السبت 23 نوفمبر 2024

حى المغربلين بقلم شيماء

انت في الصفحة 5 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


بالخارج الذي بدأ يرتفع 
جليلة پغضب
_ يعني إيه مش أخدة عابد يا فريدة ماله عابد إبن الحاج منصور الحي كله بيحلف بأخلاقه 
رفعت فريدة رأسها لجليلة قائلة بهدوء
_ عادي يا جليلة أنا مش حابة أكون زوجة له فين المشكلة في كدة هو إنسان محترم و كل حاجة لكن أنا مش شايفة فيه فارس أحلامي من و إحنا عيال صغيرة يعتبر عابد أخويا مش أكتر من كده أنا سكت في القعدة عشان الموقف محرج غير كدة لا 
اعتدلت جليلة بوقفتها مردفة بنبرة صارمة
_ طالما في حد في حياتك غيره يبقى عابد أولى بيكي يا بنت المسيري لكن لو فيه يبقى أعرف من دلوقتي 

فقدت فريدة السيطرة على أعصابها بشكل كبير جليلة دائما تفرض الأوامر دون إعطاء أحد فرصة للرفض لذلك وقفت أمامها قائلة
_ مفيش غيره و مش هكون له يا جليلة مهما حصل 
قطع حديثها وقوع جسد على الأرض بغرفة فتون مع صړخة قوية من شقيقتها 
______شيماء سعيد______
بإحدى العيادات الخاصة بالقاهرة 
جلس فاروق أمام طبيبه الخاص بصمت شديد مل من أزمة لا يعلم لها سبب أو نهاية و الملل الأكبر من هذا الطبيب الأحمق الذي لم يستفد منه بمعلومة واحدة طوال الأشهر الماضية 
تابع الطبيب صمته بإبتسامة مستفزة ففاروق المسيري المړيض الذي لا يعاني من أي مرض ما يريده أمام عينيه و هو فقط يبحث عنه هنا و هناك بتشتت 
يضع ساق على الآخر و يريح جسده على المقعد بهدوء يرفض رفضا شديدا النوم على هذه الاريكة ليتحدث عما بداخله قطع الصمت سؤال الطبيب
_ حمد لله على السلامة يا فاروق بيه العيادة نورت 
رمقه الآخر بنظرة ڼارية لا يعلم من أين يأتي بهذا القدر من البرود ابتلع الطبيب ريقه بصمت يعلم ڠضب فاروق المسيري جيدا  ليعود بسؤال آخر جاد
_ إيه اللي حصل في الرحلة الأخيرة!
بتنهيدة حارة أجابه
_ زي كل مرة أشوف واحدة تعجبني أطلع على المحامي الخاص بيا و نتجوز مع أول مرة تختفي الاعجاب بشكل كامل ببقى زي التلميذ اللي بيذاكر عشان يجيب مجموع مع أنه مش طايق المادة أفضل أحاول شهر كامل 
لغز غريب هذا الرجل يتلهف على المرأة و مع أول لقاء بينهما ينفر منها كتب بعض الكلمات الدقيقة على ورقته ثم أردف بهدوء
_ طيب يا فاروق بيه ما تجرب تتجوز من مصر بدل دول الأجانب!
رد عليه برفض شديد يستحيل أن يتزوج من مصرية أو من إمرأة يعلم أن تركه لها سيكون مؤلم لها لعبته دائما مع النساء لفترة محدودة لتعود إلى حياتها بكل سهولة دون فعل شيء حرام بالنسبة له 
بمصر الفتيات تعيش بشكل مختلف غير الغرب و غير ذلك من تعيش مثل
الغرب لا أكثر
_ أنا مقدرش أتجوز من مصر لمجرد شهر دي هتكون ڤضيحة لأي بنت و طبعا اللي ممكن تقبل كدة كلنا عارفين إسمها إيه 
تنهد الطبيب بتعب قائلا
_ ليه يا فاروق بيه مش بتفكر تعيش بشكل عادي زي باقي الناس يعني مثلا تحب و تتجوز عن حب وقتها مش هتكون قرفان بالعكس هتكون مبسوط معها جدا حياتك هتكون بطعم الشوكولاتة 
مع رسالة من شقيقته فريدة بنص مرعب أنا محتاجة تكون سندي أوي يا أبيه ترك عيادة الطبيب بلا كلمة واحدة ذاهبا إلى حي المغربلين خائڤ على شقيقته و بنفس الوقت يعلم أن جليلة ستقف بينهما و بينه 
من يصدق أن جليلة والدته ستكون بتلك القسۏة عليه ربما أراد والدهم بالماضي الحفاظ على أموال العائلة معتقدا أن منصور الجنايني يريد ماله لذلك كتب جميع أملاكه بإسمه هو مع توصية كبيرة بإعطاء كل فتاة ما تريده بالكامل 
وصل للحي ليهبط من سيارته و يسير بخطوات متعجلة توقف الزمن فجأة مع سقوط ماء تنظيف الخضروات على بذلته أغلق عينيه عدة ثواني پغضب قبل أن يدور بجسده لمن فعل ذلك 
هنا بالفعل إنتهى فاروق المسيري مع رؤيته إلى طبق من الشوكولاتة الذي لا ينقصها إلا بعض الزينة لتصبح أكثر من لذيذة عقله توقف حتى قلبه دوره مشوش فقط جسده يرغب و ينفذ بلا تفكير قالا 
_ هو ده طعم الشوكولاتة اللي بدور عليه من زمان لذة فاروق المسيري بين إيديك 
_______شيماء سعيد______
بمنزل كارم 
تجلس والدة كارم الحاجة صباح على أريكة بسيطة بصالة المنزل بعد يوم شاق من الأعباء المنزلية نجوى زوجة كارم وجودها مثل عدمه دائما تحبس نفسها بين جدران غرفتها و تغلق على نفسها جيدا بالمفتاح 
أفعالها مريبة و ردودها أكثر ريبة خصوصا بعد خروجها من الغرفة تنهدت السيدة صباح بقلة حيلة قبل أن تستسلم للنوم لساعات قليلة 
بالداخل كانت مزينة الفراش حولها تضع سماعات الأذن الصغيرة على أذنيها و تنظر إلى ذلك الرجل الذي يدقق بها طالما تمنت رجلا مثل هذا يغرقها بأمواله بعيدا عن كارم و تلك الحارة 
أطلقت ضحكة رنانة سعيدة مستمتعة بكل كلمة غزل صريح 
_ يا ريتك معايا فعلا يا باشا مش مجرد
 

انت في الصفحة 5 من 50 صفحات