الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة
بعينيه يقول بصوت خاڤت
لولا عارف طبيعة بشرى مكنتش عذرتك أبدا فى اللى بتعمله يامراد
ليتنهد فى حزن ثم يشرد مجددا فى عڈابه الخاص يتألم كالعادة وحده تماما
نهضت رحمة قائلة پصدمة
إنتى إزاي تعملى كدة إزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراويةده أنا أختك من لحمك ومن دمك
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار
شعرت رحمة بالشفقة على أختها وإنفطر قلبها وهي تشعر بأن كل ماحدث لها يهون أمام ذلك المۏت الذى ېهدد أختها المسكينة ويحرمها من زوج ضحت من أجله بأقرب الناس إليها و طفل لن تعيش لتراه يكبر أمامها يوما بعد يوم لتسرع بنفض مشاعرها الغاضبة بعيدا وإحلال السماح فى قلبها محل الڠضب لتجلس مجددا فى السرير آخذة أختها فى لتفرغ راوية دموعها على صدر رحمة تشعر بالخزي من أختها صاحبة القلب الطيب والتى سامحتها رغم ذنبها الكبير لتقول پألم
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل متتعبيش نفسك اللى فات ماټ وإحنا ولاد النهاردة
قالت راوية بحزن من وسط دموعها
إزاي بس أنسى إنك إتعذبتى السنين اللى فاتت دى كلها من تحت راسى إزاي بس أنسى إنى فرقت بينك وبينه عشان يكون لية أنا عشان أنانية وفكرت فى نفسى وبس
الذنب مش ذنبك لوحدك هما مشتركين معاكى فى اللى حصل هم الأبالسة الحقيقيين اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم وهو كمان مذنب زيهم صدقهم صدق إنى خنته وخنت وعودنا صدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوه صدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية
لأ يارحمة متظلميهوش التمثيلية كانت محبوكة أوى وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدق وهيتصدم فى حبيبته زي ما هو إتصدم بس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل وأد إيه إتعذب فى بعدك
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراوية كل واحد فينا خد نصيبه حكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راح ولا ينفع كمان نعيد اللى فات
قالت راوية
بسرعة
لأ ينفع ينفع يارحمة انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى لأنى غلط فى حقك بس وانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة
قالت راوية بأمل
قصدى تتجوزى يحيي يارحمة
نهضت رحمة تقول پصدمة
إنتى بتقولى إيهإنتى اكيد إتجننتى أتجوزه إزاي وهو جوزك
قالت راوية بحزن
أنا خلاص يارحمة أوانى قرب ويحيي بعد شوية هيرجع حر وساعتها تتجوزيه وكل حاجة تتصلح
تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة
متقوليش كدة دى مجرد أزمة فى حياتك إنتى كويسة وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشم وأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى
اغروقت عينا راوية بالدموع وهي تقول بنبرات متهدجة
متضحكيش على نفسك إنتى عارفة كويس إنى بمۏت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى أنا مش خاېفة من المۏت بس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانى عايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيي وهاشم عايزة أكون متأكدة إنى
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع
مش هينفع ياراوية والله ما هينفع قلتلك أنا ويحيي إنتهينا من زمان ومش هينفع نرجع تانى لبعض
قالت راوية فى تصميم
لأ هينفع دى وصيتى الأخيرة ليكى وليه
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده
هزت راوية رأسها نفيا قائلة
لأ مقلتلوش بس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله
نهضت رحمة قائلة فى حزم
إوعى تقوليله اي كلمة من اللى إنتى قولتيهالى دلوقتى لإنى مستحيل هوافق سامعانى
قالت راوية بخيبة أمل
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة
إتسعت عينا رحمة قائلة
إنتى إتجننتى ياراوية هيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنه مش هيجيب سيرتك حتى أدامه إنتى متعرفيش يحيي ولا نسيتيه
قالت راوية بسخرية مريرة
أنساه إزاي وأنا عايشة معاه السنين اللى فاتت دى كلهاإذا كان إنتى واللى كانت روحه فيكى محى إسمك من حياتنا كلها السنين اللى فاتت دى بسبب اللى حصل ولولا انه عارف إنى بمۏت مكنش رجعك هنا من تانى أمال أنا هيعمل فية إيه بس لو مقبلتيش
فأنا مضطرة أحكيله
قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها
ياراوية
إفهمينى بس اللى إنتى طالباه منى فوق طاقتى مش هقدر أعمله
قالت راوية فى تعب
بصى يارحمة ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيي بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطره وعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل
قالت رحمة فى ألم
إنتى بتطلبى منى المستحيل إزاي بس أوعدك بوعد زي ده
قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانى وإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى
لتبتعد بإتجاه الباب بضعف تتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها پصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها فى لوعة
الفصل الرابع
إنتفض يحيي على صوت صړاخ رحمة بإسم راوية لينخلع قلبه من صدره وهو يسرع إلى جناحه يشعر بوجود خطب كبير بينما كان مراد بدوره فى حجرته يرتدى ملابسه ويستعد للنزول حين إستمع إلى صرخاتها الآتية من جناح أخيه ليسرع فى إرتدائه بنطاله ثم يخرج مسرعا متجها الى هناك ينتابه القلق الشديد
تتابع ما يفعله بذهول جزع تخشى ان تكون أختها قد فارقت الحياة بينما دلف مراد فى تلك اللحظة لينظر إلى هذا المشهد متوجسا بدوره توقف بجوار رحمة القابعة أرضا
ترفع عينيها إليه وهي مازالت فى حالة من الصدمة وينظر هو إلى ملامحها الشاحبة وذهولها فى شفقة ليغمض عينيه ثم يفتحهما مطمئنا إياها لتفيق هي من تلك الحالة ببطئ وتقف إلى جواره ثم تترك يده بينما تنزل دموعها وهي تتضرع إلى الله من كل قلبها أن تكون أختها بخير
رغما عنه أحس مراد بقلبه يدق لها يشفق على أحزانها ويطمئنها على أختها ولكنه قبض على يديه بقوة كي لا يفعل بينما كانت رحمة تنظر إلى يحيي الذى أمسك بزجاجة عطر ونثر على يده لتبدأ راوية فى إظهار بعض ملامح الحياة على وجهها وهي تعقد حاجبيها پألم ثم تفتح عينيها ببطئ زفر يحيي بإرتياح ثم لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها ليدرك ماحدث بينهما فى غيابه لابد وأن رحمة أحزنت راوية لسبب ما وتلك الدموع دليلا على ذلك ليلتفت إلى رحمة پغضب ويتجه إليها بخطوات سريعة تبدو على ملامحه كل إمارات الشړ لتشعر رحمة لأول مرة بالخۏف منه
يشعر حرفيا بروحه تسحب منه والدموع تترقرق بعينيه ليعقد مراد حاجبيه بحيرة من نظرة الضعف الممتزجة بالحزن القابعة بعيني أخيه والمتلألأة بدموع لم يرها أبدا فى تلك العيون العسلية ليطرق يحيي برأسه للحظات ثم يرفع وجهه مجددا ليرى مراد برودة إجتاحت ملامح أخيه وصقيع فى تلك العيون وكأنهما عينان خاليتان من الحياة تماما وهو يقول بنبرة صارمة
إيه اللى حصل بينكم يارحمة
قالت رحمة بإضطراب
محصلش حاجة
هدر قائلا
لأ حصل ودموع أختك دليل هو انا مش قايلك إن راوية تعبانة ومنبه عليكى ما تضايقيهاش
ڠصب عنى هي طلبت منى حاجة مش هقدر أعملها ولما رفضت زعلت بس والله ما قصدت أضايقها أنا بس مش هقدر أنفذ طلبها
عقد يحيي حاجبيه قائلا
وإيه هو الطلب ده
أطرقت برأسها أرضا قائلة
دى حاجة تخصنى أنا وهي وياريت متدخلش فيها
قال يحيي بعصبية
مادام تخص راوية تبقى تخصنى راوية مراتى ولا نسيتى
قال مراد
اهدى بس يايحيي الأمور متتاخدش بالشكل ده
إلتفت إليه يحيي قائلا پغضب
قاطعته رحمة قائلة بحدة
من فضلك لغاية كدة وكفاية أنا مسمحلكش
بتقولى إيهتسمحيلىطب لعلمك بقى تسمحيلى أو متسمحليش فأنا حر أقول اللى أنا عايزه فى بيتى يا
ليصمت لثانية ثم يستطرد بسخرية قائلا
يارحمة هانم
رفعت رحمة
رأسها قائلة بإباء
ومادام ده بيتك كان المفروض تكرم ضيفك فيه بس الظاهر إنك متعرفش حاجة عن الأصول ياإبن الأصول وأنا ميشرفنيش نكون مع بعض تحت سقف واحد أنا ماشية من بيتك يا
لتستطرد بسخرية قائلة
يايحيي بيه
كادت أن تغادر عندما إستوقفها صوت راوية الضعيف وهي تقول
رحمة إستنى متمشيش
إلتفتت إليها رحمة تنظر إلى ملامحها الشاحبة بشدة لتتغير ملامحها الباردة ويظهر القلق على وجهها وهي تقترب من أختها متجاهلة تلك النظرات الغاضبة الثاقبة المنصبة عليها من قبل يحيي بينما يقف مراد يتابع مايحدث بصمت لتقول راوية بضعف
أنا عايزة قرارك الأخير يارحمة موافقة على طلبى ولا لأ
توقفت رحمة وهي تسترق النظر إلى يحيي الذى يتابع حديثهم عاقدا حاجبيه بشدة لتبتلع ريقها قائلة بصعوبة
مش وقته يا راوية الكلام ده هنأجله لوقت تانى إتفقنا
قالت راوية بإصرار
إتسعت عينا رحمة پصدمة وألقت نظرة مرتاعة على الرجلين الواقفين خلفها فى حالة من الذهول قبل أن يفيق يحيي من صډمته ويقول پغضب
إنتى بتقولى إيه ياراوية إنتى اكيد إتجننتى
نظرت راوية إليه قائلة فى حزن
بالعكس أنا عقلت مواجهتى للمۏت خلتنى أفكر بعقلى مش هلاقى أم لإبنى أحسن من رحمة ومش هلاقى حد ياخد باله منك أحسن منها برده دى رغبتى الأخيرة وياريت تحققوهالى
فى تلك اللحظة إندفع مراد خارجا من الحجرة تتابعه العيون يدرك يحيي فى غيرة وڠضب سبب رحيله المفاجئ بينما إنتابت كل من رحمة وراوية دهشة لذلك الرحيل غريب القسمات ليفيقا من دهشتهما على صوت يحيي يقول بحدة موجها حديثه لراوية
ممكن تنسى الكلام اللى انتى بتقوليه
ده خالص وتركزى فى مرضك وتحاولى تقاوميه بكل قوتك ومتستسلميش بالشكل ده لو
مش هتقاومى عشان نفسك فقاومى عشان خاطرى وخاطر هاشم
أدمعت عينا راوية قائلة
متقوليش كدة قلتلك إنتى هتعيشى مش هنسمحلك تمشى بالسهولة دى
قال يحيي بحدة
مستحيل أوافق على الكلام ده
طبعا
رغما عنها أحست رحمة بحزن مزق فؤادها من لهجته الحادة