الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد للكاتبة ندا حسن

انت في الصفحة 45 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

الذي يفعله أنه يعبث معها لتفقد صوابها إذا لتفعل مثله
طب ماشي سميها ريهام وأنا لو ولد هسميه...
اوعي
ممكن تسيبلي حق اختيار اسم البنت
أجابها بفتور قائلا وهو يبتسم
ليه. علشان ميبقاش ريهام
رفعت نظرها إليه وتحدثت بتهكم بعد عبارته
تصدق إنك رخم!
استفزها ببروده وأجابها بسخرية بعد أن ضحك ببرود
مش أول حد يقولي كده
تركت حديثه هذا جانبا لأنها لن تتخلص منه أبدا مادام هو مزاجه جيد واسترسلت حديثها بعد أن أخفضت نظرها عنه بهدوء
علشان نفسي بنتي تكون على اسم ماما الله يرحمها.. ورد
أول بنت لينا هيكون اسمها ورد
نظرت إليه بسعادة ثم ارتفعت . على جانب فمه عادت مرة أخرى إلى مكانها لتتساءل بسعادة
طب الولد بقى هتسميه ايه
إياد
سألته مرة أخرى باستفهام
اشمعنى إياد
نفسي من
زمان يكون عندي ولد اسمه إياد
ثم أكمل حديثه عابثا معها
وعلي ومازن ونور وهند ويارا وكاميليا...
وضعت يدها سريعا على . وهي تضحك بصخب قائلة باندهاش
ايه هي أرنبه
ابتسم بخبث بعد أن أخذ يدها الموضوعة على فمه وبقيت بين كفه وتحدث بمكر
مادام أنا موجود وأنت موجودة ايه المانع
لأ الموانع كتير
نزيل أول مانع بقى!..
استفاق على دمعه حزينة خرجت من عينه ازالها سريعا بيده ثم استلقى على جانبه مرة أخرى ليرى صورتها أمام عينيه وهو يذهب في ثبات عميق هاربا من التفكير مرة أخرى فقد اكتفى من آلامه..
منذ ذلك اليوم الذي علمت به يسرى أن سامر كان يعلم ما ينوي شقيقها فعله تغيرت كثيرا تجاهه كانت تخشاه وتخشى أن تكون معه تعلم أنه ليس كشقيقته أحبته منذ سنوات تعلم أنه لا يفعل شيء مشين لها ولكن كونه ترك صديقه يتأمر على فتاة لم يعتبرها كشقيقته أو خطيبته جعلها تشعر بالريبة منه كما شقيقها بالضبط..
دلفت إلى داخل غرفة الصالون وجدته يجلس بانتظارها ليتحدث معها بهدوء بعيدا عن مكالمات الهاتف الذي تغلقها سريعا..
جلست أمامه على المقعد ونظراتها جدية كما في المرات السابقة وقد أحزنه ذلك بشدة كونها لا تصدق أنه نقي وحاول مع يزيد أكثر من مرة ألا يفعل يجعله يشعر بالحزن الشديد ولكن يعود مرة أخرى ويقول إن معها كامل الحق فمن يفعل ذلك يفعل أي شيء آخر..
تحدث متسائلا بجدية دون الدخول في تفاصيل لا تحبها هي
المفروض إن الفرح فاضل عليه أسبوعين ناوية تأجلي
أجابته بجدية مثله تماما وهي تقول
نظرت له نظرة ذات مغزى ثم أكملت حديثها بحدة
ده غير إني مش هعمل فرحي
غير ويزيد ومروة موجودين فيه مع بعض
ازعجته بحديثها الغير منطقي أو الغير مرتب منها هل تربط اقترابه منها بعودة مروة و يزيد وما ډخله ولما يتحمل نتيجة خطأ صديقه الذي أرشده إلى الصواب ولم يفعل..
تسائل بانزعاج وتهكم واضح
وأنا جوازي منك هيفضل مربوط برجوع مروة ويزيد.. افرضي أطلقوا ايه نفضها بقى.
أتت لتتحدث بانفعال بعد حديثه مؤكدة كلماته ولكن سريعا عادت عن ما برأسها فكيف ستتركه. لا لن يحدث ذلك مطلقا ولكن أيضا تود أن ترى أخيها وزوجته سويا كما السابق..
ابتسم بتهكم وسخرية ثم تحدث قائلا
ايه وقفتي ليه ما تقولي بلاها الخطوبة دي
نظرت إليه بضعف غريب تسرب إليها عندما تحدث عن تركها فأكمل هو حديثه بضعف يماثلها
عايزك تفهمي إني عمري ما هعمل زي يزيد وافهمي كمان إني حاولت معاه يقول لمروة على كل حاجه لكن هو كان خاېف يزيد مش وحش يزيد كان مضغوط وخاېف من فقدان مراته وأنا مقدرتش ارده عافية يا يسرى أنا ماليش ذنب في اللي حصل علشان تتعاملي معايا كده..
