روايه بقلم شهد جاد الله
اللي حصل ده مش هيغير حاجة
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يغادر بخطوات غاضبة يتأكلها الڠضب أما هي لا تصدق أنها سمحت له بفعل ذلك لتزفر بقوة وهي تمرر يدها بخصلاتها و تجلس على سور حوض الاستحمام بإنهزام ثم دون مقدمات أخرى كانت
دمعاتها النادرة تنهمر بغزارة تنعي حالها لسبب هي وحدها تعلمه
أما عند صاحب البنيتان القاتمة كان يجلس يباشر عمله حين دخل أحد موظفيه وأخبره
أومأ له حسن وقام بسحب الملفات من بين يده وقام بتوقيعها وهو يقول بعملية
احتمال اغيب عن الشركة كام يوم مش عايز تقصير وزي ما سلمنا الوحدة الأولى من غير ولا غلطة عايز العمال يشدوا حيلهم علشان الوحدة التانية تتسلم في ميعادها وياريت تشرف على كل حاجة بنفسك وتعملي تقرير وافي لما ارجع
أومأ له حسن بامتنان ثم أشر له بالانصراف وهو يستند بأريحية على مقعده الدوار فقد قام بكل التجهيزات اللازمة لزيجته وقد قرر أن يتخذ تلك الڤيلا التي يملكها منزل زوجية له مع منار فقد رفضت رهف أن تعيش بها سابقا متحججة أنها لن تترك شقتها التي أسست كل ركن بها وشهدت على سنواتهم الأولى معا زفر بقوة وهو يتذكر حديثها الشرس له الذي يحمل شيء من الوعيد ولكنه حاول طمأنت ذاته أنها أضعف من أن تفعل أي شيء ويعلم أنها مسألة وقت ليس أكثر وستتقبل الوضع.
سونة سرحان في إيه
تحمحم وأجابها ببسمة مبتورة
في الشغل هيكون في أيه يعني يامنار
كده وانا اللي كنت بفكرك سرحان فيا وفي السعادة اللي هعيشك فيها بعد جوازنا ده أنا مش مصدقة أن خلاص هنكتب الكتاب بكرة
أنا كمان مش مصدق أنك هتبقي بتاعتي يا منار ده أنا كنت هتجنن
بعد الشړ عليك يا سونة
هانت أصبر وبعدين انت وعدتني ننزل نشتري الشبكة النهاردة
أومأ لها برحابة لتستأنف هي بغنج تجيده
أنا كمان عايزاك تشتري معايا لوازم الجواز
لازم الجهاز بتاعي تختاره كله على ذوقك ياسونة
حل رابطة عنقه وأخبرها بتحشرج
أحبك يا سونة
عرضت عليه أن يرافقها للداخل ولكنه رفض وبعد وقت قليل من جلوسها بمفردها بالداخل كانت تشعر بالضجر الشديد فكرت أن تعود للمنزل تمكث داخل غرفتها وتنعم بعزلتها ولكنها تخوفت حين تذكرت حديثه أنها من الممكن أن تخور مقاومتها وتفقد عزيمتها وتهاجمها تلك الأفكار السوداوية من جديد ولذلك أقتنعت بحديثه وغادرت المنزل وهنا وجدت ذاتها تتذكر أقتراح والدها بعرضها على طبيب نفسي لا تعلم لم رفضت ولكنها تعلم أنها لم تفقد عقلها بعد لتكون بحاجة لذلك بدليل أنها ما أن توقفت عن أخذ تلك الحبوب ليومين كاملين تشعر بتحسن ورغم إلحاح عقلها وتعود جسدهاإلا أنها ستقاوم تلك المرة ولن تضعف فهو محق لابد من المحاولة ليس من أجل أحد بل من أجلها هي
ولكن تجمدت ملامحها عندما وجدته يوليها ظهره ويتحدث في الهاتف قائلا
تمام يا حبيبتي والله هحاول
...انا مقدرش على زعلك
شحب وجهها ووقفت لا تعلم ما بها وحين لاحظ وقوفها أغلق المكالمة وقال مستغربا حالتها
ميرال مالك حد ضايقك
نفت برأسها وقالت بإقتضاب وهي تشرع بركوب السيارة
لأ زهقت وعايزة أروح
أومأ بطاعة وإن كاد يصعد إلى السيارة تعالى رنين هاتفه مرة آخرى تأهبت هي من موضعها داخل السيارة بينما هو تنهد ورد بنفاذ صبر
أنا في الشغل عيب كده قولتلك حاضر و كفاية زن
صمت لبرهة ثم أجاب الطرف الثاني بمسايرة
حاضر اول ما اخلص الشغل هاجي اخدك علطول
وعندما أتاه جوابها قهقه بقوة قائلا
بخفة أغاظت تلك التي تترصد مكالمته من موضعها
بقى كده يا اوزعة وربنا هعلقك بس أجيلك
ذلك أخر ما نطق به قبل أن يغلق الخط و يصعد للسيارة ويشعل الموقد غافل أنها تكاد ټموت من شدة فضولها وإن كادت تسأله اتاها صوته الأجش يخبرها بكل أريحية
آسف بس دي طمطم بنت أختي ومن الصبح مفصلتش علشان وعدتها أوديها الملاهي النهاردة
ابتسمت بارتياح لا تعلم سببه ثم قالت أول شيء جال بخاطرها دون تفكير
ربنا يخليهالكم يا محمد
لتصمت برهة وتسأل بتردد
هو ممكن أجي معاكم
أبتلع ريقه مصعوق من طلبها الغير متوقع بالمرة وشيء ما في أحشائه يتراقص فرحا لا يعلم ما حل به ليجد ذاته يرحب بها وينطلق بالسيارة وعلى وجهه وجهها بسمة لا تنم غير على حماس لا مثيل له
أبتاع لها خاتم من الذهب الأبيض المرصع بأحجار صغيرة من الألماس فقد قامت هي بأنتقاءه بنفسها وصممت عليه رغم بهظ ثمنه فما كان منه غير أن ينصاع لرغبتها
ولساعات عدة كان يتسوق معها دون تذمر أو كلل بالعكس تماما كان مستمتع وسعيد