لحن الحياه بقلم سهام صادق
رأسها بقوة ... فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها ..فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم
وأتجهت نحو محل البقالة ..لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر
هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها
لتعتدل مهرة في رقدتها .. تنظر إليها وهي تمسح على وجهها
خير ياأكرم ..في مصېبة تانيه هرخجكم منها
لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم
انا أسف يامهرة
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق ..مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها
فطباعه هادئه طيبه
شكلك تعبان...
لتهمس بأرهاق
التعب ده انا متعوده عليه
وتابعت بأمتنان
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه
ده واجبي يامهرة... ولا انتي مش شيفاني راجل
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك ...تجعلك تفكر بها هكذا
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه .. لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا ... حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه ..الي ان أقترب منه جواد
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو
فربت كنان علي وجهه بحب
لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا
متي
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ..ليقع عين كنان عليها متمتما
أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها
..................
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية ..فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل
لتحدق بها لطيفة بحنق
بتبصي علي ايه ..خليكي ف شغلك
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها
سمكة في طبق دقيق ..
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة .. دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه
تعالى يامهرة
فتبعته مهرة .. ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة ..فغمزت لها بمكر لټضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها
وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
العفو يافندم ده واجبي
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه
بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها .. هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه ... وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد ټنفجر ڠضبا
................
وضع سماعة هاتف مكتبه پغضب ... ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم .. فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ..ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقټحمت عقله
وخرج من مكتبه يطلب من مني
ابعتيلي مهرة حالا
وعاد لغرفته ينتظرها .. إلي ان جاءت اليه حانقة
هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا
ليلتف إليها جاسم ببرود
كل حاجه
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله
ماعلينا خلينا في المهم
وبدء يشرح لها مهمتها ..فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع
تحلي الموضوع بهدوء .. وفي سواق مستنيكي تحت
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها
واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه
مش مضطر اقولك عن اسبابي
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى
.................
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال