الأحد 24 نوفمبر 2024

لحن الحياه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 18 من 189 صفحات

موقع أيام نيوز


ووقع الأختيار على أثنتين .. فبقي الخيار الأخير لك سيدي 
ليحك كنان ذقنه بتفكير 
هاتفهم لأقابلهم غدا 
وانصرف من أمامه بخطوات واثقه صاعدا نحو الجناح الخاص به 
أتبعته بصمت وهي تجر أرجلها بصعوبه ..ووجدته يصعد احد الأبنيه خلف أحد المهندسين ونظرت للمبني الذي مازال في بداية أنشاءه 
كان يوم مطلعلهوش شمس يوم ماطريقنا اتقابل ياابن الشرقاوي

ووقفت تنظر إلى درجات الدرج التي لا يحاوطها شئ وهو يصعد 
وقررت ان تظل مكانها هنا فقدماها قد تورمت ولم يعد لديها جهد للصعود خلفه 
ووضعت بيدها علي رأسها فالصداع بدء يدرب رأسها من حرارة الشمس خاصه بعد ان تخلت عن خوذتها 
وظلت تنظر هنا وهناك إلى ان وجدت أحدهم يقف بجانب طاوله بها بعض الأشياء المخصصه لصنع الشاي 
فأبتسمت وتقدمت منه متسائله 
ممكن كوبايه شاي 
فأشفق عليها الرجل وأعطاها كأس الشاي خاصته 
ميغلاش عليكي يابنتي خدي... وانا هعملي واحد تاني 
فأعترضت مهرة بخجل بعد ان أدركت ان هنا كل منهما يخدم نفسه بنفسه ..وبعد أصرار الرجل عليها أخذت كأس الشاي وأرتشفت منه ووقفت تحادثه 
فبدء الرجل يحادثها عن البلده التي يعيش فيها وأنه أتي إلى هنا من أجل لقمة العيش ..الي ان ذكر زوجته وبناته ووجدته يتحدث عنهم بكل حب 
فتمنت لو كان أبيها مثل ذلك الرجل الذي رغم سنه يغترب من محافظة لمحافظة أخري كي لا يحوج أسرته لأحد 
وشعرت بآلم بقلبها وهي تتذكر والدها 
وبعد وقت أنصرف الرجل لتلتف مهرة عائدة من حيث أتت ومازالت ترتشف من كأس الشاي 
ووجدت جاسم يصافح أحدهم...ثم وقعت عيناه عليها فتقدم نحوها 
شايف أتأقلمتي على الموقع 
فتذوقت مهرة الشاي ببرود 
جميل اوى الشاي ده 
لتجد جاسم ينفخ أنفاسه بحنق ..ثم تخطاها عائدا نحو سيارته 
حصليني بسرعه 
فأبتسمت وهي تري حنقه وتركت كوب الشاي 
كانت كوبايه شاي طعمها حلو اوي 
وخطت بخطوات سريعه كي تلحقه 
فوجدته احتلي مقعده بالخلف وقد خلع نظارته السوداء .. فأتجهت نحو مقعدها وجلست بأسترخاء تتنفس براحه 
الحمدلله أخيرا
فأبتسم السائق وهو يقود السياره بعد ان أشار له جاسم بالمغادره 
ولم تشعر مهرة بشئ بعدها الا عندما وصلت أمام مقر المجموعه وصوت جاسم يخبر السائق 
صحي الهانم اللي نامت ... شكلها فاكره نفسها على السرير في بيتها 
وانصرف بحنق لتفتح مهرة عيناها متمتمه بعبوس 
اللهي تتكعبل يابعيد وانت ماشي 
لتسمع ضحكات السائق ... وغادرت خلفه حانقه 
اليوم معاك بسنه 
..جلست مرام تنظر إلي صور عرسها بأبتسامه منكسره ..فالكل ليلتها ظنها بأنها أسعد عروس 
ولكن في الحقيقه كانت عروس تداري خيبتها 
وشردت في اول ليله جمعتها بكريم وهي حلاله 
تعبتي من الفرح .. تحبي نروح لدكتور 
فنظرت إليه وهي تحبس دموعها 
ليه عملت فيا كده.. ليه كسرتني
فطأطأ رأسه للحظات وهو يعتذر 
أسف يامرام وجودك في حياتي كان غلط 
ورفع وجهه نحوها فوجدها تبكي بحرقه
ليقترب منها بهدوء 
أنت حبتني ياكريم
وكانت الاجابه هي الصمت 
وفاقت من شرودها على سقوط دمعة من عينيها علي يدها .. وأكملت تصفح الصور وهي تنظر إلى ملامحه التي مازالت تعشقها 
تأوهت بآلم وهي تتمني ان تصل لباب الشقه 
واقتربت من البناية التي يقطنوها ونظرت الي محل البقالة فقد كان مغلق وتذكرت ان اليوم موعد حصص ورد مع تلاميذها وتمتمت وهي تكمل خطاها للداخل 
انا لازم اشوف حد يمسك فترة الصبح بدالي .. ورد ملهاش في وقفت المحل 
وأخيرا تنفست براحه رغم الآلم الذي يحاوط جسدها .. وفتحت باب الشقه بصعوبه دون ان تهتف بأسم شقيقتها كالمعتاد
وجلست علي أقرب مقعد قابلها... وخلعت حذائها بأرهاق ثم نظرت إليه بأسف 
مش هتكمل يومين مع الراجل المفتري ده 
وزمت شفتيها بحنق ..لتجد ورد أمامها تحمل طبق بيدها تقطع به الخضراوات 
شكلك ميبشرش بالخير
ونظرت لهيئتها وأنفجرت ضاحكه...فلم تتمالك مهرة ڠضبها وقذفتها بالحذاء 
لتتعالا ضحكات ورد 
اومال فين الأسترونج ومن والأشعارات الحلوه ديه اللي بتحفظهالي كل يوم
فنهضت مهرة من فوق المقعد وهي تضع بيدها علي رأسها 
مش هستسلم ..لانا لأنت يا..
وقبل ان تهتف بأسمه تأوهت 
انا مبقتش عارفه ايه اللي وجعني .. ورد حضرليلي الاكل انا ھموت من الجوع 
وتابعت وهي تستنشق رائحتها التي لم تعد تتحملها
لحد ما انقع نفسي في المية 
فضحكت ورد وجلست علي أحد المقاعد تقطع السلطه .. 
وبعد ساعه كانوا يجلسون على المائدة يتناولون الطعام سويا ومهرة تستمع إلى ورد عما فعلته اليوم وكيف كانت مقابلة العمل وعندما وصلت شقيقتها بالحديث عن جمال أحدهم 
رفعت مهرة حاجبيها بمكر 
انتي كنتي في الوقعه اللي وقعتيها ..ولا في صاحب اللحيه الجميله 
فأبتسمت ورد بحالمية 
الراجل جميل اوي يامهرة .. يابختها 
فأعتدلت
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 189 صفحات