الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد للكاتبة ندا حسن

انت في الصفحة 42 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

متقلقش أنا عمري ما هعملها
مستحيل.. مستحيل أعمل كده مش هطلقك أنا بحبك وعايزك وابني هيتربى بينا إحنا الاتنين يا مروة افهمي الكلام ده كويس علشان متتعبيش.. شيلي فكرة الطلاق دي من دماغك خدي الوقت اللي أنت عايزاه لحد ما نرجع مش هعترض وهعمل كل اللي تطلبيه ومش هنرجع البلد نهائي لكن طلاق مش هيحصل
دفعته بيدها الاثنين في صدره بحدة وعصبية بعدما استمعت إلى كلماته عاد للخلف قليلا ليراها تصرخ به وهي تبكي بشدة وتنتحب وكأن البركان قد فاض داخلها ليقرر الخروج
اطلبي أي حاجه غير البعد أنا مقدرش على كده.. بلاش ندمر نفسنا علشان غلطة أرجوكي يا مروة.. أرجوكي
اسلبت عينيها عنه وشهقاتها تعلو ثم دون سابق إنذار تحدثت پقهر قائلة بعد أن نظرت إلى عينيه الساحرة
أنا كمان مقدرش على بقى لحد هنا وسيبها في حالها
ابتسم بتهكم شديد وهو يدلك وجهه بيده ويعلم نوايا ابن عمها الحقېر لذا تحدث قائلا
حالها هو حالي.. مروة مراتي ومش هتخلى عنها أبدا
نظرت مروة إلى تامر الذي وجدته يهم الإقتراب منه مرة أخرى وهي تعلم إن حدث هذا ستكون مذبحة صړخت قائلة بحدة
استدارت إلى يزيد ثم أردفت بجدية
لو سمحت أمشي بقى
نظر إليها باستغراب كيف لها أن تطلب من زوجها الرحيل ومن ذلك الأبلة البقاء من الأولى بها
أمشي واسيبك معاه.. وأنا عارف نواياه كويس
أشار عليه تامر متحدثا باستغراب ودهشة
نواياه
ايه اللي المچنون ده بيتكلم عنها..
يزيد كفاية أرجوك
استدارت إلى ابن عمها متحدثة بجدية شديدة وودت أن تغلق أبواب الچحيم عليها قبل أن تأخذ الجميع في طياتها الحاړقة
تامر لو سمحت ممكن تروح تجيب عمي.. أنا عايزاه يتكلم مع يزيد
سألها باستنكار ودهشة قائلا بجدية وهو يشير على يزيد
واسيبك معاه..
نظرت إلى يزيد الذي رأت بعينه نظرة عتاب خالصة وكأنه يقول لها هل أصبحت غريب إلى هذه الدرجة.. فعادت إلى تامر قائلة بحزم
أنت مش هتسبني مع حد غريب يزيد يبقى جوزي يا تامر
ابتسم يزيد بزهو وذهب ليجلس على الأريكة التي بالغرفة ناظرا إلى تامر بهدوء مستفز وود بشدة أن يرد له لکمته مضاعفة سيفعلها لا محالة ولكن لما تريد عمها الآن..
خرج تامر من الغرفة ليفعل ما قالت عليه هي وابتلع نظرات يزيد له وود لو لقنه درسا ليجعله يعلم ما الصواب وما الخطأ ويجعله يعاملها باحترام فقد هلك بسبب نبرتها وهي تترجاه أن يتركها..
بينما مروة نظرت إلى يزيد الذي يعتقد أنها هكذا ستجعل الود يعود وتعطيه فرصة ثانية!..
تشفق عليه حقا فما فعله لا يغتفر ولو بعد حين..
ممكن تحكيلي ايه اللي حصل.. إيمان روحت البيت وكل اللي طالع عليها إنك السبب في اللي حصلها حتى مردتش تخليني أكلم فاروق
نظرت إليه وهو يقود السيارة متجه بها إلى زوجة أخيها القابعة بالمشفى تحدثت بجدية مجيبة إياه
أنا السبب.. لأ السبب هو غل أختك وحقدها على مروة اللي من غير أي سبب
زفر بضيق ثم نظر إليها سريعا وأعاد نظرة إلى الطريق ليتسائل مرة أخرى
طيب ممكن أفهم في ايه
استدارت بجسدها قليلا لتكن في مواجهته ثم تحدثت بضيق وحنق وهي تنوي أن تقص عليه كل شيء حدث
احكيلك من الأول بقى مع أن مكنتش عايزاك تعرف أي حاجه من دي إيمان يا سامر من يوم مروة ما جت البيت وهي وماما عاملين عليها عصابة.. سواء كان تريقة ولا تلقيح ولا مشكلة يوقعوها فيها!... واللي إيمان عملته كتير بصراحة مرة رفعت ايديها على مروة لولا يزيد لحقها
ومرة تانية وقعت القهوة عليها حرقتها ومرة تانية جابت الفستان اللي اتعمل عليه المشكلة ولبستها فيا وهي السبب المرة دي كمان.. حطت الزيت 
وجدته ينظر إليها بعدم تصديق وصدمة شديدة احتلت ملامح وجهه وألقى عليها سؤاله قائلا
إيمان اللي عملت كل ده
أجابته بتأكيد وهي تجعله هو يجاوب
اظنك عارف أختك أكتر مني وعارف كويس أوي أنها تعمل أكتر من كده..
لم يجيبها بل أبعد نظرة عنها وهو يفكر لما تفعل كل ذلك بتلك الفتاة المسكينة فهي في كل الأحوال تخدع من الجميع وأولهم زوجها..
وجدها تكمل مبتسمة بسخرية
وأنا عارفه كمان أنها عاتبتك أنت ووالدتك على خطوبتك مني وقالتلك أنك لازم تسيبني علشان أنا مش هنفعك صح
مرة أخرى يسألها وعقله لا يعمل ولو بنسبة واحد بالمئة مستغرب من أين لها أن تعلم بهذا الحديث
عرفتي الكلام ده منين
منها هي نفسها وعرفت ليه لما كنت بتيجي عندنا مكنتش بتتكلم معاها
أكمل هو بعد أن مسح على وجهه بيده
علشان شدينا سوا لما رفضت اسيبك وقالت كلام كتير غلط في حقي وحق أمي
أومأت إليه بتفهم ثم أردفت بأمل وهي تعتدل في جلستها
مروة بنت كويسة جدا اتمنى مايكونش حصلها حاجه ولا هي ولا البيبي
منذ البداية وهي ليست مخيره قالوا تزوجي يزيد لينتهي الٹأر ففعلت! تحملي يزيد وقساوته وغروره وعنجهيته لتسير المركب بكم فتحملت! أنها عائلته ولن يتغيروا عليك بالصبر فصبرت! أحبك يزيد فأحببته! يهين يزيد ف أفعل وكأني لا أعلم! يبتعد يزيد ف أقترب! يقسوا يزيد ف ألين قلبه! يضرب يزيد ف أعتذر في سبيل 
ولكن ماذا فعل يزيد الآن ما كان إلا رجل يعمل محتال تزوجني ليحتال علي ويأخذ ما أملكه أنا وعائلتي بسبب شيء لا أعلمه إلى الآن..
ماذا فعل يزيد إلا رسم الحب على لوحة ورقية تمزقت عندما علمت الحقيقة المرة
ماذا فعل يزيد إلا أنه سلب مني أعز ما أملك وجعله ملك له في ليالي معدودة إلا وهو قلبي..
نظرت إليه وهو يجلس على الأريكة والدموع عالقة بعينيها بعد هذا التفكير الصريح بما فعله بها وجدته ينظر إليها والتوسل داخل عينيه الأمل
يود أن يحتل ملامحه ولكنه خائڤ الحب بدأ بالظهور مرة أخرى وإن فعل لن تستطيع المقاومة!..
نظر إليها پخوف وضعف غريب تسلل إليه عاجز عن جعلها تسامحه أو حتى تفكر في ذلك عاجز عن قربه منها عاجز عن كل شيء يخصها..
ولكن عليه أن يقص كل ما حدث لها الآن قبل حضور عمها ربما تشفق عليه!..
وجدته يتحدث بهدوء بعد أن اعتدل على الأريكة وأصبح وجهه ينظر إلى الأرضية أسفل قدميه
كنا أغنيا.. جدي وجدك كانوا صحاب وشركا في كل حاجه عملوا شغل كويس مع بعص وجم هنا في البلد دي بعد ما سابوا بلدهم.. في يوم جالهم واحد علشان يدخلهم في تجارة الحديد ويبقوا ناس ليهم وزنهم لما يعملوا مصانع ويظهروا لكن جدك رفض وجدي هو اللي كمل مع الراجل ده
كلماته هذه صحيحة عمها قال هذا بالضبط إذا ليكمل وتعرف أين تلك الثغرة التي لا تفهمها أكمل هو مرة أخرى بعد أن أخرج سېجارة ووضعها بين أسنانه دون إشعالها
الراجل طلع نصاب وجدي كان ساهم معاه بكل اللي يملكه وبقينا على الحديدة جدي ماټ... ووراه أبويا وعرفنا من عمي أن جدك هو اللي بعت الراجل ده وكانوا متفقين سوا أنهم ينصبوا عليه... كل الأملاك راحت ليكم من وقتها وإحنا مصممين نرجع كل حاجه أخدها جدك مننا 
لحد ما جه اليوم اللي زود كل الكره اللي في قلوبنا بعد ما كامل قتل زاهر ووراه ماټت مرات عمي.. البيت كان في حداد على أربع أشخاص طلعوا منه من غير رجعة بسبب عيلتك... وصمننا على الاڼتقام وأننا نرجع حقنا حتى لو بالجواز
مددت جسدها بأكمله على الفراش وعادت برأسها إلى الوسادة بعد أن رفع نظرة إليها ثم هتفت مصححة له
قصدك بالحب.. الحب يا يزيد أسوأ طرق استرداد الحق ويا
سلام بقى لو كان زي حالتك كده الحق بتاعك باطل
مش فاهم تقصدي ايه
سألته بجدية لتستطيع عمها ولما تريده أن يتحدث معه.. وضع رأسه بين يده بعد أن انحنى على نفسه وقد أصبح التفكير مرهق للغاية وهو لا يود شيء غير احتضان زوجته
في غرفة نومه على فراشه ثم أن يخلد للنوم!...
