رواية براثن اليزيد للكاتبة ندا حسن
إلى الغرفة ثم أخذت ملابسه من على المقعد وتقدمت مرة أخرى إلى المرحاض دقت عليه ثم فتحته مناوله إياه الملابس بهدوء ثم عادت مرة أخرى تجلس مع يسرى تنتظره..
دلف إليهم في غرفة الصالون بعد أن انتهى من حمامه مستغربا من جلستهم هكذا وماذا تريد شقيقته وقف أمامهم ثم
سألها قائلا بجدية
في ايه مالك
وقفت يسرى هي الأخرى على قدميها ثم دون حديث عبثت بهاتفها قليلا ليصدح بصوتين كل منهم يقول حديثا مصيري وقفت مروة على قدميها بذهول من الذي استمعت له عبر هذا الهاتف بينما عيني يزيد تلونت بالخيوط الحمراء من شدة الڠضب حيث كان الهاتف ينقل لهم ما دار بين يسرى و إيمان بالأمس واستمع كل منهم إلى اعترافها بأنها من أوقعت ببعضهم البعض وأنها من فعلت كل ذلك بداية من طلب الفستان إلى وضع الصندوق والورقة بغرفة يسرى..
قالت بحزن شديد وهي تنظر إلى شقيقها الذي تطاول عليها معتقدا أنها الفاعل
ده كل اللي حصل وأنا زي زيكم مكنتش أعرف أي حاجه أنا عمري ما أعمل كده في مروة
خرجت من صډمتها بينما ظل هو صامت يفكر فيما حدث وما قالته قالت بهدوء وابتسامة زائفة
إحنا مشكناش فيكي يا يسرى ويزيد مكنش قصده
وجدته يتقدم من باب الغرفة بعصبية شديدة فعلمت على الفور ما الذي يريد فعله تحركت سريعا إليه ممسكة بيده بحدة متسائلة بجدية
رايح فين
جذب يده منها متحدثا بعصبية شديدة وهو يشير بيده ناحية الباب فقد كان يريد تلقينها درسا لا تنساه حتى لا تطيق الإقتراب منه أو من زوجته
أجابته بحدة مراعية عدم رفع صوتها عليه فهي لا تريد ما يقوله إن الجميع بالأسفل يحبون إيمان على عكسها ف في كلتا الحالتين ستكون الخاسرة
لأ متعرفهاش لا مقامها ولا غيره كفاية بقى مشاكل
نظر إليها بدهشة الآن لا تريد ذلك من كان يتحدث بالأمس سألها باستنكار متعجبا من حديثها
أجابته بجدية مؤكدة على حديثه وهي تقف أمامه متذكرة حديث أمس بينهم الذي مازال يترك أثر بها
آه تسكت علشان في الآخر أنا اللي هتأذي سواء منك أو منهم ولا نسيت امبارح هما عملوا ايه وأنت عملت ايه
وقف ينظر إليها داخل عينيها وهي تفعل المثل كل منهم يتذكر حديث أمس وما فعله هو عندما رحل وتركها غير غضبه وعصبيته عليها نظرت إليهم يسرى مستغربة من حديثهم سويا هكذا ولكن تحدثت مخرجة كل منهم عن نظراته إلى الآخر
اقتربت منها مروة التي ابتسمت إليها بحب ثم عانقتها دون سابق إنذار وتحدثت قائلة بهدوء
أنا مشكتش فيكي للحظة اللي حصل بس شتتني شوية بس أنا عارفه أنك متعمليش كده
معلش متزعليش مني
ابتسمت إليه بحب تشدد على احتضانه ثم تركتهم وذهبت وهي في غاية السعادة أنها أثبتت لهم أنها ليس لها يد بما حدث..
