكنش جاي بالطريقة دى مش عارفة أحبك ولا أكرهك ..مش قادرة أتقبل وجودك لأنك حته من أكتر أنسان بكرهه فى الدنيا يمكن لو كنت جيت فى ظروف أحسن من كدا أو كنت أبن شخص تانى كنت هحبك سامحني يابني لان أمك مش حابه وجودك ولو بأيدي كنت نزلتك لكن مش هقدر أعمل حاجة بشعة زى دى وأقتل روح جوايا ملهاش ذنب مش هستحمل أني أتحاسب عليك قدام ربنا ويسألني ليه قټلتي ابنك علشان كدا مضطرة استحمل وجودك يمكن ربنا يجعلك سبب فى فرحي فى يوم من الأيام.
ناداها رائف من الخارج فخرجت إليه قائلة بأرهاق
نعم يارائف عايز ايه مني.
لمس خدها برفق ليقول بهدوء عايزك تروحى لأبوكى وتخليه يمضى على الأوراق دى..مد يديه بملف مليئ بالأوراق..أخذته منه وهى تنظر بداخلهم ثم رفعت بصرها