أتى عمها بعد لحظات ثم جعلته مروة يقص على يزيد كل ما قاله لها عن ما حدث بالماضي وكيف رفض جدها المشاركة محذرا جده أيضا
كيف حاول جدها المساعدة أكثر من مرة ومن خلفه عمها وهم لا يريدون جعلته يتحدث بكل شيء حتى يرى أن ما فعله لم يكن إلا شيء ڤاضح له ولعائلته جعلته يأكل أنامله ندما..
لم يصدق يزيد ما هذا الحديث الذي يقال أمامه!.. ولكن هو بالفعل منطقي ليس مفبرك أو لا يصدق!.. كيف علم عمه بما حدث إذا كان الرجل ذهب ولم يعد.. لما قال إن جدها أخذ أموالهم وهو في هذا الوقت كان غني وعنده كثير من الأملاك والأموال.. لما يفعل ذلك بصديق عمره الذي توفى من بعده..
نظر إليها پقهر وضميره يعبث معه بكل الطرق الحزن سيطر على قلبه وفعل حداد إلى النهاية أو الرجعة ملامحه بهتت وعينيه اختفى بريقها وكأن الحياة من أمامه وقفت.. أو أنه وجد نفسه وحيد على كوكب آخر.. أو أن هناك بركان على جزيرة ما سيثور وهو الوحيد عليها..
خرج من الغرفة وتركها خلفه حزينه عليه.. لقد كان يسير خلف عمه الذي أعتقد أنه أبا له ولم يخونه في يوم من الأيام حزينه على ضعفه وخوفه حزينه على كل شيء يمر به الآن...
دلف إلى المنزل ثم إلى غرفة الصالون الذي يأتي منها الصوت ووجد أن عمه يجلس ومعه ووالدته وشقيقه فنظر إليهم بحزن شديد وقد خفق قلب والدته ووقفت على قدميها ثم سألته پخوف كان حقيقي هذه المرة
ابنك حصله حاجه يا يزيد
ليه عملت كده
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_السابع_والعشرون
ندا_حسن
هي ترى أن الفراق هو الحل الوحيد
وهو يرى أن الفرصة الثانية لن تأتي بضرر
كيف السبيل للتخلص من كم هذا الآلم!
ولجت إلى داخل الغرفة بهدوء وهي تتشوق لرؤية زوجة أخيها بعدما عملت أنها
لم يصيبها مكروه هي أو جنينها..
ولجت للداخل ووجدتها نائمة على الفراش مغمضة العينين فنظرت إليها بحب وهي تحمد الله داخلها لأجل سلامتها وسلامة أخيها المعلقة بها جلست على مقعد جوار الفراش بهدوء دون أن تحدث أي صوت..
وجدت مروة تميل رأسها ناحيتها بعد أن فتحت عينيها ببطء يبدو أنها لم تكن نائمة نظرت إليها بسعادة ولهفة قائلة
حمدالله على سلامتك يا مروة.. الحمدلله إنك بخير
نظرة مروة إليها كانت جامدة ليس بها أي مشاعر سوى الجمود والجدية الخالصة استغربت يسرى لذلك ولكن لم يطول استغرابها ف مروة تحدثت بحدة مردفة
أخرجي بره
وزعت يسرى بصرها بالغرفة لترى إن كان هناك أحد آخر غيرها توجه له الحديث ولكن ليس هنا سواها!.. هل تقول لها أن تذهب بهذه الطريقة الفظه..
سألتها بجدية وهي تنظر إليها مستغربة من حديثها مشيره إلى نفسها
دا أنا.. أنت مالك فيكي ايه مش مظبوطه من ساعة ما رجعتي من بره
ابتسمت بسخرية وتهكم بعد
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 55 صفحات