الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه لحن الحياه بقلم سهم صادق

انت في الصفحة 23 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


ياعبيطه
لتتعالا ضحكاتهم وكل منهم تخبر الأخرى بحبها 
................
أندفعت مهرة لغرفة جاسم بعد ان رحل مراد وهو يخبرها بأسف رفض جاسم لأنتقالها معه للعمل في المصنع 
انت ليه رفضت نقلي من هنا
فرفع جاسم عيناه نحوها بعدما أغلق الملف الذي أمامه وحدق بها بقوه 
اطلعي بره وأدخلي زي البني آدمين 

فوقفت مكانها وهي تحدق به پغضب 
ولو مطلعتش 
فصړخ بها وهو ينهض عن مقعده ويقترب منها
مهرة متختبريش صبري 
وطالعها بجمود 
عقد عملك هنا في مكتبي فاهمه
فتنهدت بهدوء وهي تنظر حولها 
وانا مش عايزه اشتغل هنا ..عايزه اشتغل في المصنع مع أستاذ مراد لحد ما مدة عقدي تخلص 
وقطبت حاجبيها بأستياء
انت مش هتحتكرني لنفسك ياجاسم ياشرقاوي
وصدرت شهقة مستنكرة من رفيف وهو تنظر لمهرة 
كيف تحادثك ذلك جاسم 
ليمتقع وجه جاسم پغضب 
لو سامحتي يارفيف روحي علي مكتبك 
وأشار لها بأن لا تجادله وتنصرف ..فأنصرفت رفيف وقد تجمدت ملامحها من طرده لها 
وتقدم جاسم من مهرة التي ألتفت لتطالع رفيف تتمتم بكلمات مبهمه 
وأنتفضت من صوته القوي 
علي شغلك 
.................
وضعت مني الدعوات أمامها وهي تنظر لها 
انتي اللي هتوزعي دعوات حضور الحفلة السنوية الخاصه بالشركه 
فتناولت منها الأظرف وهي تعلم بأن هذا هو عقابه 
وأبتسمت بتهكم وهي تطالع الدعوات 
وأخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمتم 
الصبر ..بكره امشي من وشك ياجاسم ياشرقاوي
فضحكت مني

