السبت 23 نوفمبر 2024

رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز

انت في الصفحة 14 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى 
يتسنى له رؤيتها
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه 
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلىوقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات 
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي 
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منهاسيلين يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت 
ستة كفاية نوم بقالك أربع ساعات نايمةفي الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب 
دون أن تفتح عينيها كانت تستمع بأصوات 
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف 
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد 
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ إنت كويسة يا هانم
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير 
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها انا إسمي 
سيلين و ايوا انا كويس
زينات أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز 
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة 
بينادي عليكي من برا عشان تصحى
سيلين و هي تعدل ملابسها خليه يدخل 
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون 
أن يستمع لكلامهاجلس على حافة السرير 
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
إنت كويسة وشك أحمر أجيبلك الدكتورة 
ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها 
بلطف قائلةانا كويسةإهدي
سيف و هو يتنفس الصعداءكنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي 
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش 
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني 
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك 
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها لا 
انا كويس و الله اغمضت عيناها بخجل 
قبل أن تكمل انا نوم بتاعي ثقيل
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده 
برقة ثم وقف من مكانه قائلا طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه 
حاضر 
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل 
الدرج يتحدث في الهاتفوقفت مكانها لتستند 
على حافة الدرابزين لتتأمله
كان في غاية الوسامة 
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على 
نصفه العلوي بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآنكيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا 
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
سرحانة في إيه قوليلي
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه و لا حاجة
كنت بفكر في مامي
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن
طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا انا و إنت و هي و ماما 
سيلين بطفولية إنت عندك مامي
سيف بضحك انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه
سيلين بعبوس بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة
توقف بصعوبة قائلا لا هي بتقلك يا هانم
بالميم مش هاني لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك 
سيلين بجهل مش فاهم
سيف باللغة الألمانية أقصد انها تعمل هنا و من 
واجبها إحترام أصحاب المنزل و لذلك تناديكي
هانم فهمتي 
اومأت له و هي تتمتم بتفكير يعني إنت 
كمان تناديكي هانم
سيف ضاحكا يا نهار اسودداه إنت المصري 
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكرإنت 
بهدلتي الدنيا لا إنت تناديكي هانم عشان 
آنسة حلوة و قمر بس انا راجل فهي تناديني 
باشا
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت 
يا باشا
قائلا يا روح قلب الباشا إنت يلا خلينا نقوم 
عشان العشا جهز من بدري
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه 
و يضحك بخفوت لا يعلم مالذي حصل له هذا 
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها 
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا
يتبع
الفصل الحادي عشر 
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما توقفت سيارة سيف الفاخرة و يتبعها أسطول سيارات الحراسة أمام قصر عزالدين فتح باب 
السيارة ثم إتجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لسيلين التي نزلت بارتباك واضح أوقفها أمامه قائلا بنبرة مطمئنة مټخافيش طول ما أنا جنبك متشيليش هم أي حاجة إحنا 
حندخل جوا نقعد شوية و لو لقيتي نفسك مش مرتاحة حنمشي على طول إتفقناهمست بعدم إقتناع لكن لا حل لها سوى الوثوق 
به حتى النهاية ماشي أحاط كتفيها بحماية ثم دلف للداخل بعد أن 
فتح له أحد الحرس باب الفيلا وجد جميعالعائلة مجتمعيش عميه و زوجتهما و أبناء عمه
آدم و عشام و أخيرا والدته الجميع بإستثناء صالح و فريد و الفتيات البقية كانوا في إنتظاره فقد إتصل بهم منذ ساعة و طلب منهم أن ينتظروه من أجل خبر مهم أسرعت نحوه والدته لتقبله و هي تحمد الله 
