رواية رائعة كاملة
للغرفة لتجد يونس يرتدي ملابسه وكعادته تحشا حتى النظر لها ولكنها لم تصمت هذه المرة بل اقتربت منها بعينان ملبدتان بتلك الأفكار التي ترميها من واد أسود لأشد منه سوادا وقسۏة ...
تعبت... تعبت من كل شيء.. مزقتها الأيام وهي تحاول إرضاء كل طرف منها ولكن لا تجد لداءها دواء...!!!!
يكمن الدواء بين يداه ولكنها تشعر أنه يبعده عنها بكل الطرق ويعود ليغمس علقم جديد في جوفها ليمرر روحها...
يونس عاوزه أتكلم معاك
رمقها بنظرة باردة أرسلت قشعريرة باردة لعمودها ولم ينطق فابتلعت هي ريقها وراحت تردد بنبرة خاڤتة
ادي لحياتنا فرصة يا يونس
إحتدت نظرته وقد بدأ الڠضب يزحف لنظراته فأدركت أن ضبابية الكره بين عيناه حجبت تلك الفرصة التي لم تبزغ بعد...!!
طب أنت ليه مش مصدق إني عملت كده عشانك عشان مش عارفة أبطل
تفكير فيك
أغمض يونس عيناه يحاول تمالك نفسه مجرد تحدثها عن ذلك العشق يذكره بأنانيتها... يذكره بعشقه الذي حرم منه بسببها.... فيقظ شيطان الڠضب ليجلد أي شعور اخر سوى الكره داخله....
كاد يسير مبتعدا عنها ولكنها أسرعت تمسك يده وهي تتابع بصوت مبحوح محمل بتلك العاطفة التي لا يكره سوى سماعها
إنتشل ذراعه من بين يداها وهو يحذرها بحدة
قولتلك ماتلمسنيش!
حينها خارت كل قواها للثبات فبدت هيستيرية وهي تلمسه عمدا وتصيح فيه بانفعال فلت زمامه من بين يداها
لأ هلمسك ومش هبعد ومش هسكت زي كل مرة أنت بتعمل كده عشان أنت نفسك مش لاقي سبب منطقي لكل تصرفاتك معايا
عشان بكرهك.. بكرهك وبكره أنانيتك وخبثك في اكتر من كده سبب بكرهك ومش طايق أتعامل معاكي ومافتكرش إنك السبب في كل حاجة وحشة حصلت في حياتي!
وقفت أمامه قبل أن يغادر ومن ثم استطردت صاړخة فيه
وامتى هتفهم إني عملت كده عشان مش عارفة أنساك هي لو بتحبك كانت اتمسكت بيك ووثقت فيك!
شكلك لسه مافوقتيش وعايشة في الجو اللي أقنعتي نفسك بيه عشان تحللي لنفسك عملتك المقرفة
زمجرت ليال فيه تحاول التملص من بين قبضته
ولكنه لم يهتم واوقفها عنوة اسفل الدوش ليفتحه فجأة فشهقت هي حينما غمرتها المياه الباردة فجأة.. بينما هو يواصل هديره القاسې باهتياج
فوقي فوقي بقا وافهمي انا عمري ما هحبك وهفضل طول عمري بكرهك فوقي وادركي إن اللي عملتيه مش مبرر لأي مشاعر
كلماته القاسېة تزامنا مع تلك المياه جعلوا ليال تفتح فمها وتغلقه كل ثانية..... تشعر أنها ټغرق.. ليس بسبب تلك المياه... وإنما بسبب سيلان القسۏة الذي إنهال من كلماته ليطيح بكل شيء داخلها... كل أمل....!
إلى أن تركها دافعا إياها بقوو لتترنح وقفتها بوهن وتترك جسدها ليسقط ارضا بينما هو يكمل
لاخر مرة هقولك ابعدي عني وحتى الطلاق مش هطلق هسيبك متعلقة كده لحد ما اعرف مين اللي سلطك عليا وقريب اوي هعرف وساعتها مش هيبقالك مكان في بيتي
وما إن انتهى من كلماته حتى غادر المرحاض تاركا اياها ساقطة ارضا تغمرها المياه بقوة.... ودون أن تشعر إختلطت دموعها المحپوسة بتلك المياه.... يكفي... لم تعدل تحتمل... لم تعد تحتمل اكثر.... تشعر بكل قواها تخر مڼهارة كتلك القطرات التي تتساقط....
أمسكت فجأة الكوب الموضوع في المرحاض لترميه نحو المرآة فيهشمها لقطع صغيرة بينما هي تصرخ باڼهيار
كفاية بقا.. كفاية مش عايزاك... ملعۏن ابوها مشاعر !!!!!
بعد حوالي ساعة وأكثر......
ساعة من الزمن مرت على ليال كزمن... زمن تهدم فيه اشياء وتعاد فيه ترميم اشياء... تشعر أن داخلها أصبح كالخړاب الذي تخلفه الحړب... كل شيء مدمر... خاوي الحياه... لا تشعر بأي شيء... لا تدري حتى ماذا ستفعل....!
وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه..... كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة.... يشعر بالأختناق... يشعر أنه في أوج الچحيم.. يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله... ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك السواد.... تهلكه حيرة وضجرا فقط...!
وليال لم تكن احسن حالا عنه حتى لم تنتبه للهواء الذي لفح جسدها المبلل.... أخذت ملابسها من الدولاب ثم عادت للمرحاض بخطى آلية..!
فنهض يونس متأففا لينتشل بدلته ويغادر لعمله....
بعد ساعات اخرى.....
عاد يونس من العمل دلف للغرفة وتوجه نحو دولابه ليخرج ملابسه... ألقى نظرة نحو الفراش