الجمعة 29 نوفمبر 2024

لحن الحياه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 28 من 189 صفحات

موقع أيام نيوز


من محل البقالة وقد كان شيكا جالس أمام المحل يتفحص أحد الجرائد وعندما رأها طوي الجريدة سريعا ونهض من فوق مقعده 
 جيتي بدري النهاردة يا استاذه
لتهتف مهرة بفتور 
 هاتلي الكرسي اللي جوه ده ياشيكا وتعالا كمل قراية 
ليفعل شيكا ماأرادت وجلس يكمل قراءة الجريده بصعوبه فهو لم يكمل تعليمه بعد الابتدائيه 

وألتقطت مهرة أحد أكياس الحلوي تأكل منها وهي تضغط علي الكيس پعنف ...الي ان أنهته لتأخذ أخر 
وكيس أصبح يليه كيس وكلما أنهت واحد نفخته بأنفاسها ثم طرقعته بغل 
لينتبه شيكا لما تفعله بقلق 
 مالك ياأستاذه مين بس اللي زعلك 
لتحدق به مهرة بجمود وهي تتخيل جاسم أمامها ومن سوء حظ شيكا كانت صورة جاسم مطبوعة بالجريدة ولم تراها الا بعد ان أخذ شيكا يتصفح الجريدة
لتلتقط مهرة منه الجريدة پعنف وتقرء ماكتب عن جاسم ومشروعه القادم ودعمه للشباب 
 قال جاسم الشرقاوي قال 
ومزقت صورته وهي تنظر لشيكا الذي أخذ يطالعها بذهول 
 سيرة وشكل الراجل ده بټعصبني 
ونهضت من فوق مقعدها ... ملتقطه عدد من الجرائد التي يجلبوها في المحل 
 الطبعه ديه فيها صورته مش كده
ليحرك شيكا رأسه .. الي ان وجدها تشير نحو الجرائد 
 صورته تتعمل قراطيس لب ولا اقولك يتحط عليها طعمية عم فلفل 
ليقف شيكا متسع العينين إلي ان وجدها تسير من أمامه حانقه ټضرب الأرض بحذائها الرياضي
...................
لأول مره تشاركه حفل من الحفلات التي ينضم اليها 
كانت تقف بينهم تشعر وكأنها غريبه عنهم ..وسرحت في المكان إلى ان وجدت كريم يحاوط خصرها بحب يعرفها علي البعض .. لا تنكر ان كريم قد تغير معها ولكن التغير كان من أجل أطفاله .. وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت 
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره 
لتهمس لمن يقف جانبها 
 شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته 
 كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي
لتتفحصه بأعين راغبه .. فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها 
.......................
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء...لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها 
وتنحنحت بحرج 
 مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج 
 عايزه ايه ياورد ..قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها 
 من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه 
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها 
 ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب 
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم 
 ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق 
 انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي ..قال جليسة أطفال 
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها...فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها 
وقبل ان تسألها ورد عن مابها 
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح 
 يااستاذة مهرة .. ياست الاستاذة 
لتنظر مهرة لشقيقتها 
 انا قولت اليوم ده باين من أوله 
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد 
 شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق 
 شايفه الليله باظت .. 
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ..ثم أنفجرت ضاحكة 
..............................
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة ... فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه .. ليعلو رنين هاتفه..
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته. 
.........................
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها ..فاليوم قررت الا تعمل 
لتسألها مني بأبتسامة هادئه 
 خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود 
لتحرك مهرة رأسها بصمت .. فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها 
فيخرج جاسم من غرفته ..ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته 
 تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه 
 ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين 
فلم يجد جاسم مايقوله ... فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل 
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها 
 مش وقت ثقافه دلوقتي 
وتابع وهو يخطو نحو الخارج 
 حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال 
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه 
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
......................
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار ..فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا ..كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم 
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش 
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه ... وأقترب منها 
 لأول مرة تأتي لهنا ورد 
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع 
ليبتسم كنان علي هيئتها .. 
 هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك 
لتنتبه ورد لسؤاله 
 نعم ..شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح 
ووجد ورد
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 189 صفحات