على رجوعه سالما من سفره ثم عادت و جلست في مكانها و هي مازالت تنظر نحو تلك الفتاة الغريبة التي كانت تقف بجانبه لم تكن هي وحدها 
مندهشة من شدة جمالها مجمعنا كلنا عشان تورينا عشيقتك الجديدة صح 
تجاهله سيف بينما نظرت نحوه سيلين بعدم فهم ليبادلها بنظرة مطمئنة قبل أن يهتف بصوت واثق أقدم لكم سيلين بنت طنط هدى هدى عزالدين ضغط سيف علي سيلين ليقربها أكثر منه
و هو يعيد كلامه للتأكيد متفرسا بنشوة عارمة ملامحهم المصډومة أيوا فعلا اللي بتفكروا فيه صح طنط هدى طلعت عايشة و دي بنتها ركز بصره على جده اكثر شخص يريد معرفة
ردة فعله كيف إستطاع تزييف مۏت إبنته و حفيدته هما مازالت على قيد الحياة لاحظ شحوب
وجهه و إرتعاش يده التي كانت تقبض
بشدة على عصاه المصنوعة من خشب الابنوس التي كان يرتكز عليها ردة فعله كانت طبيعية رغم ذلك تعجب سيف كثيرا فمن يراه بهذه الحالة يصدق فعلا أنه متفاجئ بوجود إبنته على قيد الحياة نقل سيف بصره نحو عميه ليجدهما يحدقان 
بعدم تصديق في سيلين ملامحهما متجهمة و غاضبة و هو يعلم لماذا فوجود اخت جديدة يعني وريث جديد إبتسم بسخرية و هو يتأمل زوجة عمه إلهام التي كانت تنقل بصرها بين الفتاة و تلك الحقيبة التي كانت تحملها أمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينفجر ضاحكا فهو توقع ردة فعل الجميع 
هكذا بالضبط كما يراهم أمامه الان 
قاطع صمتهم قدوم إنجي التي أسرعت تركض لتحتضن سيف قائلة حمد الله عالسلامة يا ابيه إبتسم بصدق و هو يقبل جبينها قائلا الله يسلمك 
يانوجة أخبار مزاكرتك إيهإنجي و هي تنظر لسيلين باعجاب تمام يا أبيه 
مين الأمورة دي اللي شبه الباربي 
سيف بضحك غير مبال بتلك الاسهم الڼارية الموجهة له من عميه
و زوجة عمه إلهام دي سيلين بنت طنط هدى اللي كنا فاكرينها ماټت بس الحمد لله طلعت عايشة إنجي بصړاخ بجد يعني طنط هدى عايشة و القمر دي بنتها أومأ لها سيف بالايجاب و هو يقول ايوا و ممكن تاخذيها
على اوضتك ترتاح شوية اصلنا جايين من السفر إنجي و هي تسحبها من يدها طبعا يا أبيه دي 
حتنور أوضتي انا بكره حاخدها معايا الجامعة 
عشان اوريها لصحابي سيف بضيق هي عربية عشان توريها لاصحابك يلا روحي و خلي بالك منها أخذتها إنجي و صعدت بها الدرج نحو غرفتها هي و أروى التي كانت تتأملها ببلاهة صړخ كامل پغضب و هو ينظر لسيف پحقد يود لو إنت عرفت إزاي إنها بنت هدى جايبلنا بنت من الشارع و عاوز تضحك علينا جلس سيف بأريحية و أسند ظهره على الكرسي 
قائلا بشموخ و ثقة انا قابلت طنط و هي اللي قالتلي إن سيلين بنتها كل الأوراق و الوثائق 
اللي بتأكد الكلام داه موجودة حبقى أبعثلك النسخ مع كلاوس أمين بحدة أوراق إيه و كلام فارغ إيه حتى 
لو كانت بنتها و حتى لو هدى موجودة إحنا مالنا هي غلطت زمان و هربت و إختارت طريقها إيه اللي رجعها ثاني 
كامل أيوا صح إنت تاخذ البنت دي و تتصرف معاها إحنا معندناش أخت هدى ماټت من زمان 
من يوم إختارت تهرب القصر 
خدها إرميها في أي داهية أمين بغل أكيد جاية طمعانة في الورث 
امال باعثة بنتها ليه كان المفروض تيجي 
بنفسها و إلا مكسوفة بعد عملتها السودة إلهام بخبث أنا مستغربة هي إزاي سمحت لبنتها تروح مع واحد غريب لا و جاي 
و كأنها مراته أمين ماهي أكيد طالعة لأمها شهقت سميرة و سناء باستنكار بينما تعالت ضحكات 
آدم المستمتعة إبتسم سيف برود و هو يلتفت نحو جده الذي كان 
يستمع لكلامهم بصمت و قال و إنت ياجدو معندكش حاجة تضيفها على كلام ولادك المحترمين قاطعه كامل الذي زاد إشتعاله برود سيف 
و نبرته المستفزة محترمين ڠصب عنك و تقوم دلوقتي حالا تاخذ البنت اللي إنت جايبها 
و تغور من هنا وقفت سميرة مدافعة عن إبنها إنت بتطرد 
إبني من بيته يا كامل هي حصلت و إنت ياعمي ساكت ليه ماتقلك كلمة سايبهم كده بينهشوا في إبني زي الضباع نظرت نحوها إلهام بحنق و هي تجيبها و إنت 
مش شايفة عمايل إبنك ياسميرة دلف صالح في تلك اللحظة ليجد الجميع مجتمعين و الجو مشحون كالعادة كلما إجتمع معهم سيف صالح السلام عليكم في إيه يا جماعة صوتكم
جايب آخر الجنينة كور قبضته ليسلم على سيف و هو يكمل حمد 
الله على السلامة يا سيفو إيه الأخبار رمقهما آدم پحقد فهو يكره كثيرا رؤية علاقة سيف و صالح الهادئة و كم حاول من مرة إفسادها لكنه لم ينجح كز على أسنانه بحنق و هو 
يدير عيناه لوالدته التي كانت تهمس
لوالده خفيةليبتسم بخبث فهو يعلم جيدا أن والدته الان تحرض 
كامل على إبن أخيه أكثر جلس صالح بقرب سيف الذي كان ينتظر جده 
أن يتحدث غير مهتم بثرثرة الأخرين التي تعود الجد بعصاه أرضية القاعة لينتبه له الجميع 
ليقول بصوت صارم دون أن تظهر أي مشاعر واضحة على سحنته قفلوا على الموضوع داه 
لغاية ما نتأكد من كلام سيف و إنت يا سيف إلحقني على المكتب وقف من مكانه بصعوبة بسبب إرتعاش و رغم 
ذلك ظل محتفطا بهيبته و صرامة ملامحه التي 
تجبر الجميع على إحترامه و تقديره دلف المكتب ثم إرتمى على أقرب كرسي و هو يرتكز بكفيه على عصاه ينتظر دخول 
حفيده العنيد الذي تحرك بدوره ليلتحق به تاركا وراءه حربا مشټعلة دلف و أغلق الباب وراءه ثم
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 50 صفحات