اقترب منها بعد أن وضع يده في جيبه بنطاله البيتي مضيقا ما بين حاجبيه ثم سألها باستنكار
معقول مش عايزه تاخدي حقك منها ولا حتى تعرفيها أنك عرفتي
نظرت إليه بجدية
عايزه أروح أقعد في بيتنا يومين
دون أي نقاش أو حديث آخر وجدته يقابلها بالرفض التام الذي يظهر على جميع ملامح وجهه
لأ
استغربت من رده عليها فهي منذ أن تزوجته لم تراهم إلا مرة واحدة وكلما طلبت منه رفض نظرت إليه بدهشة متسائلة بتعجب من رفضه
هو ايه اللي لأ أنا من إليه وتحدثت بتهكم قائلة
آه صح أنا ناسية مشغولياتك اللي مش بتخلص بس على العموم ياسيدي أنا مش هحتاجك معايا هروح لوحدي ها لسه عندك اعتراض
ابتسم هو الآخر بسخرية كما فعلت أقترب منها إلى أن أصبح يتبادل الهواء الذي تتنفسه هي والأخرى يعبث بخصلات شعرها بها وتحدث بتهكم
مفيش مرواح في أي مكان يا حبيبتي سواء
نظرت باستغراب شديد فهو بالأمس ثار عليها ومن ثم ذهب ولم يعد إلا بعد نومها واليوم منذ الصباح وحديثه فاتر يخلوا من أي مشاعر أما الآن فهو يعتذر بحب وحنان! ضيقت ما بين حاجبيها وهي تنظر إليه ليفعل مرة أخرى كما الأولى مقبلا يدها الاثنين ومن ثم جبينها وتحدث مرة أخرى بمرح مبتسما
خلاص بقى ميبقاش قلبك أسود أنا آسف بس اتعصبت شويه وأنت عارفه عصبيتي غبية حبتين متزعليش بقى
لم يجد منها ردا مرة أخرى
بل كانت تنظر إليه بكل دهشة متعجبة من تغيره المفاجئ ثم قررت أن تنال منه على طريقتها لطالما هو يفعل ذلك تنفس بعمق ثم ابتسم بهدوء وقبل باطن يدها اليمنى متحدثا بجدية
خلاص بقى يا مروتي أنا بحبك ومقدرش أشوفك زعلانه مني كده.. ادلعي براحتك بس مش في الزعل ياستي
انهى جملته غامزا إليها بإحدى عينيه فابتسمت هي تلقائيا بسبب طريقة تفكيره الدائمة في أمور أخرى تماما ابتسم هو الآخر باتساع ثم ترك يدها ومد قدمه قليلا ليخرج شيء من جيب بنطاله..
أخرج علبة صغيرة للغاية ثم فتحها أمام عينيها مخرجا منها سلسال ذهبي اللون به قلب متوسط الحجم بنهايته ثم أعطاه لها..
أخذته بين يدها وقد كان مظهره مبهج بشكل لا يوصف أعجبها بشدة وقد أدمعت عينيها من أفعاله الغير متوقعة بالمرة نظرت إليه مبتسمة بخجل وهتفت قائلة بحماس
جميلة أوي أوي
ابتسم هو الآخر ليعود بظهره إلى ظهر المقعد متحدثا بتباهي أمامها وهو يشير بيده ناحيتها بغرور مصتنع
لأ ولسه كمان لما تفتحيها
نظرت إليها بين يديها وأعادت النظر إليه هو أومأ لها بتأكيد على أن تفتحها ففعلت بهدوء أدمعت عينيها مرة أخرى والابتسامة تتسع بوجهها لتزينه برقة وخجل وجدت بداخل السلسال ثلاثة قلوب اثنين كبيرين توجد بواحد منهم صورة لها والأخر بها صورة ل يزيد وفي المنتصف الصغير فارغ ليس به أي صور..
رفعت نظرها إليه مرة أخرى ممتنة له فقد
عظمة الترقوة..
الوحيد ولكن ليس هنا بمكان كل من فيه مرضى
ايه اللي أنت بتقوله ده أكيد عايزه ولاد منك.. أنا كنت بسأل بس مش قصدي حاجه
نظر إليها بهدوء وهو يرى جديتها في الحديث أو حدتها ليتأكد من حديثها الذي راقه وبشدة فابتسم بهدوء وهو يأخذ يدها مرة أخرى وأخرى ثم وقف على قدميه متحدثا بجدية
طب ما يمكن علشان أنا كمان بقيت بحبه
ابتسم باتساع لتنكمش عينيه سار به إلى مكانه مرة أخرى وأجابها قائلا
يمكن بردو
مش يلا بينا وحشتيني
وأنت كمان وحشتني
صاح عاليا بسعادة ومكر وهو يعبث معها
يا فرج الله أخيرا
أخفضت وجهها خجلا رفعه هو مرة أخرى بإصبعه السبابة و كما الأخرى ثم أخذها ليخرج من الإسطبل صاعدا إلى غرفته..