وقف على قدميه أمامها ثم استرسل حديثه المنقطع بجدية وحزم شديد
أنا شاريكي عافية ومش هسيبك.. الفرح هيتأجل زي ما أنت عايزه وأنا هكلم يزيد واخليه يرجع مراته علشان أنا كمان اتجمع مع مراتي يا.... يا مراتي
غمزها بعينيه اليسرى ثم تقدم إلى خارج الغرفة ثم إلى خارج المنزل وتركها خلفه تفكر في حديثه وتبتسم على كلماته الأخيرة التي ألقت عليها بحزم وجدية لا تحتمل النقاش..
بجد يا تامر مش فاهمه ايه اللي ممكن يكون عمله وحش أوي كده يخليها تسيبه.. مروة كانت بټموت فيه ومستحيل تبعد عنه
أجابها معلقا على حديثها بفتور قائلا
استغربت حديثه ف أردفت بهدوء
بس الحب مايعرفش الكلام ده
تنهد بعمق وأغمض عينيه ثم أجابها مؤكدا حديثها
معاكي حق.. هي عامله ايه دلوقتي
أردفت وهي تتذكر حالتها التي تزداد سوءا كل يوم
دايما حابسه نفسها في الاوضه بتخرج تاكل كده جبر خواطر وتدخل تاني.. رجعت للرسم بس رسومات كلها حزينة
ابتسمت بسخرية وسعادة بذات الوقت ثم أكملت
حتى أنها رسمته... رسمت يزيد وخبت اللوحة تحت السرير
سأل تامر باستنكار ودهشة قائلا
ايه العبط اللي هي فيه مادام بتحبه بتسيبه ليه
دي غيرت عفش الاوضه كله بحجة أنه مجرد تغير لكن أنا واثقة أنه علشان يزيد شاركها فيه
تنفس تامر بهدوء ثم تحدث
قائلا بجدية
أهم حاجه خليكي 
دق جرس الباب وقد كان هذا المعاد باكرا قليلا عن كل يوم يعلم أن من سيفتح الباب هي شقيقتها أو والدها سيكون والدها هذه المرة فشقيقتها يعتقد أنها ستكون بعملها..
انتظر ثوان ولم يفتح الباب ولم يأتي أي صوت من الداخل فدقه مرة أخرى لعلى هناك من يجيب عليه وقد كان...
قد كان حقا لقد ظهر من خلف
الباب بعد فتحه يجتاحه حقا منذ شهر مضى لم يراها إلا بالصور وبمخيلته 
يود لو يستطيع أن يحتضنها ويضع يده على بطنها يتحسس مكان تواجد طفله ولكن هيهات فهي لو تعلم أنه الطارق لم تكن تفتح الباب أبدا..
ولكن تريد أن تنال منه ويقول صوت العقل أنه خائڼ لا يستحق فرصة ثانية وهو هكذا حقا ولكن ذلك الخائڼ دائما مثله لا يريد إلا أحضانه..
لا تريد أن تبعد انظارها عنه لو بقيت هكذا إلى الأبد لن تمل ستبقى كما هي تنظر إلى ملامحه الذي اشتاقت إليها بشدة..
استمعت إلى صوته الذي خرج مبحوح وضعيف للغاية ولكنه تحدث بشجن وشوق
وحشتيني
ضغطت على مقبض الباب أسفل يدها ثم أجابته بجفاء حاولت أن تجعله حقيقي بعد أن استمعت إلى هذه الكلمة التي زلزلت كيانها
أمشي من هنا
كم أنه اشتاق إلى سماع صوتها!.. وجدها تغلق الباب بوجهه فدفعه بخفه حتى يجعلها لا تغلقه ثم دلف إلى الداخل ووقف خلف الباب بعد أن أغلقه هو..
صاحت بحدة وهي تشير إلى الباب خلفه ليخرج دون خسائر فهي تعلم ما الذي يريده
أخرج بره لو سمحت مايصحش كده مفيش حد موجود هنا
وضع ما بيده بهدوء على الطاولة المجاورة للباب ثم أجابها باستنكار وضيق
هو ايه ده اللي مايصحش هو أنا مش جوزك
كنت جوزي
بس أنا مطلقتش
هطلق
أخرج بره بقولك
تحدث بحب واعتذار وقد مزقه الاشتياق حقا
وحشتيني يا مروة.. أرجعي بقى أرجوكي وهعملك كل اللي أنت عايزاه
أغمضت عينيها بضعف وقلة حيلة وهي تستنشق عطره الرجولي الذي كانت مغرمة به قدميها لم تعد قادرة على حملها فقد تسرب إليها الضعف الشديد..
شعر يزيد بما يحدث لها فحاول أن يستغل ذلك الضعف المتسرب إليها ويجعل قلبها يلين له وعقلها يرضخ إليه هي تحبه وهو كذلك إذا كل شيء متاح..