عليها وهي تدق على مكتبها بقلمها
..................
نسيت أمر الفتاة ونسيت كل شئ .. وهي تنظر له وهو يعد لها ولجواد اكلة أسبانية طلبها منه جواد وبالطبع هي تشاركهم
كانت تشاهده وهو يشمر اكمام قميصه لاعلي ويبتسم لهم بعد ان أعدوا له المسئولون المطبخ وانصرفوا ليتركوا سيدهم في مهمته 
ونظر إلي ورد وجواد المسترخين علي مقاعدهم منتظرين تناول الوجبة التي يريدها جواد بحماس لأنه تذوقها منه من قبل اما ورد ارادت ان تستكشف الوجبة الجديده 
وأبتسم وهو يناول ورد السکين 
لا تخبريني أنك لا تعرفي تقطيع الفلفل
فضحكت ورد وهي تنهض من مقعدها
انا من اطهو لي ولشقيقتي
فرفع كنان حاجبيه بخبث 
كان الله بعونها ..بالتأكيد تمرض من طعامك 
فحدقت به ورد پغضب وهي تحرك السکين أمامه..ليهتف كنان متصنعا الخۏف
امزح ورد 
واندمجوا فيما يصنعوه وجواد يمازحهم منتظرا الطعام ..
وانتهوا من مهمتهم لينظر كنان لورد بحب ..
معها نسي كل شئ نسي أنه رجلا خاطب لأخري ..هدء حزنه قليلا علي شقيقته وكأن وجودها في حياته كان كالبلسم
وجلسوا يتناولون الطعام والذي حفظت ورد كل مقاديره وطريقته كي تطهوه لمهرة وأكرم بل وستعلمه للسيدة صفاء أيضا 
................
نظرت مهرة بضيق إلي الملابس التي تعطيها لها شقيقتها كي ترتديها ..هي تحب قمصانها وستراتها وبناطيلها والبذلات الرسمية التي تجعلها كالناظرة
ولكن ورد اليوم أنتقت لها تنورة طويلة ملونة بألوان هادئة وبلوزه شيفون مبطنه ذات أكمام طويلة تهبط بوسع من عند معصميها .. ملابس محتشمة ذو ذوق رفيع ..
ولم تترك ورد مهرة الا بعد ان أرتدت تلك الملابس مخبره اياها بضحك 
ده انا دفعت فيهم ډم قلبي
وأبتسمت بسعاده وهي تنظر لشقيقتها بحب متمنية داخلها ان ترتدي تكمل فرضها وترتدي الحجاب الذي سيجملها 
ولعلمها ان مهرة ستفعل ذلك يوما هو من يجعلها لا تخاطبها في الأمر بل تدعو لها 
زي القمر ياحببتي
وألتقطت منها النظارة وهي تضحك
هي ديه لتكملة الديكور ولا ايه
فأندفعت مهرة نحوها
هاتي النضاره مش هروح الحفله غير بيها 
ومع ورد كل شئ يتحول للرضوخ ..وعقدت شعرها كالمعتاد تحت نظرات ورد التي لمعت عيناها وهي تجذبها نحو الفراش تجلسها عليه 
 استني اما هعملك تسريحة حلوه شبه تسريحة أبلة نظيرة 
فدفعتها مهرة برفق وهي تضحك
انا تسريحتي شبه ابلة نظيرة 
فحركت ورد رأسها وهي منشغلة فيما تفعل 
ومر الوقت ليستعدوا سويا ولم تنسي ورد الحذاء الذي يلائم ملابسها
ونظرت مهرة لورد التي وضعت دبوس حجابها وحملت حقيبتها 
تعالي معايا وهاتي أكرم والبنت اللي بيحبها كمان واه اتعرف انا كمان عليها
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها برفض 
لا احنا ملناش في الجو الممل ده 
فأستائت مهرة منها وتأففت بحنق 
خلاص أجي معاكم ..انا برضوه بتخنق من الحاجات ديه 
فلوت ورد فمها بأمتعاض 
ديه حفلة الشركة اللي انتي شغاله فيها يامهرة ..يلا ياحببتي أكرم ھيموتنا بقاله ساعه مستنينا
وتابعت بحماس وهم يغادروا 
هنوصلك الأول 
..................
نظرت مني لمهرة بسعاده علي تغيرها لنمط ملابسها 
طالعه جميله ورقيقة يامهرة 
وتابعت بود حقيقي لها
ديما البساطه في الشكل والهيئة هي اللي بتكسب
لم تتكلف مهرة بوضع اي شئ علي وجهها الا كحل العين الذي اصرت ورد لها بوضعه 
ملابس جديده منمقة وحذاء ذو كعب بسيط وتسريحة شعر ليست مختلفة كثيرا عن تسريحتها وكحل لعينيها .. بدأت تمتعض من نظرات البعض لها وكأنها لم تكن ذات ذوق 
ووجدت ياسر يقترب منها غير مصدقا 
مش معقول مهرة 
فتمتمت بأستياء جعلت ياسر يضحك بقوة وهو يهتف 
الاختلاف ديما بيميز .. وبصراحه انتي مميزة النهارده 
وابتعد عنها عندما لمح سيارة جاسم تصطف بالخارج.. فهي وياسر وقفوا ينتظروا قدومه وبالطبع لكونها مساعدته الشخصية ولكون ياسر ذراعه الايمن حتي مني كانت تنتظر قدومه ولكنها دخلت للقاعه مع أحد الضيوف 
وبدء عقلها يخبرها وهي تراهم يتقدمون نحوها 
زوج وزوجه رائعين ..فمن سيليق بجاسم الشرقاوي غير رفيف 
ونفضت رأسها سريعا من تلك الأفكار عندما سمعت صوت رفيف الساخر
مهرة ... لا أصدق 
كانت عين جاسم تجول عليها بتفحص ..كل شئ بها بسيط وهادئ ... وشعر بلمسة رفيف علي ذراعه 
فألتف إليها وسار معها للداخل 
فتأففت مهرة من نظراته وكأنه يخبرها انها مهما فعلت لن تصل للأناقة ..هذا ماظنه عقلها 
وسارت بجانب ياسر الذي أخذ يحادثها وهم يسيروا في الممر الطويل المفروش بالسجاد الأحمر 
كانت أحدي الفتيات العاملات تسير بهروله نحو القاعة ويبدو أنها خرجت للخارج لامر ما وتركض لتعود لخدمتها 
ودون قصد منها انزلقت قدماها فأنصدمت بجسد رفيف
انا أسفه يافندم 
ونظرت إلي مهرة وياسر الواقفين بالخلف تستنجد بهم لأنهم بتأكيد لاحظوا انزلاق قدمها 
ذراعي ايتها الغبية 
فنظر جاسم لرفيف التي تتأوه 
خلاص يارفيف
فأمسكت رفيف يده تضعه على موضع الآلم
أنظر جاسم ..لابد ان تحاسب من وظفها 
فنظرت الفتاه لداخل القاعة ومديرها يشرف على المكان 
انا أسفه ياهانم 
وقبل ان تتمتم الفتاه بأعتذار آخر 
اندفعت مهرة وهي تنظر لهم 
ماقالتلك خلاص... ايه ټموت نفسها يعني 
وحدقت ب ياسر ..ليشرح ياسر ما رأه 
ولكن رفيف لم يعجبها الأمر ..فهتفت پغضب 
كيف تتحدثي معي هكذا 
خد رفيف وادخل الحفله ياياسر
ونظر للفتاه برفق
وانتي ادخلي كملي شغلك 
فتمتم الفتاه بشكر..لتنظر رفيف لياسر ثم جاسم الذي أخذ مهرة بعيدا يجرها خلفه وهي تجاهد ان تنزع يدها عنه ولحسن الحظ لم تكن يدها التي لم تشفي بعد
ووقف أخيرا وهو يزفر أنفاسه يحدق بها 
أعمل فيكي ايه
فطالعته بتحدي 
انت سكت وياسر سكت وانتوا شايفينها بتهين البنت ازاي مع ان الحكاية مش مستهلة 
وتابعت بحنق
بس عشان خاطر رفيف هانم لازم تسكتوا وتراضوها
فلمعت عين جاسم وهو يتأمل تفاصيل وجهها 
وتفتكري انى كنت هظلم البنت واطردها من شغلها عشان اللي حصل 
طالعه تجنني النهارده بس لسانك ده بيهدم كل حاجه 
وابتعد عنها وسار نحو القاعه كي يلقي كلمته مرحبا بضيوفه وموظفينه 
لتنظر هي لخطاه مبتسمة
الفصل الثامن عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت وسط الحضور تنظر للمكان حولها وكيف الجميع يضحك ويثرثر مع بعضهم ..عرفتها مني علي زوجها الذي قد جاء لتلبية رغبتها بأن يكون جانبها اليوم بالحفل وكانت تتمني ان تعرفها علي أولادها ولكن المكان لا يسمح بهذا ووعدتها يوما ان تعرفها عليهم ..
اليوم مني أخبرت زوجها أمامها انها تعدها شقيقتها الصغري .. ثم انشغلت مع زوجها 
مندمجين مع بعضهم 
ووقعت عيناها علي رفيف وهي تصافح البعض بجانب جاسم وقد جاء ياسر يهمس له بشئ 
ليعتذر لضيوفه ويصعد للمنصه كي يلقي كلمته المرحبه ويرد علي الصحفين أصحاب الأسئلة الفضولية عن حياته 
أنطفأت الأضاءة ولم تتبقي الا الاضاءة المسلطه علي المنصه ... كانت بداية حديثه الترحيب بضيوفه الكرام والشكر والأمتنان لكل موظف يعمل معه 
كلماته كانت مرتبة ومتقنة مع انه لا ينظر لشئ الا لهم 
اليوم علمت من حديثه أنه لم يكن من الطبقة العليا 
وانما نشأته كانت في طبقة متوسطه ربته جدته المرأة العجوز لم يدخل في تفاصيل أكثر عن تربيته وأين كان والديه .. ولكن بعد برهة عندما صمت ثم عاد يتحدث عن عائلته كان يتحدث

