كاليندا بقلم ولاء رفعت
إلي هذا الذي يراقبها ويجول خلفها كظلها في كل مكان تخطو قدميها
_ وبعدين معاك يا زفت أنت إيه! ما عندكش كرامة ولا نخوة ! عايز مني إيه! في كل مكان ورايا خلاص مفيش بنت غيري في الكفر ! عايز إيه يا ابن هدي من واحدة رفضتك بدل المرة ألف ومخطوبة وخلاص قربت تتجوز من واحد جذمته برقبتك وبرقبة عيلتك كلها.
صاحت بها شمس وتشيح بيديها في وجهه مما أثارت كلماتها اللاذعة نيران مراجل جنونه وغضبه ليقبض علي ذراعها بقوة وهو ېعنفها قائلا بلهجة ټهديد
_ أنا راجل وأرجل من أبوكي وأخوكي وخطيبك العره ده و سيرة أمي وأسمها ما يجيش علي لسانك إما بالنسبة لموضوع جوازك من سوسن خطيبك ده حلم من عاشر المستحيلات إنه يتحقق وبكرة ها ثبت لك أن حمزة السفوري اللي عايزه هو اللي هيكون .
_ ده في أحلامك أنت و خطيبي اللي بتتمسخر عليه بكرة هو اللي هيخليك أنت اللي سوسن وتخاف تطلع من بيتكم.
أطلق قهقه دبت الړعب في قلبها لكنها أظهرت عكس ما بداخلها.
_ وحياتك يا شمس لأخليه هو اللي ما يخرجش من باب بيتهم بعد من اللي هعمله فيكي.
_ بت يا شمس
صاحت بها والدتها تحمل أكياس بلاستيكية ألتفتت لها بينما الآخر فر هاربا كالبرق في سرعته.
اقتربت منها والدتها بملامح غاضبة وقالت
_ عايز إيه منك ابن السفوري ده
_ أبوس أيدك يا ماما وطي صوتك ماحصلش حاجة وأنا قبل ماتيجي أدتله علي دماغه.
ألقت نظرة متوعدة وقالت
_ طيب يلا أنجري قدامي علي البيت وأنا ليا كلام مع أم الصايع الشمام .
و بعد أن عادت السيدة زينب و ابنتها إلي منزلهما تركت ما قامت بشرائه فوق طاولة المطبخ وقالت بأمر حازم
_ علقي علي مية الفراخ عقبال ما تغسليها كويس وعندك الخضار والرز والحاجة حضري الغدا عقبال ما أرجع من مشواري.
تناولت حقيبة نقودها الصغيرة واتجهت نحو الباب استعدادا للمغادرة ركضت شمس إليها وأمسكت ساعدها قائلة
أبعدت ساعدها وقالت بقوة
_ أنا صاحبة حق يا بنت بطني وصاحب الحق ما يخافش و لو هي ماقدرتش علي ابنها وخلته يتلم هخلي أبوكي يروح يتصرف مع أبوه ولو وصلت أبعت لأعمامك في مصر يجوا يعلموه الأدب.
هزت رأسها بسأم فاردفت والدتها
_ روحي أعملي اللي قولت لك عليه وأقفلي عليكي الباب كويس سلام.
و في منزل السفوري الأن تنتظر زينب في ردهة الاستقبال بعدما استقبلتها شقيقة حمزة فأتي صوت هدي الساخر والقادم من الرواق التي تتفرع منه غرف النوم.
نهضت الأخرى تقف بشموخ قائلة
_ الناس بتبتدي كلامها بالسلام يا أم حمزة.
عقدت الأخرى ساعديها أمام صدرها ورفعت شفتيها بتهكم جانبا.
_ ومن أمتي كان في بينا سلام بعد ما السنيورة بنتك رفضت ابني وراحت أتخطبت لحتت الواد الكاشير الكحيان.
_ أديكي جبتي من الآخر بنتي مخطوبة يا ريت بقي تقولي الكلام ده وتأكدي عليه لإبنك الصايع اللي عمال يلف ورا بنتي في كل حته ويطلع لها زي اللهو الخفي.
شهقت باعتراض وتضع يديها في خصرها تصيح پغضب
_ لهو خفي ياخدك وياخد بنتك يا وليه أنتي جايه في قلب بيتي وبتشتمي علي إبني! إبني اللي يشاور بس بطرف صباعه تيجي مليون واحده تحت رجله يتمنو يبص لهم بصة بس.
_ وأنا عشان في بيتك هاحترم ده ومش هرد علي كلامك دلوقت مش مستغربة أخلاق إبنك الژبالة لأنك أمه.
كانت كلمات زينب أثارت ڠضب الأخرى صاحت وأشارت لها نحو باب المنزل
_ أطلعي بره بيتي كتك داهية تاخدك وتاخد بنتك في ساعة واحدة.
غادرت الأخرى المنزل وبداخلها تشعر بلذة انتصارها علي تلك الحيزبون منبع الشړ التي أنجبت شيطان رچيم ورث أخلاقه الوضيعة من والدته سليطة اللسان سيئة الخصال.
انتهت المحاضرة الآن فخرجت كلتيهما نظرت إسراء إلي شاشة هاتفها وقالت
_ تعالي نستناهم عند محل العصير القصب اللي هناك ده زمانهم جايين دلوقت.
ردت شمس وهي تسير بمحاذاتها
_ إسراء أنا نفسيتي تعبانة و قلبي مقبوض.
توقفت الأخرى عن السير وألتفت لها قائلة
_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك يا شمس فيكي إيه
صمتت لثواني حتي بدأت بالتحدث
_ المفروض زي أي بنت رايحة تشتري حاجات جهازها أكون فرحانة ومبسوطة بس أنا اللي جوايا عكس كده.
امتعضت ملامح صديقتها فتساءلت
_ ليه بتقولي كده ده أنتي وآبيه خلاص فضلكم أيام وتتجوزوا والامتحانات وفاضل مادتين الحمد لله.
استندت شمس بظهرها علي أقرب حائط لسياج يحاوط إحدى المزارع فقالت
_ كل يوم بحلم بكوابيس مليانة تعابين وديابه بيخنقوا فيا وأفضل أصرخ لحد ما ألاقي طفلة شبه الملايكة تمدي لي إيديها وتنجدني منهم.
اقتربت منها وربتت عليها بحنان وقالت
_ وحدي الله وأستغفري دي بالتأكيد من الشيطان عشان