أقترب منها وجعل . مقابله إلى أذنها اليمنى ليقول بصوت رجولي أجش يعلم أثره عليها جيدا
أنا بحبك يا مروة ومحتاجك أوي في حياتي
نظر لها بضيق وقد كان قارب حقا على جعلها ترضخ له وجدها تفتح الباب وتشير إليه بالخروج قائلة بجدية شديدة وهي تنظر إليه
أخرج بره وأعرف إني عمري ما هكون مراتك تاني وأنك هطلقني ڠصب عنك وعمر إيدك دي ما ھتلمسني تاني.. يلا بره
توقف عن الضحك بصعوبة ثم قال بجدية حاول رسمها ولكن فشل في ذلك
مش هتكوني مراتي ومش هلمسك!.. ياستي ماشي
صړخت بحدة وهي تطالب بأن يتركها ويخرج من المنزل وإلا أن تصرخ بصوتها وتجلب الجيران إليها فابتسم هو
بسخرية ولم يقابله منها إلا أنها صړخت بالفعل
الحقوني.. حرامي الحقوني
وجدته يبتعد عنها وقف قابلتها ووضع يده في جيب بنطاله متحدثا بغرور وعنجهيه
ده يثبتلك أنك مراتي وهتفضلي كده في أي وقت بس أنا اللي سايبك بمزاجي.. تحبي اطلبك في بيت الطاعة
وقفت هي الأخرى أمامه مجيبة إياه بهدوء شديد تحلت به بعد كلماته هذه كررت كلمته باستغراب ثم أكملت وهي تشير إلى أثاث الغرفة
بيت الطاعة!.. بص كده على الاوضه دي.. دي مش نفسها اللي كنا فيها مع بعض قبل كده غيرت كل حاجه فيها وجبت عفش جديد عارف ليه.. علشان أنت شاركتني فيه عل وقعدت على الكنبة اللي كانت هنا غيرت كل حاجه علشان مش طايقه أكون في مكان أنت ريحتك فيه أو ليك ذكريات معايا فيه.. علشان مبقتش طيقاك ولا عايزة أشوف
وشك يا يزيد خلي عندك
كرامة وطلقني
هل تتحدث بجدية. أنها تحبه يعلم أنها تحبه وما تقوله ما هو إلا ساتر لضعفها نعم هو كذلك لن يأخذه على محمل الجد أبدا وسيعتبر أنها لم تقول شيء من الأساس لن يجعلها تستفزه ليفعل ما تريد ويطلقها وزع نظرة سريعا في الغرفة ثم وقعت عينيه على شيء جعله يبتسم بسخرية ويبتلع كلماتها دون أن يجيب
عليها..
أومأ إليها وهو يبتسم بسخرية ثم استدار وخرج من الغرفة واستمعت إلى صوت الباب يغلق لتجلس على الفراش وقد حزنت لما قالته له.. حزنت بشدة لقد يكون چرح الرجل عندما يستمع إلى كلمات كهذه..
دلفت إلى الداخل إلى حيث باب المنزل وتلك الطاولة التي ترك عليها الورود لتقف أمامهم تستنشق تلك الرائحة التي يعشقها بها ثم أخذت المكتوب الصغير ككل يوم ورأت ما كتبه بيده..
اشتقت إلى لمس خصلاتك الذهبية فقد كنت عندما أضع يدي عليهم أشعر وكأن الشمس أسفلها اشتقت إلى رائحة الياسمين الممزوجة برائحة أنوثتك الرائعة اشتقت إلى نظرة عين متوهجة تفتن القلوب بها
زوجك يزيد
دلف إلى سيارته يفكر في حديثها القاسې عليه ولكن لن يعتبره قيل من الأساس أنها تحبه وإن كان يشك في ذلك ويريد تصديق كلماتها تلك اللوحة التي رآها بالغرفة له ستجعله يتأكد من أن حديثها كاذب لقد رسمته مرة أخرى من جديد أنها تحبه وتريد أن تكون معه هو يعلم ذلك ومتأكد منه..
استمع إلى صوت هاتفه يعلن عن وصول مكالمة هاتفية إليه فأخرجه ووجده شقيقه الذي يحاول التحدث معه منذ ذلك اليوم للإعتذار عما بدر منهم وهو يجعله لا يتحدث بشأن ما حدث فلا يريد أن يأثر عليه أحد بكلمات عاطفية عن العائلة..
أجاب عليه ثم وضع الهاتف على أذنه وما هي إلا لحظات وتحدث بذهول ودهشة غير مصدق ما الذي قاله له عبر الهاتف
أنت بتقول ايه..
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_التاسع_والعشرون
ندا_حسن
هل تعلم ما هو الفراق
هو خروج الروح من الجسد دون الشعور
عاد إلى بلدته التي قد قال أنه لن يعود إليها مرة أخرى عاد إلى نفس المكان ليرى نفس
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 55 صفحات