ترك يدها وهو يسير في حديقة المنزل معها مخرجا من جيب بنطاله علبة سجائره وأشعل واحدة منهم واضعه في فمه
يستنشقها بشراهة نظرت إليه بحدة لا تريده أن يستعمل هذا الشيء كثيرا فهو مضر للغاية..
سحبتها من بين سريعا ثم ألقتها على الأرضية ودعستها بقدمها نظر إليها هو باستغراب ودهشة كيف استطاعت أن تفعل شيء كهذا معه هو تحدث بجدية قائلا
عارفه لو حد غيرك عمل الحركة دي كنت عملت فيه ايه كنت هاكله زي ما أنا هاكلك دلوقتي
وايه المقابل
أخذت تفكر وهي تنظر إليه بطفولة شديدة واضعه إصبعها على جانب رأسها لتبتسم بخجل ثم تقدمت منه للغاية واضعه يدها الاثنين وأخذت تستنشق زفيره وهو العكس أغمضت عينيها مستعدة .. بينما هو لم
أبتعد عنها ينظر إلى بوابة المنزل الأمامية ليراها تتقدم منهم سريعا تاركه حقيبتها الكبيرة عند الباب بعد أن دلفت وركضت سريعا لترتمي بأحضانه وهي تبتسم بسعادة بالغة وهتفت قائلة
يزيد وحشتني أوي أوي ياخي
لم يضع يده عليها بل ألجمت الصدمة لسانه ولم يستطع أن ينظر إلى زوجته حيث أنها كانت تقف جواره ناحية المرأة التي تحتضنه أبعدها عنه بهدوء وتحدث قائلا
حمدلله على السلامة بس أنت جيتي ليه دلوقتي مش قولتي الوقت أتأخر وكنتي هتيجي بكره
وقفت أمامه وتحدثت بحماس شديد وهي تبتسم بسعادة
غيرت رأي في آخر لحظة وجيت قولت بما أن العربية معايا مش مهم بقى
ابتسم لها بهدوء وأدار رأسه ناحية زوجته التي قد كانت
قاربت على الإڼفجار من تلك الحقېرة التي تحتضن زوجها في وجودها دون أي حياء غير أنها تقول أنها اشتاقت له كثيرا تملكتها الغيرة وقد اشتعلت النيران بداخل قلبها تود لو
تفتك بها وبابتسامتها البلهاء وتذكرت سريعا تلك المرأة التي كان يحدثها على الهاتف وقالت ربما هي تلك الخبيثةوهي تنظر إليه منتظرة منه تعليق عما حدث ليتحدث هو بعد أن ابتلع ريقه وقد علم أنها ستريد محاولة أخرى ليرضيها
مروة مراتي يا ريهام ريهام صديقتي وماسكة كل شغلي يا مروة في القاهرة وجت علشان كان في حاجات مهمة في الشغل
نظرت إليها بعد أن تصنعت الابتسامة ثم قالت بهدوء مريب
أهلا بيكي
وقفت الأخرى أمامها بعد أن قدمها إليها يزيد نظرت إليها ببرود وخبث وثم أردفت قائلة متصنعة الدهشة
ما مراتك قمر أهي يا يزيد مش زي ما سمعت
نظرت إليه مروة بدهشة هل قال لها أنها بشعة ليس بها شيء جميل هل تحدث معها عنها نعم من أين ستعلم إلا منه هو هو من قال لها ذلك ليكسر كبريائها وكرامتها مؤكد هي صديقته منذ زمن أما هي زوجته فقط منذ بضعة أيام!!
عن اذنكم!..
سارت سريعا دون أن
كلما أرادت أن تجعل هناك ذكرى
لهم سويا تنقلب رأسا على عقب
لم يكن يريد أن يحدث ذلك وفي هذا الوقت بالتحديد! غير تفكيره بأنه لم يتحدث مع ريهام عنها إذا لما قالت ذلك هو قال أنه سيتزوج وثم قال أنه تزوج بالفعل ولأسباب عادية مثل أنها امرأة تصلح لأن تكون زوجته! يعلم تمام العلم أن الكلمات أثرها سيكون كبير على زوجته وإن لم يحدث أي شيء أقله ستقول أنه من قال ذلك
عنها! ذكرها لصديقته بالبشعة أو أنها ليست جميلة كأي امرأة! يكاد عقله ينفجر بسبب كثرة التفكير فيما حدث فهو للتو قام ب مراضاتها بعد ما حدث