بفخر عن والده الذي اسټشهد في أحدي المداهمات العسكرية 
وكانت المفاجأة الأخرى التي لا تعلمها ولم تتوقعها رغم أنها من قبل بحثت عن معلومات عنه قبل اول لقاء لهم
جاسم طبيب صيدلي كان هذا حلمه قبل الجامعه .. الا أنه اكتشف أنه لم يكن شغوف بالأمر كما توقع
شغفه كان بعالم التسويق مع ان شخصيته كانت هادئه انطوئيه بعض الشئ إلا انه كان عبقريا في هذا
ثم هاجر لكندا ومع مساعدة احد أقاربه هناك 
بدء جاسم الشرقاوي يصعد سلم نجاحه ويبني كيانه في عالم آخر غير الذي درسه 
الاغلب كان مبهورا بالأمر ف القليل من يعرف حياته 
لأنه لا يحب التطفل علي حياته الخاصه 
العمل والنجاح بالنسبه له شئ وحياته وكيف كانت وكيف ستكون شئ آخر ...وضحك وهو ينهي حواره 
النهارده الذكرى الخامسة لمجموعة الشرقاوي ..ويمكن لأول مره بتكلم بأستفاضه عن تفاصيل حياتي ... وده لان أسئلة الصحافه بدأت تكتر عن غموض شخصيتي 
وتابع وهي يزفر أنفاسه 
نجاحنا مش بنحتاج نتكلم عنه كتير ...بس ديما ورا كل نجاح حقيقي حلم انت كنت مؤمن بيه وفي الأول والأخر ده توفيق وفضل من ربنا عليا
تصفيق الحضور صدح عاليا .. فأبتسم وهو يهتف بعلو ويخص كلمته لموظفينه
احتفال الشركه مش احتفال لمؤسسه ..ده احتفال ليكوا انتوا بتعبكم وجهدكم 
وتابع بفخر وحب
النهارده بنحتفل بنجاحنا كلنا 
ولم يجد كلمه أخرى يقولها بعد كل هذا التصفيق ..فهبط من علي المنصه وبعض الكاميرات تلتقط له الصور
وشعرت مهرة بيد أحد علي كتفها ..فألتفت وهي تسمع صياح رقية 
مهرة 
فأبتسمت وهي تري رقية وبجانبها مراد الذي وقف يطالعها بنظرات لم تستطع تفسيرها 
السيد مراد العظيم ساعه بتحايل عليه يجي
وتابعت رقية بتذمر وهي تنظر اليه ثم لمهرة 
قال ايه مبحبش جو الحفلات 
فتعالت ضحكت مهرة وهي تجد مراد يدفع رقية أمامه 
كبرت وبقيت زنانه اوي البنت ديه 
فطالعت مهرة رقية التي تفضحها نظراتها نحو مراد .. اما مراد كالعاده لا يري رقية الا الفتاه الصغيره
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 103 صفحات